الرد الإرتري على العصيان المدني.
منذ أن أطلقنا الدعوة للعصيان المدني وحالة من الصمت المريب حول الدعوة رغم وجود كم هائل من الإحداث تحدث في إرتريا الحبيبة، إلا أننا فوجئنا للأسف بكم من الردود السلبية التي أطلقها البعض من منطلق عجيب لا نعلم هل هو يأس من التغيير أو أنها لامبالاة بما يحدث أم أنها سلبية ناتجة عن الخوف من الاعتقال في سجون النظام الفاشي؟ وكم عجبنا أن تكون هذه هي نظرتنا إلى الأمور ولكن اسمحوا لنا بطرح سؤال ألا وهو ما هو الهدف العام للشعب الإرتري ؟ وما هو السبيل لتحقيق هذا الهدف ؟ والإجابة ببساطة هي أن الهدف العام والوحيد لهذا الشعب ومنذ فترة ليست بالقصيرة هو أن يحيا حياة كريمة وألا يهان أي مواطن إرتري على أرض إرتريا حتى لا تدوس عليه الأقدام خارج بلاده وأن تعود جميع خيرات إرتريا المنهوبة إلى الإرتريين أنفسهم وليس إلى قلة محدودة وما أكثر هذه الخيرات والجميع يعلم ذلك وان تتم محاكمة جميع المسئولين عن تدهور الأحوال داخلياً وخارجياً عما اقترفوه من جرائم يشيب لها الولدان في حق الإرتريين ولكن للأسف يبدو أننا نتعامل بطريقة “الباب اللي ييجي لك منه الريح سده وأستريح” ولكن ألا تعلمون أن الريح العاتية إذا استمرت في الضغط على هذا الباب المحطم من الأساس فلسوف تلقيه أرضاً لتدخل البيت وتقتلع اليابس لأنها بالفعل قد اقتلعت الأخضر منذ زمن … هل هذا الشعب حقاً هو شعب إرتريا؟؟!! إننا لا نكاد نصدق ما نري من هول المفاجأة من رضوخ وخنوع لم يكن يوماً من طباع الإرتريين أم أن حكومتنا الفاشلة قد أطلقت غازاً في الهواء يصيب الناس بالبلادة حتى سري في أجسادنا سريان النار في الهشيم… إن المأساة الآن ليست عملية التغيير فقط ولكن المأساة الأكبر بداخلنا وذلك هو الجزء الثاني من السؤال ؟ والإجابة على ذلك لا تخرج عما يلي :-
1/ التنازل عن السلطة من قبل الحكومة الحالية وهو ما لن يحدث طوعاً ومن تلقاء أنفسهم طالما أن الجميع يكتمون الصرخات في الصدور وأنهم غيروا مفهوم أن الضغط يولد الانفجار إلى أن الضغط يولد الانبساط والراحة فلنخرج عليهم بما يشغلهم بدءاً من لقمة العيش التي يذوق الناس الأمرين للحصول عليها محملة بأتربة الإهانات اليومية حتى الوصول إلى آخر منتجات شركة نوكيا للهواتف المحمولة.
2/ الأمل المزعوم بإجراء التغيير من خلال صناديق الاقتراع وهو ما لم يحدث من قبل ولن يحدث الآن لأن كرسي السلطة له بريق يغشي العيون حتى أنها لا تري سواه فقط ومن ثم لن تسمح لأي كائن كان على أرض إرتريا ولا خارجها من ترشيح نفسه أساساً.
3/ انتظار التغيير من سيدة العالم الأولى ومحررة العبيد في القرن الحادي والعشرين وتدخلها كما فعلت في العراق لتعطي الحرية عن طيب خاطر للشعب الإرتري وهو أمر يندى له جبين كل حر وشريف على هذه الأرض الإرترية لأن الحرية لا تمنح بل تنتزع انتزاعاً ولأننا سوف نكون كالمستجير من الرمضاء بالنار أم أننا ننتظر معجزة من السماء ؟ للأسف نحن متأخرون كثيراً فقد ولي زمن المعجزات.
بذلك يتضح من كل ما سبق أنه لا أمل سوى في وجه الخالق الكريم الذي أمرنا أولاً بتغيير أنفسنا أم أن الرعب الأزلي من كرباج الحكومة الذي لا يرحم والخوف على الأسرة والأبناء من التشرد هو السبب فهل هذه الأسرة تحيى (إذا كانت تحيى بالفعل) حياة كريمة يخشى عليها من الضياع والتمزق أم أننا قد استمرأنا الخوف حتى التصق بنا ولازمنا وأصبح الخوف من أي شئ ومن اللاشيء هو قدرنا الذي قضينا به على أنفسنا . إذا كان هذا العصيان المدني لا حاجة له في رأي البعض مع كل الاحترام لكل الآراء فما الحل ؟ ولماذا إذن نشكو كل صباح ومساء ضيق الحال وقلة الموارد وتدهور الأخلاقيات وانتشار الإيدز والأمراض ووووو والقائمة طويلة جداً وماذا سوف نجيب رب العزة حين يسألنا في يوم مشهود تقشعر له الأبدان عما فعلناه لنغير أحوالنا ؟ هل سنقول لقد جبنا وخشينا يا ربنا ؟ بالله عليكم هل نحن بهذا الوضع المشين شعب يستحق الحرية ؟ إذا كنا نريدها فلنعمل للوصول إليها ولنقم أولاً بالثورة على الخوف الموجود بداخلنا قبل أن نفكر في أي شئ آخر وإلا وإلا وإلا؟؟؟؟؟؟؟؟ فلنسكت سكوتاً أبدياً ولا نتحدث يوماً بشكوى عن أحوالنا وسوء أوضاعنا لأن الله سبحانه وتعالي لن يساعد فرداً يحيا كالشيطان الأخرس ولا يستطيع أن يقول كلمة لا بأعلى صوته وأكاد أن أجزم كلياً أن الاختيار جد صعب والطريق طويل والحرية لا تذهب إلا لمن يستحق فهل نحن يا شعب إرتريا العظيم بالفعل نستحق الحرية ؟؟؟
والختام سلام
شباب الدوحة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6474
أحدث النعليقات