الدبلوماسية بين الاتزان والكتابة بهستيرية

أحمد أسناي aasenai@gmail.com

 أولاً أهنئ للشعب الإرتري على نجاح المؤتمر  وأشكر كل من تجشم مشوار السفر للمشاركة في المؤتمر الوطني للتغيير الديمقراطي الذي التئم في مدينة أواسا الأثيوبية ومن قبل أشكر المفوضية ولجنتها التحضيرية التي نجحت في الإعداد له (المؤتمر) ، كما اشكر كل من ساهم وعمل على إنجاح المؤتمر وخروجه بهذا الشكل الذي تمخض عنه المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي والذي مثل فيه كل ألوان الطيف السياسي الارتري المعارض ، ومن باب رد الجميل أشكر الدولة المضيفة أثيوبيا التي أصبحت ملاذا لكل من ضاقت به أرض إرتريا الحبيبة بما رحبت ودول الجوار بما اتسعت في استضافتها لهذا المؤتمر الذي أرعب النظام وألجم وسائل إعلامه وأبواقه المعلنين عن الخوض فيه تماماً كما ألجمهم عن نقل أخبار ثورات الربيع العربي التي أطاحت بنظراء رأس النظام من زعماء فضل بعضهم الهرب والبعض السجن وانتهى بعضهم النهاية المأسوية التي شاهدها القاصي والداني ، فطالما ً هذا هو حال النظام فما المقصود بهذا العنوان ؟

 

إن دافعي للكتابة هو أولاً للتعبير عن تأييدي وثنائي على المؤتمر ومخرجاته ثم للرد على ما قرأنا ونقرأ هذه الأيام من كتابات غير مسئولة من أناس كانوا يتقلدون مهام قيادية إبان فترة الثورة وأخفق أكثرهم فيما أوكل إليه خاصة الذين كتبوا وتوقفوا ومن استمر منهم  في الكتابة بعد انتهاء فعاليات المؤتمر وانتخاب مجلسه الوطني ، ولا أدري ما الذي جعل هؤلاء يكتبون بهذه الطريقة الهستيرية التي أفقدت الكثير منهم توازنه وأخرجته عن دبلوماسيته التي توارى خلفها لزمن رغم أن هذه الدبلوماسية قد اكتسبها البعض مكافأة له من النظام على خدمات جليلة قدمها سراً من موقع عمله في تنظيمه أو حزبه في غفلة من الزمن قبل انكشاف وجهه الحقيقي وانضمامه إلى النظام بشكل علني، ثم الهروب منه بمجرد انتهاء صلاحيته هناك ليأتي مجدداً إلى صفوف المعارضة كما يزعم ويبدأ ينفث سمومه دون حياء أو خجل ، فهل نحن أمام أناس أصابتهم فوبيا الجبهة الشعبية البعبع الذي يلاحق معارضيه أو المنشقين عنه أينما حلوا في الداخل والخارج؟ وماذا يخشون من الحديث عما رأوا هناك في الداخل؟ ألم يقل الشاعر عثمان جعيف كلمة الحق (ود جعيف) بكل صراحة وهو في معسكر ود شريفي الذي يبعد عن الحدود الارترية بضع كيلومترات حيث مقار استخبارات النظام وأجهزته القمعية حتى أرسل إليه النظام عدد اثنين من فرقة الاغتيالات لإسكاته إلا أنه قد نجا منها بأعجوبة ولم تكن جريمة ذلك الشاعر إلا  قول الحقيقة في ثنايا قصيدة طويلة حين قال ( نأقبلو قبي ساوا وحليل بركا ** حرية إندي نحزي قدر عبي مطا) وتعني: هل يا ترى سنعود إلى ساوا ووادي بركا ** ناضلنا من أجل الحرية فجأنا الأنكى) فمِمَ يخشي هؤلاء؟، إن من أسباب تفرعن هؤلاء الهاربين من النظام بعد انتهاء صلاحيتهم وهم يزعمون أنهم تركوا النظام بسبب التضييق عليهم واختاروا الانضمام إلى صفوف شعبهم والمعارضة ، هو المبالغة في أسلوب الترحيب الذي لاقوه من أحزاب وتنظيمات المعارضة ومواقع الانترنت التابعة للتنظيمات والمستقلة. حيث كانت عبارات الترحيب مليئة بالتضخيم مثل:(انشقاق مسئول كبير عن النظام ، هروب سفير النظام زيد من البلد الفلاني ، سفير النظام عمرو يترك موقعه ، اختفاء سفير النظام عبيد من بلد …. وصول سفير النظام …. إلى … الدبلوماسي المحنك …. ينضم إلى المعارضة إلخ إلخ….) وغيرها من عبارات التلميع التي جعلت بعضهم يشعر بالسمو فيبدأ بالتعالي على المعارضة ويكيل لها الاتهامات ويصفونها بأوصاف لا تليق ، وينعتونها بنعوت مقولبة تتفق في بعض صياغتها مع اتهامات يوجهها النظام على معارضيه ، وحتى لا أعمم كان البعض المنصفين وكانوا أكثر وعياً واتزاناً حيث لم يتعرضوا للمعارضة بأي اتهام بل دعا بعضهم إلى التمسك بالمعارضة واستمراريتها، والبعض لزم الصمت فانطبق عليه المثل (السكوت من ذهب) وقبله حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( … من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) والبعض كتب مشاهداته وحقائق النظام من الداخل ، ولا أريد ذكر الأسماء فالقارئ اللبيب بالإشارة يفهم.

