السفينة يقودها قبطان واحد لكنه لا يقدر أن يبحر وحده

ـــــــــــــــــ

بقلم: أحمد محمد ناخودة العفري

Nakhoda500@hotmail.com

من يعرف البحر يدرك المعنى وبما أن السفينة تتكون من قبطان ومساعده وبحارة فكذالك من سنة الحياة في الدنيا بأن كل شئ تحلو بالتوحد ويكون لها طعم خاص ونتجية مثمرة أما الإنفراد في أي شئ سواء كان ذالك قولاً أو فعلاً أوما شابه ذالك فذالك تكون له في معظم الأحيان نتائج غير حميدة ولذالك حتى أفضل الصلاة والسلام عليه نبينا محمد صلى الله عليه وأهله وسلم أفضل خلق الله وهو النبي المعصوم من الخطأ كان في كل شئ يوحي إليه كان يستشير به أصحابه رضوان الله عليهم وهذا مما يدل على أن الشورى في الأمر والفعل هي الصواب فلا بد في كل أمر في حياتنا سواء كان ذالك شخصياً أو عامة لا بد أن لا نعمله لوحدنا حتى نأخذ المشورة فيه حتى ينجح لنا ما نريد ولهذا كما نرا في جميع القضايا العالم من مشاحنات وإختلاف في أوجه النظر ويسعى كل طرف أو حزب برأيه من دون التمعن في رؤية الأخرين فيكونان حينها خيوط متوازية لاتتقابل في محور واحد ولو ضربنا المثال علي ذالك من الدول قد نأخذ القضية الفلسطنية رغم أن القضية الفلسطنية منذ نشأتها مرت بعدة مراحل وقد يكون أصعب مراحلها في التاريخ بحسب رؤيتي المرحلة الحالية التي تمر بها وبما أن الشعب الفلسطيني الصامد الذي ناضل ضد الصهاينة المحتلين منذ وصولهم من جميع أنحاء العالم كان الشعب الفلسطيني يواجه العدو بصوت واحد ويوجه جميع طاقته نحو العدو أما بعد موت الشهيد البطل الصامد الذي لم تغيره الرياح العابرة الرمز الفلسطيني الشامخ الرئيس ياسر عرفات بعده تغيرت أمواج البحار وتغيرت أفكار ورؤية الفتحاويين وكذالك بعد موت الشهيد وأب للقضية الفلسطينية الشيخ أحمد ياسين فبعد موتهما تغيرت الأوضاع في أرض المقدس فالأمر أصبح كغير عادته فتجاوزت خلافات الطرفين وأصبحوا يتواجهون إلى بعضهم البعض وهذا الوضع أصبح للصهاينة المحتلين فرصة ذهبية لاتتعوض وعملت على تزويد خلافاتهم وسعت ليلاً ونهاراً حينما وجدت مدخلاً وفراغاً كانت تبحث عنه حتى تدخل بين الأخوين لتعميق التمزق والخلاف وتعطي لكل منهم تسمية تريدها كما يحلو لها بقولهم شرعي وإرهابي ولم يقصروا الوسطاء المصالحون من الدول المجاورة بأخذ نصيبهم من ذالك والمشاركة في عدم مصالحة الإخوة وتعمدو بتباعدهم. فهذا هو الحال في أرض المقدس تعددت الأراء لكن كل واحد يريد أن يبحر بسفينته لوحده رغم توحد مرساهم فلذالك من المحال أن يواصالو إبحارهم نحو المرسى إلى بتنازل لبعضهم البعض لطالما هدفهم واحد وعدوهم واحد فلابد أن يقدمو مصلحة أمتهم فوق كل شيئ ويوحدوا رأيهم وقوتهم نحو هدف واحد فإن خطو بذالك سيكون للقضية الفلسطينية رؤية موحدة أمام العالم وليس كما هو الحال عليه الأن بين عدو مفترس لايرحم وبين ضحية بلهاء تتشاكل في ما بينها فلابد على فتح وحماس أن يعودو على خط واحد ويجعلوا إرادة شعبهم فوق كل المسميات .

