الشعب يريد إسقاط النظام ثورة مباركة
الشعب يريد اسقاط النظام هى هتافات صاح بها الشباب المصرى ومن قبله الشباب التونسى دون الوان يعنى دون أي تمايز أيدلوجى فانتصر التونسى على طاغية من طغاة الانظمة العربية وشمال افريقيا على الاطلاق وكان بن علي مثالاً حياً للقهر والتخلف والجبن واليوم يهتف بها الشباب المصرى المفطوم بحب مصر وعندما يأتى الحديث عن مصر وشبابها فلذلك شأن آخر لا يستطعيع من أمثالى من أن يعطي الشباب المصرى حقه من خلال الكتابة فيما يقوم به شباب مصر اليوم لعظم الدور والرسالة فمصر ليست كأية دولة وكفى مصر هى الحضارة والتاريخ ومن هنا تأتى عظمة الدور وهيبته فالتغيير فى مصر يشمل مساران رئيسيان وهما المسارين الداخلى والخارجى فالداخلى متعلق بتغيير شامل فى بنية النظام المصرى برمته والذى هو فى حقيقة الامر يعتبر متخلفاً للغاية بالمقارنة لما وصل اليه الشعب المصرى من علم وحضارة ورقي فى تطلعاته السياسية ومكوناته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فاصبح النظام لا يلبى طموحات المصريين فالشعب فى مصر أكثر تقدما من النظام وبكل ما تحمله الكلمة من معنى فى كل النواحى التى تهم المواطن المصرى على مدار 24 ساعة / 7 أما المسار الخارجى فهو ما يتعلق بتغيير السياسة الخارجية للدولة المصرية التى ارتبطت بالسياسة الخارجية الامريكية ومصالح امريكا فى منطقة الشرق الاوسط واسرائيل على اعقاب اتفاقية (كامب ديفيد) الشهيرة الامر الذى أضر كثيراً بمصالح الشعب المصرى ومن ورائه مصالح الشعوب العربية والاسلامية والعالم الثالث على وجه العموم لما لمصر من دور تاريخى وتأثير كبير على الامن القومى العربى والاقليمى والعالمى فمصر هى دولة كبرى بتأريخها وحضارتها وقوتها السياسية والعسكرية لذلك فإن تغيير النظام فى مصر يعتبر صفارة البداية فى طريق تعديل المعادلة الدولية فى نصف الكرة الارضية بلا ادنى شك ولذلك نحن أمام ربكة وفاجعة كبيرة اصيبت بها كل من الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل وما يسمى بمجموعة الاعتدال العربى من الثورة الشعبية فى مصر والتى سوف تنتصر بكل تأكيد علي الاوضاع القائمة فى مصر منذ ثلاثين عاما هي فترة حكم الرئيس مبارك بدعم من أمريكا ورضا إسرائيل التى تحرص على إبقاء النظام المصرى وأن يعمر لحماية كيانها المغتصب لأرض فلسطين من هبة الشعب المصرى المجاهد لذا نراهم ينخرطون فى اجتماعات ومباحثات واتصالات من اجل انقاذ النظام المصرى دون جدوى والذى يدنو الآن قاب قوسين من تحت اقدام الشعب المصرى العظيم الذى فاض به الكيل وطفح والذى يقوم الآن بعمل رائع وفى أكثر من ميدان عبر أهم شرائح الشعوب فى التغيير وهى فئة الشباب والتى تتمثل اليوم فى الشباب المصرى المتيم بحب مصر وأرض مصر وإنسان مصر وتاريخ مصر فهم شباب ناضج ومثقف يعظمون الى درجة التقديس قياداتهم الوطنية والمتمثلة فى رمزية الرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر قائد ثورة يوليو المجيدة وبانى مصر الدولة الوطنية ويعظمون ايضاًعلمائهم وكتابهم وقاماتهم الفكرية ويفاخرون بها من امثال الشيخ محمد متولى الشعرواى والشيخ يوسف القرضاوى والدكتور احمد زويل والدكتور مجدى يعقوب والدكتور جمال حمدان والدكتور طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وعبد المنعم رياض والدكتور محمد البرادعي وكل علماء مصر ورجالاتها وكل ما هو مصرى وينتمى اليها وما ينتمى الى مصر من العظماء والافذاذ لايعدون ولا يحصون فى مقال لكاتب غير محترف مثلى ولست انا وحدى الذى اعرف هذه الحقيقة فالعالم كله يعرف ذلك فهنيئاً لمصر بشبابها وشيبها وعلمائها وأدبائها برجالها ونسائها فالمصريون أجدر شعب يمكن أن نتعلم منه حب الوطن وحب الحياة وحب التضحية والبطولة وما حرب اكتوبر وبطولاتها ببعيدة عن الاذهان فمصر فى تاريخها القديم والحديث لم تعرف الهزيمة والانكسار ويكفى لمصر والمصريين شرفا ان تكسرت على بواباتها كل الحملات الغازية من المغوليين التتار الى الفرنسين والانجليز واليهود ويكفيهم عظيم الشرف بأن ذكرت بلادهم مصر فى كتاب الله الخالد القرآن العظيم فى أكثر من موضع فيه وكذلك فى السنة الشريفة فقد أوصى بهم المصطفى صلى الله وسلم ووصفهم بأنهم ذا رحم منه بالاشارة الى السيدة / سارة أم ابراهيم ولد النبي عليه الصلاة والسلام وبأنهم خير أجناد الله فى الارض وسماها عليه افضل الصلاة والسلام بالكنانة فقال ( مصر