الشهوة الخفية والهوى المتبع في النقد
محمد إدريس قنادلا
سويسرا
أحزاب دعاة الإسلام العروبيين ليس لديهم مشكلة ضد النقد لطالما القصد منه الإصلاح والتقويم ولكن النقد التخريبي الهدام يستوجب منا دفاعا مقابلا لكشف زيفه وبطلانه لأنه ينطلق في الغالب الأعم من التركيز على حدث معين حدث في زمن ومكان معين عبر مسيرة هذه التنظيمات ثم يعممونه على الماضي والحاضر والمستقبل الغيبي لهذه الأحزاب بغرض التشويش على العامة من الناس لإسقاط كلمتهم من الشأن الارتري سياسة وشرعة.كما أنهم يقومون بتتبع عثرات الأفراد والهيئات وتجميعها كجامع القمامة النتنة ليتم توزيعها على الناس عبر المنابر الإعلامية بغرض التنفير من الحق وتضيق دائرته وتوسيعدائرة الباطل وتسويقه
وهنا لا أحد يدعي الكمال فالنقص صفة كل إنسان على وجه الأرض وقادة وقواعد هذه الأحزاب إنما هم بشر مثلنا فلماذا نطالبهم بتقديم تجربة ملائكية خالية من الزلل والهفوات العابرة ولا سيما أنهم مجتهدون حسب وجهة نظرهم للإصلاح والترقية وليس بالضرورة ما يقدمونه اجتهادًا هو الوصفة السحرية لحل كل المعضلات التي يعانيها الوضع الإرتري قبلاً وبعدًا وللأسف الشديد أكثر من يقود هذه الحملة الشعواء هومن كان يومًا من الأيام جزءاً من هذاالعمل وقد شرب من معينه الصافي حتى قوي عوده واشتد ساعده ومات المصلحون من كبار الدعاة فحدثت له ردة شبيهة بردة القبائل العربية بعد وفاة النبي صلى الله علية وسلم لمجرد أنه قد لاحظ نسبة قليلة من الزلل انسلخ من جسم الأمة ليبحث عن البديل السياسي المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا منخلفة أتمنى أن يكون قد وجده
وغالبًا ما يكون هذا الصنف من الناس قد بنى علاقته بهذه التنظيمات على (جرف هار) (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذاهم يسخطون ) التوبة58
والمتتبع للأقلام الناقدة أو الحاقدة يجدها تنتقد التجربة الإسلامية جملة وتفصيلا ولم يستثنِ من أعمالها شيئا وفي ذلك تلميحان خبيثان :التلميح الأول هو الدعاية والتسويق لتجربة الجبهة الشعبية التي تمثل النظام الحاكم وإظهاره كنجم بطولات النضال الإرتري . التلميح الثاني: تحميل دعاة الإسلام العروبيين أوزارهم وأوزارًا مع أوزارهم وتحرير شهادة البراءة من الفشللكل المكونات الأخرى التي كانت وستكون من العلمانين والشيوعين والمتسولين بإسم القضيةالإرترية الذين لا قاعدة لهم ولا قواعد على الأرض سوى الأسماء والأختام والأبواق التي تنفخ الروح في جسدهم الميت من أجل البقاء المجرد من الأهداف والمبادئ السامية. ولا شك أن النقد بهذه الصورة السطحية أنه غير موضوعي وغير أخلاقي لأنه يكتب لإثارة القارئ الكريم والتشويش عليه ولا يكتب للإصلاح والتقويم , لماذا مثلا نجد هذا الناقد دائما يكتب عن السلبيات فقط ؟ ألا يوجد لهذه لتنظيمات ولو حسنة واحة جديرة بالذكر والإشادة ؟ لوكان الناقد منصفا لتناول في كتابات أخرى ولو إيجابية واحدة من إيجابيات هذه الأحزاب وحسناتها. وللإنصاف وشهادة الحق نذكر بعض النماذج من حسنات دعاة الإسلام العروبيين الظاهرة لعامة الناس ولا ينكرهاإلا جاحد مكابر ونذكر منها اختصارأربع مهمات فقظ:
المهمة الأولى : جاء ميلاد هذه الأحزاب والمجتمع الإرتري يعاني من الفقر والبؤس وحياة اللجوء وألام الحرمان من الوطن فكان هدفهم الأول مسح دموع البائسين بالوسائل التالية
: 1/ تقديم المعونات الإغاثية على قلتها لتخيف هذه المعاناة ورفع قضية اللاجئين في المنابر المحلية والعالمية
.2/ كفالة الأيتام
.3/ تقديم المنح الدراسية للطلاب الإرتريين حتى الموالين للنظام الدكتاتوري بإعتبار أنه إنسان إرتري يستحق هذه المنحة بغض النظر عن إنتمائه الحزبي
..4/ توفير الإعاشة والسكن والمصروفات الدراسية لطلاب الثانوي والجامعة والدراسات العليا.
