السفارة الأرترية فى ملبورن تحتفل بعيد الأستقلال على غرار مهرجانات التسول
عمر ليلش – لاهاى
احتفل الشعب الأرترى فى كل انحاء المعمورة بمناسبة مرور العيد الرابع عشر لأستقلال ارتريا من الأستعمار الأثيوبى.
وكما هو من المتبع والمألوف ، نجد عادة ان جميع شعوب العالم وخاصة دول امريكا الجنوبية وافريقيا وآسيا، تتنظر بزوغ فجر يوم ذكرى الأستقلال بفارق من الصبر، ليس فقط للأحتفال بمناسبة الخلاص والتحرر من العبودية والأستعماروكذلك لأحياء ذكرى شهداء الوطن الأبرار ، بل انما علاوة على ذلك، ان الحكومات الحاكمة للبلاد تبشر شعوبها فى هذ اليوم بالخطط التنموية والأقتصادية و الزراعية و التعليمية التى ستنجزها فى هذا العام بالأضافة الى اعلانها على سبيل المثال اصدار عفو عام للمعتقلين السياسين، كبادرة منها لأظهار حسن النية وفتح المجال امام الحريات، مما يضيف نكهة سعادة حقيقية لاحيا ذكرى الأستقلال وخاصة لاهالى واصدقاء ورفاق المعتقليين السياسين.
فإذن الأحتفال عند جميع شعوب دول العالم التى تحررت من مستعمر ما ،لا يعنى لها فقط الفرحة بيوم خلاص انما كذلك عام تقييم واعلام لما انجز وما يسنجز وايضا يوم محاسبة النفس والعمل وتصحيح الأخطاء والقدوم بخطط تنموية من شأنها تؤدى الى تطوير البلاد.
اما الحال عندنا، على النقيد من ذلك تماما، حيث انه وكما عهدت شعوب العالم ذلك النوع من الأحتفالات ، عهدنا نحن شعب ارتريا، الأحتفال بذكرى هذا اليوم العظيم بمزيج من الفرح والحزن ، فالفرح لاشك بمناسبة تحرير التراب الوطنى اما الحزن لأننا، متأكدين بأن حكومة التسلط والأقصاء فى اسمرا سوف لن تحمل لنا مفاجئات سارة على غرار بقية حكومات العالم الأخرى ، بل اننا سنسمع فى هذا اليوم المجيد، بحدوث المزيد من الأعتقالات بالأمس القريب وكذلك سن قوانين من شأنها تزيد من كبت الحريات . ولذا الكيفية التى تحى به حكومة التسلط ذكرى هذا اليوم ليس بجديد علينا ولا على شعوب العالم وحكوماته، ولكن الجديد فى تاريخ الشعوب هذه المرة بالذات، ينجلى بوضوح فى الطريقة التى احتفلت بها حكومتنا المتسلطة وممثليها فى ملبورن بأستراليا ، حيث قررت بأن يكون الدخول الى مقر الأحتفال بيوم تحرير التراب الوطنى مقابل مبلغ مالى قدره خمسون دولاراً استراليا، مما حير فهم الجميع وعدم القدرة على استيعاب اسباب اتخاذ هذه الأجراءات المشينة لعيد الأستقلال.
فتعتبر هذه الظاهرة الجديدة ، اى ظاهرة تنظيم حكومة ما ، للأحتفالات الوطنية مقابل مبلغ مالى نقدى قدره خمسون دولار، هى الأولى من نوعها ليس فقط على الصعيد الأقليمى ، بل ايضاً على الصعيدالعالمى. .
وحتى لاتختلط الأمور على القارئ كما هو الحال عند ممثلى حكومة التسول فى الخارج ، اود الأشارة الى ان الحديث هنا لا يدور عن حفل ترفيهى او خيرى او احدى حفلات التسول للنظام ، انما يدور عن عيد الأستقلال من الأستعمار.
فكانت تلك هى عيدية ومفاجأة نظامنا وممثليه فى استراليا، بأن يكون الدخول الى قاعة الأحتفال بعيد الأستقلال لمن يستطيع الدفع فقط. و لا ادرى اذا كان الأمر هنا يتعلق بمجرد اختلاط الأمور بين مهرجانات التسول والأعياد الوطنية على ممثلى عصابة النظام فى استراليا، ام نتيجة طبيعية لتغلب الطبع على التطبع.
والأمر المحزن الذى يجعلنى ان اكتب عن هذه الظاهرة الغريبة من نوعها حتى الآن فى تاريخ نضالات الشعوب، يعود الى ان عصابة نظام اسمرا فى استراليا لم تكتفى بهذا القدر من الأستفزاز بمشاعر شعبنا ودماء شهدائنا الأبرار التى حققت هذا النصر المبين، بل وصل بها حد الأستفزاز الى اقامة حفل تسول مماثل بأسم ” الأحتفال بعيد الأستقلال الرابع عشر” فى مدينة بيرث باستراليا وكأنها قد حلت كل مشاكل الدولة والشعب ولم يبقى لها مما ينبغى انجازه الاّ تنظيم حفلات التسول فى خارج البلاد.
فمتى ياترى ، ستصحى هذه العصابة من نومها العميق وجهلها الذى تقشعر منه القلوب وتشمئز منه النفوس وتحاول التمييز بين مهرجانات التسول والمناسبات الوطنية المدفوعة الأجر سلفا بدماء الشهداء والمقاتلين وجرحى حرب التحرير!!!
ودمتم نضالاً
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6588
أحدث النعليقات