التنظيمات الإرترية بين فقدان مصداقية الشعب وسقط القناع :-

التنظيمات السياسية في العالم هي قنوات للمشاركة الشعبية ، ومنابر لتحديد الخيارات أمام الشعب، وأدوات التنافس الديمقراطي والجهات المساءلة عن الأداء السياسي، وحواضن لتفريخ الكوادر القيادية ,           لذلك لامشاركة شعبية بدون أحزاب سياسية. ولا ديمقراطية بدون مشاركة الشعب .

التنظيمات يمكن أن تكون قوية أو ضعيفة، صالحة أو فاسدة، ولكنها ضرورة سياسية وبقدر نجاحها في استقطاب قواعد شعبية فإنها تنال الشرعية السياسية من شعبها ومن العالم .

 التنظيمات السياسية من مؤسسات التحديث التي تجمع صفها على أساس فكري ومصلحي وهي في ظروف بلادنا تخاطب مجتمعا تتعدد فيها العرقيات تقوم على نطاق واسع يحدد فيه كل ذي حق حقه .

الأحزاب السياسية في وطننا ككل أنشطة التحديث تواجه تجاذبا جدليا بين العوامل التقليدية والتحديثية في أوساط الشعب. فالتنظيمات الإرترية قبل الإستقلال مرت بظروف عديدة في عهد نشأتها ونالت فجر إستقلالها من الإستعمار فذالك الإستقلال لم يأتى عن صدى بل عن تكون تنظيمات تبنت فكرة تحرير إرتريا من قبة الإستعمار إلي نور الإستقلال  فتكونت هذه التنظيمات بداية بحركة التحرير الإرتري فثم تكونت بعدها جبهة التحرير والجبهة الشعبية ولاأريد أن أخوض في تفصيل كيفية تكوينها والظروف التي مرت بها هذه التنظيمات من كل النواحي فبعد ما نالت إرتريا الإستقلال وخرجت من حقبة الإستعمار التي كانت فيها فصمود الشعب الإرتري وتكاتفهم معا كيد واحد تسبب بدحر الإستعمار فواجهوا التحدي لإنهم حملوا همة وطنهم فأنتصرو فتولت الجبهة الشعبية حكم إرتريا وخرجت جبهة التحرير وبعض الفصائل إلي خارج إرتريا أملا بالرجوع عما قريب ولكن في أغلب الأوقات تأتي الرياح بما لاتشتهيه الإرادة فتلك حكاية أخرى فبعد ظهور شمس فجر الإستقلال فظهرت في الساحة الإرترية  حرباء تتلون بحسب كينونتها خلاف لما يريد الشعب من حرية وتقدم وإزدهار فأنكشف قناعها بعد تماديها بسياستها التعسفية لإن الجبهة الشعبية حينما خرجت في البداية كان في أهدافها بأنها تؤمن بحقوق كل الشعب الإرتري وتصون حقوقه كاملة ولكنها حينما رست على بر الأمان طمست كل تلك الأهداف وأصبحت تمارس سياسة التفرقة والعنصرية بين الشعب وصارت بالشعب إلي ما لايريده وذالك من توحيده بلغة واحدة وثقافة واحدة وبالمختصر المفيد حولت الشعب الإرتري المتعدد الأعراق إلي تغرنة وكأن الإستقلال لم يخوضه غيرهم فكان تهميش الجبهة الشعبية للعريقيات الإرترية أصبح واضح للعيان فبعدما أنكشف قناع الجبهة الشعبية أصبحت تلتوي بألوان عديدة وتخوض بالوطن إلي مر الهاوية فقادت الوطن إلي عزلة عن العالم من كل النواحي سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا وإعلاميا فتلك هي الجبهة الشعبية التي تخدع الشعب وتخدع العالم بتسطرها على أفعالها في داخل الوطن وتزيف الحقائق وتدعي بأنها غنية الإرادة ولاتحتاج من الناس شئيا وبالطرف الأخر الشعب يهربون ويموتون جوعا, فصرف الجبهة الشعبية على التنظيمات المعارضة لدول الجيران التي تقيم في أسمرة يفوق الميزاينة التي تفنقها على الجيش , فحكاية الجبهة الشعبية أنكشفت فصار الشعب يستوعي ويعرف كل شي فسرد تصرفات الجبهة الشعبية طويل وعريض ولاداعي لذكرها كلها لإن الشعب أصبح يفهم سياستها ,, وننتقل إلي التنظيمات الإرترية المعارضة الأخرى التي كثرت في الساحة أسمأها وتلونت برامجها وتبلورت أهدافها وكل منهم يحمل همه الكبير , فهل هذه التنظيمات ستدلي بدلو الجبهة الشعبية أم ستحذو طرق الديمقراطية , فتكونات هذه التنظيمات ووجودها في الساحة هل لديه تأثير حقيقي على حكم أسمرة أم وجودهم زي عدمهم , فهذه التنظيمات فعلا توحدت تحت إطار بما يسمى التحالف الديمقراطي , فهنا السؤال الذي يطرح نفسه نعم توحدت هذه التنظيمات رغم أختلافهم الكثير في أشياء عديدة ماذا كانت نتيجة توحدهم في أرض الواقع حتى يحس الشعب بوجودهم ؟ فهذه التنظيمات تقسمت في داخل إطار التحالف بكينونات عديدة منهم وطنين وقوميين وإسلاميين فكل يبحث له حليف جديد يبلور له فكرته , فهذه التنظيمات ماذا لديها في جعبتها لخلاص الشعب مما هو فيه وبالطرف الأخر يتهمهم أفورقي بأنهم عمالة متجمعة يعيشون متجولون في فنادق ولايعملون إلا لبطونهم  , فهذا إتهام منه لهذه التنظيمات ووصفه لهم ؟ فما هو توصيف الشعب لهم  ؟ فتلك حكاية نتركها للشعب . فربما الشعب يختلف برؤيته نحو هذه التنظيمات وكيفية وجودها ومكان وجودها  وسير عملها البطيئ وإختلافهم بكيفية مواجهة عدوهم الموحد , كثرت قراءت الشعب وتعددت أراءهم نحو هذه التنظيمات كما كثرت هي ,, وكما هو معلوم بأن الشعب الإرتري يهاجرون ويفرون من وطنهم فكل يوم تشرق في سماء الوطن تحمل في طياتها خبر الهروب والفرار فرغم أن رحلة الفرار غير مضمونة ومخاطرها اصعب مما يتصوره الكثير لكن رغم ذالك يفضلون مواجهة تلك الصعوبة بدلا من المكوث في تلك الحال التي أشمئزوا منها, فهؤلاء الشعوب اللاجئة لم تجد الأيادي التي تؤؤيها وتلملم همومها وتجمع أفكارها  فهؤلاء الشعوب حينما تهاجرو إلي أروبا وأمريكا وأستراليا ينسون كل ما حصل لهم ويدعمون نظام أسمرة بكل السبل المتاحة سواء كان ماديا أو سياسيا , فهنا  طرح يطرح نفسه ما هو سبب الذي جعلهم يلجؤن لدعم حكومة أسمرة ومد اليد لهم ؟ هل يعود السبب بعدم وجود تفاهم وتناسج بين المعارضة والشعب وهل المعارضة عجزت عن مطالبهم أم تجاهلتم رغم أنها حملت همومهم ؟ أم أن ذالك بقى حبر على الورق ؟ فكل شي وارد في عصر تتلون فيه المفاهيم ؟ فما هو مطالب الشعب من المعارضة حتى يتم التناسج فيما بينهم ؟ فبحد إعتقادي أن الشعب ملى عن إسم المعارضة التي توجد لعدة عقود ولم تظهر نتيجة تثبت وجودها فالكل يتحاشى من الشعب التحدث بالسياسة وكأن الشعب وكل أمره لفئة معينة ووجهة نظره في المعارضة نظرة يئس ويقولون بلسان حالهم حتى لو وقفنا معهم وساندناهم ما هي النتيجة التي يسعون إليها غير كلام لاتطابقها أفعال وتنديدات على مافعله نظام الجبهة الشعبية فأصبح تجمعهم مثل تجمع الجامعة العربية فرغم وحدتهم تحت مظلة واحده وتشتت أفكارهم وتوحدهم بالهدف ,غريب أمرهم فالشعب يريد الخلاص فهم يريدون الخلاص لكنهم لايفعلون الأسباب فمتطلبات الشعب من المعارضة تنسيق بين قولهم وفعلهم وكيفية كسب قلوب الشعب بكل السبل والتقرب منهم والأخذ برأيهم وعدم التوحد بالرأى وتوعية الشعب بكل الطرق وعلى المعارضة أن تعمل لسعي نشر الديمقراطية وكسر حاجز هذا النظام الفاسد الديكتاتوري الذي أستبد إرادة الشعب وتسبب بتهجيرهم في كل أنحاء العالم, فلماذا ينسى اللاجئ ما عانه ويسعى لتمديد عمر النظام فذالك يعود سببه الفراق الذي يتعاشونه في أرض اللجؤء وبعد الفكر بينهم وبين المعارضة , وبُعد المعارضة عن هذا المواطن تسبب بذالك عن الجفاء فيما بينهم فأصبح كلَ يفكر بخراج حاله بالطريقة الذي يراها مناسبة فأصبح الحال من المحال وأصبح كل واحد من الطرفين متششت الأفكار وهنا الحلول والتقارب فيما بينهم أصبحت من المحال , إذا تماد الحال والجفاء على هذا الحال فلن تسير مركبهم إلي بر الأمان , فحال الشعب الإرتري والمعارضة الإرتريه يذكرني بقصة شاب كان له حلم يراوده فلم يستجيب له القدر بتحقيق حلمه الذي كان يسعى إليه فصار بالوسط لا هو محقق حلمه ولاأستكفى من تعب التفكير في تحقيق هذا الحلم فعلاقة الشعب بالمعارضة مثل ذالك الشاب , فالتنظيمات الإرترية تعددت طرقها ووسائلها في درب النضال فهل سينكشف قناعها وهم في وسط النضال أم سيتدحرجون في مطبات الخلافات بعد رحيل أفورقي ونظامه , فالقضية الإرترية أصبحت بين قوسين بين إرادة الشعب المسلوبة في ظل هذا النظام المستبد وبين أمنيات التنظيمات المعارضة المختلفة الأطياف ومفترقة المطالب والألوان رغم توحدهم في الهدف مبدئيا بإطاحة النظام الديكتاتوري لكنهم مختلفون بكيفية سبل مواجهة هذا النظام جناح منهم يريد الخوض في الحوارمع النظام وجناح أخر يريد إستخدام القوة ضد هذا النظام الأصم الأبكم أما الجناح الذي يريد الخوض في الحوار غريب على أمرهم فكيف يريدون الخوض مع من لايعترف بوجودهم , فأكثر التنظيمات الأن ترى الحل المناسب لمواجهة هذا النظام بإستخدام القوة فالحل الأمثل والأصح هوذالك لإن هذا النظام لايفهم غير لغة القوة فلابد أن تتوحد رؤية الأحزاب على هذا الرؤيا حتى يكونوا يداً واحدة تواجه العدو بضربة واحدة حتى لاينكشف قناعهم عند الشعب أكثر مما هو عليه الحال .

 

.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16686

نشرت بواسطة في أغسطس 5 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010