 ومن أشهر النعوت وسم المعارضة بالارتهان للتوجيهات الخارجية وتحديداً الأثيوبية ، ثم نجد من ملأوا الساحة الإعلامية والسياسية بالجعجعات التي لا نرى لها طحيناً يهربون إلى الغرب طلباً للأمان عن طريق أثيوبيا!؟ نعم، أثيوبيا ويُهَرِِبون عائلاتهم من داخل الوطن الذي أصبح سجناً كبيراً أيضاً عن طريق أثيوبيا، ويتحصلون على حق اللجوء السياسي في الغرب عن طريق أثيوبيا ، ويطلقون مواقعهم بل أن جلهم لهم مكاتب قائمة في أثيوبيا ، والبعض منهم يقيم في اثيوبيا حتى كتابة هذه الأسطر !! عجبي أيعقل هذا؟ نعم هذا هو الواقع.

 

فالكثير ممن يكتبون هذه الكتابات الغريبة هم ممن رفضوا الاجماع أو من أحسوا أن المرحلة قد تجاوزتهم وأصبحت بضاعتهم كاسدة لا تجد رواجاً عند الشعب الارتري (لاعبين في وقت ضائع) الذي سئم تنظيراتهم وتوجيهاتهم عن بعد بواسطة (الريموت كونترول) ، فتجدهم ينعتون المؤتمر بالفاشل تارة ويتهمون الحضور بالعمالة لأثيوبيا أحايين كثيرة! في تناغم مريب مع أبواق النظام من أمثال (مسيلمة إرتريا) الذي أرباء بقلمي وبقرائي وبهذه المواقع الحرة عن تسويد صفحاتها باسمه.

ومن المقالات الغريبة على سبيل المثال عنوان: (المؤتمر الخفي) ولا أدري أين ومتى كان هذا الاختفاء الذي يوسم به المؤتمر؟ فالواقع أن المؤتمر انعقد في وضح النهار وحضره أكثر من 550 شخصاً من النخب الوطنية وأعلن عنه قبل عام كامل من انعقاده فهل يعقل أن يسمى بالخفي؟ ويتهم حضوره بالعمالة؟ أيعقل وسم أبناء إرتريا الأصلاء الحادبين على مصلحة الوطن وفيهم ممن أفنوا زهرة شبابهم في خدمة هذا الوطن ، ثم دافع كتابة المقالة لصاحب العوان أعلاه – المؤتمر الخفي – لم يكن إلا بسبب  سؤال وجهه شخص إلى كاتب المقال الذي لم يكتب بقلم المهتم والمتابع والمحلل كما يطلق على نفسه.

