الطاغية أسياس وأحلام التوريث
لم تكن ظاهرة التوريث مألوفة في الساحة الارترية وقد تردد في الاون الأخيرة بأن طاغية أسمرا أوفد ابنه ابرهام الى اجتماع وزراء الخارجية للدول الثلاثة مصر وارتريا والصومال في القاهرة كأحد أعضاء الوفد، وقد راجت الأسافير مستعيدة ما كان شائعا بأن ابرهام يتم اعداده لوراثة والده في الحكم، وقيل ان الذي ظهر في الصورة مع الوزير عثمان صالح هو القنصل العام لإريتريا في جمهورية مصر العربية مقر الاجتماع، ونحن هنا لسنا بصدد الدخول في جدل ان الصورة لأبرهام أفورقي أم لا بقدر ما يهمنا فكرة التوريث التي أصبحت حديث الشارع الارتري المعارض والداعم على السواء، فقد برز أمر التوريث من وقت مبكر خاصة في الفترة التي مرض فيها الطاغية وشاع خبر احتمال هلاكه ، والشواهد كثيرة في ذلك على سبيل المثال تم تعينه نائب قائد القوات الجوية ، ثم اصبح فيما بعد ضمن إدارة وزارة الدفاع ليقفز الي الإدارة الاقتصادية في الجزب الحاكم ووزارة المالية ، وفي الفترة الأخيرة اصبح ضمن طاقم الرئيس مشرفا تتبع له وزارات القطاع الاقتصادي كلها. وقد تناقلت الاخبار من داخل أروقة الحزب الحاكم بان السيد ابرهام أفورقي تم تعينه كذلك عضوا في اللجنة التحضيرية للحزب الذي اشيع بان مؤتمره الرابع سوف يعقد قريبا وان ابرهام مرشح لمنصب مهم في قيادته.
لم تكن ظاهرة التوريث مألوفة في الساحة الارترية ، وكلنا يعلم ان الثورة الارترية التي عمت الريف والحضر تتالى على قيادتها افراد مناضلون وفق ما كانت تقتضيه المرحلة بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف والتباينات السياسية التي كانت قائمة ، وحتي الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا التي اتي على رأس قيادتها الطاغية أسياس لم تنصبه وريثا بل ضمن عملية ثورية نضالية انتقلت رئاسة التنظيم او ما كان يعرف الأمانة العامة للمكتب السياسي في العام 1987م رسميا من خلال انتخابات ونتائج المؤتمر الثاني للتنظيم ، وان ما جرى بعد التحرير وإعلان الاستقلال التام بان اصبح أسياس الحاكم بأمره متسلطا في رقاب العباد دكتاتورا فظا مختصرا كل الوطن وتضحيات الشعب في شخصه ( انا ارتريا .. وارتريا انا) امر عرضي سرعان ما يزول بزوال المسبب وان كانت القيادة التي أتت به تتحمل الجزء الكبير من المسؤولية في كل ما حصل للتنظيم وتاريخه والشعب والوطن بشكل عام.
نعتقد ان تكثيف المقاومة ضد النظام وفضح مخططات الطاغية في تفتيت النسيج المجتمعي وسياسة الاحلال والابدال التي مازال يمارسها وتغييب أصحاب الأرض بوضع العراقيل لعودتهم الى ارضهم التي غادروها مكرهين هو المخرج لإفشال كل مآربه واسقاط نظامه المتهالك. والانتصار الشعب الذي قدم كل ما يملك من الحرية والانعتاق والعيش في وطنه عزيزا حرا ابيا.
علي محمد صالح شوم
لندن- .19/01/2025
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47379