الدعوات الفارغه لاتثمل الإ أصحابها
محمد امان ابراهيم انجابا
Nedall55@yahoo.com
في هذه الايام نسمع اصوات اخري غير التي كنا نسمعها ونستنكرها وللاسف تاتي الينا من أُخوه لنا ويتجرعون الظلم معنا ويتقاسمون المعاناه معنا وليس من أُناس عاديون وللأسف من مثقفين ومستنيرين وهم أصحاب أراء هدامه تريد ان تأخذ الوطن الي الهاوي ويملؤن صفحات الانترنت بكتابات سوداء وكذلك صيحاتهم في غرف البالتولك تكاد تسمع من لايسمع فأمر غريب وشيئ لايمكن يصدر من شخص سوي ، بل هذا يمثل صوت اليأس الذي لايملك حيله ولاقوه ولايعرف كيف يسترد حقوقه وضاق به الامر وعجز عن الفعل . ودعوتهم تتمثل في تقرير المصير للمنخفضات بالتحديد فكيف تاتي هذه الدعوات ونحن في فتره عصيبه انما هذا يجعلنا ان نتمسك بالوحده الوطنيه وان نعمق هذا الفهم في الجيل القادم وان ندعو الي تمسك المسلمين جميعا بحقوقهم في وطن واحد ونسخّر جهدنا في هذا المنوال ونفوت الفرصه علي الذين يريدون ان يفرقون بين المسلمين ويجعلون فريق في المنخفضات وفريق أخر في المرتفعات ، الهم واحد والقضيه واحده والمصير واحد والوطن واحد .
وهذا ما يجعلني أفتح صفحات التاريخ وأرجع الي الماضي وأصطحب بعض الاحداث والمواقف التي جرت في العهود السابقه وكانت بين فريقين فريق يدعوا الي انضمام ارتريا الي اثيوبيا والفريق الاخر الذي كان يدعوا إنضمام الجزء الغربي من الوطن الي السودان ولكن فشلت بجهد الرجال والابطال الذين كانو يحلمون بوطن اسمه ارتريا وذهبت تلك الدعوات الي مهب الريح وقد مرت ارتريا بنفس هذه المرحله العصيبه الصعبه تكاد تكون في مفترق الطرق ولكن نذكر جهدهم ونذكر مواقفهم التي اعلنوها ارتريا وطننا ولا نرضي سوي ارتريا وتوحدوا امام كل المؤامرات والدسائس وبنو جسور التواصل بين ابناء الوطن الواحد ومثلوا خير تمثيل للارتريين الوطنيين وحققو لنا مالم يتحقق وجعلو ارتريا وطناً لنا ولايمكن نحن بعد تلك الانجازات والتضحيات ان نفرط في ارتريا ولايمكن ان نتنازل عن دمائهم التي روي بها ارتريا الغاليه ودفعو الغالي والنفيس من اجل ان تكون لنا وطناً.
فهل يعقل بعد هذه التضحيات الجسام ان يأتو الينا أفراد وشخصيات ويدعو الي تمزيق ارتريا وتفتيتها الي دويلات بدعوى ظلم فئه لاتمثل كل الارتريين بل من فئه واحده وطرف واحد ، فهناك معظم الشعب الارتري يتعرض لما تتعرض له المنخفضات وغيرها من المناطق ، فأين البقيه من تلك المواقف؟ هل ارتريا وطن للبيع والشراء والتجزءه ؟ وهل الظلم من قبل الاخريين يجعلنا ان نكون ضعفاء وغير قادرين من نيل حقوقنا ؟ ونعمل من اجل الواقع الذي يسعي الدكتاتور لتكريسه ويجعل الاخريين يتباكون عليه ؟.
