الحليف الأثيوبى : بين مها م التغيير الديمقرا طى والحفا ظ على القرار الوطنى !؟
عمر جا بر عمر
الأفكار النبيلة والمشاريع الأيجابية قد تعجز عن تحقيق أهدافها بسبب عامل ( التوقيت ) والأخراج أى أسلوب تسويق الفكرة وتنفيذ المشروع. السيمنارات التى تمت الدعوة اليها مؤخرا فى العا صمة الأثيوبية هى نموذج لما أسلفت. لقد أ ثارت تلك السيمنارات من الأسئلة بل ومن الشكوك أكثر مما قدمت من أجابات وأسهامات لتعميق وبلورة رؤية المعارضة الأرترية للمستقبل. بدأ المعارضون يسألون ( ماذا يريد منا الأثيوبيون ) !؟ والبعض يصف المعارضة مثل ( التلاميذ ) الذين يجلسون فى أمتحان القبول وآخرون يبشرون بأن أثيوبيا لديها ( خطة عمل ) لتغيير النظام !؟ وحتى لا نصبح ضمن ضحايا العمى السياسى والصمم العقلى الذى أصاب التظام الأرترى وأعوانه نقول ما يلى :
1- الدعوة الى عقد سيمنارات مسألة عادية وتمهيدية لعقد مؤتمرات بحجم وأهمية المؤتمر الوطنى الجامع – لكن الخلل كان فى تقديم الحكومة الأثيوبية بأعتبارها هى صاحبة الدعوة ؟ لماذا لم تتبنى المفوضية الدعوة بأعتبارها جزءا من أنشطتها للتحضير للمؤتمر ؟
مؤتمرات المعارضة السورية فى تركيا كلها كانت بمبادرات ومباركة تركيا ولكن أسمها لم يرد فى الأخبار !؟ لماذا الأصرار على أقحام أسم أثيوبيا فى التحضير ؟
2- التوقيت كان قاتلا – جعل الكثيرين يشككون فى أمكانية عقد المؤتمر من أساسه ! كان يمكن أستخدام وسائل أتصال حديثة للحوارات ومنذ فترة طويلة.
3- الدعوات – عكست مستوى نضج التجربة الديمقرا طية وممارستها لدى من كا ن بيدهم الأمر من الأ رتريين ؟ لماذا كا ن الأقصاء والعزل والغاية كانت أصلا لكسب المزيد من المؤيدين للمؤتمر؟ هل سنسقط الدكتاتورية ونحن نمارس الأقصاء والعزل ؟
لكن كل ذلك يجعلنا نطرح السؤال بطريفة صحيحة حول التحالف مع أثيوبيا ونقول :
ماذا نريد نحن من أثيزبيا ؟؟
نحن الذين ذهبنا الى أثيوبيا بعد أن ضاقت بنا الأرض بما رحبت – وجدنا فيها الملجأ السيا سى والحما ية الأمنية وموقعا للنشاط الأعلامى والتنظيمى وأخيرا أصبحت أثيوبيا ملجأ لعشرا ت الألوف من الأ رتريين الهاربين من جحيم الدكتاتورية.
نحن نريد التغيير الديمقراطى فى بلادنا وبناء دولة العدالة والمساواة – هنا يبرز السؤال
هل لأثيوبيا ( مصالح ) أو مصلحة مباشرة الآن فى تغيير النظام فى أرتريا ؟ نعم … ونعم.
