التقرير الإخباري عن الإجتماع الجماهيري لقيادة التحالف في السويد
عقد الوفد القيادي للتحالف الديمقراطي الإرتري الزائر إجتماعاً تنويريا مع قيادة فرع التحالف بالسويد وعضوية عدد من تنظيمات التحالف الديمقراطي في مساء الثالث والعشرين من فبراير 2011م لمدة ساعتين. وجرى في اللقاء مناقشات مستفيضة حول الأوضاع الراهنة والرد على التساؤلات والإستفسارات.
وفي الخامس والعشرين منه عقد الوفد القيادي لقاءا جماهيريا عاما إفتتحه الزميل نقاش عثمان رئيس فرع التحالف بالسويد ، حيث رحب بالحضور. وإستهل المناضل حاج عبدالنور حاج رئيس دائرة الشئون الجماهيرية والإجتماعية للتحالف حديثه مبينا أن هذا الوفد لم يأت بغرض تقديم الشروح والمستجدات، وإنما للتفاكر والتشاور مع القواعد الأساسية للتحالف الديمقراطي في مستجدات الأوضاع الراهنة في كافة الصعد. عقب ذلك قدم تنويرا شاملا حول المعاناة السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يعيشها الشعب الإريتري تحت سياط السلطة القهرية، مبينا إن واقع البلاد اليوم يذكر حالها عندما كانت تحت السلطات الإستعمارية التي كانت تريد أرض بلا شعب ، وهو ما ينم عنه إرتفاع موجات اللجوء بصفة عامة والشباب بصفة خاصة، وإن هذا الوضع يفضي إلى إدخال مستقبل البلاد في رهانات المجهول. وأكد حاج عبد النور إن هذا الوضع وإن كان نتيجة لنهج وسياسات السلطة ، فإنه لا يمكننا إغفال الدور الذي يسهم به ضعفنا في مواجهة هذا النهج وسياساته. وأضاف حاج عبد النور أن تدفق مئات اللاجئين يوميا- لا سيما الشباب منهم – إلى دول الجوار يكشف أن السند الحقيقي للسلطة بات يرتكز على أدواتها القعمية والمنتفعين منها من جنرالاتها وبعض القيادات المدنية الدنيا، وقلة من المواطنين المرتهنين بالمصالح الضيقة. وأشار حاج عبد النور إلى العزلة التامة التي تعيشها السلطة القهرية داخليا وإقليميا ودوليا نتيجة لممارساتها القمعية في الداخل والخارج، برغم محاولاتها لتلميع وجهها عبر أبواقها الدعائية.
في حديثه حول الوضع الراهن لمعسكر المعارضة، ودور التحالف في حشد قوى المعارضة الإريترية منذ تأسيس التجمع الوطني في تسعينيات القرن الماضي لتجاوز ثقافة التناقض، وإرساء قيم القبول بالآخر، والإحترام المتبادل، بتكوينه مظلة لقوى سياسية متعددة، ومتنوعة في تكوينها الإجتماعي ، وبرامجها السياسية يعد نقلة نوعية لم تتحقق طوال تاريخ الثورة الإريترية. كما أنه وعبر نضالات شاقة كرس التحالف ثقافة النضال ضد كافة أشكال الديكتاتورية، وأوجد المساحة اللازمة لكل القطاعات الشعبية الإريترية للمشاركة في هذا النضال، وذلك عبرإتخاذه في عام 2008م قراراً يقضي بعقد مؤتمر وطني عام للحوار يشمل كل مكونات قوى المقاومة الإريترية، بهدف تأسيس مظلة شاملة للقوى الراغبة في التغيير الديمقراطي، وظل يعمل في سبيل تحقيق ذلك – برغم المصاعب والتحديات التي واجهته في هذه المبادرة – وليس لإستبداله بكيان آخر. وإذا كان ذلك أثمر عن وجود المجلس الوطني حاليا، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن يتم إلغاء الكيان الذي أختبر في الواقع العملي، وسعى إلى بلورة كيان اقوى، وأشمل من جانب، ومن جانب آخر فإن التحالف الديمقراطي هو كيان قوى سياسية، ومن الطبيعي أن يكون لها أطارها الخاص في جسم عام، وفق الإختصاصات العملية التي تميز القوى السياسية عن غيرها، كما أنها كانت أول المعنيين بالتغيير في إريتريا وقيادته العملية.
