الحكومة الصومالية تتهم نظام أسمرا بتأجيج الصراع وتدويل الأزمة الصومالية
رصد – مقديشو – مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي 28/6/2005
انضمت الصومال لقافلة الدول المتهمة للنظام الإرتري بزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي. وكشف محمد عمر حبيب طيري رئيس إدارة شبلي الوسطى عن تورط الرئيس الإرتري بتصدير المعارضة الإثيوبية عبر الصومال واتهم طيري مباشرة الرئيس أفورقي بالتورط مع وزير الأمن في الصومال محمد قنيري أفرح ووزير التجارة في الحكومة الصومالية موسى سودي وذلك لنقل المعارضة الإثيوبية المدربة من إرتريا إلي إثيوبيا عبر الأراضي الصومالية. وكشف طيري اتفاقا سريا بين زعيمي الحرب والرئيس الإرتري بنقل مقاتلين جنوب مقديشو من جبهة تحرير الأورمو والاتحاد الإسلامي إلى معسكر “كبو هرغ” بإقليم شبيلي السفلي جنوب مقديشو. وأكد طيري أن المرحلة الأولى من الاتفاق تقضي باشتراك المعارضة الإثيوبية في الهجوم على مدينة جوهر ومدينة حدر في إقليم بكول جنوب غرب الصومال.
وقال طيري أن الاتفاق الثلاثي الذي تم مؤخرا، يقوم بموجبه زعيمي الحرب الصوماليين بدعم المعارضة الإثيوبية بالتنسيق مع الرئيس الإرتري إسياس أفورقي ومن ثم تليها المرحلة الثانية من الاتفاق السري بنقل قوات المعارضة الإثيوبية إلي العمق الإثيوبي وذلك بعد إجهاض إعادة الدولة المركزية في الصومالية.
وحمّل طيري الرئيس الإرتري مسئولية فشل الاستقرار في الصومال وانتقال الحكومة الصومالية إلى مدينة جوهر. وقال أن الرئيس الإرتري بسياساته خرق حظر الأسلحة الدولي المفروض على الصومال. مشيرا إلي أن الرئيس الإرتري هو أول رئيس من دول الإيقاد يتنصل عن التزام الإيقاد بدعم الحكومة الانتقالية في الصومال. حيث شارك في نقل المعارضة الإثيوبية بالاتفاق مع زعيمي حرب صوماليين وذلك بهدف الهجوم على مدينة جوهر المقر المؤقت للحكومة الانتقالية التي أعلنت انتقالها إلي داخل الصومال واتخاذها للمدنية مقرا لها. ريثما تتهيأ الأوضاع الأمنية في مقديشو وهو ما عارضه زعماء الحرب المدعومين من قبل نظام اسمرا.
وتأتي اتهامات طيري الحليف القوي للرئيس عبد الله يوسف ورئيس الوزراء الصومالي على محمد جيدي بعد يوم من رفع السودان بشكوى ضد النظام الإرتري في مجلس الأمن الدولي بدعمها لجماعات مسلحة وتسعى لزعزعة الاستقرار في السودان. وهو نفس الاتهام الذي ردده محمد حبيب طيري ونقلت تصريحاته وكالة الصحافة الفرنسية. إلا أن مسئول دعاية النظام الإرتري على عبده نفى اتهامات طيري. فيما أبرزت معظم الصحف في أديس أبابا تصريحات طيري بتصدير المعارضة إلي إثيوبيا عبر الصومال. وتفاوتت تعليقات الصحف الرسمية والمستقلة في ذلك. كما اقتصرت صحف المعارضة بالإشارة إلي النبأ دون تعليق عليه. واعتبر دبلوماسيون أن تدخل النظام الإرتري في الصومال هو الخطر بعينه في مصير المصالحة الصومالية التي لا تزال تتراوح في مكانتها مع تزايد للمخاوف من احتمالات اندلاع حرب أهلية جديدة في الصومال وخاصة بعد فشل مساعي متعددة لحل الخلاف بين الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس البرلمان الشريف حسن وأمراء الحرب البارزين في مقديشو حول الاستعانة بقوات لحفظ السلام الدولية وهو الرأي الذي يسانده الرئيس يوسف بينما يعارضه أمراء الحرب الرافضين لنزع السلاح عن المليشيات.
