الحوار أم الضغينة
محمد ادريس عبدالله
maybatot@hotmail.com
اقام الارتريون دولتهم الوطنية بعد تضحيات جسام من الدم والعرق والحلال وكمعظم الدول التى سبقتهم فى الاستقلال في كل من افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية, شيدت علاقات القهر والاسبداد بيد أبناء جلدتهم الذين شاركوهم الخندق من اجل الهوية الارترية , أختزلت الحرية فى خروج المستعمر وعلم ونشيد وطاغية يحكم باٌمره, هذه النتيجة الماٌساوية ليست نبت شيطاني بل نتاج طبيعى لمجتمع خاض صراعا عنيفا مع الاحتلال ومع نفسه خاصة قواه السياسيةالتى لم تعرف التعايش السلمى الا لمامأٌ فالعقل السياسي الارتري مسكون بأحادية الوجهة والفكرة.
أن تحكم ارتريا بعلافات القهر فهذا أمر يفهم تفسيره نتيجة لما ساد مرحلة الكفاح المسلح التى سيطر ت عليها عقلية نفى الآخر , ولكن ان يستمر هذا العقل فى تجديد نفسه داخل القوى الداعية للتغيير الديمقراطى فهو أمر مؤسف ينقص من مصداقية المتشدقين بتلك الشعارات وستكون النتيجة حلول الأسوأ مكان السيئ فى علاقة بمستوى واحد , اعادة انتاج السوءوالقهر داخل السياسة الارترية والمجتمع الارتري المقهور والمشرد . درجت المعارضة الارترية بترديد الشعارات اللبرالية ويتبدد مضمون هذه الشعارات فى الممارسة اليومية لان هذه القوى تفتقد للفكر المتحرر الذي يصون انسانية الانسان والاطار التنظيمي الذي تسوده علاقات ديمقراطية ويحفظ الحقوق في الراي والتعبير والمعتقد(الحريات العامة)والمساواة الاجتماعية.
المعارضة الارترية كيانات سياسية متباينة المنطلقات مكونها الاساس من تنظيمات فترة الكفاح المسلح واخرى نتجت كرد فعل لممارسات الدكتاتورية والكثير منها هونتاج مشوه من الانشطارات لذا انها مسكونه بعلاتها التاريخية وهواجسها المطلبية اذا فان الانتصار للمشروع الوطني الذي جوهره المواطنة ووحدة الارض والشعب ليس من اجندة البعض منها فهي تقدم عليه التناحرات الوشائجية والتناقضات الاهلية كرافع لأسس سياساتها العليا فنرى ان قياداتها تحرق ذهنها في نسج تحالفات ضمن روابط الغرائزية التي بالضرورة اقل من روابط المواطنة لكل الارتريين بل اساسها الاستقواء وقهر النقيض القبلي والاقليمي والطائفي و(القومي) مما يجعلنا نراوح في نفس المربع ولا نلامس معاناة الشعب الارتري بل نزيد في أمد معاناته.
تمتهن معظم قوانا السياسية القدح و الذم وتوجيه النقد بكل علاته الى الدكتاتورية والى بعض فصائلها ولا تولي مسألة التنظيرللمشروع الاقتصادي والاجماعي السياسي والحقوقي أية أهمية في حين نحن بحاجة الى اٍعمال العقل لحلحلة مشاكلنا لاتأصيلها واعادة انتاجها كما ان العقل النقدي لممارساتها الداخلية غائب واذا تجرأ أحداً لاسمح الله وتتفوه بما يخالف رأي القيادة تبدأ حرب الاتهامات من الغوغاء وقيادتهم وتلصق به تهمة التخابر مع الدكتاتورية التي هي الاخرى تلصق بتلك الاحزاب تهمة العمالة للخارج وفي كلا الحالتين فان الضحية هي الحريات العامة والديمقراطية والنتيجة تقديس للافعال والاشخاص وغياب المساءلة والمحاسبة. الديمقراطية التي هي موضة اللحظة لانها لم تكن في السابق تعني شئ للبعض وكان يعاب بها (المجلس الثوري) بحجة ان معظم مناصريه يعيشون في الدول الغربية ومتأثرين بأفكاره اما اليوم أصبحوا بعض الطيبين يقلّبونها كالبضاعة الرديئة فيقولون لك انني أقبل الديمقراطية دون منظومتها القيمية والغربية او فلسفتها المادية كأن من يمارسون الديمقراطية لاروح لهم, يكفينا شاهدا الاسطورة الهند وفيلسوفها( المهاتما غاندي) ولماذا نذهب بعيدا كي لايقال لنا اننا نستورد مفاهيم يكفينا الفريق سوار الذهب السوداني رغم انه عسكري تربى على( الضبط والربط )الا انه سلم الامانة للشعب السوداني ونموذج الشهيدان ادريس محمد ادم (المجلس الثوري) ومحمد احمد عبده (القيادة العامة), وبالضرورة ان الديمقراطية ليست مصل احادي المفعول بل هي مشروع قيمي ثقافى سياسي يستمد مشروعيته من فكر العقلانية والتسامح والمساواة وتاريخي بأن يبرهن خصوصية التطورالاجتماعي والاقتصادي للمجتمع وانه ليس كالسموم الفاتكة التي يستوردها المهربون لافساد المجتمعات بل هي حاجة انسانية لنمو وتطور المجتمعات وترويض القوي السياسية من الاجرار وراء العنف والفساد السياسي وهو لامحالة لاتستند الي الحق الهي والحكم المطلق(الدكتاتوري والثيوقراطي)او الاستبداد بالأمر بل تنحو الى المشاركة والحريات والتعددية والتمثيل والتداول السلمي للسلطة في اطار دستور يؤمن بفصل السلطات ومصادق عليه من الشعب,اذا ماذا يتبقى من الديمقراطية اذا لم تكن كذلك؟ أما الدكتاتور الارتري هو الوحيد في العالم يقول انا دكتاتور انا الدولة (بلطوا البحر!!!!)