المهمة الثانية:
كانت استرداد الكرامة وحماية الأعراض التي قد استباحها نظام الجبهة الشعبية ومواجهة الشهوات التي كانت ومازالت تعج بها الساحة فقاموابإنشاء تيار روحي يقاوم هذه التحديات بالوسائل التالية :
إنشاء جمعيات القرأن الكريم * إنشاء مراكز تحفيظ
القرأن الكريم *إنشاء دور أمهات المؤمنين * إنشاء مدارس الأساس والثانوي والمعاهدالدينة لمعالجة الفاقد التربوي * إنشاء مراكز محو الأمية للكبار.
المهمة الثالثة
: كانت إبراز قدرة الدين على مواجهة تحديات الحياة السياسية والإجتماعية وتقديم الحلول المناسبة لها دون مجافات أو غلو بروح متسامحة ومتعاونة مع كافة المكونات الإرترية الأخرى دون المساومة على المبدأ ( ياعم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ماتركتهحتى يظهره الله أو أهلك دونه). وكل هذه الأعمال والمهمات تصب في خانة التقرب إلى الله لا نسألكم عليها أجر إن أجرنا إلا على الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا و ما كنا لنذكرها لولا الأصوات الطاعنة في الدين صارت تتصدر المشهد لتتقيأ حقدها وكذبها على المنابر الإعلامية لتكسيرالرموزالدينة وإظهار ذاتها على حساب الآخرين
ولعل المهمة الرابعة تظهر في الجانب السياسي إذ لا ينكر جهود الحركة الإسلامية الأرترية في المقاومة كما لا ينكر جهودها في توحيد الصف الوطني وتقديم قدم السبق في التضحية ومقارعة العدو وتحمل أذى الخصوم السياسيين من العلمانيين والشيوعيين والعطالة (البين البين) فإن كثيراً من هؤلاء يضيق ذرعاً بالجهد الإسلامي الإيجابي ولعله يعجبه أن يخلي الإسلاميون الساحة حتى ينفرد بها تجار الحروب الأهلية تحت الرايات الجاهلية الذين يسوقهم إلى تجميع وإذاعة سلبيات الإسلاميين الشهوة الخفية والهوى المتبع.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34396
نشرت بواسطة فرجت
في أبريل 30 2015 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
شكراً استاذنا الفاضل محمد إدريس قنادلا علي الملاحظة ، فإذا شمّرنا جميعاً عن سواعدينا أخي الفاضل وادّاركنا – بحفظ – ما تبقي من تراث الآباء والاجداد ، سوف لن يندثر – باْذن الله – ذلك التراث الذي لا يُقَيَّم بأيّ حال من الأحوال ، وأرجو أن أكون عند حسن ظنك .
