الثقة المعدومة , وطريق الوحدة المُتعثر
صالح إبراهيم انجابا
تورونتو, كندا
RABIRA@LIVE.COM
مقال الأخ العزيز محمد صالح حاج عثمان فى موقع عونا دليل
الى ما وصلت ا ليه الأوضاع الإرترية ا لى اسوء مرحلة ,وبدأت
تنهش وتنخر فى وجود إرترياككيان وأٌمة ,والذى أثارنى و د فعنى لأكتب , لإعلانهِ صراحة ً وبصوت مسموع الإنفصال من المرتفعات .
قومية التقرنجة فى كل محطات التاريخ تلعب بكروت خبيثة ,وذكية فى آنٍواحد لتحقيق مآربها ,وأهدافها للهيمنة على مقاليد الأُمور, تأرةً بالتعاون مع
المستعمر, وتارةً بإدعاء الوطنية, والإلتحاق بالثورة ,وقرع طبول النضال
وذلك لا ينفى وجود فئِة صادقة, وتعمل من أجل إرتريا ,وضحت من اجل
هذا البلد المنكوب, والشعب الذى يتجرع الوان العذاب ,والإضطهاد من
نفس بنى جلدتهم.
الواقع ,والأوضاع المتردية لا تترك مساحة للتحاور , والعيش
فى وطن لا يكفل حقوق كل الأفراد ,والمجموعات المنضوية تحت سقفه.
قومية التقرنجة هى التى تسببت فى إنعدام الثقة بين القبا ئِل الإرترية
اوالقوميات الإرترية , فلذا من حق الأخ محمد صالح ان يعبر عن الآمه
,وهموم أهله ,من وجهة نظره ,ومن حقه ان يطالب بالإنفصال عن شريك
لايحس, ولا يعى ما يحدث فى العالم, وكل همهِ ,ان يأكل الكعكة لوحده
,ويتمتع بمعانات الآخريين, ويفقد ابسط مقومات ا لإنسانية , والعيش بسلام
مع اخوته فى الوطن , ولا يهضم الدروس ,والعبر من التاريخ ,والشواهد
القريبة فى التصدع ,الذى حدث فى يوغسلافيا السابقة ,والتى حكمها تيتو
بالحديد والنا ر, وقهر الأقليات, وظلم المسلمين, والتشقق الذى حدث فى
الإتحاد السوفيتى السابق , و اقربها الحروب التى مرت بها إثبوبيا من
جراء ظلم الأمهرة ,وربنا ستر لم يتمزق ذلك القطر لأن الأُسرة الدولية
لم تتخيل زوال إثيوبيا من الخارطة العالمية , فلذا بنوا لها كُبرى إنقاذ
من خلاله مرة قطار الوحدة بسلام. ا لسودان يمر ويسير على درب
الإنقسام , نتيجة لِتَراكُمات المظالم ,والتهميش لبعض الفئِات.
الوضع فى هذه المرحلة يحتاج لعملية جراحية معقدة ومُؤلِمة
لعلاج المشاكل الشا ئِكة وإرساء ارضية للسلام , والوئِا م.
يتطلب من المناضلين القُدامى , والسياسيين, وكل القيادات الشريفة
أن تتفهم سئِمنا من المناورات, والدوران فى حلقة مُفرغة .
الأُمور تدهورت, وترسبت فى القاع, ويجب تحريكها ,وغربلتها
والوصول الى حلول ,وعقاقير ناجعة ,من اجل بناء وطن عزيز
يرفع رؤوُسنا ,لكى
ننظر الى شمس الحرية, والسير فى خُطى المستقبل بثبات وإلا
الكارثة اصدائِها سوف تكون قوية.
صوت الكاتب الذى يدعوا للإنفصال يعبر عن شريحة كبيرة من
أبناء المُنخفضات , الذين لهم الحق فى إختيار الطريق الذ ى
يسلكونه ,و كذلك بالمِثل المسلمين من أبناء
المرتفعات لهم خيار فى الإ نفصال ويمكن أُوجز ذلك فى مسارين :
1- يمكن للمسلمين من أبناء من المرتفعات وسمهر والبحر
الأحمر (جبرته ,ساهو , التقرى ذو الأصول الساهوية)
الإنضمام مع إخوانهم العفر ,الذين هم أبناء عمومتهم
لتكوين دولة واحدة وأيضاً إمكانية التوحد مع جيبوتى.
