الموبقات التسع (6)
سادساً : منع عودة اللاجئين .
بقلم / عمر جابر عمر
ملبورن – استراليا
2009/10/24
بعد الاستقلال كانت هناك مفوضية شئون اللاجئين وكان رئيسها ( احمد بادوري ) وفجأة سمعنا قرارا بتنحيته وتعيين أحد أبناء المرتفعات من المسيحيين . لم نكن نعلم وقتها التناقضات الداخلية في الشعبية ولم نفهم أسباب التغيير ولكن عندما سألت احد اعضاء اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ( وهو مسلم ) قال ضاحكاً لن يعود اللاجئون إلي إريتريا !؟.
بعد أكثر من خمسة عشر عاماً علي الاستقلال ما زالت محنة اللاجئين مستمرة ولا يزال أكثر من 385000 لاجئ في السودان وحتى أولئك الذين عادوا إلي إريتريا طواعية لم يجدوا المعاملة اللائقة ولم يسمح لهم بالاستقرار في مناطقهم التي ولدوا ونشأوا فيها . كانت الحكومة تمارس لعبة تغيير المفوضين وأفتعال الخلافات مع المنظمات الدولية والحكومة السودانية . كان الهدف من وراء منع عودة اللاجئين هو إيقاف التغيير الديغرافي الذي كان سيحدث لو عاد هؤلاء اللآجئون .
اللاجئون في السودان يعيشون في ظروف صعبة – لا يجدون مياه نظيفة للشرب ولا خدمات صحية ولا تعليم ولا إعاشة تسد الاحتياجات الضرورية ، الأمم المتحدة بدأت الآن إعادة التسجيل بعد أن كانت قد أوقفت التعامل معهم .
ولكن مازاد الحال سواء هو اللجوء الجديد – بعد الاستقلال .
أصبحت إريتريا الدولة الثالثة في العالم التي تصدر لا جئين .
1. اكثر من ثلاثين الف الي اثيوبيا
2. اكثر من مائتى لاجئ في اليوم الي السودان
3. تهريب اللاجئين الجدد شمل كل الأرض.
* عبر البحر الأحمر الي اليمن
* عبر البحر المتوسط الي ايطاليا.
* عبر الصحراء إلي مصر وليبيا واسرائيل .
* عبر المحيط الي كوستاريكا !!
بعضهم يموت في الطريق غرقاً أو عطشاً أو تأكله الذئاب . بعضهم تنتشلهم قوارب خفر السواحل . ولكن حتى من ينجو منهم من الموت يواجه عقوبة الترحيل والعودة إلي ارتيريا !
البلاد العربية ( مصر وليبيا ) تعيدهم إلي المصير المجهول في حين أن اسرائيل رفضت ذلك وقالت أن النظام غير أنساني ودكتاتوري لا يمكن أن نرسل اليه هؤلاء الأبرياء !؟
مأساة اللاجئين عار في جبين النظام الإريتري من حقهم العودة والاستقرار في بلدهم من واجب الدولة التعاون مع الدول المضيفة والأمم المتحدة لتسهيل عودتهم وتوفير متطلبات الحياة الضرورية لهم . أم أن نظام الشعبية يريد لهم البقاء في معسكرات اللاجئين الي الأبد علي حد تعبير وزير خارجية اريتريا !
أن منع عودتهم يشير بوضوح الى نوايا الحكومة الاريترية للاستفادة من الفراغ البشري وتوفر الأرض لتطبيق سياسة التوطين وتمليك الأراضي لآخرين بحجة غياب أصحابها .
والي حين عودتهم فان جبهات المعارضة الإريترية ومنظمات المجتمع المدني ملزمة أن تعمل علي تسويق قضيتهم وشرح أوضاعهم للمجتمع الدولي وللوكالات المتخصصة . بالاضافة الى سد حاجاتهم اليومية خاصة في مجالات التعليم والصحة .
ستظل محنة الاجئين معلماً بارزاً علي خارطة حقوق الأنسان وحق المواطنة في اريتريا — وستبقى الجبهة الشعبية مهما حاولت من تبريرات مدانة ومتهمة بسرقة مستقبل أجيال كاملة والاستيلاء علي ممتلكاتهم وأراضيهم دون رضاهم ومن غير وجه حق . مازال اللاجئون في الانتظار – – – ينظرون الي وطنهم القريب منهم جغرافياً والبعيد عنهم نفسياً وواقعياً ولسان حالهم يردد قول الشاعر الإريتري.
لقينا الغربة وجراح
لا تسلم فيها ولا ترتاح
لا رأفة تلاقي في سن الكهولة
لارحمة تشوف في سن الطفولة
من بلد لتاني عبر الحدود
يوم ورا يوم املنا نعود
كان الله فى عون الشعب الارتري
الى الحلقة السابعة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=91
أحدث النعليقات