التكوين الجديد
يتغير كل شئ حولنا فهناك تغير علي مستوى الرموز العالمية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية .
– احلاف جديدة بغير مسمى “حلف ” ، إقتصادية او سياسية او “إإتلافات او تجمعات عسكرية ” .
– اختلال اوزان الدول التي سميت عظمى نتيجة تقلص القدرات الاقتصادية بدرجات متفاوته .
– صعود بعض من كان يحسب علي العالم الثالث ودول عدم الانحياز الي مصاف التاثير الاقليمي والدولي والبحث عن وزن عالمي مقدر . الي غير ذلك .
هذا ينبئ يؤشر ينذر بوجود خريطة مصالح جديدة وصراع للقوى الجديدة او قل للتكوين الجديد للقوى الدولية الجديدة ، وفي الشرق الاوسط اليوم الصورة واضحة جدا “500” مليار دولار هي الميزانية المرصودة لحرب داعش حسب ما بثت الجزيرة و الكثير من وسائل الاعلام مع تاكيد وجوب اخراجها او جلها من الخزينة العربية مما اكد انها حرب اقتصادية ، وراينا الامارات العربية تمتشق السلاح ولضرب من ؟ . عشائر عراقية وليبية مما يدلل الضغط الهائل والاكراه الذي تخضع له دول لا تعرف سبيلا مع الاخرين الا الاحسان مما يدلل انها حرب استراتيجية تستهدف ايجاد فجوة بين المسلمين السنة وإتاحة الفرصة للشيعة للتمكين .
اليمن وليبيا خارج الاهتمام المباشر للحلفاء لان حلفاء الحلفاء يتولون الامر فيهما ،
داعش والمعارضة السورية سيدوران على دوامة ، كما دارا حول محوريهما لان عليهما تطبيقات كثيرة .
داعش التي تحمل اهدافا اثنية وسياسية فوق الاهداف الاسلامية والطائفية هي النموذج المطلوب كما يؤكد الكثير من المحللين لاحراق اسم الدولة والخلافة الاسلامية دفعا وتدليسا بواسطة الآلة الاعلامية وقد اقفلت عليها ابواب الحوار وتدفع طوعا او كرها الي الغلو والنفور والتشدد غير السوى وغير المبرر.
وفي افريقيا يسير البرنامج نفسه محاربة الاسلام في عمومه والحركات الاسلامية في الدول ذات الثقل السكاني المسلم وموجة العداء لكل ما هو اسلامي امر مرقوب متوقع في الاصعدة كلها لان بوصلة الاستراتيجية الغربية العدائية جعلت من الاسلام والاسلاميين نجم القطب الثابت استهدافا واستعداء .
والامر في عمومه تصدق عليه نبوئة الرسول صلى الله عليه وسلم في الهرج والمرج الذي لا يعرف فيه القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل ولا شك ان مساحته ايضا ستمتط ودائرته ستتوسع والله اعلم .
لو اننا استصحبنا التداعيات العالمية والاقليمية في قراءة واقع النظام الارتري نجد محورين تسير عليهما سياسته هما خارجي ديدنه التملية والتبعية وفي هذا لنظام الشعبية نجاح وصولات وجولات لانه مسير وهو يعمل في كل الاحلاف والمعسكرات لان دوره مع الكل دور تكلييف وعمالة ، ففي الصومال نجح في طمس قدرات الحركة الاسلامية الصومالية ولا اشك في ان له دور في تصفية رموزها وفي السودان له افعال ما ظهر منها وما بطن والجزيرة العربية واليمن اثمر اخيرا زرعه واينعت ثماره …
الصراع داخل اروقة النظام
اما الجانب الاخر وهو الداخلي وهو فيه مخير لذلك الفشل الذريع في كل نواحي
انشطة الدولة ان كانت هناك دولة ، وهو امر مشاهد معروف لدى الجميع فالفشل الذريع لانشطة نظام افورقي تحدث عنه البعيد قبل القريب والقاصي قبل الداني .
لكن يكفينا في هذه السانحة ما يدور في اروقة النظام من صراع الاضداد بين مقرب ومحروم وتجريم بعض القيادات المتنفذة والزج بها في السجن وازالة بعض هياكل النظام التقليدية واحياءهياكل جديدة وتمكين جناح من التيارات المتنافسة او اجنحة متحالفة ضد اخرى كل هذا ينبئ ان الورثة متشاكسون وان صراع القط والفار سيستمر في اروقة اسمرا حتى هلاك افورقي وطبعا لدعمه لاي تيار يؤيده وزن وثقل .