كنانة الله فى أرضه ) او كما قال صلى الله عليه وسلم ويكفيهم شرفاً أن زارها ابو الانبياء والمرسلين سيدنا ابراهيم عليه السلام وعاش فيها الرسول يوسف الذى قال فيه الرسول محمد عليه افضل الصلاة والتسليم انه الكريم ابن الكريم إبن الكريم ابن الكريم وأبوه الكريم الرسول يعقوب بن اسحاق وأن ولد فيها الرسولان الكريمان موسي وأخوه هارون عليهما السلام وترعرع فيها ايضا المسيح سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام ومصر هى قبلة الكنيسة الارثذوسكية ومهد الكنيسة الشرقية وزعيمة الكرازة المرقسية فمصر بلا جدال هى مهد الديانات ومهبطها فهى مصنفة من الاراضى المقدسة ومصر المحروسة هى قلعة تتكسر فيها شوكة الاعداء والغاصبين مهما بلغت ذروة حدة عدائهم وقوة جيوشهم فمصر هى محروسة باهل الله كما انشد لها الشيخ عبدالرحيم البرعى فى السودان وغيره الكثير من البلدان فى أرض الله الواسعة
واليوم وفى خضم الانتفاضة الشعبية المصرية المباركة والتى نتمنى وندعو لها ان تنجح كما نجحت الثورة التونسية من قبل فاننا كإريتريون نتطلع ايضا ان تكون العدوى إيجابية الى ارض الهجرة الاولى الى اريتريا الشهداء التى يقمع فيها أحد زيانية أمريكا وإسرائيل عدوتا الشعوب الحرة شعب مناضل اوجد دولته بالدم والدموع منتزعاً إياها من مؤسساتهم الدولية القمعية التى تعمل على مبدأ وقواعد الكيل بمكيالين إن نظام القمع فى اريتريا هو اكثر دموية وحقداً فى العالم لاسباب ذاتية تتشبع بها نفسية من يحكم البلاد من إرث دفين موغل فى الشر والفتنة واخرى اجتماعية وثقافية وعقائدية وقد سعى نظام الرئيس محمد حسنى مبارك لمساعدة نظام افورقى بهدف انقاذه من العقوبات الدولية التى فرضها عليه مجلس الامن الدولى تحت البند السابع من ميثاق مجلس الامن الدولى الذى حمل الرقم (1907) نتيجة تعريض الشعب الاريترى وأشقائه فى كل من الصومال وجيبوتى واليمن والسودان أيضاً الى الاقتتال والحروب المدمرة محولاً منطقة القرن الافريقى الى جحيم لا يطاق من جراء زعزعة الامن والسلام المحلى والاقليمى والعالمى والعمل على عرقلة التجارة الدولية العابرة فى بحر العرب والمحيط الهندى من خلال إبتكار ودعم القرصنة على السفن التجارية الدولية وفى الآونة الأخيرة وفى الربع الاخير من العام المنصرم 2010 قام الديكتاتور اسياس افورقى بزيارتين متتاليتين الى مصر فى أقل من 30 يوماً بهدف استغلال مصر فى خلافاتها مع أثيوبيا ومجموعة دول منبع حوض النيل على إقتسام المياه فيما بينها وتبنى أزمة النظام المصرى مع تلك الدول خاصة اثيوبيا للإستفادة من الخبرات المصرية لانقاذ نظامه الاكثر قمعية فى العالم بالاضافة الى البحث عن مكاسب مادية وعينية مدنية وعسكرية وكانت الزيارتين على التوالي الاولى من 4-6 نوفمبر 2010 والثانية من 3_4 ديسمبر من نفس العام فى اشارة واضحة لتآمر النظام المصرى على مستقبل الشعب الاريترى بتعريض سلامه الاجتماعى والوطنى للخطر بإعطاء النظام الاريترى دعماً مادياً ومعنوياً وغطاءاً اقليمياً ودولياً للقضاء على فرص الشعب الاريترى فى الامن والاستقرار ومن ثم استخدامه فى مغامرات افورقى العدوانية بحق شعوب منطقة القرن الافريقى فالنظام المصرى لم يضر بالشعب المصرى فحسب بل أضر بكل شعوب المنطقة برمتها وانطلاقاً من كل ماذكر آنفاً فإن تغيير النظام المصرى يمهد لتغيير مصير نصف سكان الكرة الارضية دون مغالاة أو مبالغة وهذه هي حقيقة لاينكرها عاقل وملم بالسياسة الدولية وشئون الشرق الاوسط فيها ولهذا السبب فإن العالم نراه فى حالة ترقب مستمر وإهتمام متزايد بالثورة الشعبية فى مصر وما سوف ينتج عنها بكل تاكيد سيشكل مساراً جديداً فى السياسة الدولية .
ونحن كمراقبين ومترقبين لا نملك إلا أن نعلن عن تأييدنا الكامل والتضامن بالوقوف فى صف واحد مع مطالب الشباب المصرى والثورة الشعبية فى مصر لنهتف معهم بلسان حالنا وقلبنا كما تهتف جموع المسلمين فى جميع أنحاء العالم وأمام شاشات التلفاز فى ترديد التلبية فى الحج الاعظم مع حجاج بيت الله الحرام وكمثل تلك الحالة ولله المثل الاعلى نحن الآن نردد مع الشباب المصرى فى هذه الايام المباركات ( الشعب يريد اسقاط النظام ) حتى يتمكن من بلوغ مبتغاه ويستعيد شعب مصر عزته وكرامته الانسانية على أرضه وتحت كامل سيادته الوطنية (وما النصر إلا من عندالله ) .
آدم الحاج موسى
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10553
أحدث النعليقات