الذهب العتيق في الذاكرة الارترية ” سلسلة ” دردشة في عبق التاريخ مع المناضل الشيخ محمد ابراهيم بهدوراي.
في قاهرة المعز وعن طريق الصدفة التقيت بعبق التاريخ الارتري احد رجالات الرعيل الاول المناضل الشيخ محمد ابراهيم بهدوراي في منزلة الكائن بشارع فيصل مستفيدا من الموعد الذي اخذه مسبقا صديقي الاستاذ رامي الذي له محاولة تاليف كتاب عن ” الرعيل ” وعند الاتصال بالشيخ بهدوراي ابدى الاستعداد بل وتكلف عناء السير لمسافة الفين متر لمقابلتنا باول الطريق عند مقهى العم فتحي تقاطع شارع احمد ماهر وعندما بدأنا بالاحتجاج عليه قال لنا ممازحنا : ” احنا بنتحدى الشباب ” اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية وبالقرب من منزلة هنهاك دكان وقف وقال لي سوف اشتري قارورة ماء معدنية وعندما بادرت بان ادفع سعر القارورة قال لي ثابت “طبعا باسلوب عسكري احفظ فلوسك معاك ” قروشك مثلك ادم منا ” مافي ضيف يدفع لصاحب المنزل وضحكنا معا وفي المنزل قدمت لنا ابنته ندى اخر العنقود العصير وطلب منا شرب العصير وقالها بالبلدي ” اشربو لكي ارتاح انا ” مقولة معجونة بالكرم العامري .
وبعد بدأنا الحوار مع المناضل ابو صلاح ولكي لا يزعلن الصبايا المناضل ابو فاطمة ، بدأ حديثه كنا جنود في الجيش السوداني وتأثرنا كثيرا بالثورات العربية والافريقية وحتى العالمية وكنا في حالة تهيئ كامل للقيام باي عمل ثوري وكان اول اتصال سياسي لنا مع حركة التحرير وكان الاشتراك خمسة قروش سودانية والتبرع ريال. وبخروج الشيخ ادريس محمد ادم والشيخ ابراهيم سلطان من ارتريا بدأ يتبلور تيار جديد في الساحة الارترية وبتكليف الشيخ محمد ود شيخ داوود بالاتصال مع القائد حامد عواتي هنا بدأت النواة الاولى وتركنا نحن الجيش السوداني في مجموعة من الشباب : ابراهيم بهدوراي – ادم قندفل – عمر دامر- جمع أدم وطاهر سالم وبعد عملية الهجوم على منزل القائد عواتي لحق بنا اسماعيل اسفداي والقائد محمد ادريس حاج وكانت الشرارة الاولى بقيادة القائد حامد عواتي في ادال في العام 1961 واستشهد اول شهيد في الثورة الارترية في ارض المعركة في جبل اومال في منطقة القاش وهو الشهيد عبده محمد فايد واستبسل المناضل همد ايلا في هذه المعركة .
وفي معركة انقالدو في منطقة ساوى جرح القائد عواتي وقام بعلاجه ” الحكيم ” مدني وثم اتى طاقم طبي بقيادة محمد ادم قصير وتعافى القائد بحمد الله .
وفي تلك الفترة التقت بالقائد مجموعة من وفود المناضلين والمندوبين منهم صالح الحسين وموسى محمد هاشم واخرين في منطقة ابو حشيلا شكور وبعد ذلك كان القسم قسم الولاء للثورة والوطن حتى النصر ” اقسم بالله ان اقاتل حتى اموت او انتصر وان احفظ السر واذا تعبت وتركت الثورة انا ” اسكت ” .
وقال لنا طرفة حدثت معه في منطقة بلتوبياي “عد حامد همد” رأيت البوليس الاثيوبي يحاصرنا فقلت للقائد حامد عواتي الشفتا جاؤوا فقال لي القائد عواتي الشفتا انتم ام هم ؟ وضحكنا وحدثت معركة حامية الوطيس بيننا واستبسل المناضل ابو بكر هينا الذي قاتل بالسلاح الابيض بعد ان نفذت ذخيرة سلاحه ” ابو خمسة ” وحينها وقع في الاسر .
