الثوابت الوطنية (4)
عدم تهميش القوميات الارترية مهما كان حجمها صغيراً أو كبيراً
وقد يفهم بعض الناس هذه المقدمة فهم خاطئ , ويفسرها تفسير سياسي وهو ما لم أقصد. الحفاظ على حق القوميات الارترية يعتبر الحفاظ على الوحدة الوطنية الارترية, ومن هذا المنطلق علينا أن ننتبه الى المخاطر التي تترتب على التهميش والإقصاء كالذي يحدث في إرتريا اليوم من قبل قومية التقرينية , والاستخفاف بالقوميات الاخرى, وما ترتب عليه من قيام القوميات المهمشة للدفاع عن وجودها وحمل السلاح في وجه الظالمين من حكام إرتريا اليوم، وهذا شيء طبيعي, وهل ينتظر ممن يعتدى عليه وعلى املاكه من قبل الحكومة غير شرعية بقوة السلاح السكوت وانتظار الانقاذ من السماء ، وقد كفل له رب السماء بالدفاع عن نفسه وعرضه وماله؟
فليس من المعقول أو المقبول أن يرضى المواطن بالدونية في وطنه, الذي قدم من اجله الغالي والنفيس مثل غيره ثم يكون مسيره في قارعة الطريق ليس له أي دور، وحتى في منطقته ومسقط رأسه ,يؤتى إليه من يدير شؤونه المحلية وهو لا يقدم ولا يأخر وإن طلب المشاركة في إدارة شؤون قريته أو هجرته يكون مصيره السجن والقتل، ألم يكن هذا واقعنا في الوطن المنكوب؟ ثم يأتي زيد من الناس ليعيب على أصحاب القوميات دفاعهم عن وجودهم! وما حملني الى هذا هو أن بعض الساسة أضحى الحديث عن القوميات الارترية التى حملت السلاح في وجه طغمة هقدف المشؤومة شغلهم الشاغل ونسبوا أنفسهم حماة الوطن بشكل يكشف أنهم مجرد مزايدين لا أقل ولا أكثر,! والسؤال الموضوعي هل القوميات التي تحمل السلاح دفاعاً عن حقوقها اقل وطنية من الآخرين؟ وللتوضيح أكثر هل الكناما والعفر أقل من قدم من الدماء في معركة التحرير؟ أعتقد أن كل منا يعرف عنهم وعن دورهم في مسيرة الثورة وما قدموه من بطولات التي لا ينكرها إلا مزوري التاريخ وسارقيه!
وهل يخشى منهم على الثوابت الوطنية ووحدة التراب الارتري؟ جوابي على هذا السؤال المتشائم هو كتالي:
1- بالعودة الى التاريخ نجد أن الكناما لم يكونوا من دعاة الانضمام كما فعلت قومية الكبساويين المسيحية في الماضي وبشكل جماعي, فهم معروفون بمواقفهم الوطنية , وهذا لا يعني أنهك سلموا من الوقوع في فخ المستعمرين بشكل فردي مثلهم مثل كل القوميات الاخرى التي لا ينعدم عندها مثل هذه الإشكاليات.
2- ما الذي حملهم على حمل السلاح؟ ألم يكن من الأفضل أن يبحثوا عن آلية أخرى أو وسيلة ملائمة غير حمل السلاح خاصة بعد نيل البلاد استقلالها؟ الجواب لأن هذا الأسلوب لا يجدي نفعاً وليس من اللغات التي اعتادت عليه حكومة هقدف التي تضحك على الذقون بمقولة (حادى هزبي حادى لبي – شعب واحد قلب واحد!) والتي تحرم قوانينها الغريبة على المواطنين مجرد ابداء الرأي في أبسط شؤون الحياة لذا فإن مجرد طرح هذا السؤال الافتراضي يفقد معناه!
ما هو الضمان من عدم انفصالهم عن الوطن؟ الضمان ببساطة أنهم لم يطلقوا على أنفسهم جبهة تحرير الكناما عن ارتريا أو جبهة تحرير العفر عن ارتريا, بل قالوا حركة تحرير الكناما (حتى) الانفصال والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كلمة حتى,؟ ولماذا لم يقولوا حتى التحرير بل قالوا حتى الانفصال, يعني كلمة حتى لها ما قبلها وما بعدها والأمر متروك لفقهاء اللغة العربية.
وما هو الضمان لعدم التخوف على الثوابت الوطنية؟ الضمان هو زوال السبب الذي أدى إلى قيامهم فإذا وجدوا حقوقهم الذي دفعهم لحمل السلاح فلا يمكن أن يستمروا على كلمة (حتى) الانفصال!
والشروط هي لا مركزية الدولة الارترية , في إطار التعددية السياسية, والحكومات المحلية التي يناط بها الحكم المحلي, فكل اقليم أو محافظة يحكم بإدارة محلية يختاره بنفسه , المهم أن لا يأتي إلى إقليم بعينه حاكم يفرض عليهم فرض رغماً عنهم كما هو حاصل اليوم. وعندما نحقق لهم هذه المطالب سوف يكونون أحرص على وحدة التراب الإرتيري أكثر من حكام ارتريا اليوم ,وبالتالي لا يفيد أن نزيد على وطنيتهم ، وإن رفضوا بعد ذلك قاتلناهم وسوف أكون أول المقاتلين ولكن بعد تحقيق الدولة العادلة والمواطنة المتكافئة التي يحكمها الدستور والتعددية الحزبية في إطار لا مركزية.
