الرئيس جرما: وهلوسات النزع الاخير

احمد الحسين

طالعتنا صحيفة (يئنيا برس) الاثيوبية المستقلة الصادرة باللغة الامهرية اليوم الاربعاء الموافق (2013/9/4)، وهي تتصدر عناوين صفحتها الاولي تصريحات فخامة الرئيس الاثيوبي جرما ولدي جيورجيس بشأن عدم رضاه باستقلال أريتريا عن اثيوبيا

وهي تصريحات أدلي بها الرئيس الاثيوبي في مناسبة عيد الفصح الذي صادف شهر ابريل الماضي، و الجدير بالذكر ان الرئيس جرما والتي تنتهي ولايته الرئاسية الثانية بعد بضعة ايام قد صدرت عنه تصريحات واقتراحات متعددة هذا العام تتنافي مع رؤية حزب (الايهاديق) الحاكم في اثيوبيا، فمثلا دعا الي اطلاق اسم الامبرطور الاثيوبي هيلي سلاسي علي جامعة اديس ابابا و علي مطار بولي الدولي نظرا لدوره التاريخي في منظمة الوحدة الافريقية وهوما اثار استياء عدد من قادة الحزب الحاكم والذين يفضلون ان يذهب هذا التكريم الي رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي الذي يستحقه عن جدارة حيث قام – علي حد تعبيرهم – بأدوار اكثر أهمية مما قام به الامبراطور المقبورعلي الصعيد المحلي والقاري ويكفيه فخرا – حسب قولهم – انه مثل القارة الافريقية غير مرة في المحافل الدولية وتحدث باسمها وعبر عن امالها وطموحاتها بصورة مشرفة.

وعودا علي البدء فان فخامة الرئيس الاثيوبي جاء في تصريحاته المشار اليها انفا وبوضوح شديد (أن انفصال اريتريا عن اثيوبيا كان خطأ ارتكبه قادة البلدين وانني فور انتهاء مدتي الرئاسية ساعمل ما في وسعي لراب الصدع بين الشعبين عبر رحلات مكوكية بين البلدين).

ويتساءل المراقبون الاثيوبيون ما ذا دهي الرئيس؟!! هذا الرئيس الذي ظل لمدة 11 عاما مطيعا في اداء دوره البروتكولي، يمضي علي كل شيئ تقريبا حتي علي حكم الاعدام الذي طال المواطن الاريتري السيد/ جميل ياسين المتهم باغتيال الجنرال الاثيوبي حيلوم أرايا وعلي عفو علي جنرالات نظام الدرق البائد دون ان ينبس بكلمة أواعتراض؟!!

ويجيب بعض المحللون بان سكوت الرئيس وطاعته في الماضي كان مرده الخشية ابان فترة رئاسته علي منصبه، وان اعلان مواقفه في الوقت الراهن ياتي في سياق سعيه الي تبرئة ساحته من الانتقادات والاتهامات المحتملة التي ستشن عليه وكذلك من حكم التاريخ الذي لايرحم.

وفي تقديري فان تصريحات الرئيس الاثيوبي في الوقت الراهن تأتي من الخوف ليس من التاريخ فتاريخ الرجل مشوه بما يكفي ويزيد ففي فترة عمله كمسؤل في بعض الاقاليم كان فاسدا وقد رفعت ضده دعاوي جنائية امام المحاكم بهذا الشأن، وانما تأتي هذه التصريحات من خوف الرئيس بأن النظام القائم قد لايكون قادرا لتسيير دفة الحكم نظرا لما تشهده البلاد من عدم استقرار الاوضاع حتي الان بصورة تطمئن الجميع، ولذلك يريد الرئيس ان يحتفظ بمسافة كبيرة عن نظام يعتقد انه في طريقه الي الانهيار خاصة وان ولايته الرئاسية قد انتهت فلابد له ان يتراهن مع المستقبل فحين تأتي الرياح بما لاتشتهيه السفن وتبدأ المحاكمات يكون عندئذ مايقوله (كان راي واضحا بشأن انفصال اريتريا، وكان رايي معلنا بخصوص الامبرطور …الخ).

اما بخصوص راب الصدع بين الشعبين وانه سيسعي للسفر بين البلدين، هي امور لاتسعفه للقيام بها صحته ولا سنه، ولكن تاتي وفق ما ذكرت عن خشيته من البديل القادم الذي يحدده بوضوح لايداخله الشك في انه سيكون من قومية الامهرا، ولهذا جاءت التصريحات في مجملها لتحاول دغدغة مشاعرهم ولاستمالة عواطفهم ولارضاء غرورهم التوسعية.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39143

نشرت بواسطة في سبتمبر 4 2013 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010