2- وإذا لم تتحقق الفرصة المذ كورة سلفاً وإ نضم
المرتفعات والبحر الأحمر الى إثيوبيا , سوف يجد
المسلمين مساحة من التحرك فى السهول , والمروج
الوا سعة فى إثيوبيا ,ومندوحة من الإنسجام العاطفى
والإسلامى مع المسلمين فى ذلك القطر الواسع
وخاصة مع اهلنا العفر ,وغالباً هذا السناريو الأرجح .
مسلمين إرتريا عامةً تركيبتهم غريبة , وغير متجانسة
,ومتوحدة لتحقق , وتنُجذ ابسط المصالح , وتدافع عن
حقوقها , وتقف صف واحد امام الظلم والقمع والإذلال
وضِعاف كقزع الخريف فلذا طرف التقرنجة فَهِمَ
طبيعة كياننا ا لهش , وافكارنا المنتفخة فى شكل
بالونات يلعب بها الريح كما يشاء.
قال احد مناضلى التقرنجة:
“إذا اردنا ان نتحاور ونتناقش لنصل الى نقطة تفاهم
مع المسلمين لا ندرى من الذى يمثلهم” ايضاً
عملاق التنظيرفى السياسة الأمريكية هنرى كسنجر قال
عندما كانت اروبا متفرقة” لو اردت ان اتحدث مع اروبا
من هو الذى يمكننى ان اتصل به”
التقرى منقسمين, ومتفرقيين, والساهو متبعثريين , ومشتتيين
والجبرته منزويين مع أ نفسهم , وحتى العفر النزعات
الفرعية تملأ ساحتهم .فعلاً حالنا يحزن له القريب, والبعيد
ولا تجمعنا رؤُية واحدة حتى الآن لا نعرف ابجديات الوصول
الى المصالح الكبرى , وليست العارضة.
فى المهجر, وانا اتحدث من و اقع المسلمين فى كندا ,الكل
متقوقع مع عشيرته ,لا تجمعهم الأتراح ,ولا الأفراح
,ولا المصلحة العامة
,ولكننا نجيد فن مجاملة نصارى التقرنجة, ولا نجامل بعضنا
’ونحاول ان نفهم بعضنا . اما المؤُهلين واصحاب المهن الرفيعة
متمترسين فى منازلهم الفارهة عكس اخوانهم فى نفس المستوى
من قومية التقرنجة الذين يشاركون مجتمعهم فى كل المجالات
ونفس الحا ل فى بريطانبيا التى زرتها كذا مرات.
لا ندرس من الواقع الغربى
– فن تقدير الإنسان لأخيه الإنسان .
– فن الإ لتقاء لمصلحة مجتمعك.
– يمكننا ان نختلف , ونتقوقع فى داخل خيمة العشيرة المتخلفة
,التى عفى عليها زمن التكتلات الكبيرة , رغم تمازج الدماء
,وتداخل القبائِل, ولكن يجب ان نعرف صوتنا يسمع
عندما نلتقى فى المصالح الطويلة المدى ,وليست الآنية
– ألإحترام مفقود بيننا كل مجموعة تعتقد نفسها احسن
حالاً من الأُخرى, رغم اننا لم نقدم شئ يذ كر للبشرية
سوى الحروب.
اخوتنا حاملى الجنسيات السودانية , من ا لمسلمين
يشمئِزون , من إخوتهم اللأجئيين ,والمفروض يكون
العكس يعملوا لمساعدتهم ,ومُؤاذرتهم , ويخا فون
ان يظهروا شخصيتهم الإرترية . لا ادرى لماذا التنكر
وألإ نزواء ؟ تجد شخصاً يأ تى من اقصى غرب ,اوشما ل
السودان يتأ مر ويهين إخوتنا الذين لهم جذور وإمتداد
تاريخى فى شرق السودان وانا أحكى عن فترة وجودى
فى السودان وإحتمال الأوضاع تغيرت, واذا توحدت اهدافنا
ووقفنا صفاً واحدأً لحققنا المعجزات فى تلك المنطقة.
وإذا رجعنا الى الوراء نجد اللأجئ زرع , وكافح وسعى
من اجل الكسب الشريف, ودفع عجلة الإقتصاد السودانى
الى الأمام فى
كل المياديين وتشهد معسكرات سمسم(ام سقطة, سالمين , الزرزوروالخ….) على ذلك, ونحن ليس بغرباء فى السودان
لأن إمتدادنا التاريخى يصل الى تلك ا لبقعة التى أُحبها
من الأعماق ,ونرى الفلسطينى , رغم انه يحمل الجنسية
الأُردنية تجده يدافع عن حق اخوانه, ويعلن صراحةً انه
فلسطينى الأصل ,وينا قش قضيته فى داخل البرلمان
الأردنى واننى اعرف وجه الإختلاف بين الوضعين
, ولكن اريد ان نعمل بقدر الإمكان لنثبت شخصيتنا
,ووجودنا كبشر اعطوا الكثير لسوداننا الحبيب .
