التحالف الديمقراطي الإرتري الآن إلى أين؟
التحالف الديمقراطي الإرتري |
مكتب الإعلام |
28.09.2005 |
|
قبيل الاجتماع الدوري الثاني للقيادة المركزية للتحالف الديمقراطي الإرتري الذي انعقد في الفترة من 15ـ 25 سبتمبر الحالي أثيرت أسئلة عديدة حول التحالف كان من بينها سؤال مفاده ” التحالف الديمقراطي الإرتري إلى أين الآن؟ ”
الدوافع وراء طرح هذا السؤال عديدة ، ولكن مبعثها يعود في الأساس إلى بعض الخلافات أو النزاعات التي حدثت داخل بعض تنظيمات التحالف الديمقراطي الإرتري ، فالبعض كان دافعه الإنشغال والخوف القائم على الحرص على التحالف وبالتالى كان يطرح أسئلة أخرى من قبيل ، هل بإمكان التحالف تجاوز هذه المشاكل وحلها أم ستفضي إلى إنقسام التحالف وتمزقه؟ أما البعض الآخر والذي لم تصدق أمانيه ولا أحلامه كانت أمنيته أن يتضعضع التحالف ويتبدد ومن أجل ذلك عزف هؤلاء على وتر التناقضات وسعوا لتضخيمها حتى تستعصي على الحل ، ولكن لم تتحقق تلك الآماني الخائبة ولم يحصد أصحابها سوى السراب .
ومن المفارقة فإن بعض من كانوا ينتقدون المعارضة لأنها لم تتمكن من تحقيق الوحدة أو كانوا يتشدقون بمساندة ” التحالف الوطني الإرتري ” هم الذين انخرطوا اليوم في معاداة التحالف الديمقراطي الإرتري وانبروا بالكتابة ضده في مواقع الإنترنت تحت أسماء مستعارة .
لقد وقف التحالف الديمقراطي الإرتري في اجتماعه الدوري الثاني على الإنقسامات والخلافات التي حدثت داخل بعض تنظيماته واتخذ بالاجماع معالجات مناسبة بصددها مما أعطى دليلا واضحا على قوته ووحدته ، وأجاب من خلال ذلك باقتدار على سؤال ” التحالف الآن إلى أين؟ ” بصورة عملية بأن التحالف يخطو نحو الأمام ، وأنه ومن خلال قناعة راسخة تعززت لديه بالتجربة العملية انحاز التحالف الديمقراطي الإرتري إلى خيار السير قدما وعدم العودة إلى الوراء وإلى عهود الصراعات والإنقسامات التي ولت دون رجعه ، وبالتالي فإن تنظيمات التحالف لم تسع لاستغلال الخلافات داخل أطر بعض تنظيماته لتحقيق بعض المكاسب التنظيمية الضيقة.
أما التعليق المؤقت لعضوية بعض التنظيمات الأعضاء في التحالف فإنه تم استنادا على معايير وشروط العضوية الواردة في النظام الأساسي للتحالف الديمقراطي الإرتري الواجب استيفاؤها لاكتساب العضوية ، واستناد أيضا على مبدأ إحترام الرأي الآخر واحتمال الرأي المخالف . وعموما سوف تستأنف تلك التنظيمات عضويته حال توافر تلك الشروط وتجاوز بعض الإشكلات الداخلية لدى بعضها الآخر . والتحالف الديمقراطي واضعا في الحسبان قواعد هذه التنظيمات بغض النظر عن حجم الدور الذي تلعبه هي في معسكر المعارضة فإنه ترك الباب واسعا أمامها للعودة إلى التحالف بعد تسوية وترتيب أوضاعها للمساهمة في المحطات القادمة .
وفي هذا الاثناء تم رصد أطراف تحاول توسيع الهوة بين التحالف الديمقراطي الإرتري وهذه التنظيمات وتتظاهر بالتعاطف معها ، وبالتأكيد فإن هذه الأطراف تنطلق من الخيبة والصدمة التي أصيبت بها جراء تجاوز التحالف العقبات التي كانت تمني نفسها أن يكون أسيرا لها بل كانت تأمل أن تفضي تلك العقبات إلى نهايته.
ولكن هيهات أن تتحقق تلك الآمال والأماني المريضة ، وقد تجاوز التحالف الديمقراطي الإرتري مرحلة التأسيس ووقف على رجليه مما يمكنه من الإنطلاق بقوة وثبات نحو تحقيق الغايات المستقبلية لبلادنا من ناحية ، ومن ناحية أخرى لأننا ندرك بأن حزب المؤتمر الإرتري وجناح القيادة المؤقتة للحركة الشعبية الإتررية هم جزء من معسكر المعارضة ولن يتحولوا إلى أدوات للنظام الدكتاتوري .
وكما جاء في مدخل ميثاق التحالف الديمقراطي الإرتري بأنه ” وإزاء هذا الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا المتطلع إلى الحرية والكرامة والمتوثب دائما للنضال من أجل التحول الديمقراطي ، فإن القوى والأحزاب السياسية المعارضة للنظام الدكتاتوري في إرتريا بمختلف توجهاتها لابد من توحيد صفوفها في جبهة وطنية جامعة . إن إقامة مثل هذه الجبهة من كافة قوى المعارضة يمكنها تعبئة الجماهير حولها بغية اسقاط النظام سريعا تمهيدا لتأسيس نظام ديمقراطي مبني على التعددية السياسية الحزبية . وأن إقامة نظام ديمقراطي على هذه النحو يؤهل إرتريا في بناء علاقات متينة مع محيطها الإقليمي والعالم ، وتتحمل مسئولياتها في استقرار وأمن المنطقة ، في اتجاه إرساء الأسس الصحيحة لتعزيز حسن الجوار والتعايش السلمي والمصالح المتبادلة مع الجميع ” انتهى … وتأسيسا على ما سبق فإن التحالف الديمقراطي الإرتري يبذل قصاى جهده لتأطير وتوحيد كافة قوى المعارضة الإرترية ولإزالة روح الإقصاء ونفي الآخر . وبهذ المعني فالتحالف جبهة تناضل من أجل لم شمل قوى المعارضة التي تستوفي شروط العضوية كما ورد في نظامه الأساسي وليست جبهة لإقصاء الآخرين .
والمعروف أن أدوات النظام يعملون بكل ما أتوا من قوة التضليل لإبعاد الجماهير الإرترية من الإلتفاف حول التحالف الديمقراطي الإرتري ، ولا يخفى علينا أن هذه المحاولات قد تجد بعض من يسمعها لدى بعض القطاعات المحدودة من شعبنا والتي تمكن هؤلاء من خداعها ، ولئن تمكن هؤلاء لبعض الوقت من ذلك فإنهم بالتأكيد لن يتمكنوا من إيقاف النضالات المبذولة لرأب الصدع في جدار الوحدة الوطنية الذي تسببوا هم فيه ، أو إيقاف وحدة قوى المعارضة الإرترية ، ويعد مؤشرا واضحا في هذا الاتجاه توقف الحملات العاصفة التي كانت تستهدف التحالف والتي انطلقت قبل اجتماعه الدورى الثاني عقب انتهاء الاجتماع بنجاح .
وأخيرا فإن ردنا على سؤال ” الآن إلى أين ؟ ” هو الآن إلى العمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية ولحشد المزيد من شعبنا خلف التحالف ، ولتقصير عمر النظام الدكتاتوري ، ولإقامة نظام ديمقراطي يحقق سيادة القانون ويرسى أسس السلام والعدالة .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7089
أحدث النعليقات