يذكر أن الرئيس الإرتري كان قد تخلف عن مراسم تنصيب الرئيس الصومالي عبد الله يوسف في كينيا أكتوبر الماضي حيث يتهمه بولائه لإثيوبيا. إلا انه كان قد أقام حلف مع الرئيس السابق عبد القاسم صلاد حسن وعدد من قادة الفصائل في مقديشو.
وكان النظام الإرتري قد نجح في نقل المعارضة الإثيوبية في مايو عام 1999 عبر الصومال إلي العمق الإثيوبي. حيث شهدت أكبر عملية نقل للمعارضة الإثيوبية حينذاك. وشاركت مع قوات حسين عيديد بالهجوم على مدينة بيداوا ومن ثم انتقلت المعارك إلي العمق الإثيوبي إلا أن الجيش الإثيوبي تمكن من السيطرة على قوات ألاورمو والاتحاد الإسلامي. ثم تلا ذلك عملية نقل النظام لمقاتلين من المعارضة الإثيوبية عبر الحدود السودانية في عام 2001م وتبعتها محاولات أخرى عبر الحدود الكينية ولم تكن تلك المحاولات تحقق الأهداف التي كان نظام اسمرا يسعى من أجلها بحسب ما أعلنته أديس أبابا حينها. كما أن الاتهامات الجديدة من الحكومتين السودانية والصومالية تزيد من حدة الانتقادات الدولية للنظام الذي يمول عملية عدم الاستقرار في الإقليم.
وكانت جمهورية أرض الصومال وولاية بونت لاند قد اتهمتا في وقت سابق نظام أسمرا بتصدير المعارضة الإثيوبية عبر أراضيهما اللتان تشتركان في حدود طويلة مع إثيوبيا. وسبق أن أدان الرئيس عبد الله يوسف تدخل النظام في الشئون الداخلية للصومال وجعله ساحة خصبة لحرب الوكالات بين إرتريا وإثيوبيا محملا الرئيس الإرتري المسئولية في زعزعة أمن واستقرار الأقاليم الصومالية.
من جهته أكد وزير الإعلام في أرض الصومال إسماعيل دعالي بإلقاء القبض على مجموعات إسلامية تدربت في إرتريا نفذت عمليات هجوم وقتل لرعايا أجانب كانوا يقيمون في أرض الصومال.
وبهذا يكون النظام رد الجميل للصومال بطريقته الخاصة وهو ما اعتاد عليه لكل من مد يده للشعب الإرتري وفي وقت يعاني فيه الصومال من اضطراب أمني يستغل النظام هذا الوضع لتصفية خلافاته مع أديس أبابا بطريقته ويحول القتال حيث كانت الصومال من قلة الدول التي وقفت بجانب الشعب الإرتري. وكانت القوات الإرترية في عام 1996-1997 أول قوة تشارك ضمن القوات الإثيوبية في ملاحقة الجماعات الإرهابية داخل العمق الصومالي. وبعد الحرب الإرترية- الإثيوبية انقلبت الموازين والتحالفات التي كان النظام قد عقدها مع المجموعات المسيطرة في مقديشو. ولا يزال النظام يعمل في إشعال الحرائق في الصومال ويعمل جاهدا لنسف عملية المصالحة وإجهاض الحكومة الانتقالية التي يرعاها المجتمع الدولي وخاصة بعد تورطه ضد مقر الحكومة الانتقالية المؤقت في مدينة جوهر. وبهذا يكون النظام قد حرر لنفسه شهادة وفاة في وقت مبكر بعد أن استفز الأسرة الدولية بكاملها وابرم النار في عموم منطقة القرن الإفريقي.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4733
أحدث النعليقات