الفارون من إريتريا إلى سيناء: رحلة خطف وتعذيب قد تنتهي بالموت
بى بى سى
لملم البالغة من العمر 17 عاما، واحدة من آلاف الأشخاص الذين يفدون من إريتريا إلى مصر في رحلة غادرة كل عام.
ويقع كثيرون منهم ضحايا في أيدي تجار بشر، ممن لا ضمير لهم، يخطفونهم، ويطلبون من أسرهم فدية مالية للإفراج عنهم.
“يأمرني الخاطفون بالنوم على ظهري، ثم يطلبون مني أن أطلب أسرتي هاتفيا لأسألها دفع الفدية التي حددوها”، هكذا قالت لملم، وهي ترفع الجزء الخلفي من قميصها لترينا آثار الجروح القديمة.
“وعندما يجيب أحد والدي على الهاتف، يأخذ الرجال الخاطفون في إذابة بلاستيك مشتعل على ظهري، وأفخاذي، فأصرخ وأصرخ من شدة الألم”.
“وهم يأملون أن يزيد ذلك الضغط على أمي وأبي لتدبير المال المطلوب”.
وحين تنتهي لملم من حديثها يربت رجل يقف بجانبها على كتفها.
زيري، الذي يلف وجهه وشاح باللونين الأحمر والأبيض، كان أحد من أبقوا مع لملم في غرفة لا نوافذ لها في دور تحت الأرض لنحو عام تقريبا.
ويقول زيري “كانوا يربطون أربعة أو خمسة منا معا، ويصبون مياها على الأرض، ثم يكهربون المياه، حتى تصيبنا الكهرباء جميعا”.
“ويجوعننا، ويحرقون أجسادنا، ويحرموننا من النوم”.
ويضيف زيري أن 9 من بين 20 شخصا كانوا محتجزين معه رهائن لقوا حتفهم. لكنه أبلغني، عند تلك النقطة، أن الناجين منهم يرحبون بمصير المتوفين.
لقد تمكنت لملم وزيري من الهرب، فقد أنقذهما زعيم البدو المحليين، الشيخ محمد المنيري.
وأصبح المبنى الصغير الواقع خلف بيت المنيري منزلا لأكثر من عشرة أشخاص ممن أنقذهم.
ولكنه يقول في نبرة يائسة إن كثيرين ممن أنقذهم عذبوا بشدة. وقال إن اثنين ممن أنقذهم ماتوا في ذلك المنزل، بسبب جروحهم الشديدة.
“مئات الجثث”
ووصفت الأمم المتحدة تزايد خطف الأفراد والاتجار بهم في سيناء بأنه أحد أكثر الأزمات الإنسانية في العالم التي لا تحظى بالتغطية.
وتقدر المنظمة الدولية عدد الإريتريين الفارين من القمع والفقر في بلادهم بنحو 3000 شخص.
ويلجأ كثيرون منهم إلى معسكرات اللاجئين المتخمة والواقعة في شرق السودان المجاور، التي أصبحت تضم الآن أكثر من 90.000 لاجئ.
وتقول الأمم المتحدة إن 70 في المئة من الواصلين الجدد يختفون.
ويقع كثير منهم في أيدي عصابات تهريب مسلحة لا ترحم، وهم يحاولون الوصول إلى إسرائيل أو مصر بحثا عن حياة أفضل.
وبينما يفلح بعضهم في رحلته، يباع آخرون لعصابات مختلفة مرتين أو ثلاث مرات في رحلتهم إلى الشمال.
ويؤخذ الرهائن الضحايا في أغلب الأحوال إلى مناطق صحراوية شاسعة لا قانون فيها في شمال سيناء.
وفي عام 2012 قال المفوض السامي للاجئين، أنتونيوغوتيريس، إن شبكة إجرامية من المهربين تستغل سوء أوضاع كثير من الإريتريين.
وعلى الرغم من نشاط قوات الأمن المصرية في المنطقة، فإن عدد تلك القوات محدود بسبب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
وفي مشرحة مدينة العريش تظهر جوانب أكثر بشاعة لتجارة خطف البشر.
ويقول أحد العاملين في المشرحة إنه منذ وقوع الثورة المصرية يوجد مئات الجثث في الثلاجات، لأن الحدود أصبحت مفتوحة أكثر.
وتظهر على الجثث آثار جروح ناتجة عن التعذيب.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41314
أحدث النعليقات