الموبقات التسع (4)

الحلقة الرابعة

تهميش الدين واستخدامه سياسيا

بقلم عمر جابر عمر

فى بيان الانشقاق عن جبهة التحرير قال (( اسياس أفورقى )) فى (( نحنان علامانا )) – نحن واهدافنا – ما يلى ( 1969 )

1 / أصبح الاختيار صعبا بين مواجهة الذبح على أيدي الجبهة ببساطه لآن الشخص ولد مسيحيا أو الاستسلام للعدو … )) !؟

ثم يورد البيان ما اعتبره (( جرئم )) فى حق المسيحيين .

* نهب أكثر من عشرة الاف رأس من البقر من حماسين وسراي وبيعها فى سوق كسلا فى السودان ؟

جواب اولا : لم يكم من برنامج جبهة التحرير ولا من ممارساتها نهب ثروات الشعب – تلك كانت ممارسات عشوائية حدودية بين تقراى وارتريا ، قد يكون قائد عسكرى ما قد تدخل من اجل حماية تلك الممتلكات أو ارجاع ما تم نهبه عبر الحدود . وفى كل الآحوال فقد كانت محدودة ولفترة زمنية قصيرة والدليل أن أبناء سراى تدفقوا بالالاف للالتحالق بجبهة التحرير الارترية بعد عام 1975 .

القريب انه وبعد أكثر من ثلاثين عاما – بعد الاستقلال – اعتقلت الجبهة الشعبية كل من (( محمود ديناي )) قائد المنطقة الاولى سابقا والمناضل (( سليمان زكرية )) بتهمة سرقة الآبقار !؟ ومازالا فى السجن هذا اذا كانا أحياء ؟ انه الانتقام !

* قتل أكثر من خمسين فلاحا فى منطقة (( سنبارى ))

الاجابة : كان (( تخلى مكئيل )) الخارج عن القانون – شفتا – يحاول توطين مجموعة من أبناء المرتفعات فى منطقة (( عد ابرهيم )) ؟؟ ولكن تم انذارهم من قبل المنطقة الآولى … ولكنهم عادوا مرة أخرى وهم يحملون السلاح ، وتدخل الجنود لحماية أهل المنطقة … وكان من ضمن هؤلاء (( الفلاحين )) جبرتى مسلم !؟ لم يكن قتالا ضد المسيحيين ولكن ضد المستوطنيين الذين أرادوا اقتلاع أهل المنطقة بالقوة .

* أغتيال (( كدانى كفلو )) و (( ولداى قدى )) فى مدينة كسلا

الاجابة : ذلك كان فى اطار الصراع السياسى بين جبهة التحرير وخصومها . المسلمون الذين تمت تصفيتهم فى داخل ارتريا بالعشرات … ثم (( الحرب الآهلية )) كانت بداية ضد مجموعات من المسلمين . ثم ان المسيحيين الذين قام (( اسياس بتصفيتهم – المنكع – اكثر بكثير من الذين ماتوا على يد جبهة التحرير لاسباب سياسية وليس طائفية . كما ان تصفيات قيادات وكوادر جبهة التحرير التى قامت بها الشعبية فيما بعد فى المدن السودانية وفى الميدان معروفه وموثقه .

مرة اخرى روح الانتقام دفعت الجبهة الشعبية بعد الاستقلال الى اعتقال المناضل (( محمد عثمان داير )) مسئول الامن سابقا فى القيادة الثورية 1965 بتهمة قتل (( كدانى ووالداى )) ومن يومها لا أحد يعرف عنه شيئا – تمت تصفيته جسديا – هكذا تقول الاخبار التى سربت .

لو كنا نعدد ما قام به الكوماندوس والباندا لما تجرأ أحد على اتهام جبهة التحرير بالطائفية ولا كان أحد سيتطاول على أول تجربة وطنية بعد فترة تقرير المصير .

عواتى لم يعلن انه خرج من أجل المسلمين – بل من أجل ارتريا وجبهة التحرير فى دستورها وبرنامجها وأدبياتها كانت تتحدث باسم الوطن الواحد والشعب الواحد والمصير الواحدة .

* تصفية أكثر من مائتين مقاتل فى الميدان واستسلام ما تبقى للعدو من المنطقة الخامسة

اجابة : لم يكن العدد مائتين – كانت مجموعة من الفدائيين مكلفة بحراسة طريق يؤدي الى مخازن به اسلحة للجبهة – لم تقم المجموعة بواجبها ومرت قافلة اثيوبية واستولت على الآسلحة .

