الفاتح من ديسمبر: يوم الشهيد الإرتري الأوائل فى التاريخ الإرتري المعاصر
يوم الشهيد الإرتري هو أعز واغلى يوم في تاريخ الشعب الإرتري. لولا الكفاح والتضحية بالنفس (أغلى ما يملك الإنسان وأغلى ما يستطيع ان يقدمه أي انسان) لوطنه وشعبه، لما أصبحت إرتريا دولة مستقلة ذات سيادة. الشهيد هو تاج رأسنا وكبريائنا، هو عزتنا وكرامتنا هو روحنا وضميرنا.
كيف نتذكر ونحتفل بيوم الشهيد؟
أولا علينا الا ننسي أبناء الشهداء…اليتامى والأرامل، وعلينا ان نساعدهم بما نستطيع. كذلك علينا ان نؤكد ونعمل من أجل “المبادء” و”الأهداف” التى استشهدوا خيارنا من اجلها، نخطو خطاهم ونحقق آمالهم. شهداءنا الأبرار قدموا ارواحهم فداء من أجل: الحرية والإستقلال، والعدالة الإجتماعية، دولة القانون والمؤسسات…دولة يعيش فيها المواطن حياة كريمة. دولة يصان فيها حقوق المواطن الإرتري…دولة الأمن والأمان…دولة الإستقرار، دولة الرخاء والتقدم.
الشهيد احترق مثل الشمعة لكي ينير الطريق لنا…فعلينا محاربة الظلم والإضطهاد ونحقق الحرية للشعب الإرتري. لقد تحرر الإرض وخرج الإستعمار ولكن الشعب الإرتري لن يتحرر بعد.
قافلة النضال من أجل “حرية” الإنسان الإرتري لا بد أن تستمر حتى نجتث نظام الطاغية أفورقي الذى سرق نضالات وتضحيات الشعب الإرتري وتربع على حكم الشعب الإرتري بدون وجه حق، بدون شرعية ولا دستور، واليوم الشعب الإرتري يعيش أسواء ايامه تحت نيران الديكتاتورية ، البطش والإستعباد.
لماذا تم إختيار الفاتح من ديسمبر كيوم الشهيد الإرتري؟
المصدر: ايام فـي التــاريخ الارتـــري – مذبــحة عــونا
” في الأول من ديسمبر 1970م، أحاطت قوات العدو بـ (عـونا) من كل جانب. وفي الساعة التاسعة صباحاً دخلت القرية. وعلي الفور أطلقت نيران رشاشاتها الخفيفة والثقيلة التي كانت علي متن العربات علي كل من بالقرية بشراً كان أو حيواناً.. حطم جنود العدو الأبواب بأعقاب البرينات.. وبقروا بطون النساء والأطفال الذين يختبئون خلف جدران منازلهم بالسونكي دون تمييز. وأختتموا مذبحتهم بإشعال النيران في كل منازل القرية حيث غطي اللهيب والدخان عنان السماء. وأُحرقت منازل القرية عن بكرة أبيها ولم يبق فيها منزل واحد. في هذه المذبحة البشعة أستشهد مايربو على ألف مواطن. ولم يستطع النظام الإثيوبي أن يخفي عن أعين العالم هذه العملية البربرية. وكتبت صحف العالم كثيراً عن مذبحة (عـونا)، وأدانها كل من له ضمير.
لهذا كانت مذبحة (عـونا) واحدة من أبشع المذابح التأريخية التي يرتكبها المستعمرون، ليس علي مستوي إفريقيا وحدها بل علي مستوي العالم. وكانت (عـونا) هي التي كشفت القناع عن بربرية المستعمر الإثيوبي، وفتحت أعين العالم أمام جرائم اثيوبيا التي أرتكبتها في إرتريا، وعونا كانت المذبحة التي شهدت أكبر عدد من الشهداء وفي أقل زمن، مقارنة للمذابح الجماعية التي نفذها العدو الإثيوبي في ارتريا.
وعلي هذا الأساس، كانت (عـونا) تعبيراً للتلاحم بين الشعب الذي لم يدخر شيئاً بوسعه وبين ثورته. ورمزاً لإستمرار الإستشهاد في أوساط الشعب من أجل الحرية والكرامة. ولهذا فإن يوم عـونا سوف يخلد كيوم ذكري الشهيد الأرتري.“
الطلائع فى التاريخ الإرتري المعاصر
الرابطة الإسلامية الإرترية!
حزب الرابطة الإسلامية الإرترية هو أول حزب وطني إرتري نادى بإلإستقلال التام لإرتريا.
تأسس يوم 03 ديسمبر عام 1946 في مدينة كرن وأول مؤتمر عقد في كرن من يوم 18 فبراير الى 21 فبراير عام 1947 والحزب أسس رسمياً في يوم 21 مارس عام 1947. انتخب السيد بكري الميرغني كأول رئيس فخري للحزب، بينما انتخب الشيخ إبراهيم سلطان كأول أمين عام للحزب، كما إنتخب الشيخ عبدالقادر كبيري كرئيس فرع العاصمة اسمرا وضواحيها (حماسين).