لكن ما تؤكده تاويلات العارفين ان الذين مكنهم ليس اقل كرها له ممن ابعدهم وعاقبهم وهناك ملفات اقتصادية فاعلة خص بها اسرته وهي ذات صفة سرية وذات مصادر مشبوهة مثل مافيا السلاح وملفات ربما تتعلق بالصومال او الحوثيين والمعارضة السودانية الي غير ذلك من الحبال التي ظل يلعب بها سرا وهذه الملفات وغيرها تتصارع وتتنافس علي الامساك بها الجماعات المستمكنة .
الشئ الذي يتفق فيه فليبوس المستخلف حاليا من قبل افورقي معه هو قمع المسلمين وان لا يكون لهم أية بارقة امل خاصة من الداخل ولذلك تحدثت الاخبار الاخيرة ان فليبوس ابعد وسجن كل من كان من المسلمين في الدروع والاسلحة الثقيلة وقال حسب الشائعات حين سئل عن سبب ذلك ان هؤلاء قدرة عالية يمكن ان تقلب الموازين بين ليلة وضحاها اذا لا سمح الله تهيئت لهم الظروف ، فهو في الوقت الذي يَعمل فيه المعول الاستراتيجي في حرب المسلمين يسعى لايجاد نوع من انواع الاستقرار والايهام بالتغيير والعفو العام بتسهيل حركة المواطنين وارخاء القبضة الامنية اضافة الي اطلاق سراح بعض السجناء ايحاءً ببارقة امل عودة السجناء الي الحياة بعد ان يئس الارتريون من كل اسير للشعبية كيئسهم عن الميت .
امر اخر مهم جدا هو محل صراع وخلاف بين جماعات افورقي المستمكنة وهو العلاقة مع اثيوبيا بعد هلاكه وهذا الملف يحتوى على حفنة من الفيروسات فكما فيه من المرغبات فيه ايضا من المحاذير لكن الذي لا شك فيه هو ان افورقي سيرجم ويلعن من مقربيه اكثر بعد زواله انشاء الله الذي اصبح يترقب بلهفة .
لا محالة سيفرض زوال افورقي واقعا جديدا ومهما كانت ودرجة التغير المتوقعة صغيرة جدا في البداية لكن ربما تكبر فيما بعد لكنها يستحيل ان تتعامد وتصل تسعين درجة ناهيك للمائة وثمانين في ظل وجود اخلافه الحاليين وهذا ينذر ببقاء الشعب الارتري مقهورا مكرها مجبورا وبالاخص المسلمين .
المعارضة الارترية
تنقسم المعارضة الارترية الي قسمين حسب ما نقرأ ونسمع
– معاضة اصلاحية
ترى في النظام الحالي ارضية صالحة لها وكل ما تامل فيه ان يزاح غيرها وتدعى الي مائدة الحكم لترسخ دعائم ما هو قائم وتزيل ما لم يستطعه النظام الحالي من الثوابت الحضارية للارتريين من دعائم الدين والانتماء الثقافي والحضاري والاثني الذي يربط الشعب الارتري بكل كا هو مسلم وعربي كهدف اول واساسي وطالما هي تحلم بشاكلته فهي ترغب في العبث بلا قيود في كل شئ دين اقتصاد ثقافة تعليم …
وهذا النوع من المعارضة لا يمكن ان يقوم علي ذاته الا ان يتكئ علي غيره كاللاشجار المتطفلة مثل دعم خارجي او الاسناد من النظام الحالي لانه غير مقبول او مؤهل لتعصب خطابه والغائه ثوابت وطنية اساسية …
– النوع الثاني هي المعارضة الثورية
هذا النوع من المعارضة يتصف بانه معارضة حقيقية وهو ذات اهداف تغييرية لتتلائم الحقوق والواجبات متساوية بين المواطنين علي اساس وطني جامع تزول فيه الاثرة بالسلطة والمال او التمييز القبلي والقومي ويزول فيه الاضطهاد والقمع ومحاربة التعليم والتطويير لباقي الشعب وهو اتجاه مقبول الخطاب من قبل الشعب الارتري كما تسنده اتجاهات سياسية واسعة من تنظيمات المعارضة ، الا ان هذا الاتجاه يعاني من مقومات اساسية منها علي سبيل المثال :
– قدرات تنظيماته محدودة ، وهذه التنظيمات غير متكاملة غير متعاونة عمليا .
