الخدمة الالزامية في اريتريا برنامج تربوي لشباب الوطن ام عقوبة جماعية للشعب الارترى
التحالف الديمقراطي الإرتري |
مكتب الإعلام |
13.06.2006 |
الخدمة العسكرية الالزامية او اداء الخدمة الوطنية كما يطلق عليها في بعض الدول، هي عملية تربوية لشباب الوطن لاكتساب الخبرات وصقلها في مجالات الانضباط وتنفيذ الواجبات بشكل منظم، وتوظيف طاقاته اثناء تطبيق هذا البرنامج لضخ طاقة انتاجية مضافة الى عجلة المؤسسات العامة في الدولة. ولا يرتبط تطبيق برنامج الخدمة الالزامية بزمن حرب او حالات استثنائية تمر بها الدولة بل هي عملية منهجية متواصلة تطبق على شباب الوطن في مرحلة عمرية معينة لفترة زمنية محددة بقانون. ولا شك بان تطبيق قوانين الخدمة الوطنية بمناهجها التربوية القائمة على الانضباط واحترام النظام والقوانين من شأنه ان يعمق الحس الوطني لدى الشباب ويعدهم لتحمل المشئؤليات بثقة واقتدار وامانة تحد من انتشار الفساد الاداري وتقلل من ظواهر التسيب ، وقد تقضي على هذه الجوانب السلبية في المجتمع بتراكم القيم الايجابية الناتجة عن هذه العملية التربوية.
ولكن تطبيقات النظام الدكتاتوري في اريتريا للخدمة الالزامية تخالف كل المعايير والضوابط المعمول بها في دول العالم وتطبق بمنهجية فرض عقوبات تسفر عن نتائج مناقضة للاهداف الوطنية المنشودة. حيث لايخضع البرنامج لقانون يحدد امده او الفئات العمرية المشمولة لاداءه ولا يأخذ في الاعتبار التقاليد والقيم الدينية للمجتمع الاريتري. لقد شملت تطبيقات النظام الدكتاتوري لبرنامج الخدمة الالزامية الاعمار ما دون الثامنة عشر الى اكثر من خمسون عاما.ولايستثني الفتية والفتيات في مقاعد الدراسة الى حين اكمال المراحل الدراسية. فقد بدء النظام بتطبيق برنامج الخدمة الالزامية على فئات الطلبة والطالبات اعتبارا من السنة الدراسية الاخيرة للمرحلة الثانوية حيث يكمل الطلبة والطالبات عامهم الدراسي الاخير لهذه المرحلة في معسكرات التدريب العسكري وفي بئة لاتصلح للتحصيل العلمي حيث يتعرض الطلبة والمعلمين على حد سواء الى ضغوط نفسية وجسمانية تصرفهم تماما عن المناهج الاكادمية المقررة لاجتياز امتحان الشهادة الثانوية نحو برامج دعائية لحزب السلطة والانحراف عن القيم الدينية والاخلاقية.وتواجه احتجاجات الاسر الاريترية على هذا المنهج التدميري لابنائهم وبناتهم باساليب القمع والارهاب وسن مزيد من تشريعات انتهاك حقوق الانسان ليطبق ليشمل البرنامج الاعمار ما دون الثامنة عشر
وتتعرض الاسر التي يتمكن ابنائها وبناتها من الفرار الى غرامات مالية كبيرة او السجن في معسكرات عمل قسري حتي يسدد قيمة الغرامة المالية وفق اجور زهيدة تحددها السلطة. وبعد انخراط الشباب المشمولين بهذه الخدمة في الوحدات العسكرية عقب انتهاء مراحل التدريب يتم استغلال طاقاتهم للخدمة في مشاريع زراعية تعود ملكيتها الى الحزب الحاكم او مملوكة لقيادات عسكرية متنفذة او اقاربهم، وكذلك يتم ابتزاز بعض الاسر ماليا من قبل هذه القيادات مقابل تدبير حيل الاعفاء والاستثاء لابنائهم من هذه الخدمة.
ونتيجة لهذا المنهج الارهابي اللانساني الذي تمارسه السلطة الدكتاتورية ضد شعبنا باسم الخدمة الالزامية، لجاءت اعداد كبيرة للشباب الاريتري من الجنسين الى دول الجوار وركبت مخاطر شتى بحثا عن ملاذ أمن وحياة كريمة في مشارق الارض ومغاربها تاركين خلفهم الاباء والامهات الذين أثرو دفع ما تبقى لهم من ممتلكان او طاقات بدنية في معسكرات الاسترقاق التي اقامها النظام بدلا من المدارس والمستشفيات.وتعكس مشاهد التدفقات اليومية للشباب الاريتري الى دول الجوار وتجمعاتهم في العديد من المدن في هذه الدول حجم معانات الشعب الاريتري والصدمة التي اصيب بها نتيجة لغياب الامن والاستقرار الذي كان يتطلع اليه في اريتريا المستقلة،ولا شك ان الازمة الاقتصادية في اريتريا ما هي الا نتاج هذه السياسات التي تعطل طاقات الانتاج وتشل دور القطاع الخاص وتحرمه من فرص الاستثمار في مناخ مشجع. وهكذا اصبح المشهد منا قضا لمشهد التدفقات الطوعية للشباب الاريتري الى صفوف مقاتلي حرب التحرير وسط اهازيج وزغاريد ذويهم المتطلعين الى يوم الخلاص من الاحتلال الاجنبي بصورة فاقت امكانيات الثورة لاستيعابهم في صفوف جيش التحرير،فبدلا من خلق مناخ يحفز اللاجئين الاريترين للعودة الا ديارهم اوجدت حكومة افورقي مناخا طاردا جعل من اللجؤ امنية وهدف مرسوم لشعبنا مهما كانت المخاطر لكونها اقل وطئة من صور الانتهاكات التي يتعرض لها على ايدي الزمرة المستبدة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6965
أحدث النعليقات