الآن نحن نعيش وضعا معقدا اقليميا (أزمة النيل والنفط) ستفكك اوطان وتشكل اوطان ووطنيا لم يكن في أولوياته ارساء الديمقراطية بل الانجرار في ثقافة العنف(المادي والرمزي) كانعكاس طبيعي للعنف الرسمي الذي تمارسه السلطةعبر اجهزتها القمعية وطحنها للشعب, مادي بأن تحولت بعض تنظيماتنا الى مليشات تسعى الى الثأربعد ان ثخنت المجتمع بالشحن العنصري والطائفي , رمزي في لغة قياداتها واعلامنها بالقول (الخلاص في الرصاص) اذا فماذا بعد اطلاق الرصاص الذي لاعقل له؟ واذا انفلت لاسمح الله سندخل حلبة العنف الاهلي وتمزيق ماتبقى من النسيج الاجتماعي المتسامح وان كان لابد منه يجب ان حدد اهدافه ومداه ومتى نستغنى عنه عبرتفاهمات وطنينة ارترية دون الانجرا لاجندة الآخرين . الجار (التكية) يحدد لنا ما المجدي من غيره دون ان نكون في شراكة متكافئة وقياداتنا تحرض دول اقليمية على اطراف في التحالف و تتنكر كونها( معارضة) بحجة ان المعارضة تكون في ظل وضع غير وضعنا فهم اختاروا ان يكونوا (مقاومة)ولا ادري ما الفرق فهمونا (ياعارفيت) وان كان كذلك(مقاومة) فمكانكم الطرف الآخر من الحدود وميثاق التحالف الذي اصبح كالسجاد القديم يقول بالديمقراطية ويقول تحقيقها بكافة( الوسائل), لماذا اصبح الرصاص هو المقدس والفكر رذيلة سيقود لامحالة الى التفاوض مع الطاغية!!!!! ألم يغير مانديلا ورفاقه قمع الابارثييد من سجنه ونحن لنا الف مانديلا واكثر؟ بماذا سنفكر عندما تعمى عقولنا و من الذي انحرف بنضالاتنا من اجل التغيير الديمقراطي؟فهل هو الجار التكية أم الاخوة المعية؟اخوتي لاتهربوا بعيدا اذا لم تعملوا من اجل التغيير جميعاوتحددوا مآلاته سوياً فاننا سوف لن نحصد حصادا جنياً والحوار يجنبنا المنية, الحوار لاغيره فعليكم به فيه الخلاص ورأفة بالعباد وصونا للبلاد,والتاريخ شاهد في الصومال والعراق وافغانستان وباكستان وذكرها ليس للتخويف بل لبحث أفضل السبل لمعالجة اوضاعنا, دولة ديمقراطية مستقرة لاظلم فيها للأحد ويعيش شعبها بمحبة وله كفاية اقتصادية ومصونة فيها حقوق الانسان والمساواة ومتصالح مع جيرانه ونفسه, فهل هذا كثير على الارتري الذي تهون روحه من اجل وطنه وشعبه ؟ أم تريدوننا تحت رحمة أمراء الحروب ونفوذ الدول الاقليمية عبرحكومات دمى وعندها سنترحم على عهد الطاغية ونعلي مكانته( الضد يظهر حسن الضد) وقبل ان تكسر الجرة وضحوا لنا (مالقيصر وما لنا )واتمني ان لا ارى وضعا يجعلني أترحم على زمن الطاغية.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10101
أحدث النعليقات