الدكتاتورية ..أزالت ثوابت الثنائية الثقافية .. ونظام شكل الدولة
الحسين علي كرار
أولا اشكر الإخوة الذين أبدوا ملاحظاتهم فيما كتبته في المقال السابق ، ؟ والذي كان بعنوان لماذا المثقف المسلم مهزوم بخلاف المسيحي ؟ فالمشجع منهم محفز والناقد مصحح لذا اشكرهم جميعا.
1- كثر الحديث في الآونة الأخيرة في المواقع عن من هو المثقف المسلم في ارتريا ، والتعريفات التي تمت كانت بمفهوم مصطلح النظريات العامة في تعريف المثقف ، وكان دكتور جلال الدين طرح سؤالا محددا ، هل يقف مفهوم المثقف المسلم في ارتريا علي من له خلفية اسلامية أم . لا ؟، وكان واضحا التحفظ في الإجابة علي هذاالشق من السؤال ، وفي اعتقادي إن حصر مفهوم المثقف المسلم بمن له خلفية اسلامية فقط لا يخدم الاسلام ولا المسلمين في ارتريا وليس في صالحهم فإذا كانت هناك أخطاء ارتكبها البعض من المسلمين الذين يوصفون بأن ليس لهم خلفية اسلامية ( علمانيين) ، لا تعطي مبررا لهذا الفصل بل الحساب لمن أخطأ إذا كان هنا ك أصلا حسابا للمخطئين ، وهو حاصل أدبيا — وقد تكون هناك حفنة قليلة لا يقاس عليها — ان العابدين الارتريين الذين تعج بهم المساجد في ارتريا والسودان ودول الخليج العربي والشرق الاوسط و الدول الغربية ، ويختلفون في انتماءاتهم السياسية ومفاهيمهم الفكرية ، لا يمكن أن يقارنوا بابناء الغرب الذين تحولت كنائسهم إلي متاحف ، ومسألة الأخطاء السياسية في حق المسلمين قد ارتكبها كذلك من لهم خلفية اسلامية ، بانشقاقاتهم التي قزموا بها المسلمين وأفقدوهم الأمل ، وألحقوا بهم الضرر الكبير ، وكانت أشبه باطلاق رصاصة الرحمة علي وحدة المسلمين ،والله سبحانه وتعالي ضرب لنا الأمثال في القرءان الكريم ، لنأخذ العبر من أخطاء الماضي لكي لا نعيده في الحاضر والمستقبل ، كما يجب الأخذ بالمتغيرات و فهم معرفة واقع عالم اليوم المتغير الذي انهارت فيه بفعل عوامل كثيرة ، كثير من المفاهيم الثقافية التي كانت سائدة سواء كانت متعلقة بالدين أو بالاقتصاد والتي كان يحكم العالم من خلالها ، فتحولت دول كانت تنادي بالاممية العالمية إلي دول قومية بعد صراعات دامية وعرقية ، فروسيا الماركسية التي كانت تعتبر الدين أفيون الشعوب هي التي تتحدث اليوم في سوريا عن حماية الأقليات الارثوذوكسية في المنطقة ، وبنفس الوجوه الاشتراكية السابقة ، وشخصية صينية كبيرة من داخل الحزب وكانت مرشحة لقيادة الصين التي كان يموت فيها الفلاحين جوعا من اجل خدمة وحماية النظام الشعبي الماوي ، تقتل زوجته بوضع السم لشريك زوجها البريطاني ، طمعا في نصيبه من الاموال ، ، ودولة عظمي تقود العلمانية كالولايات المتحدة يطلب شعبها من رئيسها المختار عند انتخابه لاول مرة إذا شكوا