وقد سبق للتحالف الديمقراطي في مؤتمره العام المنعقد في مارس 2011م، ودورة قيادته المركزية أن ناقش كيفية إستمرارية التحالف بعد إنعقاد المؤتمر الوطني، وإتخذ قرارات بذلك، وكان من أهمها إسستمراريته ككيان للقوى السياسية التي يمثلها، كما قرر العمل على إنجاح المؤتمر الوطني، والتنسيق مع قيادة الكيان المزمع تأسيسه ككيان أوسع لقوى المقاومة الإريترية. وإذا نظرنا على ارض الواقع فإنه من الطبيعي أن نجد تجمع عام لمنظمات مجتمع مدني، وإئتلاف عدد من القوى السياسية ، وهذه هي طبيعة التكوينات الجبهوية العريضة لإنجاز مهام مرحلة بعينها. إلاّ أنه من المستغرب أن نجد ظهور التذمر – الغير مبرر- عند إسقاط هذا الأمر على واقع التحالف الديبمقراطي الإريتري تحديدا. فعلى سبيل المثال نجد أن هناك مظلات لمنظمات مجمتع مدني في شمال أمريكا بإسم ” شبكة التضامن الإريتري العالمية ” وكذلك في أروبا بإسم ” الشبكة الإريترية لمنظمات المجتمع المدني” وغيرها من الشبكات، والكيانات الفئوية كالشباب والمرأة، وكل يعمل بصورة مركزية منظمة لتحقيق أهداف بعينها كل في مجاله. وبناء على ذلك أيضا فإن التحالف ككيان لقوى سياسية يعمل لذات الغايات، وأن تعددت الوسائل، فلما يجوز لغيره التشكل وفق توافق مكوناته، بينما يستنكر عليه ذلك ؟؟ خاصة إذا كان هو الكيان الذي أفرز واقع النضال الجاري!؟ ثم الا يتعارض هذا الإستنكار مع حق، وحرية التنظيم مهما تفاوتت درجاته، وتنوعت مكوناته !؟
وأكد حاج عبدالنور في ختام حديثه أن التحالف الديمقراطي الإريتري بصفته كيانا مؤسسا في المجلس الوطني الإريتري سيعمل على إنجاح برامج عمله، وفق المشتركات النضالية القائمة، بحيث يكمل كل منهما أداء الآخر، وليس من باب التضاد. ودعا إلى إستلهام أفضل ما في التجارب الشبيهة في هذا الشأن بصفة عامة، ومن إئتلافات قوى المعارضة المختلفة في ثورات الربيع العربي.
هذا وكان لوقع حديث المناضل حاج عبدالنور حاج أثره البادي على وجوه الحاضرين لإستناده في الحديث على لغة يعونها.
في بداية مداخلته أوضح المناضل بشير إسحاق رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالتحالف إن التجربة الإريترية إزاء توحيد الصف الوطني منذ ظهور الهوية الوطنية الإريترية، وبكل إيجابياتها وسلبياتها، وإلى اليوم لا تتجاوز أكثر من مائة عام، ومقارنة مع نشوء الدولة المعاصرة، ومفاهيم الشراكة الوطنية، والديمقراطية السياسية في العالم تعد تجربة ناشئة، وقصيرة المدى، وفي هذا السياق واجهتها العديد من التحديات التي أفرزت الواقع الإريتري القائم اليوم.
وإن المعطيات التي نجدها اليوم في مسار حل هذه التحديات، والمعضلات التي واجهت، وتواجه مسيرة الوحدة الوطنية الإريترية في هذه المرحلة، جاءت عبر نضالات دؤوبة، و لا يمكن – بأي حال من الأحوال – التفريط في الكيانات، والقوى التي كرستها على أرض الواقع . وأضاف بشير إن نضالنا اليوم ليس هدفه فقط إسقاط السلطة القهرية القائمة، وإنما يتعدى ذلك إلى كيفية بناء المدار الذي تسير عليه الدولة الإريترية التي تسودها قيم العدالة، والشراكة الوطنية، والديمقراطية ثقافة وممارسة في قادم أيامها، وقدم شرحا مستفيضا حول الأسس التي يجب أن تتبع في بناء هذه الدولة .
وأكد بشير إن التحالف الديمقراطي الإريتري بكونه مكونا أصيلا في المجلس الوطني سيعمل بكل طاقاته في سبيل إنجاز مهام هذا الكيان إلى بلوغ الأهداف التي تنشدها قوى المقاومة الإريترية.
أسئلة وإجابات :
تقدم عدد من الحضور بأسئلة وإستفسارات منها :
- لم تضعف ثقة الشعب بالمعارضة والسلطة في آن واحد؟
- ألا يتعارض إستمرارية التحالف مع قيام المجلس الوطني، وكيف ستكون طبيعة العلاقة بينهما؟
- كيف سيؤل وضع الأجنحة العسكرية للتنظيمات ؟
- تسعى جموع الشباب لإيجاد كيان خاص بهم، كيف سيكون التنسيق معهم ؟
- في حال السقوط العاجل للسلطة، هل لديكم خطط وبرامج لحفظ الأمن والنظام العام في البلاد؟
- ما مدى صحة وقانونية تمثيل القوى السياسية في مؤتمر أواسا ؟
وتم الإيجاب عليها بصورة موجزة على النحو التالي :
– فيما يتعلق بمسألة الثقة رد المناضل حاج عبدالنور موضحا إن قوى المقاومة لا تملك تفويض من أحد لتمثيل القوى التي لا تنتمي إليها أولا، وبالتالي فهي تناضل بمحض إرادتها، كما أنها لا تدير شئون جماهيرية تجيز لهذه الجماهير إخضاعها للتقييم والمحاسبة وفق معطيات أدائها. كذلك لا توجد نتائج إستطلاع تقوم به جهة مستقلة تؤكد أن الشعب، وبمحض إرادته لا يريدنا أو لا يرغب في حدوث أي تغيير. على النقيض من ذلك نجد أن الشعب، ونتيجة للنهج القمعي للسلطة، يبدي رفضه لها عبر لجوئه بأعداد متزايدة. وبينما تقوم أبواق السلطة الدعائية بتشويه المقاومة، ووصفها بالكيانات الجهوية والطائفية، فإننا نسعى إلى حشد الجماهير للمشاركة في النضال من أجل التغيير الديمقراطي عبر الإقناع، وهو امر يتطلب جهود كبيرة .