تمت محاكمتهم عسكريا – واليوم تقوم الشعبية باعدام الجنود الذين يحاولوا الهروب دون محاكمات ! اما ما حدث للمنطقة الخامسة فكان مؤمرة اشترك فيها قائد المنطقة (( ولداى كحساى )) بالاتفاق مع قسيس قريب له وسلم لاثيوبيا .

لماذا اذن هذا التسويف ؟ انه استخدام للدين من أجل تجنيد الاتباع والجنود للتنظيم الجديد .

قيادات الجبهة الشعبية لايؤمنون فى حياتهم الخاصة بالدين – لانظريا ولا يمارسونه عمليا . هناك ثلاثة مناسبات

تحدد علاقاتهم بالدين : يوم الولادة ( التعميد – السماية ) الزواج والوفاة – ماعدا ذلك لايوجد قيمة عملية للدين فى حياتهم .. يتساوى فى ذلك المسلمين منهم والمسيحيون .

أما الحياة العامة ومواقف الدولة فان الدين يصبح وسيلة لتسويق برنامج ونهج الجبهة الشعبية . يمكن لرئيس النظام ان ينحنى ويقبل الصليب الذى يقدمه له راعى الكنيسة .. تلك رسالة الى أتباع الكنيسة ( ابنكم فى السلطة ) !

ويمكن للوزير المسلم ان يشارك فى مولد النبى الشريف ويخاطب المسلمين .. ولكن حينما يتخذ رئيس الكنيسة موقفا لاترضاه الدولة ولايعبر فيه عن الولاء … عندها يصبح هدفا للنظام !

كيف تتعامل دولة الشعبية مع الآديان ؟؟

اولا :  انها لاتؤمن بوجود مؤسسة خارج مؤسستها المركزية . لا اقتصادية ولا ثقافية ولا اجتماعية ولا دينية كل شئ فى البلاد يتم توجيهه مركزيا من مكتب الرئيس .

ثانيا : تقدم الدولة دعما ماليا للكنيسة الارتوذكسية باعتبارها الكنيسة الوطنية ( توهدو ) والى دار مفتى المسلمين . ولكن تضع لهما البرنامج والتوجيه ومن يخرج عنه يواجه العقاب . تم تعيين المفتى من قبل الحكومة وأصبح موظفا ملتزما مطيعا للآوامر . اما بابا الكنيسة فقد رفض الانصياع لآوامر الحكومة وتم اعتقاله تحت الاقامة الجبرية فى منزله منذ سنوات .

الدولة لاتعترف الا بالارتوذكس والكاثوليك والبروتستانت من الطائفة المسيحية . والمسلمين . عام 2002 طلبت من المجموعات الاخرى التقدم بطلبات للحصول على تصريح بالعمل ولم يتم الموافقة على اى طلب حتى اليوم – أبرز مجموعة هى (( جهوفا )) ..

ثالثا : قامت بتقليص نفوذ الكنيسة الكاثوليكية لآنها تابعة لروما – تمت مصادرة جزء من أملاكها .

كذلك البروتستان – تعتبر تابعة لدول شمال اروبا ( السويد ) ولها نهج ليبرالى لايرضى عنه النظام لذا فان حركتها مراقبة وبرنامجها تواجه العقبات فى التنفيذ .

اما الجهوفا فهم اما فى السجون أو تم اعدامهم او هربوا الى الخارج . لايسمح لهم بالعمل ولايمنحون تراخيص تجارية ولايعملون فى الدولة .

اما المسلمون – فان المفتى أصبح الناطق الرسمى للدولة – يبرر لها ويدافع عن قراراتها مثل تجنيد الفتيات فى ( ساو ا ) ولم يسأل عن المعتقلين من اساتذة المعاهد الدينية وجماعة أنصار السنة .

كما ان المنظمات الخيرية الاسلامية ممنوعة من العمل فى ارتريا . ان هيمنة الحكومة على دار الافتاء وصلت درجة الاحتفاظ بحسابات وممتلكات وموازنات مجلس الاوقاف الذى أصبح تحت اشراف الحكومة .

ثم ماذا بعد ؟  ان الدين بالنسبة لهذا النظام هو مجرد وسيلة لتعزيز وتثيبت سلطته – يتساوى فى ذلك الاسلام والمسيحية – المفارقة هى وضع كل من المفتى وبابا الكنيسة – بينما راعى الكنيسة فى (( العتقل )) فان المفتى فى (( القصر )) يتناول الطعام على مائدة رئيس النظام .

كان الله فى عون الشعب الارترى

الى الحلقة الخامسة

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31

نشرت بواسطة في أكتوبر 17 2009 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010