 

فطالما أن سعادته تحدث عن المؤتمر الخفي أجد نفسي مضطراً لكي أرجع به قليلاً إلى الوراء لكي اذكره ببعض المؤتمرات الخفية التي يعرف سيادته الكثير منها ولم يجرؤ على البوح بها وهو الذي كان أكثر قرباً منها لحظة انعقادها إن لم يكن حاضراً فيها مثل: (مؤتمر الطائرة في مطار الخرطوم بين كارتر ورأس النظام حالياً، مؤتمر فندق ميريديان الخرطوم الذي انعقد بعد إخراج الجبهة من الساحة حيث مثل الطرف الأثيوبي ملس زيناوي ومساعديه وإسياس أفورقي وحده لكي يخفي أسراره خاصة في الجولة الثانية لأن الجولة الأولى شاركه فيها بعض الرفاق الذين كانت لهم آراء حرة مغايرة لرأيه مما جعل رأس التنظيم أنذاك إلى تغييبهم في الجولة الثانية وبإشراف أمريكي ملس الذي اصبح اليوم ملطشة لكل من يريد أن يسب أخيه أو خصومه، مؤتمر عدن ، مؤتمر برلين الشرقية ، مؤتمر أتلانتا ، مؤتمر نيروبي ، ومؤتمر لندن الذي لم يعرف أحد كنهه والذي انعقد بإشراف هيرمان كوهين وتمت فيه أجندة لا يعلم مضمونها أحد وكان حضورها – أفورقي – تسفاي قبري كيدان – ملس، والكثير من المؤتمرات التي لم يجرؤ أحد على كشفها وكانت تتم بين أفورقي ومن يأتي لتكليفه من الخارج ، ولا أخال أن هؤلاء الكتاب يستطيعون محو مؤتمر كانيو استيشن ولقاء عالا من ذاكرة الشعب الارتري والتي بداية المعانات التي يعيش هذا بإيجاز عن المؤتمرات الخفية).

ثم تمادى الكاتب الدبلوماسي وجاء بمقالة ثانية مليئة بتعديات لا يمكن السكوت عليها ذلكم الكاتب السيد حمد كلُّ الذي يذيل مقالاته بعبارة (دبلوماسي سابق) فهو حر في تسمية نفسه بما شاء ومن حقنا أن نرد عليه رداً يليق بما يكتب ، فقد اطلعت على مقالته التي اختار لها عنوان ” مؤتمر يسمونه أواسا ” فلا أدري ماذا يقصد بهذا العنوان؟ وهل كان يريد من المؤتمرين أن يسموه بغير اسمه؟ أم ينتظرون من سعادته لكي يسميه باسم على مزاجه وهو الذي يتحدث عنه بهذا الأسلوب الهستيري الغريب؟ وسوف أسلط الضوء على النقاط التي أعتقد أنها بحاجة إلى ذلك.

 

النقطة الأولى: بدأ سيادته مقالته بهذه المقدمة المتناقضة فتارة يشعرك بأنه متابع، ومهتم وحريص وقلبه على الشعب ، ثم سرعان ما يبدأ بالتناقض مع النفس وفي كل المقالة كان حاله كذلك كما سنرى في الأسطر التالية: (منذ أغسطس عام ٢۰١۰م بعد انتخاب المفوضية في أديس أبابا، وطبول تدق لعقد ذاك المؤتمر – إن أحسنّا به الظن أنه مؤتمر؛ وانعقد في الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر وانتهى في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر عام ٢۰١١م.) هنا يقر بانتخاب المفوضية ، ولا أدري لم انتكس ليسمي الاعداد والتحضير بدق الطبول؟ ثم يتردد في تسمية المؤتمر باسمه لأمر نجهله ، فطالما أن سيادته لم يعجبه المؤتمر ولا حضوره فلما يرهق نفسه ويضيع وقته الثمين في شيء أصلا لم يهتدي إلى هويته؟

