التحية لأبطال فلسطين الصامدة
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع العالم الهجوم العسكري الاسرائيلي عل قطاع غزة مؤخرا ضد الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية ، وكعادتها استخدمت اسرائيل كل انواع الاسلحة ودمرت المساكن على رؤس ساكنيها من المدنين العزل من النساء والشيوخ والاطفال ، وهى لم تكن المرة الاولي كما هو معلوم للجميع وسوف لن تكون الاخيرة، تصدي المقامون الفلسطينيون المتمثلين في حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني وكان ردهم نوعيا في داخل العمق الاسرائيلي ، وهذه المرة الاولي التي تتوغل فيها حركة الجهاد بضرباتها الموجعة في اماكن متفرقة من العمق الاسرائيلي داخل اراضي ال48 الامر الذي ارعب الاسرئلين فارين الى داخل الملاجيئ. قتلت قوات الاحتلال الاسرائلي بعض القادة الميدانين من حركة الجهاد الاسلامي وبعض المواطنين العزل ولكن الصمود الاسطوري لشعب الجبارين كما كان يطلق عليهم القائد الرمز ابوعمار اجبر اسرائيل الى التراجع الى داخل اراضي ال48 واعلانها القبول الفوري بوقف اطلاق النار . لم تتوقع القوات الاسرائلية ان تصل صواريخ المقاومة الفلسطينية واخص هنا بالامر حركة الجهاد ان تصل الى العمق الاسرائيلي وفي اماكن متفرقة داخل العمق ، هذا الصمود والتحدي الكبير الذي واجهته قوات الاحتلال الاسرائيلي من حركة الجهاد وحدها ماذا لو كانت كل فصائل المقاومة الفلسطينية مشاركة وبنفس القوة والحماس والصمود؟ بالتأكيد لتغيير الموقف ورجح ميزان المعادلة لصالح الفلسطينين خاصة في هذه الظروف التي يعيش فيها العالم اوضاعا استثنائية جراء النزاعات بين القوى الكبرى اود ان اتناول هنا العلاقة التاريخية بين الثورة الفلسطينية والثورة الارترية ، لان ظروف الثورتين متشابة في كثير من جوانبها خاصة المتعلق منها بالمؤامرة الدولية علي القضيتين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء ، لتبدأ مرحلة تصفية المستعمرات والتي على اثرها تم اعلان ميلاد دولة اسرائيل في العام 1948م وضم ارتريا فدراليا مع اثيوبيا ، ارتبطت الثورة الارترية التي تم الاعلان عنها قبل ميلاد منطمة التحرير الفلسطينية باعوام ، ارتبطت علاقتهما بالدور الكبير الذي قام به القائد الشهيد عثمان صالح سبى في ان كان حلقة وصل بين الثورة الفلسطينية وبعض الزعماء العرب وذلك لسهولة الحركة التي كان يتمتع بها لحيازته جواز سفر دبلوماسي صومالي وعلاقته الطيبة مع تلك الدول ، كان يحمل المذكرات والرسائل من القيادة الفلسطينية المتمثلة في القائد ياسر عرفات (ابو عمار ) الى هؤلاء القادة والى مكاتب المنظمة في تلك الاقطار وكان ذلك عملا كبيرا حفظته القيادة الفلسطينية للقائد سبى ، ثم تعمقت العلاقة فيما بعد فشملت كل فصائل الثورة الفلسطينية ، قدمت الثورة الفلسطينية دعما مقدرا للثورة الارترية في مختلف مجالات التدريب والتأهيل العسكري والسلاح ويكفي ان نذكر ان صواريخ قراد التي كانت تستخدم في حصار العاصمة اسمرا من قبل جبهة التحرير الارترية في العام 1975م كان مصدرها قوات الصاعقة الفلسطينية . يمكننا القول ان العلاقة بين الثورتين كانت استراتيجية وليس ادل على ذلك من مشاركة الثوار الارتريون في القتال الى جانب الثورة الفلسطينية في كل من غور الاردن وقلعة الشقيف في لبنان، وان مكاتب منطمة التحرير الفلسطينية كانت تقدم مختلف انواع الدعم والخدمات للثورة الارترية خاصة في مجال الاتصالات، ومشاركة وفد منظمة التحرير الفلسطينية براسة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في المؤتمر الوطني العام الاول لجبهة التحرير الارترية في العام 1971م والذي عقد في منطقة (آر) داخل الارارضي المحررة دليل على عمق تلك العلاقة التي تميزت بالصدق والطهر الثوري بين المناضلين الذين يحملون اهداف شعبهم في الحرية والانعتاق . اخيرا التحية الى جمهورية مصرالعربية الشقيقة الكبرى ودولة قطر الشقيقة صاحبة القلب الكبير في لعب الدور المميز للوصول الى وقف اطلاق النار بين الطرفين .
علي محمد صالح شوم
لندن – 08/08/2022م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46408
أحدث النعليقات