التشظي حرث في الرماد
محمد ادريس عبدالله
maybatot@hotmail.com
مضى عام تقريبا منذ ان توحد حزب الشعب الارتري (المجلس الثوري) والحزب الديمقراطى ثم لحاق الحركة الشعبية بقيادة ادحنوم فى الوقت الضائع وهذا اللحاق المتأخر احدث لقطا بين العاملين من اجل وحدة الحزبين وانقسم الرأي بين دعاة قبول رغية ادحنوم فى الانضمام للخطوة الوحدوية وبين هؤلاء الذين يرون ارجاء انضمامه لاسباب منها انه لم يكن ضمن التفاهمات والتنسيق الذي استمر الاكثر من ثلاثة اعوام بين (حزب الشعب والديمقراطى) الذي أدي الى انسجام فى الرؤى والمفاهيم والتخوف من ان يوأد العملية الوحدوية لأن تأريخه فى العمل التنظيمى وخاصة الوحدوي يبدو غير مستقر (حيث يتوحد وينشطر سريعا )وفى السابق كان مع الخارجين من جحيم الدكتاتورية فى تنظيم بقيادة المناضل حقوص ثم انشق مع المناضل عبدالله ادم ليكونا معا الحركة الشعبية ثم انشق منها ليبقى وحده دون اسم تنظيمى الى أن توحدت الحركة الشعبية مع الجناح المنشق من المجلس الثوري بقيادة المناضل احمد ناصر (المؤتمر الوطني) ليكوِّنا معاً الانقاذ الذي اصبح شقان (ناصر وشفا) وهنا بقى له اسم الحركة الشعبية. اما الذين كانوا يرون امكانية مشاركته فى الوحدة كانوا منطلقين من رغبتهم عدم حرمان من له الرغبة فى الوحدة ان يلتحق بالمكون الجديد حزب الشعب الديمقراطي الارتري لأن من المبادئه ان يكون هذا الحزب مفتوحا لكل ارتري يؤمن بالنضال ضد الكتاتورية من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان ضمن رؤى نبذ الطائفية السياسية والاقليمية والقبلية اي يكون منطلقا من ثوابت المشروع الوطنى فى النضال من اجل الديمقراطية لذا احتفل أدحنوم مع الوحدويين يوم رأس السنة فى عام 2009م .
ملح ام رماد
قال أدحنوم فى هذه الوحدة يومها ( اننا امام خيارين :اما ان نكون ملحا والملح يتكون من الكلورين والصوديوم ويعطي للطعام مذاقا طيباً,واما ان نكون من الذرة الرفيعة أوالذرة الشامية والتى اذا تعرضت للحريق تتحول الى رماد الذي لاتنفصل هو اللآخر تركيبته….) ,علقت الجماهير الارترية آمال على الوحدة بغرض هزيمة كيمياء التشظي ولكن القيادات الارترية تنطق بأكثر من لسان فكان ادحنوم عينه في (الطاف) و ينظر الى الوحدة بنظرة المشارك في (مِلُسَتْ)وهي المشاركة فى مناظرة يقوم بها أهل العرس في المرتفعات الارتريةوخاصة التجرنية في اظهار محاسن الطرف الآخر وتنتهي باطفاء الاضاءة مما يؤدي الى شجار يتحمل نتائجه المقربون من الزوجين فحاله الآن يشبه المناظر فى (الِملست) والذي يقوم باطفاء الاضاءة بعد ان قال من المحاسن فى الوحدة أكثر مما يرجوه الوحدويين فهو أطفأ المصباح ولم يفض العرس(أف ايلو ني لمبا)ولكن لامحال فان العرس سيستمر ويعم التعاضد مهما فعل مطفئ الفرح بعزم وارادة الحادبين على تجاوز الماضي المرير نحو المستقبل;يبدو ان وحدة الملح رفعت ضغطه الشرياتي والذرة تحولت الى رماد فأصبح يزرع في الرماد ناسيا ان الحضور في حفل التوقيع طلبوا منه أن يوقع بالقلم الاحمرولكن اختلطت عليه الالوان لانه يهوى لون واحد(بدير أبوكاتو وأدي ماي عداي ستا) ولللأسف أن الانشطارات حرث في الرماد واحتراف للتشظىي الذي اصبح آفة المعارضة, فهل يمكنك ان تفكك لنا هذه المره عناصره التي اصبحت مهنتك يا ادحنوم؟