الوطنية المفرطة والوطنية الزائفة!!
معارضة المعارضة الارترية المشؤومة والمفتونة, كان بها بعض الإشكاليات قبل العام 2000م مع ما كان يعرف بالمجلس الثوري سابقاً والذي وصل اليوم إلى أكثر من4 فصائل حيث كان ينشطر عقب انعقاد كل مؤتمر للمعارضة الارترية, والحقيقة أن المجلس الثوري قبل سنة 2000م كان في داخله الكثير من التوجه الصحيح والذي كان بقيادة 1- أحمد محمد ناصر الذي يعتبر معتدل بالنسبة لي. 2- الذي كان يقوده الراحل سيوم عقبا ميكائيل (حرستاي) الذي كان متشدداً جداً خاصة فيما يتعلق بالإسلام والسلمين وهو الذي يقوده حالياً ولد يسوس عمار حالياً وهذا الجناح يعتبر من الأجنحة المتطرفة الشعوبية التي لا ترضى بأقل من حكم إرتريا ما بعد هقدف أو معهم, لاسيما وأن معهم هقدف المجددة بقيادة مسفن حقوص الذي وجهت إليه تهم خطيرة لا تؤهله من الناحية التنظيمية قيادة أي حزب يطالب بالعدالة والديموقراطية ولقد سمعنا ما ذكره المناضل “ألّــنا” في كتابه النادر الذي لم أجد له مثيل في الدقة والموضوعية حتى اللحظة والسيد حقوص طلب منه أن يقول رأيه فيما قيل عنه ولكنه لم يبدي أي رد فعل بل عندما طلب منه في الكثير المواقع والمناسبات , مثل غرفة بالتوك لشباب التغير بل ظهر هناك الكثيرين ممن تبرعوا للكتابة والدفاع عنه والغريب أن بعضهم لم يكن في صفوف الجبهة الشعبية, على كل حال المتهم برئ حتى تثبت ادانته رغم أن كونه أحد مؤسسي الجبهة الشعبية (جناح أفورقي) الذي تخلص من كل الأجنحة المنافسة له فبرأته مستبعدة تماماً حتى يأتي بما يدحض التهم الموجهة إليه ، بالإضافة إلى كونه لصيقاً ومقرباً من أفورقي الذي هو سبب كل بلاء نعاني منه اليوم, وقد أشار البعض إلى أن مسفن حقوص مازال يقوم بمهام تثبيط وعرقلة مسيرة المعارضة الارترية في سبيل إطالة عمر النظام ، حسب ما جاء في بعض تساؤلات الكثيرين ومنهم الكاتب قرماي كيداني (ودي فيليبو) وغيره من العالمين ببواطن الأمور. هذه المجموعة هي الأخطر على مستقبل السلم الأهلي في إرتريا اليوم والمستقبل! وقد أصبح من المتعارف عليه بأنهم الذين يضعون العراقيل في كل مرة ويختلقون الأسباب بمناسبة وبغير مناسبة, والسبب أن المعارضة من يقودها أو يغلب عليها المسلمين وهذا ليس من صالحهم كما يزعمون هذه الأوهام التي تجعلهم يقولون كلاماً غريباً فتارة يقولون أن أثيوبيا تتدخل في شؤون المعارضة وتارة إن لم نعطى 24 مقعداً في المفوضية لن نحضر المؤتمر وهلم جرا, وأن إسقاط النظام لابد أن يكون بطريقة سلمية (بالمهللى والدعاء) يا سلام على العبقرية يا شعبية رقم 2! أتريدون أن تحافظوا على سلامة النظام ووتمدون عمره ليحكم ولاية ثانية لمدة 20 سنة أخرى؟ ألا يكفي ما عاناه الشعب لقد تعلمنا منكم الكثير ونشكركم شكراً جزيلاً على ذلك. ً!
البضاعة المغشوشة!
اخر البضاعة المغشوشة التي ابتدعوها هي أنهم يكرهون أثيوبيا وأن لأثيوبيا أطماع في إرتريا ونحن نعرف المستور وبواطن الأمور وصدقونا (يا دقي متاحت يا طيبين- وتعني يا أبناء المنخفضات) ,كما كنتم تصدقونا في قديم الزمان!! أقول لا لن نصدقكم هذه المرة ويكفينا ما جنيناه من طيبتنا التي فسرها القوم بالغباء والغفلة وأقول (بلاش استعباط).
الكراهيا الكاذبة!