الغرب تدخل فى ليبيا بسبب مصالحه والتى ألتقت مع مصالح الشعب الليبى فى تغيير نظامه
ليس هناك من شعب يقبل أو يرضى تدخل قوى خارجية فى شئونه ولكن للضرورة أحكام والقذافى كان على أستعداد لأبادة الشعب الليبى كله عسكريا ليبقى فى السلطة ؟
اثيوبيا هى الدولة الوحيدة التى تعلن مساعدتها للمعارضة الارترية وتريد بالفعل زوال النظام الارترى الحالى لماذا ؟ — لأ نها تريد نظاما تطمئن اليه ولا يتسبب فى زعزعة أستقرا ها ولا يهدد وحدتها الداخلية ومشاريع التنمية فيها. ورغم ذلك فأن الدعم الذى تقدمه للمعارضة لا بغنى ولا يسمن من جوع ناهيك ان يساعد على تغيير نظام – ثم انها واقعة فى حيرة من أمرها بين خيارات التغيير وآلياته – التحالف تراه ضعيفا وغير قادر على أتخاذ مبادرات تهز النظام وتحالف القوميات يثير من التساؤلات أكثر مما يقدم من اجابات وهو بحاجة الى رعاية دائمة وتوجيه ومساعدة . وتلك هى مبادىء المعارضة الأرترية ( حسن الجوار ) والتعاون المستقبلى بين الدولتين على أسس تحفظ مصالحهما المشتركة. لماذا الخوف أذن ؟
السيادة الوطنية !؟ كيف يمكن الحفاظ على القرار الوطنى؟
@- من خلال برنامج سياسى واضح متفق عليه للمرحلة الأنتقالية ولمستقبل أرتريا
( المفوضية أعدت هذا البرنا مج )
@- قيادة منتخبة ديمقراطيا وتتم محاسبتها من قبل هيئة تشريعية .
@ فصل السلطات وأستقلالية القضاء وحرية الصحافة والدستور الحاكم للعلاقات.
المشكلة اليوم هى أن التجربة الديمقراطية لدى المعارضة ما زالت فى مرحلتها الجنينية لذا نرى ممارسات تتعارض مع جوهر الديمقراطية ورسالتها, بعض فصائل المعارضة تريد أن تكون هى المهيمنة وصاحبة الكلمة العليا والمتحدثة بأسم الشعب الأرترى – وبما أنها لاتملك تحقيق تلك الرغبة بقدراتها الذاتية نجدها تلجأ الى الأ ستعانة بالحكومة الأثيوبية أو بعض أجهزتها والأستقواء بها على أخوتهم فى المعارضة الأرترية !؟
هنا يقع المحظور – ماذا نتوقع من الحكومة الأثيوبية وهى التى تبحث عن ( حلفاء ) فى معركتها ضد النظام الأرترى ؟
ما هى السيا دة الوطنية ؟؟ السادة لغويا – تعنى الملكية المطلقة وحرية حق التصرف فيما تملك .سياسيا تعنى التصرف ككيان مستقل وعدم الخضوع لقرارات وأرادات خارجية – بمعنى آخر : الحفاظ على وحدة الأرض والدفاع عن كرامة وحقوق المواطن لأنه هو مصدر تلك السيادة. هل حافظ أسياس على سيادة أرتريا ؟؟ كلا …أنقلب عل أصحابه فى وضح النهار وسرق السلطة – أخل بالقسم الذى أداه أمام أعضاء المجلس الوطنى – تآمر على دول الجوار ( أنتهك سيادتها ) وبا لتالى أباح لتلك الدول أن تنتهك سيادة أرتريا.
أهدر كرامة المواطن الأرترى فى الداخل والخارج ( وهو صاحب ومصدر تلك السيادة ) وبالتالى فقدت البلاد سيادتها وأصبحت بلدا راعى للأرهاب
القادة العظام يضحون بأرواحهم من أجل بلادهم وشعوبهم بالسجن أو بالموت ولكن هناك القادة الأقزام يضحون ببلادهم فى سبيل مجدهم الشخصى. لذا لا يحق لهم الحديث عن سيادة الوطن والسيادة الوطنية. على المعارضة الأرترية أن تثبت أنها أكثر حرصا على سيادة الوطن وذلك من خلال تمسكها بالثوابت ومن خلال ممارستها اليومية ومن خلال خطابها السياسى الذى يعبر عن برنامجها.
كان الله فى عون الشعب الأرترى
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17170
أحدث النعليقات