احتفائية المذبوح
بعض اطراف المعارضة ظهر في محياها السرور لخروج الحركة الشعبية وخاصة هؤلاء الذين فسروا الخطوة الوحدوية بأنها تهدد مصالحههم ونظروا اليها بعلاقات الكيمياء الطائفية والنوازع الايديولوجية بل اقاموا كيان مناهض لها وللتحالف مما ادى الى ما نحن فيه , أدخلت المعارضة فى تجاذبات ومحاور متعارضة اتاحت الفرصة للانتهازيين للعبث بالثوابت الوطنية وتهديد السيادة الوطنية كما يفعل الطاغية بل أهدروا الوقت والجهد فى محاربة عدو وهمي خيل لهم في حزب الشعب وبذلك اراحوا الطاغية من السباب لان لاسياسة تمارس في هذا الوقت وأمدوا فى معاناة شعبنا وعمر الطاغية وبعض ممن قلصت مراكزهم نتيجة تضخم المجلس المركزي بعد الوحدة وجدوها فرصة للتسلق وهناك من جعل من الخلاف مطية للهروب من تجاوزات مالية قام بها عندما كان مسؤلا فى الحزب الديمقراطي قبل الوحدة اما المناضل محمد نورأحمد والذي أكن له كل الاحترام لكونه يمتلك الجرأة والتفكير بالعلن فانه قال في حزب الشعب مثل ماقال عند ذهابه الى الدكتاتور مدفوعا بعاطفة التحرير واشياء اخرى ويومها بات معي فى المدينة الجامعية وناقشنا خياره حتى الفجر ولم يقنعني وطلب مني ان اجمع له خلية (ج.ت.ا.المجلس الثوري) بحلب وفشل ايضا في اقناعهم وتمنينا له التوفيق وهذه المرة اتمنى له التوفيق ولسان حالي يقول (اللهم اعطنا حسن الختام)ومثيل قوله السابق ايضا , ان قيادة حزب الشعب الديمقراطي تقديراتها خاطئة ويتحكم فيها طرف متشدد يرفض مؤتمر الحوار في حين انه كان يردد نفس المنطلقات حتى وقت قريب اذ لم يكن احد صناع اهم القرارات فى عدم المشاركة واقول هذا ان صح مانشر فى النهضة على لسانه وليس لفرض وصاية على احد في الاختيار,والنهضة تعتبر اسوأ موقع ارتري لانه يزكي الفرقة واشبه بوكالة( هوباي) وتشاركه المواقع الاخرى الا من رحم ربه حيث لامهنية صحفية ولامسؤلية اخلاقية او قانونية ورداءة فنيةولا ادري ماهية الرسالة اللانسانية والسياسية لهذا الموقع املي ان يوضح لنا الاستاذ (شيه) الذي نقدر شخصه رسالته التي يريد ان ينتصر اليها ونقول له لك الحق فى ان تقول رأيك فى اي حزب او شخصية عامة حتى حزب الشعب لك الحق فى الاتفاق والاختلاف معه لانه جزء من المشهد العام وبشكل موضوعي ولكن ليس لك الحق فى التعرض فى حقوق الناس واعراضهم برصدك ومصادرك الوهمية أو باسم الاقلام التي تكتب فى موقعك وهمس المدينة نسمعه يقول انه لاعلاقة لك بالكتابة وان الموقع كحائط البيوت فى مدينة بورتسودان يسجل فيه (السقايين) عدد ما تستهلكه الاسرة من صفائح الماءوالكتابة فيه بالفحم مع تقديري لروح مقاومة النظام التي يستشفها المتتبع لمواد الموقع ولا انكر لك الفضل فى نشر بعض مقالات لي واخرى طالتها رقابتك المفضلة لانها من أرومة مختلفة سياسيا شكرا لك علي الحالين و ليس ذلك فحسب انك تمارس الارهاب المهني والصحفي على مواقع صديقة وهذا لللأسف اشبه بدور الرقيب فى الانظمة الشموليةنأمل ان نسمع منك رأيا على التنظيمات التى تحسب عليها بمجرد المدح المختلف لمواقفها وآخر عن سبل الحوار والتصالح واملي ان يكون هذا بعض من الهمس لك فيما يقوله البعض عن موقعك الالكترونى.
