السودان يرفض سحب جيشه من أبيي
رفض السودان أمس الجمعة سحب جيشه من منطقة أبيي المتنازع عليها وفقا للاتفاق الموقع مع جنوب السودان بوساطة من الاتحاد الأفريقي، وقال مسؤول جنوبي إن السودان يعيق عودة السكان الجنوبيين الذين اضطروا للنزوح من المنطقة عندما احتلها الجيش السوداني.
وقال الجيش السوداني أمس الجمعة إنه سيبقى في أبيي إلى ما بعد سبتمبر/ أيلول المنقضي حتى انتشار قوات حفظ السلام الإثيوبية التابعة للأمم المتحدة بشكل كامل لمراقبة وقف إطلاق النار.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد إنهم ليسوا ضد الانسحاب لكنهم ينتظرون اكتمال انتشار القوات الإثيوبية، وأضاف أنه لم ينتشر حتى الآن سوى نصف القوات الإثيوبية.
واعتبر سعد أن الانسحاب بدون اكتمال انتشار القوات الإثيوبية سيعطل إدارة أبيي، مشيرا إلى أن اتفاق إثيوبيا ينص على الانسحاب بعد اكتمال انتشار القوات التابعة للأمم المتحدة.
عدم وفاء بالمهلة
وكان لوكا بيونغ دينغ الذي ترجع أصوله إلى منطقة أبيي وهو زعيم بارز في الحزب الحاكم في جنوب السودان قد صرح في وقت سابق من يوم الجمعة بأن الخرطوم ليست لديها نية للوفاء بالمهلة المتفق عليها لسحب القوات من منطقة أبيي والتي انتهت أمس.
واتهم السودان بإعاقة عودة السكان الجنوبيين الذين اضطروا للنزوح من المنطقة عندما احتلها الجيش السوداني.
وقال لوكا في بيان إن الحكومة السودانية ألغت أمس الجمعة للمرة الثانية اجتماع اللجنة المشتركة للإشراف على أبيي، مما يؤكد الشكوك في أن نيتها كانت منذ البداية عدم سحب قواتها من المنطقة المتنازع عليها، حسب تعبيره.
وأضاف أن حكومة السودان تفعل ما أمكنها لشل قدرة لجنة أبيي على الحركة، وهي عاقدة العزم على مواصلة احتلالها وضمان عدم عودة سكان أبيي الحقيقيين إليها، حسب تعبيره.
دعوة أممية
من جانبه دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي السودان وجنوب السودان إلى سحب قواتهما من أبيي، وطالب باحترام الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان في بداية سبتمبر/ أيلول المنصرم، وسحب قواتهما من أجل تسهيل عودة السكان النازحين.
وأوضح نيسيركي أن 1800 جندي دولي إثيوبي يتمركزون في أبيي من أصل 4200 جندي كانت الأمم المتحدة قد قررت نشرهم في هذه المدينة.
يذكر أن هذه المنطقة الحدودية الخصبة، التي يطالب بها الشمال والجنوب، كانت تسكنها قبيلة دينكا نقوك الجنوبية، حتى مايو/ أيار حينما اجتاحها الجيش السوداني ردا على هجوم من الجيش الجنوبي على إحدى قوافل الجيش السوداني.
وأسفر اجتياح الجيش الشمالي للمنطقة عن هروب أكثر من 110 آلاف من سكانها جنوبا مما زاد التوتر في العلاقات بين جوبا والخرطوم، بعد الإعلان الرسمي لاستقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو/ الماضي.
المصدر : الجزيرة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17680
أحدث النعليقات