وننتقل إلى لبنان بلد مزقته الحروب الأهلية والصراعات الطائفية وتدخلات خارجية بلد كثرت فيه الأحزاب بين طائفية ووطنية وكل يدعي بأنه علي الصواب ويدرك مصلحة لبنان بلد كثرت فيه الإغتيالات والتصفيات الجسدية بلد لن يترك الفاعل فيه أثر والباحث عن الأثر يطوه في عالم الخيال لكن مع ذالك يبقى الشعب اللبناني شعب حراً قوي الإرادة صامدا وفخور بوحدته يعيش المسيحي مع أخيه المسلم تعايشا سلميا فلاكن الذين يديرون الأحزاب السياسية في لبنان الجريح أصبحوا كوادر التصريحات الإعلامية وإلغاء التهم على بعضهم البعض  وأصبحوا كلهم أداة تصار كما توجهها أيادي الخارجية .

وننتقل إلى دولة تجاهل عنها العرب رغم عروبتها فهي إرتريا الجريحة التي لم تجد من يداوي جرحها إرتريا التي عانت من الإستعمار وناضل شعبها من أجل إستغلالها ما يقارب نصف قرن فأستقلت من إثيوبيا فأصبحت دولة مستقلة ذات سياده وذالك كان في عام 1991 م

فبعد وصول الجبهة الشعبية لديمقراطية والعدالة بقيادة اسياس أفورقي إلى صدة الحكم في أسمرا عاصمة إرتريا فبعد حكم  أفورقي مامدى عليه سنوات إلا وبداء هلوسة الحرب مع جميع دول الجيران فبعد إستقلال إرتريا بقت رواسب من التنظيمات المعارضة للحزب الحاكم فأستقرت هذه التنظيمات في السودان في مراحلها الأولية وبعد إتفاق أبرمته حكومة السودان مع الحزب الحاكم في إرتريا أصبحت هذه التنظيمات عرضة للبحث عن مكان بديل ولم تجد امامها غير إثيوبيا التي هي مقر هذه التنظيمات التي تعرف  بالتحالف الديمقراطي الإرتري وتتكون من عدة تنظيمات معارضة للحزب الحاكم في أسمرا .

فالنظام الحاكم في أسمرا أصبح نظام فريد في حكمه سواء كان لشعبه أو لسياسته الخارجية ونستدلل من ذالك خروجه من جميع التكتلات الدولية بما فيها الإتحاد الإفريقي وإيغاد وكذالك عمل على منع أي منظمة إنسانية دولية تدخل البلد حتى لا تكشف المستور ومن سياسته في الداخل بأنه فرض على شعبه الخدمة الإجبارية العسكرية التي لاعمر لها ولا زمن لها وتسببت هذا الخدمة بفرار نصف سكان الشعب الإرتري ولاذالا الفرار متواصلا حتى هذه الساعة من كتابتي لهذه الدراسة  من أرض الوطن باحثين عن الأمان والإطمئنان في أرض اللجؤ فكل هؤلاء فرو بجلدهم ويفرونا من موت محكوم إلى حياة مجهولة .

هكذا الحال في إرتريا الجريحة التي فقد شعبها الأمان والسلام والإستقرار والعدل وحرية الراى والديمقراطية والتعددية في الديني والقوميات .فهنا سؤال يطرح نفسه بنفسه ؟ هل من المعقول أن يجد ما فقده في وطنه يجده في أرض اللجؤ؟ فذالك السؤال كفيل بإجابته حال لسان ذالك المواطن .

فهذا هو الحال في فلسطين ولبنان وإرتريا تبقى هذه الدول محور صراعات حتى وإن أختلفت أوجهها الصراعية لكنها تنزف نزفا حتى يجف النزف وبهذا أكون قد أوجزت حال تلك الدول وفي الختام بأن هذه الدراسة  ستكون حلقة أولى لحلقات مفصلة تكشف مفصلا عن الأوضاع الحقيقية في هذه البلدان الثلاثة .

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=9239

نشرت بواسطة في سبتمبر 17 2010 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010