في عقيدته ( أوباما )ان يقدم شهادة الإنتماء للمسيحية من كنيسة كان يتعبد من خلالها ، فتعتمد له الكنيسة شهادة البراءة بالتعبد ، ويحبذ شعبها أيضا أن يكون رئيس دولتهم هذا من البروتستانت وليس من الكاثوليك ، هكذا نري يبرز دور الدين وبقوة في العالم الغربي والذي لم يبتعدوا عنه أصلا ،وهو الذي يشكل في الكثير ،الثقافة الاساسية لمجتمعاتهم مع علمانيتهم ويحاصرون الاسلام في دولهم وخارجها ، وفي العالم الاسلامي عندما جاء بعض المسلمين بأفكار التنويريين الغربيين قبلها البعض وأفتي بالأخذ بها وقال بفصل السلطات الثلاثة كالشيخ محمد عبده وجمال الدين الافغاني وأعتبروها من الشوري ، وإجازة المعاملات البنكية ، كفتوي الشيخ محمود شلتوت ، التي أجازها واعتبرها تخدم الصالح العام ، باستثناء دفتر التوفير ، فقام بعض مشايخ الازهر بتكفيره وقد سمعت هذاالتكفير من الشيخ محمد أبو الدهب وهو من كبارعلماء الازهر يرحمهم الله جميعا في ندوة تشريع اسلامي دعي إليها العقيد القذافي وكان وقتها متحمسا للاسلام وكان يريد مخرجا من العلماء من نظريات القطبين ، وكان بين الحضور كبار العلماء من العالم الاسلامي كان بينهم الشيخ القرضاوي وكان يرأس الندوة الشيخ محمود صبحي رئيس الدعوة الاسلامية في ليبيا وأعطتها الدولة أهمية كبيرة وكان ذلك في مدينة البيضاء عام 1972 وكان جانب المتشددين في التشريع هو الراجح في الندوة ، ويبدو لم يأخذ القذافي بأرائهم ، وأصدر بعد ذلك كتابه الأخضر الذي اعتبره كنظرية عالمية ثالثة تعبر عن المسلمين ، وجمد مخرجات تلك الندوة ، ولكن المجتهدين اليوم أخذوا بمبدأ أصولي في الفقه الاسلامي الضرورات تبيح المحظورات فنري الاحزاب الاسلامية تأخذ بمبدأ مدنية الدولة يعني علمانية الدولة وهذا ما قبل به المسلمون الارتريون في التحالف الديمقراطي ثم في المجلس الوطني ،وهو تغير ثقافي وأصبحت الأحزاب الاسلامية تحكم دول كمصر وتونس وتركيا بالعلمانية ، لقد أصبحت فكرة التقارب الثقافي أكثر من فكرة التنافر الثقافي الذي كان سائدا ، كذلك أن فكرة الحدود القومية للدولة كانت مرفوضة لدي بعض الأحزاب الإسلامية لأن الحدود الجغرافية في الدولة الاسلامية هو الاسلام وعندما حاول أن يطبق النظام الاسلامي في السودان هذا وصرف جوازات السفر لأبناء المسلمين المضطهدين وقع بسببها في اشكاليات قانونية كبيرة أمام الدول الأخري فتراجع ، ( وهذا سيكون مأزق للإخوان المسلمين في مصر الذين يقودون مصر ويقودون تنظيم الحزب العالمي) و لهذه الأسباب المذكورة أعتقد أن كل مثقف في ارتريا يدافع عن الثقافة الاسلامية عن الدين واللغة العربية والقيم والأخلاق والتراث الاسلامي مثفق مسلم دون تمييز إلي الخلفية التي يستند اليها.
