الدخان الأبيض يتصاعد في سماء اجتماعات قيادة التحالف
مركز “الخليج” GIC /فبراير24 2007م
بدأت تظهر في سماء اجتماعات قيادة التحالف، سحاب دخان أبيض بعد دخان أسود خيم على مدى ثلاثة أيام، مما أعطى مساحة واسعة للإشاعات التي تناقلت بسرعة البرق أينما توجد التجمعات الإرترية التي كانت تتابع اجتماعات مؤتمر التحالف الذي أنهى أعماله يوم الأربعاء الماضي، ولم يتمكن لليوم الثالث على التوالي من اختيار المكتب التنفيذي، مما زاد من الإرهاصات والتوقعات بدخول التحالف في النفق المظلم وتفجير صراع السلطة في وقت مبكر وهو ما تنفيه القيادات الوطنية في التحالف التي تحاول تجميل صورته، وتعترف إلى وجود تباينات في تقاسم المناصب في المكتب التنفيذي ورئيسها، وإن قوانين التحالف التي تعتمد على ثلاثي الأصوات للحسم ديمقراطياً وهو ما فشلت عليه لحسم معايير الاختيار، مما يتطلب التراضي أو كسب على أكثر من 18 صوت لاختيار المناصب التنظيمية في التحالف الذي نجح عبر التوافق إدارة السفينة في السنوات الماضية.
ولاحظ المراقبون التزام معظم المواقع الإرترية والمراكز سواء المتابعة عن كسب أو المتابعة عبر الخطوط الساخنة والهاتف والجوال الصمت لإعطاء المزيد من الوقت للتغلب في إطار الحرص الوطني منها لمساعدة الذين أصيبوا بجنون السلطة رغم سقوط القناع عن البعض وظهور بشكلهم الطبيعي، إلا أن المصلحة العامة تقتضي إعطاء مزيد من الوقت لأن الخير يخص والشر يعم ، رغم انزعاج من السلوك القريب الذي ظاهرت بعض القيادات كانت من هنا أو هناك، إلا أن من المهم تجاوز هذه الازمة التي ستصبح فيما بعد حجر عصرة في مسيرة التحالف نفسه الذي سيواجه موقف عصيب مع شعبها وحلفائه من الصعب هذه المرة البحث على قميص “عثمان” لقد انكشفت الأوراق كل تحدث بصراحة وأظهر أوراقه الأصل في الخلاف هو البحث عن المنصب المتمسك به والمتطلع إليه، وانقسم القوم بين المؤيد والمعارض، واكتفت شماعة الدولة الفلانية والعلانية والشخص الفلان الفلان، وكان المخرج بعد يومين ظهور ظهرت بوادر الانفراج بين تيارين الذين قدموا تصورات ومقترحات توافقية ليس سواها من المأزق ليظهر الدخول الأبيض قد يعلن في أي لحظة تشكيل قيادة جديدة.
ويعتقد المراقبون إن التأخير في اختيار القيادة قد يعطي رسائل سلبية ليس لمصلحة التحالف وخاصة قيادته، رغم إن السواد الأعظم من أبناء الشعب الإرتري سيواصلون نضالاتهم بغض النظر اتفقت تلك القيادات على تقاسم المناصب أو اختلفت.
وتشير تلك الأوساط إن النظام في أسمرا دائماً يعطي فرصة تاريخية لخصومه نتيجة سياساته التي تستعدي كل من حوله، وإن قوة النظام لا يختلف الاثنان من ضعف المعارضة. حيث نصب نفسه امبراطور عصره في إطار سياسة الغطرسة رفض النظام معالجة أحد أبرز عناصره العسكرية ضمن الجنرالات الأربعة.