أود هنا أشير هنا الي الروابط التي هي بين افراد المجتمع الارتري الذي لايمكن أن نفصله وهناك دماء امتزجت وروت ارض الوطن منذو القدم وكانت من الطرفين المسيحي والمسلم ولايمكن ان نفرق بين هذا وذاك في فترة التحرير وتقرير المصير ، وهناك شق خاص بالمسلمين في ترابطهم فنجد الساحل والبحرالاحمر واقليم سمهر تربطهم روابط أزليه وتاريخيه ومصيريه وهم يمثلون جزء من المنخفضات والمرتفعات ولايمكن فصلهم لما بينهم من رابط الدم والدين والجوار وهذا ينطبق علي بقية المسلمين في الوطن لما بينهم ترابط وتواصل اجتماعي ونسب ووو ..
نعم اليوم هناك تجاوزات وظلم لايمكن ان نغض البصر عنها وهي من الطرف الثاني وهو ظلم واقع علي كل المسلمين دون تميز ودون تفريق فالسؤال ما الذي يجب ان نفعله نحن كمتطهدين وحقوقنا مسلوبه ؟ هل نهرب الي تقرير المصير لكل اقيلم وكل قوميه تنادي بذلك ؟ ام نسعي لكي نشكل جبهه عريضه تمثل كل المهمشين والمغلوبين علي امرهم ونسترد حقوقنا من القله الذين لايشكلون الاغلبيه في الوطن ، ولايمكن لعاقل في ارتريا ان يدعو للإنفصال بسبب قوميه ظلمت ونزعت حقوقنا ونحن أغلبيه وقادرين علي انتزاع حقوقنا ، والينقصنا هو الوحده وعامل التكاتف والتلاحم وننخرط في عمل منظم ومدروس كما كنا في السابق في عهد التحرير .
والشيئ المعيب والغريب في الأمر هو ان تأتي الدعوه من قبل المستنيريين الذين يحملون شعلة التغيير ويخيبو أمل الشعب البسيط ويريدون بدعوتهم ان يفريقوا بين المسلمين ويقولوا هذا من المنخفضات وهذا من المرتفعات ، ونقول لهم ليس اليوم كالأمس فنحن امه واحده واصحاب هم واحد ومصير واحد وهذا الحصن الحصين للوطن بإثره من كل دعوات التفيكك والتمزيق وتصون الوطن من كل الدعوات التي تدعو الي تقسيم ارتريا وتمزيقها ونحن علي يقين سوف تموت هذه الدعوات في مهدها ولا يمكن ان تجد صداً من اي ارتري أصيل وذو نخوه وان يقبل بهذه الافكار الهدامه التي تجعل الوطن في خبر كان ولايمكن لاحفاد عواتي وكبيري والمختار وسبيى ومحمد اسماعيل عبده وكل الشهداء الذين روى بدمائهم الطاهره ارض الوطن ان يقبلو مثل هذه الدعوات الفارغه في محتواها مهما صدرت من شخصيات وافراد ووزنها داخل المجتمع ،،، والشعب الارتري ناضل ثلاثون عاما وضحي لكي تكون ارتريا وطنا للجميع ، وكيف اليوم نرضي وبكل سخريه بهذه النداءت والصيحات التي لاتنم عن ضمير ولا إحساس بالمسؤليه اتجاه الوطن والشعب الارتري ككل . ويسعو لكي يفرقوا بين الذين تربطهم روابط منذو الأذل ، ولايمكن ان يجدو من يصغوا اليهم ويسمع لهم ولغيرهم من دعاة السلام المشبوه وعودة العلاقات بين النظامين الاثيبوبي والارتري (تقراي ، تقرانيجه ) .
ونريد هنا نوجه سؤال لكل الذين ينادون بتقرير المصير هل الظلم القائم الان يميز بين المسلمين في المرتفعات والمنخفضات ؟ اليس الجرح واحد والمصير واحد ؟ والوطن واحد ؟ فلماذا التهرب من الواقع والاستسلام الي العجز واليئس ؟ والبحث عن حلول غير ناجعه .