– الكثير من هذه التنظيمات ترفع شعارات واهداف جزئية –قومية او اقليمية – مما يعطي النظام الظالم الحق في برنامجه القومي العنصري ويدعم خطابه في وصفها والمعارضة عموما بانها دون مستوى الرؤية الوطنية الشاملة .
– تعتمد كل هذه التنظيمات الدعم الخارجي فهي رهنه فهي تجتمع بتوجيه خارجي وتتفرق وربما صحّ ان تقول لا تجتمع من ذاتها .
– عشرات الاحزاب والمنظمات – فوق الثلاثين – تتبنى قضية تحرير الشعب الارتري كاهداف وبرامج بينما لا يوجد عمليا الا عدد محدود في الواقع المشاهد وبقدرات محدودة .
– الكل منشغل بمكاسبه التنظيمية اكثر من معانات الشعب الارتري وتؤكد ذالك الخلافات الكثيرة وبلا معنى وفي اللي يسوى والما يسوى .
– الاغلب هي تنظيمات الكمبيوتر والنت سراب يحسبه الظمآن ماء .
– الشعارات القومية ( القبلية ) والجهوية وما شابه تعبر عن رد الفعل المباشر وغياب البعد الاستراتيجي وهي مدعات للتلاشي او الجنوح السلبي او صعوبة الاندماج والتجانس مع النسيج الوطني حين يكون ذالك سانحا ومتاح ، اذ ليس هناك رؤية تكاملية كأن تتبنى التيارات الجهوية او القومية خطابا ياخذ صفة المنظمات المدنية وليس حزبا او تنظيما سياسيا .
وبالجملة المعارضة مطالبة بمراجعة اوراقها كليا
– لتحديد رؤية عمل جدية فاعلة ومتاحة ومقدور عليها .
– تحديد استراتيجية المعارضة الفعلية الاجماعية وطرح من يخالفها خارج التكوين فمجرد معارضة النظام لم يعد سببا للتقريب .
– وضع تصور عملي للتنسق الميداني بين اجهزة التكوين المختلفة .
– وضع تصور عملي لتمويل العمل المشترك والسعي لايجاد مصادر دعم مختلفة .
– السعي لايجاد صيغة تكاملية سواء بين التنظيمات او المكونات القومية والجهوية .
الي غير ذلك ، وهدف كل هذا الكلام وملخصه هو تحريك السكون وتفعيل النشاط المعارض فنحن نري الاخرين يعملون ويتحدون كل الصعاب رغم انهم يواجهون العالم باسره بينما اصبحنا نحن اسماء علي الابواب فمهما بلغ النشاط داخل كل تنظيم الا انه يظل محبوسا مالم يتفاعل مع غيره فما احوجنا اليوم الي تجاوز الماضي وتفعيل العمل المشترك مهما بلغت الموانع والمعيقات .
صالح كرار – Salehkarrar@gmail.com – 20/10/2014
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31779
قال تعالى- في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]؟
(كما تكونوا يولى عليكم)
*** قبل المطالبة بتغير التنظمات السياسية والقومية والقبلية والمناطقية ، علينا نحن الشعب كأفراد أن نعمل مراجة أنفسنا ونتغير من الحالة السلبية التي لا يرضاه الله لنا إلى حالة إيجابية — علينا أن ننتقل من عبادة (المادة) إلى عبادة الله ، عندئذ سوف ننتقل من الحالة البهيمية إلى الحالة الانسانية وهذه الحالة سوف تقودنا إلى إحترام الانسان والعمل من أجل أمنه وتقدمه وسعادته — والتنظيمات التي تتكون من هذا النوع من الأفراد سوف تعمل من أجل عزة وكرامة المجتمع
نحن المجتمع الارتري كأفراد في حوجة ماسة للتغير من عبادة المادة (الكراسي – المال – الأنا) التي حولتنا إلى حالة بهيمية — التغير إلى حالة الانسان الراشد التي تحترم إنسانية الانسان