وتشير نفس الأوساط إن الجنرال (شاينا) قائد المنطقة الرابعة قد سافر على نفقة أحد أقاربه وتلقى العلاج في ألمانيا. كما قام رئيس النظام بتقسيم المنطقة العسكرية في الجنوب بين الجنرالين عمر طويل والجنرال “فليقوس” الذي كان مجمداً لعدة شهور، وهي حالة عامة معروفة في داخل أركان الجبهة الشعبية (ودي أفوم دسكيلوو) بمعنى تعني الرئيس جمدوا ، ومعظم قادة الصف الأول قد مروا بهذه التجربة، وآخر المعتقلين في الايام الماضية المناضل عثمان كراس أحد مؤسسي قوات التحرير الشعبية لقد شبع من التجميد والإقصاء، ومؤخراً زج به في السجن. وتتضارب التكهنات حول التعديلات الوزارية في أسمرا، ومن أبرزها تولي محمود حروي الحقيبة الخارجية الشاغرة منذ رحيل علي سيد عبدالله. وكذلك تشمل حقيبة الإعلام التي يتوقع أن يتمسك به علي عبده نظراً لارتباطه الوثيق بالرئيس الإرتري، حيث لازمه لأكثر من ربع قرن، وهو أكثر الشخصيات فهماً لما يريده الرئيس، ونجح في سياسة دعائية التي قادها لعام 2006. إلا أن نظام أسمرا سرب حول تعديل وزاري، ونقل علي عبده إلى جهاز الأمن الذي يتولى رئاسته الجنرال أبرهام “كاسا” وهو حامل أسرار الرئيس الإرتري من المستبعد التخلص عنه على الأقل في وقتنا الحالي لأنه ينتمي إلى جناح الرئيس الذي يتكون من الجنرالات الأربعة والحاشية المقربة التي تضم يماني قبرآب ويماني قبرمسقل وحقوص “كيشا” وصالح مكي وعلي عبده، أما جرماي أسمروم حسب المتخصصين في قرارات افورقي فهو مستبعد بأن يتولى جرماي أسمروم الحقيبة الإعلامية نظراً لسجله الضعيف داخل الجبهة الشعبية كان يشرف على البرامج الموجهة على إثيوبيا وخلفاً لهيلي منقريوس عين سفيراً، وكان الرئيس الإرتري بنفسه يشرف على الملف العلاقات أكثر من مرة السفير كان أخر من يعمل بزيارات السرية الذي كان يقوم بها إلى إثيوبيا، فالجانب الوحيد التي تتوفر لدى جرماي عامل الولاء للرئيس وفهمه المتقدم للتركيبة الإثيوبية وهو بعيد من مراكز القوة الذي تؤهله لتولي الإعلام أحد أهم وسيلة الدعاية للنظام.
وتشير تلك الأوساط إن العزلة التي يعاني منها النظام بعد التطورات الأخيرة في الصومال وتدهور العلاقات مع أمريكا والغرب رفعت من هوس المتطلعين في معسكر المعارضة للسلطة، كما حدث في اكتوبر 2002 المرض عام ولكن هذه المرة بعد الأطباء تمكنوا من تحديد المرض وقدموا وصفات طبية حتى الآن مهدأة، ولكن مع مرور الساعات بدأت تعطي مفعولها وعملياً عناصر الخلاف تم تجاوزها بعد انسحاب عناصر مثار الخلاف من الجانبين التي تباينت الرؤية حولهم رغم عناصر هامشية حاولت استغلال الخلافات التي ظهرت في عملية التقديرات والحسابات، إلا أن بحكمة العقلاء والوطنيين الحريصين على المصلحة العامة تجاوزوا والبعض منهم سجل لنفسه تاريخ عندما تنازلوا ورفض السلطة ومغرياتها وجنونها، وإن المصفقين من أنصار الشيطان الذين حاولوا أن يظهروا على أنغام الخلاف وحاولوا ممارسة الانتقام السياسي، ومع ذلك لقد اقتربوا من الخروج من النفق المظلم.
وبدأ منذ صباح اليوم يظهر الدخان الأبيض بعد أن ظلت الصورة قاتمة ليس في مصلحة تلك القيادات عامة والأغلب منها قيادات وطنية، ولكن هناك قيادات تخصصت في تدمير العمل الوطني منذ ميلاد التحالف، وسيأتي يوماً فتح ملفات تلك العناصر التي تشدقت كثيراً بقيم المجتمع وهي قيادات صنعتها الأحداث وقد يتجاوز عندما يقدم كل منهم نفسه إلى الشعب الذي سيقول يوماً كلمته وليس بأمر بعيد، إن اجتماعات الغرف المغلقة والمؤامرات سيكشف عنها يوماً وكل سيقرأ ما قدمه لشعبه في السنوات العجاف التي يعيشها الشعب الإرتري.
والمتضرر الأكبر من الصراعات التي تعاني منها المعارضة والتي تقوي من النظام المتهالك ويؤدي مزيد من العزلة لبعض قيادة المعارضة التي تبحر عكس التيار الذي يدفع بقوة من اجل التغيير الديمقراطي في إرتريا.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40658
أحدث النعليقات