الخطأ الاستراتيجي لمؤتمر اواسا قراءة لمجريات المؤتمر والمشاركين فيه وملاحظات اخرى
اين ممثلي الشعب الارتري في ارض الوطن
بقلم / محمد عبد السلام
12/12/2011م
بعد ان اختتم المؤتمر اعماله وعاد المشاركون الى مواقعهم التي قدموا منها حيث ان كل عضو ممن اتا الى هذا المؤتمر وهو يحمل قضية يكون قد وجد الفرصة الكافية لمراجعة وتامل احداثه ونتائجه وبالتالي يكون قد استخلص ما ينبغي وعرف في انه لماذا ذهب الى المؤتمر ومالذى حققه .
شارك في المؤتمر فريقان تتفرع من احدهم شيع واحزاب والاخر يعمل ب( انصر اخاك ظالما اومظلوما ) رغم انه ليسوا من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم أي الفريق الثاني . الفريقان وهم نحن الاغلبية وشركائنا في الوطن الاقلية .
نحن جئنا موزعين على النحو التالي .
1- جماعة تحمل قضية وتعرف ماذا تريد ومالذى يجب ان تحقق في سبيل القضية . قضية اسقاط النظام الارهابي واحلال البديل الوطني الديمقراطي الذي يعيد لكل ذي حق حقه في ارضه ويصون عرضه ويحرر المعتقلين ويوفر الحرية للجميع في نيل حقوقه الدينية والسياسية ويشيع مناخ السلام والاستقرار والرخاء ومع الأسف فان هؤلاء كانوا قلة وعطائهم سبق انعقاد المؤتمر بمساهماتهم الثرة في الكتابة في مواقع الانترنيت .
2- جماعة ثانية من هذا الفريق أي فريق الأغلبية جاءت وهي تبحث عن امجاد ومصالح شخصية وكانت تنظر الى المؤتمر ونتائجه من هذه الزاوية فقط وهذه الجماعة مع الاسف من الاسماء المعروفة . ومعظمهم خرجوا ( من المولد بدون حمص ) .
3- أما الجماعة الثالثة من ملتنا جاءت خالية الذهن والمؤتمر بالنسبة لها عبارة عن رحلة سياحية للترويح عن النفس واللقاء مع أصدقاء طال الفراق والبعد عنهم ومناسبة لالتقاط الصور وكانوا يجوبون قاعة المؤتمر وفي يمناهم كاميرا ديجيلات توثق لهذه الرحلة السياحية ويسراهم كاس من ام الكبائر وتعتلي وجوهمم ابتسامة ويسفقون بمناسبة ودونها . وكان افراد الجماعة الاولى اصحاب القضية والوجعة والقابضين على الجمر يضطرون بين الفينة والاخرى ارتجال ابتسامة في وجه هؤلاء السياح مجاملة لهم وحتى لا يفسدوا عليهم بهجتهم .
4- إما الجماعة الرابعة والأخيرة فهي تلك التي جائت وهي تحمل افكارا انتهازية عفا عنها الدهر تلك الافكار التي سادت سبعينات القرن الماضي والمتمثلة في ان شركائنا في الوطن او الطوفا أي ان الشركاء ومهما فعلوا في حق الوطن فهم فوق الحساب وبدونهم لن ينطلق القطار واذا انطلق لن يصل الى الهدف المنشود . هذه العقلية الموغلة في الجهل والسطحية وجدت من اعطاها العذر في ذلك الزمان السالف الذكر ولكن بعد كل الذي جرى منذ مايقرب الاربعين عاما ماذا نقول ؟ لا اجد سوى ان اردد (حسبنا الله ونعم الوكيل ) .
اما شركائنا جاؤو وهم يعرفون ماذا يريدون من هذا المؤتمر وقد حققوا جوهر ما يريدون وهو :-
1- استطاعوا ان يحققوا مكاسب في التركيبة القيادية اكثر من حجمهم الطبيعي سواء في المؤتمر او الوطن .
2- استطاعوا ان ينفدوا بجلدهم ليس كأعضاء مؤتمر بل كمكون ارتري من الادانة في انهم سبب وجودنا واجتماعنا في اواسا وبعيدا عن الوطن بعد 20 عاما من جلاء قوات الاحتلال عنه بسبب نظامهم الذي ساندوه عن وعي وادراك وهو ينفذ برنامجه الطائفي الارهابي الاقصائي ألاستئصالي وهي اعادة انتاج لماحدث في سبعينات القرن الماضي بالكربون . نحن نلدق من جحر واحد الف مرة .
