الحـــوار ضـرورة للتعايش
اعتقد جازما بان الحوار هو الطريق لحل كل المعضلات بين البشر ، بالحوار عولجت كثير من المشاكل وخفت العديد من النزاعات وانتهت عداوات وحلت مكانها الوئام والسلام ودامت الحياة الاعتيادية ونامت عيون وسكنت نفوس واستقرت الأفئدة والقلوب وانطلقت نحو آفاق أرحب وأوسع من الأرض التي يعيشون عليها .
وعودا على بدء لقد آتت مسيرة المقاومة الارترية أكلها عندما شرعت في بسط لغة الحوار فيما بينها أولا ومع الجماهير الارترية ثانية ووضعت كل قضايا الوطن في سلة واحدة مع الاختلاف حول تلك القضايا فمن يراها من الثوابت عند الآخر غير ذلك ، ومن يتمسك بأنها حقوق الأخر يعتقد عكسها .
وفي الحقيقة ان التباعد وعدم الاقتراب من بعض لفترة طويلة قد أدى إلى خلق مفاهيم مختلفة مبنية في معظمها على عدم فهم الآخر جيدا ، واكبر مشكلة عندما يتم تفسير الأحداث والمواقف بظواهرها دون تلمس لبواعثها ومظانها ، فالبون الذي كان ماثلا قد خلفته ضحالة المعرفة بالآخر وتجاهل ذلك عن عمد لقناعة ذاتية متمردة تتخذ من أحكامها على أنها حقيقة وتدافع عنها ومستعدة لدفع ثمن حتى زهاق الروح.
ولقد تأكد لي ذلك من خلال ما جرى في ملتقى الحوار الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي الذي عقد عام 2010م في ذات الوقت ذهلت وعشت في فضاء الاستغراب عندما عقد المؤتمر الوطني الجامع للحوار الديمقراطي في 21/11/2011م وأجريت مقارنة بين الحدثين حيث وجدت التحول مذهلا وتيقنت بان الملتقى السابق قد تجلت إرهاصاته في المؤتمر الحالي .
لقد دار الحوار بين الفرقاء في الأحكام والمواقف بشكل سلس جدا وقد كانت العقلانية متحكمة في كثير من حلقات الحوارات وخفت ظواهر التصرفات المراهقة التي كانت في السابق مؤشرا بوضوح إلى فقدان الأهلية السياسية .
ولقد كانت قراءتي للوقائع من بعد ملتقى الحوار وحتى انعقاد المؤتمر صحيحة ، ولقد أبدى العديد مخاوفهم في فشل المؤتمر نظرا لما يرونه ويسمعونه من التباينات المتباعدة ، ولكن كنت اطمانهم بأنه في صحن المؤتمر ستتمازج تلك التباينات وسيحدث التحول التلقائي في المواقف وستحدث تقاربات مذهلة وستنشأ منظومة علاقات تقوم على فهم الآخر وتقدير مواقف واقعية ، وسوف تهدأ اللعب على التناقضات القومية والعرقية والدينية .
احمد الله على أن المؤتمر اختتم أعماله بنجاح وبهذا النجاح ننطلق على أعتاب عام جديد 2012م أمل أن يلقي هذا النجاح بظلاله على العام الجديد وتحقق القيادة المنتخبة للمجلس الوطني الارتري ما نؤمله جميعا وهي قادرة على تحقيق ذلك متى ما أدركت على أي ارض تتحرك وتخطو .
بقلم أبو عبدا لرحمن الجبرتي
5/12/2011م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=19510
أحدث النعليقات