الحلقة الثالثة : عن رحيل العالم الداعية من علماء إرتيريا الشيخ / محمد صالح عبدالله رحمه الله
إرتيريا – مدينة صنعفي
الحلقة الثالثة : عن رحيل العالم الداعية من علماء إرتيريا الشيخ / محمد صالح عبدالله رحمه الله :
خامساً: تطوير المعهد الديني الإسلامي :
وبذل العالم الداعية جهوداً واسعة وعظيمة خلال المراحل التي استغرقت لبناء المشروع، حيث التفت في المقام الأول بأهمية إحداث التطوير للمعهد الديني الإسلامي في بعض الجوانب المهمة سواء كانت في مبانيه العتيقة ، أو في المناهج الدراسية والمدرسين، حيث تجولت بنفسي عن كثب على تلك التطورات النهضوية أثناء عودتي لزيارة الوطن والأهل عدة مرات برفقة الشيخ قبل اكتماله للوقوف على تلك المشاهد الطيبة التي غرس شجرتها الطيبة، وعند زيارتي للمعهد مع الشيخ الراحل قابلت أحد المدرسين في المعهد وكنت أعرفه معرفة تامة منذ أيام الثورة الإرترية في السودان، وليس بعيداً أن يكون ذلك المدرس معروفاً لدى الآخرين بلقبه المعروف، : (محمد علي ، (كومام المتحدة) أي قمم الجبال المتحدة، وهذا اللقب جاء من القصة التي ألفها هو أيام جبهة التحرير الإرترية وعنوانها (عقد أعلى الجبال في العالم مؤتمرها التوحيدي) تحت إشراف أعلى القمة في العالم وهي (جبل الهمالايا) وهي سلسلة جبال آسوية) والقصة بالاختصار كانت تحكي عن أهمية وحدة الثورة الإرترية عندما شاهد الانشقاقات والتصدعات التي تتعرض لها الثورة الإريترية آنذاك. وقال لي ذلك المدرس : بأن المعهد بدأ يتطور سواء كان في المناهج الدراسية أو بتجديد مبانيه ولكنه في حاجة إلى المعلمين المتخصصين، والحديث عن المشروع وإنجازات الشيخ الراحل لاينتهي بهذه الصورة وله جوانب أخرى ممتعة تحتاج إلى متخصصين للدراسة والكتابة.
سادساً: المصادر الأساسية بتمويل المشروع :
ومن الطبيعي أن يشغل ذلك المشروع الحديث الذي تم إنشاؤه بال المشاهدين والسامعين عن المصادر الأساسية التي اعتمد عليها المشروع ، وأوجزها فيما يلي :
- وبعد حجز القطعة الأرضية للمشروع ومع تحديد الرؤية الأولية على ما سيحتوي عليه من المرافق وتحديد الإمكانيات التي سيحتاج إليها ، وبعد الوقوف على ذلك ووضوح الرؤية الساقبة رفع الشيخ صوته مؤذناً بالشروع بغرس تلك الشجرة التي ستستظل بها الأجيال الحالية واللاحقة بإذن الله، وأسمع صوته من بالداخل وفي المهجر، والعديد من الغيورين الخييرين لبوا لنداء الشيخ ، والجميع يذكر بأن التجاوب مع ذلك النداء كان أكثره من المقيمين بالمملكة العربية السعودية عامة ومن الرياض بصفة خاصة فواكبوا وتعاهدوا باقتطاع جزءٍ كبير من رواتبهم المتواضعة للتبرع لذلك المشروع لعدة سنوات إلى حين اكتماله وأعلن افتتاحه.
- ومما شجع ذلك الدور بالمساهمات قيام الشيخ الفاضل الراحل بزيارات و جولات متعددة إلى المواقع الذي يقيم بها أبناء المنطقة في المهجر لشرح التطورات والتقدم القائم على قدم وساق. ولم تتوقف المساهمات الذاتية حتى اكتمل المشروع بحمد الله وبفضله.