أليس من الكذب المزموم أن يدعي السياسي المسيحي في إرتريا أنه يكره أثيوبيا؟ إلا القلة القليلة وهم معروفين لدينا , فما الفائدة من إطلاق هذه البالونات السياسية؟ أم هي للاستهلاك المحلي والضحك على المنبهرين والمغشوشين بهذه التصريحات الخاوية؟ والتشويش على الناس والحرص على بقاء حزب هقدف الحاكم باعتبارهم الورثة الشرعيين له! وقيل الكثير في الذين فروا من هقدف ففيهم الكثيرين الذين خرجوا من إرتريا بالاتفاق مع النظام ومنهم السفراء ولكن أستثني منهم الاستاذ محمد نور احمد. ف
لماذا التركيز على هذا الموضوع ونحن في أمس الحاجة إلى الوئام الوطني على مستوى المعارضة يا بو صالح؟ فقد يطرح البعض هذه السؤال وهو سؤال مشروع بكل تأكيد, والجواب هو لابد أن نتعلم المكاشفة والمصارحة ووضع الأمور في نصابها حتى لا نتوه عن الطريق.
ألم يكن من الأفضل لحزب الشعب حضور مؤتمر اواسا؟
ألم يكن غيابهم عن المؤتمر مضراً للإجماع الوطني وخصماً عليهم وخدمة مجانية تقدم لهقدف؟
ومن يدري إن كان غيابهم بالاتفاق مع هقدف أم كان مجرد صدفة كان المستفيد منها هقدف لا أدري ربما ولكن المؤكد كانت الخاسر هي المعارضة وحزب الشعب راضي بما حدث بل منشرح لماذا هذا الأمر بحاجة إلى الاجابة؟
المعادلة الظالمة!
من الغباء السياسي أن تضع معادلة بين المصالح الوطنية والمصالح الحزبية! وهذا الذي حدث من حزب الشعب وأفرعه المنتشرة في أروبا من منظمات مجتمع مدني وأبرزها سدري والشبكة التي يترأسها ولديسوس عمار بنفسه! فهل من الحكمة ان يعطى حزب الشعب عندما طلب 24 مقعداً في المفوضية ويعدي الأمر على خير ويحضر المؤتمر وكفى الله الناس شر الكذب واللف والدوران وكراهية أثيوبيا والتحليق بأجنحة معطوبة لا تحلق إلا عكس مصلحة الشعب وباسم ووطنية مصطنعة لم تكن موجودة في الاصل! لو كان الأمر بيدي لأعطيتهم الـ 24 مقعداً في المفوضية وخلصت من الهم والغم الذي نعيش, وكان الأمر اليوم أفضل بكثر مما نحن في من عدم توحد رؤى المعارضة في صعيد واحد حتى لو كان في إطار التنسيق الإعلامي والخارجي والعسكري, وهذا كان سيكون كافياً في لضعضعة أركان هقدف, ولكن العبد قال لي ألا يكفي انسحاب حزب الشعب من التحالف والمفوضية ّ! وهذا ما لم استطع فهمه وبالتالي أمر عليه مرور الكرام حتى لا أطل على القاري الكريم ولربما تجيب عليه الأيام ، أنا لا أتجنى ولا أعتدي عليهم ولكنني أستعرض ما حدث منهم منذ انضمامهم إلى التحالف الذي كان بعد تردد طويل وتشكيك في مصداقيته و موقف معاكس للحركة الإسلامية ولكل ما يمت للإسلام بصلة وهذا معروف وقطاع كبير من كادرهم سلبي حتى اليوم وآخر موضوع للمدعو تسفاي برنجي في السويد معروف حيث نعت المسلمين بقوله: ( أبزيحومو تروبوو! وتعني أنهم قد اسرفوا كثيراً أي تجاوزا الحد) ومن الحكمة والمسئولية ان نترفع عن الشيفونية التي نعيبها على هقدف, ونرتقي إلى مستوى من المسئولية الوطنية, والاحترام المتبادل الذي ليس لنا سبيل آخر افضل منه.
ما أريد قوله في الختام:
لا خوف على الوطن من أي تصدع ما دمنا نحترم بعضنا البعض ، لأ الوئام المدني والأهلي في إرتريا تضمنه دولة القانون والحقوق والواجبات.
لامركزية الدولة التي تحدد مسؤوليات السلطة الاتحادية وتبسط العدل الذي يلجم لصوص السياسة الذين يعتدون على حقوق المواطنين تحت ما يسمى “مركزية الدولة” أو الدولة المركزية , ويكون الاهتمام بالمركز على حساب الأقاليم التي يعتبر فيها المواطن مجرد راعي على قارعة الطريق أو بقرة حلوب إن جاز التعبير ينتج ويعطي بدون مقابل ، واذا أراد استخراج مجرد وثيقة عليه السفر إلى العاصمة التي يجد فيها نفسه غريب يضحك عليه (اللي يسوى واللي ما يسوى) ثم يصل بسلامته بعد جهد جهيد بسبب سوء المواصلات المعدومة والمتأزمة بسبب مركزية الدولة ومحتكرة وفي الغالب تكون شركة مساهمة للصوص الذين يمتهنون السياسية من أجل الجاه والمال ولا شأن لهم بخراب البلاد ومعاناة العباد.
وإلى الحلقة القادمة إن أمد الله في العمر.
ابوصالح
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=20630
أحدث النعليقات