شكرا وتقديرا لكل الإخوة الذين تفضلو بالتعليق على المقال لإثرائه بآرائهم وأفكارهم , وهي محل تقدير
واحترام عندي
وأحب هنا أن أضيف ملاحظتين الملاحظة الأولى للأخ الكريم / محمد على حامد : وددت لو دونت هذا الكم الكبير من الأمثال الشعبية من مختلف القبائل الإرترية الذي تتمتع به -ماشاءالله – ذاكرتك في كتاب لحفظها من الإندثار لكان أجمل وأكثر نفعا للأجيال الحاضرة و القادمة
الملاحظة الثانية للأخ الكريم / عمر عبد القادر : من المعلوم بداهة أن من حق أي إنسان أن يقول رأئه وهو حر فيما يقول ولكن حبذا لو ناقشت الموضوع وأضفت فيه رأيك سواء كنت معه أو ضده, دون إصدار الأحكام على الأشخاص والهيئات ظنا, لأنه إذا شغلت نفسك بالأشخاص والهيئات سوف لاتفهم الموضوع تماماهل هو معك أم ضدك ؟, حق أم باطل؟. وهذا اعتقد ما ذهبت إليه في تعليقك
بصراحة انا احترم كل معارض له مبداء وقضية ينافح دونها سواء علمانى او اسلامى واكره واحتقر بشدة من يمجد ويمدح جلاده كل من لم يعجبه اسلوب الاسلاميين يا اخى اكتب عن ما تومن به وتتبناه ربما يعجبنا ونقتنع به ام انت مفلس خالى الوفاد لا تجيد شئ غير جمع القمامة يا اخى حاور وناقش واسال تقدم ولو خطوة بدل الانبطاح فى القاع
الموضوع الدى تلمز وتهمز فيه انتهى من زمان فخليك راجل وتصرف تصرف الرجال ما ينفع يا اخى حجمك كبير وكلامك رفييع خلى كلامك على وزنك . ودمتم
استاذ محمد ادريس قنادلا حياك الله ، المقال في منتهي الروعة والموضوعية ، واعتقد لو عُرِض علي حجر أصم لانطقه ، أمّا أصحابنا الذين بنوا علاقاتهم مع أيّ حِراك سياسي أو اجتماعي علي مبدأ ( ومنهم من يلمزك في الصدقات ، ) كما أشرت إليه في مقالك ، لا يُرجيٰ منهم أي خير ، وخير ما ينطبق علي حالهم هو وصفك إياهم في مقطع ( يقومون بتتبع عثرات الأفراد والهيئات وتجميعها كجامع القمامة النتنة ليتم توزيعها علي الناس ..الخ ) ! بل و دَدْتُ لو عدّلتَ عبارة التشبيه ( كجامع القمامة ) إلي حالهم الحقيقي وصفتهم الحقيقية ألا وهي ( جامع القمامة ) أكرم الله القارئ من هذه الصنعة التي لا يتمناها كل كريم الخصال وعزيز النفس لنفسه أو لكل عزيز لديه ، لأنّ هذه صنعتهم التي جُبِلوا عليها وسخَّروا أنفسهم لها و لا يملكون غيرها ، ولا جانبتُ الحقيقة لو قلتُ هي بضاعتهم الوحيدة التي يفتخرون بها ، فدعهم يعرضوا ما لديهم إنْ كان عليها طلب ، لأن ( كلّ إناءٍ بما لديه ينضح ) ، وخير دليل علي ما أقول : لمز وهمز أحدم علي المقال بدل أن يأتي بما يفيد القارئ .
واخيرا نطق القوم فانطقوك… لتلخص مادار في ام حفرهم….طبعا من الصعب التحقق ان ماجاء في هذا التلخيص من قولك ام من منقولك وهذا غير مهم …. المهم انهم لم يستطيعوا غير ان ياتوا بهذا المصطلح الملتوي… وهذا يوضح مدي العجز الذي يعيشه القوم ولم يجدوا ناطقا الا اياكا …. مع كل الاحترام لشخص الكاتب طبعا
الأخ/ محمد حسان المحترم سؤالك وجيه ومقدر
أعني بعبارة( دعاة الإسلام العروبين) كل كيان إرتري من المسلمين يتبنى من ضمن أهدافه الدفاع عن الإسلام واللغة العربيه بإعتبارهما جزء من عقيدتنا وثقافتنا, ضد التيارات التي تحاول فك الإرتباك بين المسلمين والثوابت الدينية والثقافية والوطنية
الاسلاميين العروبيين!!! هل يمكن ان تتفضل بتشريح المصطلح و توضيحه .. الحق اني اسمع به للمرة الاولى .. تحياتي