- استغرق بناء المشروع زمناً طويلاً حيث أنفق الشيخ الراحل في سبيله ثلث عمره المبارك لبناء المشروع الذي رأى النور يوم 15/5/2005م أي أكثر من عشرين عاماً. وكما اُنفق في المشروع مبالغ خيالية تتجاوز حدود الوصف والتقديرات – ويوم الإعلان عن افتتاحه أقيم حفل كبير حيث وجه الشيخ نداءً آخر واسعاً وكان الحضور كما أراده من المنطقة ومن خارج الإقليم وكما عمت الفرحة لجميع المواطنين الإرتريين الذين حضروا إلى ذلك الحفل عندما شاهدوا ذلك الصرح الحضاري الذي تم تشييده على نفقة أبناء المنطقة فقط . وتحقق لرائد النهضة ما كان في حلمه فربما منذ أيام دراسته وإنجازاته في مجال الدعوة الإصلاحية وبفتح الخلاوي للقرآن الكريم في أنحاء المنطقة أخذ هو الآخر حظاً وافراً ومن العوامل التي ساعدت على إنجاز ذلك المشروع مع طول الزمن وحاجته إلى التكاليف الباهظة هو إصرار الشيخ على مواكبة العمل والصبر على الشدائد حيث اعتقل و معه بعض المواطنين بوشاية كاذبة فمكث في المعتقل لمدة عام حيث تضاعفت عليه معاناة المرض ومن المعجزات النادرة الحديثة في التاريخ للشيخ ومن كانوا معه من المعتقلين الإعلان عن افتضاح أمر الوشاة أمام الحشد من الجمهور وهذا أمر لا وجود له في التاريخ. ولكنه لم يعرف اليأس والاستسلام السبيل إليه بل تصبر وصابر الآخرين وكان الشيخ يتمتع بالأخلاق الفاضلة والصبر الزائد على الشدائد التي كانت تواجهه.
وكان حيث يقول الشاعر :
* تصبَّر على الشدائد والكروب ولا تجزع لنائبة الخطوب
* وكن رجلاً حازماً قوى العزم جلداً وخذ بالحزم والرأي المصيب
* وقم لله في غلس الليالي منيباً للقريب المستجيب
* وثق بالله في عسرويسر تجد فرحاً للقريب المستجيب
فوجد تلك الفرحة قبل انتقاله إلى ربه الأعلى تقبل الله ما قدمه وأثقل به موازين حسناته ونور له في مدخله وأفسح له في قبره وأصلح له في ذريته إنا لله وإنا إليه راجعون.
وللحقيقة والإنصاف بأن الإنجاز عمل تعاون مشترك بين الجميع لأبناء تلك المنطقة .
ولا يزال يذكر الإخوان الذين لا يزالون يقيمون في مدينة الرياض فجزاهم الله خيراً مشاركتهم الفعلية في ذلك الاحتفال الذي أقيم بمدينة صنعفي بتحمل الجزء الكبير من تكاليف ذلك الحفل ، والتعبير عن الفرحة بالكتابة في بعض المواقع تحت عنوان : (النجاح أمنية للجميع …!).
وأقول وأنا مطمئن بإذن الله تعالى للشيخ الراحل ولجميع أفراد عائلته وأقربائه ولكل الذين ساهموا في المشروع وإن ما تم إنجازه يعتبر الوقف الخيري وامتداد لحياته وللمشاركين الآخرين وزاد لآخرتهم فهنيئاً للجميع.
7/10/1437هـ
المملكة العربية السعودية
الرياض .
سليمان محمد اسماعيل
.
.
رحيل العالم والداعية ورئيس مجلس الأوقاف الإسلامي الإريتري 1
اريتريا- مدينة صنعفي
رحيل العالم والداعية ورئيس مجلس الأوقاف الإسلامي الإريتري
12/7/1437هـ -19/4/2016م
نشر في | مايو 16 2016 | المزيد »
رحيل العالم والداعية ورئيس مجلس الأوقاف الإسلامي الإريتري 2
اريتريا- مدينة صنعفي
رحيل العالم والداعية ورئيس مجلس الأوقاف الإسلامي الإريتري
نشر في | يونيو 14 2016 | المزيد »
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37467
أحدث النعليقات