الساحة الإسلامية منقسمة على نفسها ,وتعج بعدة أحزاب
كأنَّ الإسلام سبب إنشقاقهم وكان بإلامكان بناء حزب إسلامى عريض يجمع كل الأطياف ومثال لذلك الحزب الجمهورى او الديمقراطى ,الذى ينضوى تحت لوائِهم اليمينى , والليبرالى والمسيحى المعتدل, والمتطرف , وكلهم يناصرون الحزبين
,ولكنهم يعبرون عن ارائِهم بطريقة
ديمقراطية ,وهذه السمة المُفترض تتطغى على الجانب الإسلامى .
قياداتنا ضعيفة امام الشريك الآخر , وحتى ملتقى الحوار الوطنى
للتغيير الديمقراطى
تقف امامه عقبا ت من قبل مجموعة من نصارى التقر نجة
الذين لا يريدون ان يسمعوا صوت المسلمين فى هذا اللقاء
الهام , ناهيك عن المطالب , والمظالم.
بعض منهم يهرعون لبناء جسر التفاهم , وإعادت المياه الى
مجاريها مع إخوتهم فى تقراى عن طريق الحركة الشعبية للسلام , التى المفترض ان ُتشَيٍد دعائِم السلام بين كل فئِات الشعب الإرترى.
نعم كل شخص له حق ا لإختيار , والتعبير عن رأيه , ولكن لو تقسمت إرتريا
النار سوف تحرق مسلمى المنخفضات , والمرتفعات بالتساوى لأن قومية التقرنجة مع تقراى سوف تكون التنين ,الذى يلفظ نار يصل مداها الى
المنخفضات وشرق السودان , وسوف لايسلم احد من زحف اضرارهم المؤُذية .
الهم واحد والأذى عم الجميع , وقبل ان نتخذ القرارات السريعة
علينا ان نقف مع انفسنا , ونفكر بعمق , وكما يقول
ا لمثل الإنجليز (THINK BEFORE YOU LEAP )أى فكر قبل ان تقفز.
علينا ان نصلح حالنا ,والوحدة بين المسلمين هى الحل ,اما الإنضمام الى
منا طق اخرى , او الإنفصال ليس الحل لأن الدوامة البُكائية ,وسيمفونية الإ نفصال ,سوف تستمر فى كل الأحوال هنا ,او هناك.
فى الختام أهدى قصيدتى المتواضعة ,الى عشاق الحرية , والشرفاء من
أبناء إرتريا الأبطال, والتى تتضمن مطالب المهمشين , وارجوا قيادتنا ان توصل هذه المطالب فى ملتقى الحوار الوطنى الديمقراطى .
نحن ومطالبنا
سجل يا زمن عن مطالبنا وأهدافنا
السلام اساس عشرتنا ومودتنا
اكتب وأعلن الحرية الغالية مطلبنا
والديمقراطية مظلتنا وأسمى غايا تنا
العدالة الوسيلة البتحكمنا وتوحدنا
سجل يا زمن عن مطالبنا وأهدافنا
عايزيين مدارس وجامعات تغذى عقولنا
وشعلة علم تَحضِرنا و تنور دروبنا
نبنى وطن نفخر بيهُ ويسكن فى قلوبنا
سجل يا زمن عن مطالبنا وأهدافنا
عايزيين مكتبات فيها تاريخنا وأفكارنا
ومتاحف فيها مجدنا و ذكرياتنا وأثارنا
وصحة تُعم بيوتنا ومُدُنا وأريافنا
سجل يا زمن عن مطالبنا وأ هدافنا
عايزيين شوارع نضيفة نشوف فيها وُجُوهنا
عايزيين تِجارة حُرة وبنوك تحفظ اموالنا
ومُزارع يزرع سنابِل أمالنا واحلامنا
سجل يا زمن عن مطالبنا واهدافنا
وطن نلعب فيه كورة ونعبر فيه عن فرحتنا
وطن فيهُ عزتنا وكرامتنا
وطن يجمعنا ويَحضِنَا ويجفف دمعتنا
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3040
أحدث النعليقات