فالنظام القائم والثقافه المهيمنه لم تترك احد في الوطن وطالت كل اطراف ارتريا والكل يعاني من ظلمها وجورها ولكن نحن كارتريين علينا ان نبحث في سبل التي تجعلنا أقويا واشداء ولا نهاب احد ونعلن ثوره شعبيه وانتفاضه من شرق البلاد الي غربها ومن شمالها الي جنوبها لما نمثله من أغلبيه ، وكذلك العلاقه التي تربطنا ببعضعنا البعض من رابط الدم والجوار والدين ونقلب الاحداث ويكون الخيار الأمثل هو هذا ليس ان نبحث في تفريق بين المجتمع وتمزيقه وهذا ما يرنوا له الدكتاتور وزمرته الطاغيه لكي يتباكي الناس عليه وعلي حكمه بعد زوالهم فهذا نهج كل الكتاتوريين الذين يحكمون شعبهم عنوه .
فالأجدي من الاخوه الكرام اصحاب الاقلام الذين يملؤن صفحات الانترنت ويملؤن صيحات غرف البالتولك من صراخ وعويل للانفصال ، ان ينادو الي النضال وكل السبل التي تؤدي الي زوال هذا النظام الذي لايرحم احد منا ، وان يدعو الي وحدة الوطن والمصير الواحد والي المجتمع المتماسك والي توحيد المسلمين وجمع شملهم ، لا أن يحمل نبرة التهديد والانزار لكل الارتريين ومن يقف في طريقهم للانفصال من اي طرف كان .
ولكن الحقيقه تقال هذه الدعوات ليس من افراد عاديين بل من كوادر التضامن ومنظريها لشيئ في أنفسهم . وهذا يؤكد تكتلهم ودعواتهم الي هذا المسار الذي ياتي بالخراب والدمار للوطن بنادئهم الي منخفضات ومرتفعات وفي نهاية الامر نحن المسلمين كشعب نكون ضحياهم لنزوته الشخصيه وطلب السلطه في اطار ضيق وغير مسؤل وهذا يؤكد ان دعواتهم وتفريقهم سوف يذهب في مهب الريح دون رجعه لان الارتريين المسلمين لايمكن ان يرضو بهذا التقسيم والدعوات التي تفرق بين الاسره الواحده والمجتمع الواحد فإنتهي العهد الذي كانو يتغنون به خصوصيه كل اقليم وقبائله ، اليوم الوطن كامل لايتجزاء عن بعضه ، فبفعل فاعل او بعوامل اخري ولايمكن اليوم التيميز بين المسلمين في اطار المنخفضات والمرتفعات والناس تمازجت واختلطت في السكن والنسب وتجد كل القوميات تثمل الوطن برمته وتجد بعض القوميات التي كانت تقيم في المرتفعات الان هي جزء أصيل من المنخفضات وغير ذلك ، وهناك الجزء الساحلي أي اقليم البحر الاحمر والساحل والسمهر متمازجه ومتماسك ببعضها البعض وبينهم نسب ورابط الدم والجوار، فكيف يكون تقرير المصير في وطن مترابط نحن ليس مثل دول الجوار مجتمعاتنا مترابطه برغم التنوع ولا نشتكي الظلم سوي من طرف واحد والاغلبيه مقهوره ومجني عليها فكيف يكون تقرير المصير لما يجري من احداث علي هذا النحو؟.
فاذا كانوا أصحاب هذه الدعوات يحملون جنسيات اخري ولهم بدائل فنحن ليس لنا بديل سوي ارتريا وهي وطننا الاول والثاني ، فندعوهم ان يتركوا لنا ارتريا ولا يخربوها ويتركوا لنا حق الدفاع عنهم وعن كل ارتري مظلوم وليذهبوا بأمراضهم ودائهم الي الجحيم ويعودوا من حيث أتوا بإفكارهم ورؤاهم الهدامه التي تسعي لتهدر عرق الاباء وجهدهم الاجداد .
ولكم مني
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3017
أحدث النعليقات