البطاقة الشخصية : محمد ابراهيم محمود بهدوراي مواليد حجات 1930 بركة، لفلوح، اند عروتت، متزوج من السيدة الفاضلة زينب محمود علي بارياي له ابناء شباب وصبايا ، صلاح وعبدالله واحمد وفاطمة وزهور والاستاذة رقية وحسينه واميرة وهبة واخر العنقود ندى كما قال لنا ،
التحق بالثورة الارترية عام 1959 مد الله في عمره .
وبعد المعركة خرجنا منتصرين ولكن كنا منهكين وعطشى فوجدنا في الطريق ولد ومعه قراب بها ماء يسير في الطريق بحماره فشربنا من الماء وقال له القائد عواتي اخبر اهلك بان عواتي هنا لكي يحضرو لنا الماء والاكل.
وشكر المناضل بهدوراي اهل بركة والقاش في تلك الفترة خاصة وعموم ارتريا لتقديمهم كل ما يملكون للثورة في الايام الحالكة والصعبة وتحت طائلة المسائلة والمحاسبة من البوليس والجيش الاثيوبي وبالرغم من ذالك كان الشعب الارتري مع الثورة وهذا ما ضمن لها الاستمرارية والانتصار .
وبعد المعركة قام القائد عواتي باعادة تنظيم والقيام بعملية مسح لارض المعركة وخاطبنا موجها في كيفية التعامل مع الشعب ومخاطبته وكيفية عملية البحث عن الماء والاكل والاختفاء ” تاكتيك ” .
وبعدها انقسمنا الى ثلات مجموعات الاولى ذهبت الى السودان كسلا وتتكون من عمر دامر ومحمد ابراهيم بهدوراي والثانية الى كرن وتتكون من عمر ازاز وابو رجيلة والقائد محمد ادريس حاج والمجموعة الثالثة مع القائد عواتي منهم محمد عثمان ابو شنب واخرين وضربنا موعد للمجموعات الثلاث في مدينة اغردات في قرعوبل حيث كان هناك الشيخ سليمان.
وهنا وقع حدث كبير وهو استشهاد القائد حامد ادريس عواتي بعد ان اصابته علة مرضية لم تمهله طويلا وكان الشخ سليمان يعلم بالخبر ولم يخبرنا لان انتشار هذا الخبر له التاثير الكبير للحالة المعنوية للثوار والشعب معا .
والتقت المجموعات الثلاثة في جادرين داوودي واقسمنا جميعا ان يكون هذا الخبر سرا اذا سؤلنا في بركة عن القائد عواتي قلنا انه في القاش والعكس .
وذكر لنا حادثة مع المناضل عثمان صالح سبي وقال كلفنا القائد محمد ادريس حاج الذي استلم القيادة بعد القائد حامد ادريس عواتي انا والمناضل طاهر سالم باخبار القيادة بالخارج وبالتحديد عثمان سبي وكان التكليف بالتحديد لطاهر صالح وبلغ المناضل عثمان سبي بذلك .
وفي الخرطوم التقينا انا وعثمان صالح سبي وسألني ماذا عن القائد عواتي ؟ وقلت له انه بخير وفي الداخل فقال لي ان طاهر سالم بلغني بانه استشهد فقلت له لا انه بخير وبعد عودتنا الى كسلا جمعنا سبي انا والمناضل طاهر صالح وقال احدكم يقول لي استشهد القائد عواتي والاخر يقول لي انه بخير اين الحقيقه فقال له طاهر سالم انا كلفت بتبليغكم من قبل القائد محمد ادريس حاج والمناضل بهدوراي يعلم بالخبر ولكنه لم يكلف بالتبليغ فقال لنا المناضل عثمان صالح سبي ابهذة السرية !!
الصحفي : محمد نور وسوك
الذهب العتيق في الذاكرة الإرترية (سلسلة) … دردشة في عبق التأريخ مع المناضل – سليمان آدم سليمان محمد »
.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=20702
أحدث النعليقات