ابوحيوت يحيي قضية الشهداء
طالعتنا مقالة على شكل رسالة الى المناضل ولدي يسوس عمار رئيس حزب الشعب الديمقراطي الارتري بقلم الاب والمناضل المخضرم والرفيق النقابى العمالي ابراهيم قدم وانني لاافوت على نفسي اي مقالة يخطها ابوحيوت لانه من الذين نحبهم ولهم الفضل فى خلق وعينا الوطني وعلمونا ان لانميز بين مواطنينناوان نقدم افضل مانمك لوطننا وشعبنا لانه (جمل الشيل) فى كل المحن فالتحية لك. الرسائل المعنونة الى الرؤساء دائما عنوانها للمجهول ولكن املى ان تكون رسالتك قد وصلت لي رفيقك السابق وصديقك فى المعركة من اجل الديمقراطية (ودعمار) ومقارنتك لموقفه ورفض افورقي عندما دعته اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاول ينم عن ايحاء لم نكن نتوقعه منك ومقارنة غير موفقة .لااظن ان ودعمار قد فوت على نفسه مهاتفتك لما من محبة بين الجبهجيين رغم ايحائك بذكر ضحايا كرن يفهم منه همسة خاصة نفهمها ويفهمها ودعمار الذي يعتبر هو وحزبه ان تجربة الجبهة والشعبية هي ملك للشعب الارتري و ليس هناك من هو فوق القانون فى الدولة الديمقراطية . في مدرسة الديمقراطية لاتذهب المواقف في اتجاه واحد كما فى الدكتاتوريات بل تتعدد اللآراء وتتناحر ويسود رأي الاغلبية الذي بالضرورة ليس في كل الاحوال انه رأي ديمقراطي بل يمكن ان يسود رأي غير ديمقراطي بطريقة ديمقراطية وهذا درس لم نبلغه نحن الارتريون بعد,ولكن هناك أمر لم افهم وجوده فى الرسالة خاصة وانك قلت ان جوهرها هو ماذكرته اذاعة( اسنا)من معلومات عن استشهاد القائد ابراهيم عافة , وهنا لايسعنى الا ان اشيد بدور الصحفي امانئيل اياسو و الصحفية فيفن سلمون والعاملين على الاذاعة .ولكن ما علاقة مشاركة أو عدم مشاركة حزب الشعب فى مؤتمر الحوار وحادثة الاغتيال أو الاستشهاد ود عافة؟ علما من حيث الجوهر كان موقفك حسب رسالة سابقة للجنة التحضيرية والتى طلبت فيها عدم التسرع فى عقد الملتقى وضمان مشاركة كل الاطراف وهو الامر الذي كان يشاركك فيه الاخوة فى حزب الشعب لانه جوهر موقفهم وانت قلتها : لم يكونوا ضد الملتقى بل هو عامل فقدان الثقة واعادتها مهمة مَن بقامتك, الى جانب ماعلاقة الحزب هذا الكيان الجديد فى مسألة الحادث؟ علما بأن الجريمة دائما شخصية وان المجرم بريئ حتى تثبث ادانته حسب القانون وقولك ايضا.احب ان اذكرك وانت من يلجأ اليه لمعرفة الكثير من تاريخنا المظلم وبأن جرائم الشعبية ليست محصورة فى حادثتي كرن والقائد عافة مع تعاطفى البالغ للضحاياو اسرهم بل الكثير لايمكن حصره داخل الشعبية ( المنكع, اليمين , الخمسة عشر ومناصريهم ,وجريمة ماي حبار بحق جرى حرب التحرير,واختطاف واختفاء المناضلان ودي باشاي وولدي ماريام ومدرسي المعاهد الدينة وكوادر المجلس الوطني(البعثيين) كما انه ارتكبت جرائم بحق أسرى الجبهة فى معارك التحالف بين الشعبية وويانى تقراي ضد الجبهة واللجان الشعبية للجبهة فى كل ارجاء ارتريا الذين نكل بهم والشهداء الذين صفوا فى المدن السودانية والكثير الكثير لايمكن ان يظل فقط ضمن الخصومة السياسية بل هي جرائم جنائية بحق الانسانية لايمكن ان تسقط (بالتقادم) اي مع مرور الزمن وهى مسؤلية قيادة الجبهة الشعبية القانونية مثل مسؤليتها الايجابية في معارك الشرف التى لايمكن ان ينكرها التاريخ بفضل صمود الشعب الارتري والجيش الشعبي وهذا لايستدعى الصمت وليس دفاعا عن المناضل مسفن لانه الأجدر فى الدفاع عن نفسه ولكن أن رأس النظام هو من يجب البدء به انطلاقا من جرائمه الآنية والسابقة فهو الأحق بتقديمه لمحكمة الجنايات الدولية أو العدل الدولية وهذا لايبرء المناضل حقوص لانه مسؤل عن كل الجرائم المرتكبة بحق الشعب حينها كونه كان في مكان المسؤلية و له توضيح الملابسات واننى لست مع من يرى الصمت لان كل أسرارنا دفنت مع من هم فى القبور. ايضا للجبهة التى كنت أنت احد قيادييهاجرائم أحدثت لقطا مثل جريمة اغتيال حامد فرج والشيخ عمر وعد كوكوي وجماعة الشهيد سعيد حسين واغتيال الشهيد ملاخى تخلي ومحمود منجوس وتمساح وعثمان صالح والكثير الذي نعيش بعض تداعياته الاجتماعية والسياسية رغم انه لايمكن مقارنة جرائم الشعبية بتلك التى ارتكبتها الجبهة وبدورنا نقول لك ان تطبق ماطلبته من حقوص فى توضيح ماتعرفه رأفة بهذه الاجيال وان قيادة الجبهة مسؤلة كل عن دوره مسؤلة جماعيا عن اخفاقات الهزيمة والجرائم التى احدثت لقطا وكما على الاخوة فى الحركات الاسلامية توضيح ملابسات اغتيال الشهيد عمر تيدروس والمواطنة ذبيدة وبنتها وعن ما ارتكب بحق المدنيين في عملياتهم العسكرية.
وأخيرا أضع يدي بيد اب حيوت في كشف المستور من تاريخنا المظلم وتسبقه الدعوة التي اطلقها من اجل الحواروليس غيره لانه الوسيلة الوحيدة التي تقلل معاناة شعبنا وتوحد طاقاتنا وتعيد الثقة المفقودة بين قوانا السياسية لمواجهة الدكتاتورية, وأن روح الثأر لاتجلب التغيير والديمقراطية.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9866
أحدث النعليقات