2- كذلك يجب فهم عنصران متلازمان في سياسة النظام ويجب عدم الخلط بينهما (1) تطبيق سياسة التقرنة التي يغير بها النظام مفاهيم ثقافة المجتمع المسلم برفض العربية واحلال التقرنية مكانها ، وهذه محاولة تغيير ثقافي في الثوابت الارترية (2) وفشل الدولة في الادارة في جميع المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية الذي نتج عنه هذا الفساد والانهيار الأخلاقي الذي يعتبر استثاء وليس قاعدة حتي في المجتمع المسيحي ، وقد راينا هذا التفسخ في المجتمع اليمني الجنوبي قبل الوحدة ، وكذلك يجب فهم معرفة ما تعاني منه الدولة الارترية الناشئة ، وهي أزمتنان (1) أزمة عدم تحديد هوية الدولة بثنائية الثقافتين (2) وأزمة نظام الحكم ، فالبعض يري أنه يعاني من أزمة واحدة وهي ازمة نظام الحكم وبمجرد زوال الحكم ستحل المشاكل دون أن يعطي أي اعتبار لثقافة الطرف الاخر وهذا الرأي يأخذ به حتي بعض المسلمين ، يجب أن تكون هناك معرفة برؤيا مشتركة لحماية خصوصية الثقافة من الجميع وخاصة أبناء المسلمين المستهدفين ، أما السياسة والاقتصاد والقضايا الاجتماعية فهمومها مشترك بين جميع أبناء المجتمع الارتري وحمايتها ليست حكرا لفئة معينة دون اخرى فلا بد أن تتم من الجميع ، و الثقافة عامة تشمل ( الدين ، العرف ، القانون ، العادات ، التقاليد ، الأفكار ، الخ) فالدين هو الثابت وكثيرمن المفاهيم تجد مصدرها من الدين ، ولكن من يمتنع عن فعلها أو يفعلها كعادات لا يعرف أن أصلها ديني بحكم أمية السواد الأعظم ، مثلا في الارياف الاسلامية يعتقدون أن الشخص ستموت مواشيه إذا زنا ، ولهذايمتنعون عن الزنا ، والذي يتبول في البرك الراكدة ،سيطلب منه يوم القيامة أن يفرز البول من البركة من خلال خرم ابرة الخياطة ،ولهذا لا يتبولوا في المياه الراكدة ، وكذلك شرب الشخص وهو واقف فتجد في موارد المياه أن الشخص المدلي دلوه في البئر عندما يخرج الدلو بمائه ويطلب منه أحد الشرب فان الشارب لا يشرب وهو وافق ولكنه يجلس وصاحب الدلو يخفض الدلو وهو واقف ليشرب الظمآن وهو جالس ، هذه المفاهيم أصلها ديني ، وهي أحاديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم ، والعرف في المجتمع جامد أي شبه ثابت ، لأنه غالبا ما يتعلق بالأحكام مثل – الدية – الزواج – الطلاق – الأرض – أما القانون والعادات والتقاليد والمفاهيم وغيرها فهي دائما قابلة للتغيير حسب تغيرات الحداثة في المجتمع ، والمسلمون اليوم لا يملكوا شئا في ارتريا ، فمن يريد أن يبني بيتا أولا عليه أن يجهز أدوات البناء ثم يتشاجر علي ملكيةالغرف بعد ذلك ، أما أن يكون في العراء ويقذف بعضه بالحجارة في الهواء الطلق فإنه عمل لا يأتي للمسلمين بالنتائج المطلوبة.
3- يجب أن يعرف الذين يرفضون الثنائية الثقافة في ارتريا وتمثلها اللغة العربية إن ارتريا ليست كدول مستعمرات اللاتين فعندما استعمرت كل من البرتغال واسبانيا بما يعرف بامريكا الاتينية ، وكذلك بريطانيا لامريكا الشمالية تركت كل من اسبانيا والبرتغال لغتها وديانتها الكاثوليكية بينما تركت بريطانيا لغتها وعقيدتها البروستانتية في أمريكيا الشمالية وتقبلتها تلك المجتمعات ، لأن هناك كان فراغ ديني ولغوي ، كذلك نجد في التسابق الاستعماري علي أفريقيا أن فرنسا تركت لغتها في الغرب الافريقي ولكنها عجزت أن تترك لشعوب تلك المنطقة ديانتها لأن الشعوب كانت تدين بالاسلام بينما بريطانيا التي استعمرت افريقيا الشرقية والجنوبية التي كانت في غياب حضاري كامل تركت