الشباب الارتري وقمم المجد
الشباب الارتري وقمم المجد
من يظن أن الشباب الارتري مهيض الجناح، كسير العزيمة، خائر القوى، مبدد الآمال ومسدود الأفق، فعليه أن يستمع لإجابة شباب مبادرة (مجد) لتأهيل الشباب في القاهرة.هؤلاء الشباب يقدمون إجابة قطعية نافية لكل تلك الظنون الشاحبة ويكسرون المألوف قولا وعملا في قاهرة المعز.المبادرة التي يتصدرها شباب واع وملتزم ومنجز، بدأت بتقديم الدعم النفسي للذين يعانون من تداعيات الهجرة واللجوء والوحدة في مواجهة كل الاحتمالات والظروف المثبطة. وبناء على فلسفة قوامها: “تأهيل اليد” لا “إطعام الفم” بدأت المرحلة الثانية للمبادرة هي مرحلة التأهيل المهني للشباب وإرفاق ذلك بمرحلة موازية وهي تقديم الترفيه لتخطي حالات الانكسار وإسناد العملية التأهيلية.القائمون على المبادرة- حقيقة لم اتشرف بمعرفة أي واحد منهم سواء على المستوى الشخصي أو على الأسافير- كانوا ضيوفا على إذاعة إرينا عبر مسئول الإعلام في المبادرة الشاب محمود عبد القادر، وهو شاب ولد ونشأ في السعودية وعمل في ارتريا وحاليا يعمل كمسئول عن الجانب الإعلامي للمبادرة. أستطاع الزميل احمد شريف وفي بادرة هميمة وسباقة استضافة الشاب محمود في حلقتين على أثير إذاعة إرينا الدولية من باريس، حيث بثت الحلقة الأولى يوم الأربعاء الماضي وستبث الحلقة الثانية ظهيرة يوم غد الأربعاء.توسع الشاب محمود عبد القادر في شرح هدف المبادرة التي استطاعت مؤخرا تأهيل مجموعة من الشباب والشابات في مجال التمريض؛ وتسعي في مقبل الأيام بتأهيل مجموعة أخرى في مجال الكمبيوتر.بدأت المبادرة بمجهود شبابي تواق لتقديم خدمة اجتماعية للوسط الشبابي في القاهرة خاصة بعد تعرف أصحاب المبادرة للحاجة الشديدة للدعم النفسي للشباب في مواجهة مصاعب الغربة وابتداء من هذا المحور انطلقت لإضافة برنامجي التأهيل المهني والترفيه وتضم قائمة برامجها المستقبلية عدة برامج للتأهيل، وهي تعمل بالشراكة مع بعض المنظمات في القاهرة وليس لديها حتى الآن داعم رسمي.في المقابلة استدعى الشاب محمود عبد القادر ذكرى لقاءه بمقاتل في ارتريا حيث قال له المقاتل: “اهم من بناء الجسور والطرق هو بناء المدارس”، وقال له محمود ولكن الطرق والجسور هي التي توصل إلى المدارس؛ لذلك يجب بناء المدن والطرق والجسور والكباري، فرد عليه المقاتل- وهو رجل كبير في السن- : “يا بني لو بنيت المدارس وعلمت الناس، فإنهم سوف يبتكرون لك وسائل واختراعات قد تغنيك عن الطرق والجسور”.تركز هذه المبادرة الطموحة على فلسفة قوامها أن إطعام الطعام لا يرتق ابدا إلى مستوى التأهيل؛ فبينما يسد الطعام حاجة اللحظة واليوم؛ يقضي التأهيل على حاجة وعوز السنين.بعيدا عن مشاغبات السياسة واجوائها العكرة وسراديبها العطنة أرجو أن تحظى هذه المبادرة الخلاقة على الدعم المادي والمعنوي من الكل: إن كان لأي سبب فلسبب واحد: حتى لا تنطفئ شمعة واحدة تضئ لنا ظلام حالنا الحالك.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=45534
أحدث النعليقات