3- استطاعوا وبذكاء صرف المؤتمرين عن القضية الجوهرية وهي دور الشعب الارتري داخل الوطن حتى يعطوا مادة تعبئة فعالة للنظام ضد المعارضة ووسمها بانها معارضة خارجية وليس لها بذور وروابط وعلاقة بالشعب الارتري وانها معارضة تنفذ اجندة خارجية وعميلة لاثيوبيا وهنا مربط الفرس .
القضية الجوهرية وعنوان مقالي لماذا تجاهل مؤتمر اواسا الشعب الارتري في ارض الوطن واكتفى في تشكيل مجلسه من تركيبة غالبية أعضائها من ارتريين لا تربطهم بارتريا الا ذكريات مضى على احداثها عشرات السنين واذا تهيأت لهم الظروف فانهم سيعودون الى ارتريا لتمضية اجازاتهم السنوية هذا في افضل الاحوال . فهل تكفى المشاعر الفياضة الوقتية ليضعوا أنفسهم او يضعهم اعضاء المؤتمر في عضوية مجلس يفترض ان تكون مهمته قيادة الشعب الارتري لاسقاط النظام ويتحمل مسئولية مرحلة انتقالية شائكة ؟ . اما المعارضة الارترية السياسية التي تعمل في ظل ظروف عمل معقدة وقاسية فكان عليها ان تاخذ بزمام المبادر وتوجيه المؤتمر صوب الهدف المركزي بدلا من اللهاث وراء القادمين الجدد حيث لوحظ بانها أي فصائل المعارضة السياسية وضعت نفسها او وضعت في خانت الدفاع عن نفسها ودورها وبالتالي لم تنتبه للقضية الجوهرية وهي شعبنا في الداخل . كان يفترض ان يكون نصف اعضاء المجلس ال127 او غالبيتهم من الشعب الارتري في الداخل وليس من الضروري تسميتهم الآن ولكن يحدد الرقم وعندما يحين الاستحقاق بعد سقوط النظام يتم تسميتهم وفق آلية كان يفترض ان يقرها المؤتمر . كان يفترض ان ينصرف زمن المؤتمر في هكذا قضايا مفصلية بدلا من التصفيق في مناسبة وبدونها والعناق وتشابك الايدي ورفع رايات النصر الوهمي .
ماذا يعني تجاهل وتغييب ملايين الشعب الارتري في ارض الوطن ؟ هل يعني ذلك باننا اعتبرناهم من حصة النظام ؟ ام انها عقلية الوصاية ؟
اعيد واكرر بان تجاهل اهل الداخل إما انه غباء مفرط او مؤامرة اريد من ورائها خدمة النظام الارهابي .
في جانب آخر فان عددا غير قليل من اعضاء مؤتمر اواسا هرولوا الى اسمرا بعد جلاء قوات الاحتلال عام 1991م وانضموا الى موجة الرقص التي اجتاحت اوساط الشعبية في شوارع اسمرا معتقدين بان الراقصين يرقصون فرجا بالتحرير ولكن الحقيقة بان اسياس وملته وشعبيته كانوا يرقصون فرحا بقرب تحقيق اهداف مشروعهم الاستئصالي الانعزالي . اذن فان اخوتنا كانوا يرقصون في ماتمهم ولكنهم عادوا الينا وان يعودوا الينا ولو متاخرين خير من ان يسدروا في غيهم ولا يعودوا ولكن واكرر واقول ولكن من بقي في الساحة في حينه يحمل راية التصدي لمشروع الشعبية الارهابي . تعرفون جيدا بان الذي بقي في الساحة كانت قلة من الفصائل لا يتجاوز عددها أسابع اليد الواحدة وان معظمها كان جامدا أي كان عبارة عن مشروع عمل مستقبلي اذا دعت الضرورة . لكن جبهة التحرير الارترية كانت حاضرة وفاعلة ورافعة راية التصدي للشعبية ونظامها حتى يعودا الى رشدهما وفي سبيل ذلك دفعت ثمنا غاليا وبنضالها وتضحياتها مهدت الطريق الى جمع شمل القوى الوطنية الارترية وتعطيرها في كيان كان من ثمراته انعقاد مؤتمر اواسا . لكن ماذا جنت الجبهة في هذا المؤتمر ؟
رغم كل ماقامت به الجبهة قبل المؤتمر واثنائه ومساهمات مناضليها الجبارة في اوراق المؤتمر وتوجيهها الى الوجهة المطلوبة فان مكافئتها كان ان تكون في الذيل حيث ان الجبهة لم تتبوأ أي موقع مؤثر . فهل هذا من المصلحة او من الانصاف ام ان السبب تتحمله الجبهة ؟ انني اعتقد بان الجبهة تمثل صمام إما المقاومة الارترية لنظام الارهاب في اسمرا وتغييبها لن يخدم المعارضة ويصب في خانة مصلحة النظام . وان هذا الامر بدا يتفاعل في اوساط قواعد الجبهة وجماهيرها . ومع ذلك فانني لا اقلل من دور وتضحيات البقية التي بدونهم لا تستطيع الجبهة ان تكمل المشوار .