ديانتها المسيحية ولغتها الانجليزية ، وهذا عكس ما حدث في ارتريا بالنسبة لايطاليا أو بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية فإن ارتريا بقيمها وحضارتها ووجود الديانتان الاسلام والمسيحية واللغتان العربية والتقرنية فيها لم يستطيعا أن يؤثرا في الجانبين الديني واللغوي في شعبها لأنه لم يكن فراغ ديني ولا لغوي، إن الذين يريدون أن يبنوا دولة ارتريا بثقافة واحدة هم أشبه بمن يبني قصرا جميلا ، جمع له كافة المهندسين المعماريين المتميزين في جمال البناء ،،، وجمع كافة الفنيين المهتمين بجماله في نقوشه وزخرفته ،،، ولكن هذا القصر الجميل المزين قائم علي أساس من أحجار الملح المصنوعة ، فعندما تنزل الامطار والسيول وترتطم المياه باساس القصر تذوب هذه الأحجارالمصنوعة من الملح ، فيسقط هذا الصرح العظيم علي رؤؤس من قاموا ببنائه وسكنوه فيصبح فوق رؤسهم رماد ا هشيما ، أليس من الأصح أن يبني هذا القصر علي الحجارة الكريمة التي لا تؤثر فيها لا الرياح ولا الامطار ولا السيول ، فهذه ا لدولة الناشئة لا يقبل بنائها الا من واقعها وليس بانشاء واقع جديد لا تتقبله ، والملفت أن النظام الذي جاء بتطوير اللهجات لضرب العربية واخراجها من الساحة لم يستطيع تطوير اللهجات التي تبناها ، لهذا اعتمد التقرنية وأصبح يعمم التقرى في المنخفضات لأن فكرة اللهجات التي أتي بها وطرحها في برنامجه عجز عن تنفيذها لأنها لهجات شفوية وتحويلها جميعا إلي لغات مكتوبة ليست بسهولة طرحها ، ايطاليا كانت تعتقد أن استعمارها دائم ولهذا اهتمت بالبنية التحية للدولة من انشاء المدن الحديثة و انشاء الدوائر الحكومية والطرق الحديثة ولكن لم تعط للتعليم أهمية تذكر وكان المسلمون يكتبون بالعربية والمسيحيون بالتقرينية ، ولكن بريطانيا كانت تعلم انها عابرة ولهذا اهتمت بالجانب التعليمي والاداري أكثر ، فكانت مدارس المسلمين تدرس باللغة العربية حسب ما كان سائدا قبلها حتي السنة الرابعة وكذالك كانت مدارس المسيحيين تدرس بالتجرنية حتي السنة الرابعة كل علي حداه منفصلا ، ومن السنة الخامسة -الوسطي – كانت الدراسة تدرس باللغة الانجليزية كمنهج موحد ، فكان الفرز في المرحلة الاولية أما المرحلة الوسطي فما فوق فالمنهج كان موحدا. واستنبط النظام هذا فجعل المرحلة الاولية بالنسبة للتجرنية بلغتهم كما وضعه البريطانيون أربعة سنوات ، واستبدل اللهجات الشفوية غير المكتوبة في مناطق العربية لتشتيتها أربعة سنوات ، وحصرها حصرا شديدا في أماكن محددة لإعطاء التقرنية فرصة الانتشار ، ثم وحد المنهج من السنة الخامسة الوسطي باللغة الانجليزية كما فعل البريطانيون ، إن مرحلة النظام تعتبر مرحلة الاستبداد و فرض الأمر الواقع بالقوة غير عابيء لما يترتب علي سياسته من ردود الأفعال المستقبلية والآثار السلبية ، ومرحلة المعارضة تعتبر مرحلة الوفاق والتفاهم وتجنب الإنزلاقات الداخلية ، والمرحلة القادمة ستكون ، مرحلة البناء والاستقرار بالتفاهم ،ومن الممكن معالجة مشكلة التعليم المبعثر في منهجه وهو الأساس المكون للثقافة ، إما أن يعود المنهج التعليمي الارتري بشكله الذي وضعه البريطانيون ، واما أن تكون المرحلة الاولية تدرس فيها اللغتان في عموم المدارس الارترية ، لأن المنهج التعليمي هو الذي يحدد الثنائية الثقافية ويقوي بناء الدولة وتأخذ به شكلها الطبيعي , وللمحافظة علي اللهجات الاثنية ممكن أن تقام أكاديمية متخصصة للمحفاظة عليها لتهتم بهذا التراث الانساني لتطويره للمستقبل.