أبّ الشهداء (الشهيد الأول) فى فترة تقرير المصير!
ابو الشهداء (زعيم وطني): السيد عبدالقادر محمد صالح كبيري من زعماء الكتلة الاستقلالية الارترية اغتالته عصابات اثيوبيا وهو على أهبة السفر الى الأمم المتحدة للدفاع عن حق وطنه وشعبه في الحرية والاستقلال في يوم 29 مارس عام 1949 م. فهو أول زعيم سياسي اغتيل فى التاريخ الإرتري الحديث.
لقد نشر موقع: مفتي ارتريا الشيخ إبراهيم المختار أحمد عمر فى صفحة “حوادث” تحت عنوان:
” شهداء الرابطة وتضحياتها”، ما يلي:
http://www.mukhtar.ca/contentN.php?type=viewarticle&id=153&category=hawadith_mukhtar
شهداء الرابطة:
” أما شهداء الرابطة فهم بالمئات. وقد إغتيل البعض منهم غيلة بمفردهم ، وآخرون تم تصفيتهم تصفية جماعية ، وخاصة في القرى وبعض الأحياء الفرعية. وفيما يلي بعضا ممن تم إغتيالهم من الأفراد وذلك في الفترة ما بين عام 1947 إلى 1951 :
* الحاج عبدالله بن العلامة الحاج طه ، عضو بارز في الرابطة بأسمرة ، تم إغتياله في 8 محرم 1366هـ الموافق 21 فبراير1947م فتوفي لساعته وهو “الشهيد الأول للرابطة“.
* “الشاب الذكي” النائب محمود عثمان حسب الله ، عضو الرابطة في كرن ، تم إغتياله في ليلة الجمعة 20 صفر 1367هـ الموافق 3 يناير 1948م ، توفي بعد ثلاث ساعات من إغتياله وهو “الشهيد الثاني للرابطة“.
* “الزعيم الجليل” الشيخ عبدالقادر محمد صالح كبيري ، رئيس فرع الرابطة بأسمرة ، تم إغتياله في أسمرة في يوم الأحد 28 جمادى الأول 1368هـ الموافق 29 مارس 1949م.”
سماحة مفتي الديار الاريترية السابق الشيخ إبراهيم المختار أحمد عمر!
الشيخ إبراهيم المختار أحمد عمر، كان المفتي العام في إريتريا منذ عام ١٩٤٠م. وحتى وفاته في عام ١٩٦٩م. هو أول مفتي لإرتريا وواحد من رموزنا الإسلامية والوطنية الاريترية الشامخة.
كان عالما جليلا، عرف بغزارة علمه ، وجزالة حديثه ووهب حياته للعلم وجاهد بنفسه، ولسانه وقلمه وكان يسعى لوحدة صف المسلمين فى اريتريا. كما كان حصنا منيعا لرفع شأن الإسلام والمسلمين فى اريتريا وهو أحد المؤسسين لحزب الرابطة الاسلامية الاريترية ( أول حزب وطني اريتري دعا الى الحرية والاستقلال التام لإريتريا) .
وقف ضد التحديات بعزم وشجاعة وكان يحارب الطائفية ويعمل من أجل وحدة صف الشعب الايرتري. كان رجل الإصلاح ورائد النهضة العلمية والثقافية العربية فى اريتريا. كما كان مهتما بالتوثيق وحفظ الوثائق وترتيبها وقد ترك كنزا من الوثائق ومن المجلدات النادرة، عن التاريخ الإسلامي في اريتريا، الحركة الوطنية ، الرابطة الاسلامية، وعن الرموز الوطنية الارترية.
نادي الطلبة الارتريين بالقاهرة!
تم انشاء نادي الطلبة الارتريين بالقاهرة في عام 1952م. ، وكان مقره في البداية في رقم 9 شارع جامع البنات سابقا (بحي الدرب الأحمر) “بورسعيد حاليا” وقد تم افتتاحه في شهر يناير من عام ۱٩٥٢ م. ثم انتقل الى 23 شارع شريف باشا في عام ۱٩٥٨م. وما يزال حتى الأن.
واتحاد طلبة ارتريا في القاهرة كما هو معلوم يعتبر من المنارات السياسية والثقافية للشعب الإرتري وذلك لدوره الرائد في الحركة الوطنية خاصة في بواكير ها ، بالإضافة لمساهمته المباشرة في تأسيس الكفاح المسلح الإرتري ، حيث يعتبر رافدا أساسيا لذلك الكفاح حيث انطلاق تأسيس جبهة التحرير الإرترية في القاهرة من عضوية ذلك الاتحاد في العام 1960م. يعتبر هذا النادي أول نادي ارتري خارج ارتريا لعب دور محوري واساسيا فى العمل الطلابي والسياسي الإرتري الذى تصدى وقاد العمل الوطني من خلال الطلبة والخرجين من جمهورية مصر العربية .