وقبل الختام اتوجه الى المناضل الدكتور يوسف برهانوا بالتحية واعانك الله واستسمحك والقراء الكرام لاعود بك الى الوراء علها ذكريات تعينك في اداء رسالتك وانا على ثقة بانك ستقرا وستفهم ما بين السطور . هل تتذكر عام 1974م عندما جئنا الى العيادة المركزية في دبر سالا وجدناك وانت سبقتنا اليها قادما من ايطاليا وتحمل معك شيئين هما اسرة طبية لجرحى جيش التحرير الارتري وكفنك . هل تتذكر ( موقع اسمه برود ) في قمة دبر سالا حيث العيادة المركزية وطاقمها المكون من المناضلين صالح قلبوب ومحمد عبد الله ود سيدا والمناضلة بخيتة عبد الله والمناضلة سعدية تسفوا والمناضل حفيظ سعد الين . هل تتذكر يا دكتور المناضل سراح عمر مسئول الشئون الادارية الذي كان يطعمنا بتدبيره المذهل من القلة القليلة التي كانت تاتي للعيادة . هل تتذكر الاخ والاب الشهيد البطل والصديق العزيز ادريس اسناي الذي كان يتلقى العلاج في العيادة وكان بالنسبة لنا الاب والاخ الكبير . هل تتذكر اعضاء دورة التمريض التي كنت انا احد اعضائها امثال المناضل عمر عبدالله الذي يقبع في سجون نظام الارهاب والمناضل حامد كبوب من عصابات 65 هل تتذكر المناضلات بخيتة وجمعية وعرفة وروضة هل تتذكر المناضل يعقوب محمد من فصيلة حماية العيادة وهو من ابناء السودان الشقيق هل تتذكر حسن وابراهيم من السرية 610 . إما انا فغالبا لن تتذكرني وقد تخرجت على يدك والمناضلين قلبوب وودسيدنا ممرضا في جيش التحرير الارتري وبعد شهرين من التخرج عدت اليكم في العيادة لا مرافقا لجرحى بل جريحا . لا اطلب منك ان تتذكر الاشخاص ولكنني اذكرك برسالة تلك الحقبة وقيمها واقول لك بان الرسالة لم تصل . في ذلك الزمان كان الهدف واضحا والعدوا بين كانت الجبهة بيت الجميع وامل الجميع وحصن الجميع قبل ان تمتد اليها الخناجر المسمومة إما الآن فانك تعمل في واقع شائك وضبابي وخنادق متداخلة . وعندما يأتي الحديث عن المسئولية والمناصب اتذكر بيت من قصيدة للشاعر الفلسطيني المعروف محمود درويش رحمه الله يقول فيها ( قصب هياكلنا وعروشنا قصب )واترك لك البقية وادعوا لك بالتوفيق والسلام .
في الختام لابد من ارسال تحية للحكومة الاثيوبية ممثلة في الجنرال سيوم الذي اظهر مقدرة ادارية كبيرة وقدرة في ترويض اشخاص يكبرون عنه سنا وتجربة وتوجيههم صوب الهدف الذي حددته حكومته بصورة ذكية يحسد عليها .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=19515
أحدث النعليقات