4- إن ارتريا كانت دولة بسيطة وتتكون من تسعة محافظات وعندما وصلت الشعبية إلي الحكم لخلط الأوراق قلصتها إلي ستة أقاليم بحجة محاربة القبلية وهو ضعف ناشئ من تفكير قاصر ورؤية ضيقة ولكن الهدف الاساسي منه كان التحكم الامني والسيطرة ، فإذا كان المجتمع قبلي فهذا التقسيم لا يزيل القبلية لأنها أصلا ثقافة المجتمعات التي لم تمر بدورات التطور الانساني ، ونري أن في أفريقيا أصبحت القبائل هي الأحزاب ، كما راينا في انتخابات كينيا الاخيرة ، وكان من المفترض أن تتعدد المحافظات لا أن تقلص من أجل التنمية وتنمية إنسانها الذي يوصف بانه قبلي ، وفي الواقع انها عززت شرذمة المجتمع بتقسيمه إلي قوميات ، وعمقت القبلية ، وكرد فعل ورفض وهروب من هذه الهيمنة المركزية ، والممارسات الخاطئة ، أصبحت تنمو فكرة الدولة الفيدرالية ، ومستلهمة من النظام ، فكرة تنمية اللهجات ، فسقط فعليا مفهوم الدولة البسيطة المركزية الذي كان سائدا ، وأصبح النقاش في البديل ، بين الفيدرالية و اللامركزية ، وذلك لأسباب :- مركزية الدولة تعني سيطرة العاصمة علي القرار ، والعاصمة الارترية بثقلها وسيطرتها علي القرار اضاعت الاستقلال الأول بالإنحياز للوحدة مع أثيوبيا ، ومرة ثانية أضاعت الاستقلال الناجز ، الذي جاء بدماء الشعب الغزيرة ، فأخذت ثمراته و إمتيازاته لنفسها ، وتركت الشعب يهيم علي وجه الارض بالتشرد والضياع الذي فرضته عليه ، وهي مستعدة أن تفعل ذلك مرة ثالثة في المستقبل ، والسؤال الكبير ليس في فكرة الفيدرالية بل في تطبيقها ، إذا تم تقسيم ارتريا مثلا فيدراليا إلي ثلاثة أقاليم حسب ماهو مطروح ، هل يوجد اتفاق بين أبناء هذه الأقاليم في الادارة الاقليمية ؟ وهل الاقليم الفيدرالي لا يحتاج إلي فيدراليات أخري داخله ؟ وهل هناك دراسات واقعية لهذا الجانب ؟ عندما نتذكر من الأغاني الشعبية المسيحية (حماسيناي بعل سري) تفاخر بأن ابن الحماسين هوصاحب السروال وهذا لا يعني أن غيره عريا ن بل يعني كناية أنه صاحب الزناد ، فهل يقبل أبناء السرايي و الأكلي قوزاي الخضوع لصاحب السروال ؟ وإذا إنتقلنا من عالم روح المفاضلة ، إلي عالم الطعام وهو أصل مشاكل العالم فالننزل إلي المنخفضات وننظر معركة (التقري) في الغداء في سمهر هو (مسحكو ) وفي الساحل وعنسبا (زبحكو) بوضع ثلاثة نقاط تحت الزاي وفي بركا ( طبحكو ) وفي القاش ( سفريكو ) كلها بمدلولاتها السياسية ، فتسمية أي غداء سيفضلونها لتناول وجبة السلطة بينهم وهم يتهاوشون ، الواضح أن الاحتياج سيكون أكثر من ثلاثة اقاليم فيدرلية ، أليس كذلك ؟ ان نظام شكل الدولة الذي خلطه النظام للهيمنة والمؤجل من المعارضة يحتاح لدراسة جادة وواقعية وكذلك سياسة منهج التعليم المتعثر — وكلاهما يتوقف عليه وجود الدولة أوعدمها — وذلك بأن تشكل لهما لجان خاصة حتي ولو كانا مؤجلين لأن غدا سيصبح حاضرا ، هذا إذا كانت قيادات المعارضة الغارقة تقرأ وتعمل لحلول المستقبل ، وكذلك يرد في الأذهان هذا السؤال ، إعتماد اللهجات مع العربية والتجرنية والانجليزية ، كما هو في برنامج المعارضة أيضا ، هل لهذه القوميات في داخل الفيدراليات المقترحة امكانات تحمل أعباء كل تكاليف تنمية الاقليم وتنمية اللهجات بإمكانات الإقليم الذاتية ؟ ودون المساعدة من المركز؟ أم ستطلب الفيدراليات العون من المركز؟ وهل المركز له امكانية تحمل تبعات كل ذلك مع مطالب التنمية الاخرى ؟ أم هي مطالب من أجل الأغراض السياسية ؟ إن الذين يطالبون هكذا دون دراسة واقعية وواعية ، سيقفون حائرين فيما يفعلونه كما وقف النظام الذي احترقت أصابعه فوقف حائرا فيما يفعله.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25528
أحدث النعليقات