الكلمة التي ألقاها الأستاذ/ علي محمد صالح في تأبين الفقيد القائد/ عمر جابر عمر
ودعنا قبل ايام اخا عزيزا ومناضلا جسورا وقائدا فذا الا وهو المغفور له باذن الله الاخ عمر جابر عمر ابويحي. ان وفاته في هذه المرحلة الدقيقة شكلت صدمة في اوساط ابناء الشعب الارتري.
المناضل ابويحي يعتبر مثالا للوفاء والعطاء. فمنذ نعمومة اظافره تشبع بالروح الوطنية حيث بدأ يمارس نشاطه وهو طالب وعمل ضمن الحركة الطلابية الارترية حيث تم انتخابه رئيسا للاتحاد العام لطلبة ارتريا وكان الاتحاد يعتبر الرديف الاساسي للثورة الارترية. قام المناضل ابويحي بدور اساسي في دعم جبهة التحرير الارترية ومعبرا عنها في المحافل الدولية والاقليمية، ومن ابرز مشاركات الاتحاد العام لطلبة ارتريا في عام 1973 تحت قيادة ابويحي في مهرجان اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي الذي عقد في برلين باعتباره عضو في اتحاد الطلاب العالمي وشارك بـ 38 عضوا ، علما بان العضوية التي شاركت في المهرجان تقدر بـ 250.000 من الشباب والشابات ، كما حضره شخصيات من ضمنهم الرئيس الكوبي فديل كاسترو والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والممثلة الامريكية انجيلا ديفيد.
كان للاتحاد علاقات واسعة مع الاتحادات العربية ، والمناضل ابويحي قاد الاتحاد باقتدار مع رفاقه الشهيد عثمان حمد والمرحوم المهندس سراج موسى عبده والمرحوم عبد الله عمر ناصر والاخوة عمر محمد سليمان ومحمد شيخ عبد الجليل امد الله في اعمارهم. الاتحاد اصبح له حضور على المستويين الدولي والاقليمي. بعد تاسيس اتحاد الشباب الديمقراطي الإرتري برئاسة عضو المجلس الثوري المناضل هيلي عنداب تولى المناضل ابويحي منصب نائب ومسؤل العلاقات الخارجية. وهنا زادت مسؤولياته . وقد ابلى بلاءً حسناً وبحكم مسؤولياته كان له ارتباطات مع قيادة الجبهة وكان مصدر ثقة حيث كان يكلف بمهمات سياسية. لا شك أن ابويحي كان يتمتع بكارزما قيادية وكان ذكياً ولبق ومحاور عنيد لم يتحدث من فراغ بل من خلفية مؤسسة وكان متواضعاً وزاهداً، علما بانه من اسرة ميسرة ولم تغريه الحياة بل انحاز الى العمل الوطني واخوة له استشهدوا في الميدان وهما الدكتور يحي جابر وجعفر جابر عضو القايدة العامة برغم من هذا اصر في مواصلة المسيرة النضالية حتى تحقيق ما يصبو اليه الشعب الارتري.
بعد حركة 25 مارس 1982 استلم ابويحي مسؤلية الاعلام الخارجي وبامكاناته وقلمه الشجاع دافع عن القضية الوطنية في مختلف المحافل، كما اصدر كتابا بعنوان ” ارتريا بركان القرن الافريقي ” هذا الكتاب جدير بالقراءة ومن لا يعرف ابويحي بالقرب ربما يكون قد تعرف عليه من خلال كتاباته في مختلف المواقع الارترية والمقابلات التي أجريت معه عبر الوسائل المرئية والمسموعة وكانت له اسهامات لا يمكن ان ينكرها احد وكان يسعى الى الحوار والاخذ بالرأي والرأي الآخر.
أيها الحضور الكريم اسمحو لي ان اتقدم اليكم بتوصية في هذه المناسبة واتمنا ان تنال اهتمامكم. بالرغم من ان مثل هذا التأبين يعتبر بادرة طيبة الا انني ادعوكم الى الاهتمام لتكريم المناضلين اللذين اسهموا في العمل الوطني وقدموا تضحيات كبيرة بأن يتم تكريمهم اثناء حياتهم من خلال لجنة تشكل لهذا الغرض وكذلك الاهتمام بالمناسبات الوطنية مثل الفاتح من سبتمبر ومعركة تقوربا وعيد الاستقلال الوطني.
هذا ولكم مني جزيل الشكر والتقدير .. ورحم الله الفقيد وادخله فسيح جناته
علي محمد صالح
3 يناير 2015
لندن
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32663
أحدث النعليقات