القرن الافريقي – مجاعة سنة 10
خالد عثمان
حسب تقديرات منظمة الامم المتحدة سيتعرض حوالي 19 مليون شخص في القرن الافريقي للمجاعة في عام 2010 ، وصدرت عدة تحذيرات من الكارثة القادمة من منظمات الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني كذلك .
وكان حزب الامة القومي السوداني قد أصدر بياناً طالب فيه الحكومة بإعلان المجاعة فوراً والعمل على استقطاب الدعم اللازم، وذلك في أعقاب توقعاته بحدوث مجاعة هذا العام في البلاد أجمل أسبابها في العوامل الطبيعية وسوء التخطيط والدراسة من الجهات المختصة كاشفاً عن تقديرات بلغت (36) مليون جوال ذرة قال هذا ما تحتاجه الدولة لمجابهة المجاعة لهذا العام، وتخوّف رئيس الحزب الصادق المهدي من حدوث مجاعة مشابهة لعام 84 م قائلاً بلغت الفجوة الغذائية هذا العام 60% من الانتاج الفعلي أي ما يعادل (3/3) ملايين طن من الغلال. وأوضح المهدي أنّ احتياج السودان الفعلي في العام من الغلال (بعد التعداد السكاني الأخير) يبلغ (5.6) ملايين طن سنوياً.
وتتحدث الصحف العالمية وتصدر عن وكالات الانباء كل يوم مجموعة من الاخبار عن سوء الاوضاع الغذائية وعن المجاعة المرتقبة ، وكانت وكالة اوكسفام قد أفادت الاسبوع الماضي ان قلة الامطار قد فاقمت من المجاعة المزمنة في دول القرن الافريقي وخاصة الصومال التي تعاني من أسواء موجة جفاف منذ عشرين عاماً مما أدى الي نفوق أكثر من 70% من الثروة الحيوانية بالصومال.
وتعكس الاعداد المتزايدة للفارين من جحيم الجوع والفقر والظلم في دول القرن الافريقي حجم الفاجعة وسوء المصير الذي ينتظرها على أيدي جلاديها من الحكام الفاسدين. وكان اليمن قد أستقبل أكثر من 75000 لاجيء من القرن الافريقي في هذا العام ، واستقبل السودان اعدادا لاتقل عن ذلك من ارتريا ، اثيوبيا والصومال.
ويعتبر الطريق المميت الي اليمن من اكثر الممرات المائية خطورة حيث قضى مايقارب الالف لاجيء فيه مابين غرق ، وقتل ونهب واغتصاب.
والعجيب في الامر ان ترفض دولة أرتريا العروض الدولية بالمساعدة حينما ذكر السفير الارتري لدى الاتحاد الاوروربي السيد قيرما اسمروم بأن الجميع سيعضّون السنّتهم وبأن أرتريا ستكون مكتفية من الغذاء ، وكانت حجة السيد السفير بأن المساعدات الاجنبية تجعل مواطنيه كسالى!
ان السياسة التي تتبعها الدولة الارترية والتي تتمثل في شراء المحاصيل بسعر متدنى بغرض توزيعها بواسطة الدولة قد ساهمت في افقار الناس وحرمانهم من الكمية الكافية، على لسان اللاجيئن الارتريين الفارين بسبب انعدام الحرية والعدالة.
وكان السيد جون هولمز مسؤول المساعدات الانسانية والطواريء لدى الامم المتحدة قد أكد رفض الحكومة الارترية للمساعدات ، وأكد ايضاً قلقه على مواطني دولة أرتريا.
وانا أناشد من هذا المنبر جميع منظمات المجتمع المدني من جاليات القرن الافريقي في جميع المهاجر الانتباه لهذه الكارثة ومن ثم تنظيم انفسنا للضغط على الحكومات الفاشلة والفاسدة من أجل إنقاذ أروح من تبقى من أهلنا في تلك البقعة من العالم.
خالد عثمان
رئيس تحرير صحيفة المهاجر
مدير موقع يارانايل
http://yarranile.com/famine10.htm
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=625
أحدث النعليقات