الحرب والهوية الوطنية

تستعير النار كلما كثر وقودها ويتشبث الإنسان بالأرض لأنها بمثابة الأم وهي أصله الآدمي، ثم أتت على الناس أزمنة الهويات الوطنية، وهي تعنى في تعريف مختصرلها : الحب لرقعة جغرافية محددت الملامح مرسومة من قبل المستعمر الحديث، ثم تنازع الناس أوطناً، وتقاتلوا في خرائط جغرافية سنين طوال، ولايزالوا يقتتلون، وكان نصيب الشعب الإرتري الأوفى والأثقل في تلك الحروب الحدود الجغرافية المجهولة في ذهنية المقاتل الذي لايعرف القراءة والكتابة وربما معروفة لدى الساسة أوسادتهم.
واليوم تشهد إرتريا حرباً جديدة ولكن ياترى من المستهدف؟ الهوية الوطنية؟ أم المواطن الإرتري؟ أم الوطن الإرتري؟
كل يقرأء الحدث حسب تجربته لأنّ التجربة الإرترية لاتزال حبلى ولم يذق الشعب الإرتري طعم الوطن ولا طعم الحرية، ولو سألت اليوم الإرتريون في المهجر أو داخل الوطن يجيبك أغلبهم بأنّ الحرب القادمة هي حرب الحرية الحقيقية سواء قادتها أثيوبيا أم قادتها المعارضة الإرترية، أم قادها الشياطين، لأن المواطن الذي سلبت منه كل حقوقه في المواطنة لايعرف هو أيضاً للوطن حق في نفسه، فهو نفسيا يريد التخلص من هذا الكابوس اللعين الذي يسمى أفورقي وذمرته الحاقدة، ولكن كيف هذا يفسره كل حسب قدرته، والهجوم الإثيوبي الأخير مقصود به النظام الدكتاتوري في أسمرة والشعب الإرتري في الداخل والخارج يقول بالاجماع: مرحبا بهجوم أثيوبيا ومرجبا بهجوم الشياطين للتخلص من رأس الشيطان وعصابته المجرمة التي حولت الوطن إلى سجن ومقبرة، وجعلت من الهوية الوطنية عذابات للمواطن، وأفقدت المواطن الأمل في وطنه فهو إمّا يعيش مشرد في بقاع العالم المختلفة، وإمّا يعذب في داخل وطنه يعاني مرارات الآلام لما أصابه وأصاب جيرانه وإخوته من سجون وقتل وتخويف، رعب لم يعرفه الشعب الإرتري حتى في زمن هيلي سلاسي ولامنقستوا إذا ما قورنة الحالة الاستعمارية القديمة بالحالة الاستعمارية الجديدة، ولايوجد إرتري شريف له ذرة من العقل يدافع لهذه العصابة الحاكمة، ولاوطن ولا وطنية لهؤلاء المجرمين.

والهوية والهوى للوطن لم تأتي به العصابة الحاكمة في أسمرة، لكنهم سرقوا الهوية والهوى معاً وأصبح الشعب الإرتري بلا هوية ولا هوى، فقتلوا بالظلم الهوى، وقتلوا بقتل الهوى الهوية، وربما يعود الهوى والهوية يوماً إذا تنفس المواطن نسيم الحرية أولاً، والهوية الوطنية بعد الخلاص من العصابة الحاكمة في أسمرا ، ومن حيث لاتدري عصابة أسمرا خسرت مجموعة هقدف كل شيء وهم يدرون، فلا وطن يذكرهم،ولا مواطن يرثيهم، ولانضالات تحفظ أمجادهم، وسيحفظ لهم التاريخ الظلم والقهر والاستبداد، وإلى جهنم غير مأسوف عليهم بما عندهم ولا هوية ولاهوى لهم.

بقلم : أبو آمنة

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21564

نشرت بواسطة في مارس 20 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010