أبّ الكفاح المسلح والثورة الارترية!
أبّ الكفاح المسلح والثورة الارترية: القائد، البطل، الشهيد حامد ادريس عواتي لقد قاد قوات الثورة في الفاتح من سبتمبر من عام ۱٩٦١ م. معلنا بذلك نضال الشعب الارتري المسلح من اجل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال. لقد استشهد في صباح يوم 28 مايو من عام 1962 القائد عواتي واسلم روحه الطاهرة إلى ربه مع الصديقين والشهداء حسن أولئك رفيقا ، وقررت قيادة جيش التحرير عدم إعلان استشهاده للشعب ودفن سرا ولم يعلن عن وفاته ألا بعد اربعة سنوات من تاريخ استشهاده .
معركة أدال أول معركة ضد الوجود الاستعماري الإثيوبي!
شهد جبل أدال الحدث المنتظر بعد طول انتظار فكان إعلان الكفاح المسلح والثورة وانطلاق الرصاصة الأولي من هناك إذانا ببداية فجر جديد ومنعطف تاريخي عظيم في حياة الشعب الارتري وكانت معركة أدال أول معركة ضد الوجود الاستعماري الإثيوبي ورسالة للعالم أجمع بأن الشعب الارتري قد نفذ صبره وقرر استعادة حقوقه المنهوبة بالقوة كما أخذت منه بالقوة ، ورغم أن التجهيزات العسكرية من سلاح وعتاد لا يتجاوز السبعة بنادق ايطالية عتيقة وبإمدادات شحيحة بالمقارنة مع تجهيزات العدو المحتل المجهز بالأسلحة الحديثة والإعداد الضخمة من الجنود والشرطة الا أن عواتي ورفاق استطاعوا بجدارة دحرهم وتحقيق النصر العسكري على العدو في أول مواجهة عسكرية معركة جبل أدال.
الأسير الأول في الكفاح المسلّح (الثورة الارترية)!
وفي الساعة التاسعة من صباح 01/09/1961م. جرت معركة أدال وهى المعركة الأولى التي أطلقنا فيها الرصاصة الأولى ضد قوات العدو في كفاحنا المسلح الذي دام لثلاثين عاما، وخرجنا من معركة أدال بسلامة إلا إنه قبضت قوات العدو على المناضل “بيرق أحمد” واستشهد البطل بيرق في السجن عام 1975.
الشهيد الأول في الكفاح المسلّح (الثورة الارترية)!
وبعد معركة ادال جرت المعركة الثانية معركة جبل “اومال” في 14/9/1961 وهي المعركة التي استشهد فيها الشهيد الأول عبده محمد فايد . وفي شهر أكتوبر جرت المعركة الثالثة في (ادال هجر ) وفي المعركة الآخرة أصيب القائد عواتي في ذراعه بجرح خفيف.
أول شهيدة في الثورة الإرترية!
لا أحد يستطيع ينكر دور المرأة الإرترية…فدورها ساطع كالشمس فى جميع المواقع والمراحل للثورة الإرترية، واتمنى ان يُكتب تاريخها كما ينبغي حتى نتعرف على تاريخها وبطولاتها وتحتل المكانة التى تستحقها فى تاريخنا الوطني. لقد أجرى الصحفي والاذاعي المعتقل / صالح جزائري حوار مع المناضلة / نسريت كرار، تحت عنوان: “صفحـــات منسيـة من تأريخ المـرأة الإرترية ” المنشور فى موقع فرجت فى الرابط التالي:
https://www.farajat.net/ar/7773
تقول المناضلة نسريت كرار:
” أن الحديث عن ألأدوار الوطنية التي قامت بها المرأة في تلك المرحلة المبكرة من الكفاح المسلح لا تحصى ولا تعد فالمرأة هي التي كانت تقوم بأعداد الطعام للثوار في الريف وهي التي كانت تساعدهم في ادخال أو أخراج كل المتطلبات من والى المدينة , وهنا تحضرني قصة أول شهيدة في الثورة وهي الشابة فاطمة جعفر من مدينة هيكوتا هذه الشابة وفي بداية 1964م كانت همزة الوصل بين الثوار ومركز هيكوتا ففي ذات يوم وهي عائدة من الميدان أطلق عليها جنود العدو- والذين كانوا قد أكتشفوا أمر تحركاتها – النار فأردوها قتيلة , وعندما تساءل سكان المدينة عن أسباب قتلها كان الرد الذي تلقوه من جنود العدو ( لم نتبين أعتقدنا أنها غزالة وأطلقنا النار عليها !!؟) . أنا أعتبرها أول أمرأة شهيدة في الثورة ألأرترية بأعتبار أنها لاقت حتفها وهي تقوم بتنفيذ مهام ثورية. ”
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
العدالة ، الحرية والإزدهار للشعب الإرتري
إعداد وتقديم: أبو محمد
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=15644
أحدث النعليقات