النقطة الثانية:ثم يتحدث عن هدف استضافة اثيوبيا للمؤتمر وكأن سيادته يعلم الغيب وهذا يوحي بأن سيادته من العالمين ببواطن الأمور حيث قال: (كان الهدف من كل ذلك حشد مهرجان خاوي يوحي للبعض أن النظام الإثيوبي يلعب دوراً إقليمياً، وهي لعبة الصراع بين النظامين الإرتري والإثيوبي؛ وبالدرجة الثانية كان الهدف من الحشد تهميش دور التحالف؛ وبالتحديد تجمع التضامن ومعه فصيلين أو ثلاثة.) ما هذا سيادته يرفض المؤتمر ثم يتتردد في ما إذا كان يستحق أن يطلق عليه اسم مؤتمر ثم يتحدث عن أهداف الدولة المضيفة وتقول أنه صراع بين النظامين حتى تبدي الحيادية، ثم سرعان ما تكشف محاولاتك لاستمالة أطراف في المعارضة لا لأنك حريص وهذا ما بان من مقالتك الأولى في رمي الحضور بالارتهان ولكن لأمر في نفسك وإلا فماذا يعني قولك … تهميش دور التحالف … وحددت تجمع التضامن ومعه فصيلين أو ثلاثة ، هل نسمي هذا حرصاً أم محاولة استمالة البعض؟

النقطة الثالثة: قولك: (وهكذا حين اقترب موعد ذاك المؤتمر كان عدد التنظيمات قد وصل إلى أربعة وثلاثين تنظيماً؛ ولو تأخر العدد قليلاً لتجاوز العدد الخمسون !) ولا أدري ما المقصود بالعبارة الأخيرة إلا إذا كان سيادته ومن تخلفوا ينوون اللحاق بالمؤتمر الذي تفاجئوا بحضوره الكبير.

النقطة الرابعة: (وعقد المؤتمر) مؤتمر أليس هذا تناقض فليت سيادته ناقش الموضوع بموضوعية وذكر النقاط التي يخالف فيها المؤتمرين بدلاً من التخبط فها هو يؤكد ويقول وعقد المؤتمر.

ثم وجه تساؤلات مفتوحة قائلاً: (هل أجاب عليها المؤتمر ؟

(كانت هناك قضايا أثارت الجميع في مؤتمر ٢۰١۰، وهي مسألة القوميات، والتي اخترعها النظام الإثيوبي في ” مقلي ” و ” سمرا ” وحق تقرير المصير في الانفصال). الجواب :نعم ناقشها المؤتمر وترك القرار فيها لما بعد سقوط النظام وهذا ما جعل سيادته وكل المتربصين يقفون حائرين لأن مثل هذه القضايا المصيرية لا تتم إلا بالإجماع ، وهو دليل على نضج المؤتمرين واتزانهم ، بل وعدم استخفافهم بمن تخلفوا عن المؤتمر وبمن يرزحون تحت نير النظام في الداخل فتركوا هذه القضايا لما بعد سقوط النظام. وخسر رهان المزايدين.

 

(بعد المؤتمر وانتخاب القيادة الجديدة .. ما مصير التحالف وبعض التنظيمات الموجودة خارج التحالف ؟! والتنظيمات الوهمية التي تم تفريخها قبل المؤتمر ؟!) وهنا يرجع الكاتب إلى جادة الصواب ويعترف بالمؤتمر وبالقيادة الجديدة.. ثم يطرح سؤال مغلف ، ملغم هدفه خلق البلبلة بين تنظيمات المعارضة والتي وصف بعضها بالوهمية ، ولا أظن أنها أكثر وهمية من الجهة التي ينتمي إليها سيادته. (واللي بيتو من أزاز ما يدحفش الناس بالحقر).

 

(هل المؤتمر ناقش موضوع ” بادمي ” ؟ وهي أرض إرترية محتلة من قبل الإثيوبيين وهي ليست محل نزاع بين النظامين الإرتري والإثيوبي؛ بل هي قضية صدر فيها قرار من المحكمة الدولية، تعترف فيه المحكمة الدولية بأنها ” أرض إرترية “، والمعارضة الإرترية في عام ١٩٩۸م اعترفت في بيان لها أنها أيضاً  أرض إرترية.) المؤتمر لا يناقش قضية بادمي لأن موقف جل الحضور إن لم يكن كلهم ويمكن استثناء من كانوا في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا حين تم طرد الإدارة التي عينتها الجبهة وإحلال إدارة من وياني تقراي محلها وتركها حتى العام 1998م ، بينما كان موقف جل الحضور وهم كانوا في الغالب في تنظيم جبهة التحرير الارترية بمختلف مسمياتها (المجلس الثوري – قوات التحرير الشعبية – اللجنة الثورة) وكان الشعار المرفوع ( لابديل للاستقلال التام لإرتريا) وبالتالي مسألة بادمي غير قابلة للمزايدة والمتاجرة بها اللهم إلا إذا كان الهدف من حشو المقال بها لذر الرماد في العيون. وقد أورد الكاتب باعتراف المعارضة التي اصدرت بياناً بإرترية أرض بادمي.

