الرقص الرخيص

ما الذي دعا البعض لان يتسابق للرقص عند سماع أغنية إرترية هنا أو هناك ,ما هذه الظاهرة التي تلازمنا اينما ماوجدنا ماالذى اسعدنا نحن الارتريين لكى نتراقص ؟؟
لقد أصابني استياء كبير من رؤية هذه الحالة رغم عشقي القوي لسماع هذه الأغاني وافخر بسماعها ولكني وبعدما رأيت ما رأيت خرجت بقناعة انه لا عتب على هؤلاء على هذا التصرف لكون الغالبية ممن يتراقصون هم فاسدون يخرجون نهارا يعيثون فسادا في الوطن ويتلذذون بأكل لحم المواطن وعند أي مناسبة وطنية تراهم ينشغلون ليل نهار للتجهيز لاحتفال .
هل الوطنية هي أن نطبق القانون على الفئة البسيطة والمعدمة في هذا الوطن وبالمقابل هناك الاف الفاسدين يصولون ويجولون بحكم علاقتهم القوية بولي الأمر والذي غض النظر عنهم وجيّر القانون ليكون لمصلحتهم والسبب واضح أن الفاسد لا يحميه إلا فاسد مثله .
من منكم قادر على إقناعي أن هناك شخصا مظلوما قابع في الزنزانة زورا وبهتانا – لان القانون طبق عليه بأمانة – سيخرج محبا للوطن ومن يمثل الوطن في تطبيق القانون فاسد ؟
من منكم قادر على إقناع مظلوم – انتهك ظالم حقه ورماه عنوة في السجن – على أن الوطن لا زال بخير ؟
الكثير من الشعب سئم ترديد الشعارات الوطنية لان الغالبية منهم إما انه ظلم أو احد من أقاربه كان ضحية مسؤول فاسد .؟
أي وطنية يتغنون بها وهم يرون الفساد بأعينهم وبعضهم جزء منه ويتاجرون بالمواطن لأجل مصالحهم ؟ أي وطنية هذه التي تبيح لهم تطبيق القانون بلا قضاء على تهم -بلا جريمة ربما هو برئ – ويجلدون ذاته ويقطعون رزقه
وبأي وطنية تنادون بها – وقد كنت في أوائل صفوفها ولا زلت – ولكن ظلم المواطن جعلني أصحو من غيبوبة وأدرك أن الوطن – بظلم الفاسد الذي يعتلي أعلى المناصب في الدولة ويتحكم بعباد الله – قد انحدر باتجاه الهاوية . فشعور المواطن بالظلم لا يؤمن عواقبه فاحذروه . فهناك الآلاف من المظلومين في وطني , هناك الآلاف من المرضى في وطني لان تجار الدواء جعلوهم يستغيثون من يساعدهم ثمن دواء ونحن نكذب على أنفسنا ونقول أن الوطن بخير . لو كان بخير فلماذا نسمع أنين المرضى وصراخ المظلوم وبكاء الجائع وهناك من يردد أغاني وطنية لا يفقه معنى الجوع ولا المرض لان الجشع عمى بصره , وربما هؤلاء ينتمون للوطن أكثر ممن يقضي وقته فقط في البارات والملاهى الليلى هنا يقلق بها راحة الآخرين ظنا منه أن الوطن مجرد أغنية لأنه صغير ويرى الوطن مثله صغيرا بحجم أغنية .
من يريد أن يرى حال الوطن ويترجم وطنيته بحق فليذهب ليسمع أنين الجائع والمريض.. ليذهب للسجون ويرى كم من العائلات قد دمرت لان أربابها سجنوا ظلما , ليدخل اغلب المنازل ويرى كم من إرترى عايش تحت الفقر بقطع رزقه حيث أخذ عائله لمعسكرات التدريب . لان مسؤوله لا يفقه معنى قطع رزق شخص يعمل لأجل أسرة وبالنهاية يرمي به وبأسرته بالشارع لأنه لا يشعر بمعنى الذل .
أي ظلم وصل للنخاع في وطني وأي وطنية تدعونا لغض البصر عن كل السلبيات التي نراها وأصبحت توأم حياتنا لا يخفى علينا رؤيتها علنا هنا وهناك أي وطنية تلك التي يراها البعض مجرد شعار يطبل به ليل نهار ولكنه يفتقد البصر ولا يرى ان الوطن فعل علينا القيام به بإخلاص لنبني ونرتقي بوطننا . فما بنت الأغنية يوما وطنا وما بنى الفاسد يوما وطنا لأنه وبفساده المغطى بالشعارات الوطنية المزيفة قتل روح الوطنية عند الكثيرين من أبناء هذا الوطن حين قبل على نفسه التجبر عليهم وظلمهم وأكل مالهم عنوة وتركهم يشتمون هذا الوطن سرا لأنهم لم يجدوا الطمأنينة فيه وباتوا مشردين وعائلاتهم بسبب الفاسد هذا والسارق الذي ستهلكه التخمة من كثرة ما تناول طعاما بشراهة من عرق جبين الفقراء المتضورين جوعا هناك.
اعذرني يا وطني قد كنت اعشق سماع ألاغاني التي تشوقني إليك ولكنني ألان أراها قد أصبحت ستارا للفاسدين ولم اعد احتمل سماعها .
وعندما يصبح الوطن أهزوجة نرددها فرحا بالخلاص من الفاسدين وقتها سنصول ونجول العالم ونتغنى بكل ألاغاني الوطنية فكفى البعض الولاء الأعمى الذي أوصل وطننا إلى حافة الهاوية فالوطن يحتاج العمل بصدق لنرتقي به لا الكلام المزيف والمأجور الذي يقلل من قدره , فالزحمة دائما تولد المشاكل وكثرة ألاغاني قد ولدت بداخلنا الضجر لأنها لا تغني ولا تسمن من جوع ولا ترتقي بالوطن . بعد هذا كل هل سنرقص هذه السنة . فرحا بموت أخواننا فى سيناء مصر أم السجناء فى سجون أسوان . أتمنى أن نترك هذه السنة الرقص ونقف أمام سفارات النظام ونطالب بحقوقنا .

سماح دحلى

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=22119

نشرت بواسطة في أبريل 11 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010