– أما بالنسبة لوجود وإستمرارية التحالف، فإن الديمقراطية كعادتها تسمح بالتعددية الحزبية، وقيام الإتلافات السياسية والمدنية، وبالتالي فإن وجود التحالف وغيره من الكيانات الإنتلافية من قوى سياسية أو غيرها حق متاح، وإن هذا الوجود لا يتعارض بأي صورة مع وجود المجلس الوطني. لأن الهدف العام لوجودهما واحد، ومن الطبيعي أن يعملا معا عبر التنسيق لتحقيق هذه الأهداف.
– بالنسبة لوجود الأجنحة العسكرية للتنظيمات ، فقد سبق لها أن بدأت بالتنسيق فيما بينها، وأنها توجد في مرحلة إعداد تصوراتها، وفيما يتعلق بتكوين أجهزتها القيادي، وكيفية إستيعابها لأفراد الجيش الإريتري في الداخل مستقبلاً، فإن الأمر يتطلب وجود دراسات وأبحاث كافية، وهو ما تقوم به القيادة العسكرية المشتركة لهذه الأجنحة.
– نحن في الوقت الذي نشيد فيه بظهور هذا التوجه لدى الشباب الإريتري بصفة عامة ، نؤكد إن هذا المسعى ونتائجه، سيلقى دعمنا الكامل. ونحن الأن بصدد تعزيز هذا التوجه بوضع برامج لعقد ندوات وسمنارات شبابية ، ونعتقد أنه إذا كانت هناك توجسات أو ضعف في درجة الثقة بيننا. فإن المحك العملي الذي يعزز من الثقة هو عبر الساحة العملية المشتركة التي يمكن أن تجمعنا. ولأن مسألة وجود وفعالية كيانات فاعلة للشباب مسألة حيوية في تحديد مستقبل الوطن الإريتري، فنحن نتطلع إلى تعزيز وإستمرارية هذه التوجهات بين الشباب الإريتري أينما كان.
– في حالة السقوط العاجل للسلطة، فإننا نمتلك ميثاق سياسي وخارطة طريق عالجنا فيها قضايا، ومعضلات، وبرامج ما بعد سقوط السلطة، وكيفية ملأ الفراغ السياسي ، وضمان إستتباب الأمن والإستقرار في البلاد. وعلى ضوء هذه الإستراتيجية فإننا على ثقة تامة لملأ الفراغ. ومن اولى المهام التي نسعى إليها هو تعزيز التواصل بالقوى التي ترفض نهج وسياسات السلطة القائمة، مثل أفراد الجيش الإريتري وأفراد الخدمة المدنية والمواطينين بصفة عامة والشخصيات الراغبة في التغيير.
– إن المجلس الوطني وبصفته كيان مرحلي جاء عبر التوافقات التي شملت مكوناته، وبالتالي فإنه كان من الضرورة بمكان أن تتوافق هذه القوى على طريقة تشكيل قيادته التشريعية والتنفيذية، ولأنه لا يمثل بناء تنظيمي واحد، ولأنه أيضا ليس برلمانا ينتخب، فإنه أيضا كان من الضرورة أن يشكل عبر الطريقة التي جاء بها. وبالتالي فإن تمثيل القوى السياسية داخل التحالف وخارجه تمت بموجب حصة عامة لها، وتم توافقها على نسبة التوزيع بينها وفق مستوياتها المختلفة. كما نالت بقية القوى غير السياسية حصتها على هذا المنوال . بالتأكيد فإن تجربتنا الإريترية في تشكيل القيادات تختلف عن المعايير الدولية لتكوين مثل هذه القيادات الجبهوية العريضة، ولكن على المستوى العام لتجربتنا الإريترية، فإنها تعد تقدما ملموسا في تشكيل قيادة لكيان تمتزج فيه قوى متنوعة، وإن المعايير التي ترضي الجميع تحتاج إلى تراكمات كمية ونوعية .
هذا وقد أختتم الإجتماع بروح جيدة بين الحاضرين جميعا، ورفع بالوقوف حدادا على الشهداء.
التحالف الديمقراطي الإريتري
فرع السويد
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=20966
أحدث النعليقات