 

النقطة الخامسة: (ويمكن مناقشة ذلك على الوجه التالي :-

١. صرف النظام الإثيوبي مبالغ كبيرة لعقد مؤتمر في ” مقلي “، والذي عقد في يوم ٢۰/٦/٢۰١۰م ليخترع فيه مسألة القوميات ! وهي محاولة لتفكيك المجتمع الإرتري، والعجيب أنه في يوم ٣١/٧/٢۰١۰م كان مقرراً عقد المؤتمر، والذي سمّي بـ ” ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي “، ودعي لهذا المؤتمر ٣٣۰ فرداً. [ ألا يمثل هؤلاء كل القوميات الإرترية ؟ ]. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كان هناك التحالف وخارجه عدة تنظيمات. [ ألا يمثل هؤلاء أيضاً كل القوميات الإرترية ؟ ].

وأنا بدوري أتسأل ما الذي يجعل سيادته يخلط ما بين المؤتمر الذي أزعجه كثيرا ثم يتحدث عن مؤتمر القوميات التي سماها اختراع ، فهل ما يقوم به النظام الوطني في إرتريا إن جاز لنا أن نسميه وطني من تفتيت الشعب الارتري الذي تخشى عليه من سياسة فرق تسد وذلك بتعليم أبناء المهمشين بلغة الأم يعتبر جمع شمل بينما ما يحدث في المقابل تشتيتاً ثم جانب سيادته الصواب حينما طرح تساؤلاً قال فيه [ألا يمثل هؤلاء كل القوميات الارترية؟] لأن الكثير من ابناء الشعب الارتري الذين مثلت قومياتهم لا يؤيدون ذلك ومعظمهم منخرطين في التنظيمات الوطنية التي يتلاعب سيادته بالألفاظ في نعتها في كل فقرة بنعوت غريبة.

 

(في أيام ( ٢٧ – ٢۸ – ٢٩/٧/٢۰١۰م ) عقد مؤتمر آخر في ” سمرا ” في معسكر اللاجئين العفريين، وأتوا بمنظر من أصول ” كندية ” ليشرّع لمسألة القوميات وحق تقرير المصير حتى الانفصال، ثم أصدر ذاك الكندي ” إعلان أديس أبابا ” وعرض على المؤتمر في أديس أبابا يوم ٣١/٧/٢۰١۰م ليوقعوا عليه، وأثار جدلاً واحتجاجات بين المؤتمر ! ألا يعتبر هذا تدخلاً في الشأن الإرتري ؟!)

الاستعانة بالخبرات الأجنبية ليس عيباً وخاصة ممن لهم تجارب مشابهة ، ولكن موقف التنظيمات والأحزاب الارترية كان واضحاً رغم أن حق القوميات موقع عليه من كل تنظيمات التحالف بما فيها المتخلفون ، فلم يأتي مؤتمر أديس في 31/7/2010م إلا بفقرة لم تكن محل اجماع وقد اصدرت كل التنظيمات أو جلها بيانات تابعناها سوياً ، فلم الخوض فيها الآن؟

أما مسألة صرف مكتب الجنرال مبالغ كبيرة فلم أجد لها أي تفسير لأن القائل لم يسلم من تلقي الدعم الأثيوبي وحديثه الآن بعد الاستقرار في عاصمة الضباب مردود إليه.

 

(هل عقد الإرتريين مؤتمرهم ؟

النظام الإثيوبي هو الذي عقد مؤتمراً للإرتريين في الجنوب الإثيوبي، وصرف على ٥٥٠ فرداً من سكن وإعاشة لفترة تزيد على الأسبوع. لماذا هذا البذخ في الصرف ؟! ومعروف أن إثيوبيا دولة فقيرة، لأن النظام الإثيوبي له أجنداته.)

