التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر ينعي الشهيد شيخ المناضلين الأب المؤسس “حسن يعيدي ” رحمه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم .
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُور).
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ، ينعي التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر الشهيد المناضل، أحد الأباء المؤسسين له :
الشيخ” حسن يعيدي ” ،والذي لبى نداء الرفيق الأعلى بعد عقود من النضال والمقاومة وهو في أعلى قمم المجد والعطاء ثابتاً صابراً محتسباً مؤمناً بمسيرة النضال وبحق أمته وشعبه بالحياة الحرة والكريمة.
رحل عن دنيانا الفانية إلى جوار ربه اليوم الخميس الموافق 26 نوفمبر 2020م في مدينة “لوقيا ” بإقليم العفر في إثيوبيا، عن عمر ناهز 103 عاما أفني جله في خدمة شعبه ووطنه.
وكان الشهيد من مواليد عام 1917م في منطقة “أرعانو ” في قمة جبل “نبرو” في مكان يطلق عليه إسم “عرب حكرى” في جنوب إقليم دنكاليا في إرتريا.
وخلف المرحوم وراءه 33 من البنين و 153 من الاحفاد.
الشيخ حسن يعيدي اسمٌ لمناضل كبير جسّد بمواقفه ملاحم البطولة والشجاعة منذ سنين النضال الإرتري للتحرير.
إلى آخر ايامه مناضلا ضد نظام الدكتاتور إسياس افورقي ، حياته كانت كلها ملاحم ستذكرها الأجيال الإرترية بعد وفاته، لتبقى ذاكرة حيّة.
والشيخ حسن يعيدي كان شخصية عفرية إرترية ورمز من رموزها الإجتماعية والنضالية التى قضت كل عمرها الذي ناهز أكثر من قرن من الزمان في خضم العواصف السياسية والإجتماعية والإقتصادية في إريتريا.
وعاش الشيخ حسن يعيدي جل عمره الطويل وسط الأمواج المتلاطمة من المتغيرات والتحولات الكبرى التي حصلت بعد إستقلال إرتريا وبالذات التي جرت في إقليم عفر البحر الأحمر ” دنكاليا” على مدى قرن كامل من الزمان.
وكان من أبرز صفاته الشخصية مشهور بالكرم والتواضع والشجاعة وعزة النفس والإباء ، معروفا بإرادته القوية وعزيمته الصلبة ومقدرته الفريدة في حل المشكلات الفردية والقبلية والسياسية.
وإشتهر بالعفو عند المقدرة، والشهامة والنبل والتسامح ، وعرف بالعدل في حكمه، والتواصل الفعال مع كافة الفئات العمرية والأجيال المختلفة، وعرف كذلك بمبدأ التشاور مع من حوله وبقلة الحديث وبتحمل المصاعب وبالصبر عند الشدائد.
فلقد نجح رحمة الله بفضل عمله الدؤوب وتوجيهاته وصرامته وحِلمه وتواضعه وصبره على الكفاح المسلح في رصّ صفوف التنظيم وتدعيم أواصر بقائه وثباته وصموده بوجه المحن، ونجح نجاحاً مبهراً في تجديد ألق التنظيم العفري المعارض وضخ دماء جديدة في جسده .
وهكذا الحياة عندما يكون الإنسان صاحب قيم ومبادئ ويرحل عنا بالجسد تبقى فينا هذه القيم والمبادئ التي كانت تتجسد في شخصه، والذي حمل على عاتقه رسالة تقرير مصير أمته ، والنضال لبناء إرتريا كوطن يتسع للجميع.
وكان الشعلة المنيرة لأبنائه الثوار والأحرار الذين عاهدوه على الوفاء والمضي قدماً لإكمال مسيرته التي نستلهمها منه لتكون الميثاق الحقيقي لنا وسنبقى على العهد أوفياء ونكمل المسيرة .
وبفقده لقد خسر إلإرتريون عامة و القومية العفرية خاصة قامة هامّة من الأعيان الأوفياء لمبادئ وقيم المعارضة الإرترية في المنفى .
و المرحوم كان محباً لكلّ المناضلين الأوفياء وكان يعتبر نفسه في استنفار دائم رغم تقدّمه في العمر وفقدانه للبصر.
وإزاء هذا الحدث الجلل فإننا نعاهدك عهد الأوفياء أيها الأب القائد، بالثبات على المبادئ التي اسستم و آمنتم بها وقاتلتم من أجلها، ومواصلة النضال على ذات الطريق الذي سرتم عليه طريق تحقيق أهداف تنظيمنا وأمتنا لبناء إرتريا الغد الحرة ،جنبا إلى جنب مع باقي المعارضة الإرترية ومكونات الشعب الإرتري كجزء لايتجزء من الأمة والوطن.
ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق الذي ناضلتم من أجله، ولن نلين أو نستكين ، نعاهد الله و الشهداء أن نسير في طريقكم المبارك ولتقرير مصير الأمة وبناء إرتريا التي تسع الجميع حرة ديمقراطية ، ووطن يسوده العدل والمساواة .
فعهدا منا طريق النضال سيستمر و إن شهادتكم في الغربة ستكون لنا نبراسا لمواصلة النضال.
عهدا منا إن رحيلكم ستيزدنا عزمنا و إصرارنا في التحدي و التفاني و الإخلاص لشعبنا وقضيتنا العادلة.
عهدا منا أيها الأب إنك وباقي رفاقك الشهداء المؤسسون لنضالنا ستبقون في ضمائرنا وفي قلوبنا حتى يوم الساعة أوسمة يتشرف بها كل عفري غيور لأمته ووطنه.
وفي الأخير بهذة المناسبة الأليمة نعزي أنفسنا وعائلة الفقيد وذوية ومحبية ورفاق دربه ونطلب من الله لهم جميعآ الصبر والسلوان، تغمد الله الفقيد بواسع رحمتة وأسکنة فسيح جناتة.
وإنا لله وإنا الية راجعون.
مكتب الإعلام
التنظيم الديمقراطي لعفر البحر الأحمر
تاريخ: 26نوفمبر 2020م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=44620
نشرت بواسطة فرجت
في نوفمبر 27 2020 في صفحة المنبر الحر, شخصيات تاريخية.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات