الذكرى السابعة والخمسون للفاتح من سبتمبر: انطلاقة جديدة وحقيقية نحو تحقيق الاهداف المنشودة
فرجت:
تزامنت الذكرى السابعة والخمسون للفاتح من سبتمبر مع الرد الرسمي والشعبي من جنيف على كل مبادرات الاحتواء والبيع والشراء والتشكيل، والسلام الممهور بالاطماع والأهواء، نعم صدحت الحناجر بالأمس ووصلت أصدائها الى الطامحين الى العدالة والانعتاق في الداخل والخارج والى مسامع الزمرة الحاكمة ومن جلبوا من الشركاء.
الكل يتفق اليوم في معسكر المقاومة الارترية ان الظروف التي تمر بها ارتريا تحتاج الى تضامن كل قواها الوطنية الحادبة على التغيير، وهذا ما عبرت عنه جماهيرنا في جنيف بالأمس متمثلة في قواها السياسية والمدنية والمستقلة حيث مثل العقد الفريد مسبحة ضمت حباتها كل قومياتنا وعقائدها المسيحية والمسلمة ، لأن وحدتنا الوطنية صمام امان امام كل المحالات العنصرية التي شهدتها ساحتنا زمنا ومحاولات الاندنت التي أطلت برأسها من جديد عقب توقيع مراسيم التآمر التي سميت بالسلام جزافا ، من يعجز أن يأتي بسلام داخلي لا يمكنه بأى حال من الأحوال أن يقدم سلاما للآخرين.
أن جيف أثبتت بما لا يضع مجالا للشك ان الشعب الارتري يعي تماما حجم التآمر الذي يحاك حول وحدته الوطنية ووحدة أراضيه وأن الشعب الارتري يراهن على وحدته الوطنية التي تحققت عبر مسيرة ثلاثين عاما من الكفاح المسلح أمتزجت فيها الدماء والتضحيات الجسام ، وما ينيف عن ستة وعشرين عاما من النضال ضد النظام الدكتاتورى عانى فيها شعبنا من تغييب قياداته الأهلية والدينية والسياسية زاق فيها شعبنا عسف الاعتقال والاضطهاد وويلات الظلم والتنكيل والجوع والحرمان. نعم ان الوحدة الوطنية لا تلغي التنوع والتعدد ولا تعني ان نفرض ثقافة الأقلية على ألأكثرية او العكس انما تعني التنوع في ظل وحدة وطنية يتم فيها التفاهم حول الأسس التي لا ينهض المجتمع بدونها وتشكل مصدر رضى وغنى واغناء للجميع قانون يتساوى في ظله الجميع ونظام سياسي يتيح المشاركة للجميع ويحترم حقوق الانسان.
ان جماهيرنا في جنيف أثبتت لعسس النظام المندسة وسطنا وللجماعات التي عجزت في تجاوز ولاءاتها القديمة والتي هي اسيرة عقد الماضي وتحاول استثمار انتماءاتها الدينية والأثنية ولها عداء لكل ماهو وطني وعام، هي جماعات شهدناها في كل مراحل تأريخنا الحديث وثبت فشلها لتدارك الشعب الارتري فحوى دعواها النتنة وأهدافها الغير شريفة وتم دحرها لوعى شعبنا لأهمية وحدته الوطنية ووحدة أرضيه.
أن اثارت الأمور الانصرافية في وقت تتعاظم فيه حجم المؤامرة مثل قضية العلم الوطني وغيرها من سفاسف الأمور لهو محاولة لصرف انتباهنا الى أهمية القضايا التي بانتظار جهودنا الموحدة واجتراح حلول وأدوات جديدة لنضالنا أمام الوضع القاتم الماثل أمامنا ، وان نجاح وقفة جنيف كان دلالة واضحة لقدرتنا على تجاوز مثل هذه الاطروحات الانصرافية.
يجب على أخوتنا المجتمعون اليوم في مائدة للحوار في جنيف ان يدركوا أن المصالح الآنية والفردية والتي لا تضع حسابا للمجموع لهي حسابات فشلت في السابق وسوف تفشل اليوم فاما أن نربح جميعا أو نخسر جميعا ويخسر هذا الشعب معنا وحدته وأرضه وهويته التي تشكلت عبر سنوات النضال المشترك والتضحية المشتركة، كما برهنا بالأمس باتحاد مشاعرنا تجاه النظام يجب ان نبرهن اليوم أيضا مقدرتنا للعمل مع بعضنا البعض، فهذا الوطن يتجاوزنا جميعا جماعات وأفراد وليس هنالك من له الحق في أدارة دفة الشراع مفردا فالاجتماع سيد نفسه وليس هنالك مجالا للمحاصصات الكاذبة التي تعمل على توسيع الهوة بيننا واصابة وحدتنا الوطنية في مقتل، يجب التركيز على القدرات والكفاءات وليس على الانتماءات والقرابات القبلية و الجهوية والدينة والأثنية ، يجب ان نتحد ونتواثق على البرنامج الذي تتحد وتجتمع الأفئدة حوله وليس على الشخوص التي يحوم حولها المريدين والمطبلين. يجب الاتيان بميثاق عمل يحدد ملامح العمل في المرحلة القادمة كما فعلها أباؤونا في الفاتح من سبتمبر ميثاق يمثل كل الوان الطيف ويجد الكل فيه نفسه مهما صغر حجمه أو كبر، وليس للكبير الحق في استعراض عضلاته فوق طموحات الآخرين ولا على الصغير الاذعان وبلع ما يقدمه الآخرين.
أذن هي مرحلة جديدة وحسنا فعلتم باعادة الأمل الى قلوب شعبكم ولولا الأمل في انبلاج فجر جديد لما بقى شعبنا صامدا كل هذه السنين، وحتى يستمر الأمل والعمل فلتتحد قوى المقاومة الارترية ولترسم برامج الغد الذي ننشد.
عاشت ذكرى الفاتح من سبتمبر نبراسا ينير لنا الطريق.
عاشت وحدة قوى المقاومة الارترية قائدا للتغيير.
الخزى والعار لنظام هقدف ولقوى الاستعمار والهيمنة الجديدة.
فرجت.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43454
أحدث النعليقات