سؤال غريب وجواب أغرب! يدل على سطحية سعادة الدبلوماسي وما سيأتي في الأسطر التالية يؤكد هذه النعوت التي لم أقصد بها الإساءة والاستخفاف ولكن هو الذي اختار ذلك بنعته رموز الشعب الإرتيري ونضالاته الطويلة ومناضليه بالعمالة والارتهان والبادئ أظلم.

 

(لكن الأدهى والأمرّ : كيف لمؤتمر – إن أحسنّا الظن به – يحضّر له لمدة عام ليناقش قضاياهم .. يعقد في مكان قصيّ؛ يبعد عن العاصمة الإثيوبية باتجاه الجنوب ما يقدر بحوالي ٢٥٠ كيلومتر في مدينة تسمى ” أواسا” تحت إشراف ” الجنرال ” ولا تغطي نشاطاته صحافة محلية ودولية ! ولا يعرف عنه شيء على المستوى الإقليمي وشبه الإقليمي والدولي ! كيف سيتفاعل العالم مع قرارات هذا المؤتمر ؟! وكيف سيتعرف على قياداته لاستقبال في دولهم ؟!)

لا تعليق: لأن الكلام أصبح خال من الدبلوماسية التي ينتمي إليها سيادته واصبح لا طعم له ولا لون ولا رائحة.

 

النقطة الأخيرة:  (قبل أن أختتم مقالي هذا، أتوجه إلى البعض وأقول :

إن مؤتمركم قد انفض سامره، واخترتم مجلساً ولجنة تنفيذية، لكن عجب العجاب أن رئيس التنفيذية ورئيس المجلس من ”  كبسا “، قديماً ذرفتم الدموع واشتكيتم  لطوب الأرض وقلتم أن ”  كبسا ” قد انفردت بالحكم في إرتريا؛ وها أنتم – وبملء إرادتكم – رفعتم الراية البيضاء وانبطحتم وسلمتم القيادة لـ ” كبسا ” .. ألا يستحق هذا الشعب الذي يمتد من ” سيتيت ” إلى مرتفعات ومنخفضات ” القاش ” و ” بركة ” بمرتفعاته ومنخفضاته و” سنحيت ” و” الساحل ” و ” سمهر ” حتى تخوم ” زولا ” .. ألا يستحق أن يكون واحداً منهم في إحدى القيادتين ؟! ألم أقل لكم : انطلت عليكم لعبة ملس زيناوي ؟ وستكتوون أكثر بأحابيل ملس في قادم الأيام ! عـجـبـي !) عجبي!!!!.

أيها القارئ الكريم هذه هي الدبلوماسية التي بعد أن اشبعنا صاحبها بالتنظير تارة والتعالي والفوقية والتحليل الغير متزن ينحدر بل يحتضر ليسفر عن وجهه الغير دبلوماسي ويحاول دغدغت مشاعر أبناء المنخفضات التي زادها بهارات وشمارات بإضافة – سنحيت وساحل وسمهر ليثوروا على أهل “كبسا” فلا أدري هل تغيّرت الدبلوماسية وغرقت في الأوحال الجهوية؟ نعم نعيب على أهل كبسا عدم اكتراثهم بما يجري لشعبهم وعدم تعاطفهم ومدافعتهم عن المناطق الأخرى ولكن هذا لا يعني أن نرفع شعار محاربة الكبسا ، وعبارة ألا يستحق أوردها لأمر في نفس سيادة الدبلوماسي الذي سقط سقوطاً مدوياً لأنه بدأ كتاباته منذ هروبه من النظام بممارسة الأستاذية التي ذكرتني بحديث مسفن حقوص حينما جاء إلى السودان  واستقبل بحفاوة ثم لما طرحت عليه أسئلة عن نيته في الانضمام إلى المعارضة قال باستخفاف بأن له تحفظات على بعض تنظيمات المعارضة بسبب علاقاتها بأثيوبيا ثم ذهب إلى اثيوبيا وهلم جرا.

والله من وراء القصد

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=20691

نشرت بواسطة في فبراير 18 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010