المؤتمر الإسلامي الإرتري : البيان الختامي للمؤتمر العام الثاني
البيان الختامي للمؤتمر العام الثاني
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بعون الله وتوفيقه عقد المؤتمر الإسلامي الإرتري مؤتمره التنظيمي العام الثاني في الفترة من 27 ـ 30/1/1436هـ الموافق 20 ـ 23/11/2014م في مدينة قوندر الإثيوبية تحت شعار : (وحدة .. وعي .. مسئولية .. دعائم ممارستنا السياسية والتنظيمية ) .
أعدت لهذا المؤتمر لجنة تحضيرية مكونة من (13) عضوا ، بذلت جهدا مقدرا خلال (19) شهر ، مستخدمة عددا من الوسائل التقييمية للمرحلة الماضية ، أشركت فيها قطاعات تنظيمية متعددة ، أخذت آراءهم وملاحظاتهم على أداء التنظيم في كافة مجالات عمله ، بالإضافة إلى وقفتها المباشرة على أوراق التنظيم وأدبياته المرجعية ، وأجرت التعديلات المطلوبة التي تعزز من دور التنظيم وتحافظ على مكتسباته وتطور في أدائه وترتب جهوده بطريقة موضوعية .
كما وضعت لائحة التصعيدات لعضوية المؤتمر بناء على الحصر الشامل لعضوية التنظيم في الداخل والخارج ، وباشرت إجراءات التصعيدات في كل القطاعات التنظيمية ، بلغت نتيجتها (218) عضوا مصعدا للمؤتمر ، وقامت التحضيرية بالترتيبات والمعينات اللازمة لإقامة المؤتمر بالتعاون مع القيادة التنفيذية للتنظيم ، وبفضل الله عز وجل وفقت التحضيرية في أداء مهمتها .
يعتبر المؤتمر محطة تنظيمية هامة تسدل الستار على المرحلة الانتقالية للوحدة الاندماجية التي تمت بين تنظيمي المؤتمر الإسلامي الإرتري والمجلس الإسلامي للدعوة والإصلاح في إرتريا في 27/5/2011م ، وكانت لهذه المرحلة خصوصياتها في اختيار نمط تنظيمي قائم على التوافق ، يبني الثقة ، ويثبت أركان الوحدة ، ويرسي قواعدها ، ويوطد أواصرها.
كما أن محطة المؤتمر تفتح الستار على مرحلة جديدة أكثر توحدا وتقدما في النظم والبرامج والسياسات التنظيمية التي كانت همَ المؤتمرين الذين توافدوا من أصقاع العالم من أوروبا والشرق الأوسط ودول المنطقة ، متحملين عناء السفر وتاركين ارتباطاتهم الخاصة من أجل المشاركة في تقييم الدورة الماضية ورسم برنامج الدورة القادمة .
لقد شارك المؤتمرون في النقاش بمسئولية وجدية ، وتعاملوا بالاحترام والتقدير ، والتزموا الصراحة والشفافية ، وقدموا المصلحة العامة على المصالح الأخرى ، وكان الحرص قويا في الحفاظ على الوحدة والمضي بالتنظيم إلى مستويات متقدمة ، فوقف المؤتمرون على التقرير الأدبي والمالي الذي قدمته القيادة التنفيذية حول دور التنظيم وعطائه وأداء قياداته في المرحلة الانتقالية ، أبدوا فيه ملاحظاتهم ، ومارسوا فيه المحاسبة والتقويم ، كما اطمأن المؤتمر على سلامة الأموال وحسن التصرف فيها من خلال تقرير المراجع المالي .
وناقش المؤتمر حزمة من الأوراق التي أعدتها اللجنة التحضيرية بصورة مجودة ، بعد أن مرت بورش ومؤسسات وهياكل التنظيم توسيعا لدائرة المشاركة في تقرير مستقبل التنظيم وسياساته من خلال المشروعات المقدمة . وقد شملت الأوراق : النظام الأساسي ، الميثاق ، الرؤية السياسية ، الورقة الدعوية ، الرؤية الإستراتيجية ، ورقة مشروع القرارات السياسية والتنظيمية . وقد أجرى المؤتمرون فيها التعديلات والتصويبات التي أدت إلى مزيد من التحسين والتجويد .
وخرج المؤتمر بجملة من القرارات والتوصيات ، ومن أهمها :
– بارك المؤتمر العام وثمن عاليا , نتائج الوحدة الاندماجية , وجهود القيادة الشورية والتنفيذية في إدارة التنظيم وإرساء الوحدة وتحقيق الإنجازات ، كما يثمن جهود اللجنة التحضيرية التي أعدت لهذا المؤتمر الناجح .
– يدين المؤتمر بشدة تعاظم الطابع القمعي والإجرامي لنظام إسياس , والذي تسببت في تعطيل الحياة في كافة ميادينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ويشدد المؤتمر على مواصلة كشف وتعرية النظام الحاكم وفضح دوافعه اللا وطنية والتي باتت تهدد الوطن ونسيجه الاجتماعي بما يزيد ويعمق عزلته الإقليمية والدولية.
– يؤكد المؤتمر العام على مواصلة مسيرة النضال جنبا إلى جنب مع كافة قوى المقاومة , وعزمه على المضي في طريق استكمال مشروع الاستقلال التام ببناء الدولة الوطنية الحديثة دولة المؤسسات والنظام والقانون والمواطنة المتساوية ، ويؤكد المؤتمر العام على دعمه الكامل لكل ما يعزز الاصطفاف الوطني ويصون وحدته وسيادته .
– ويدعو المؤتمر قوى المعارضة بكافة أطيافها وفصائلها التسامي فوق خلافاتها والتخلص من بؤر التوترات والخصومات , والارتقاء إلى مستوى جسامة التحديات والمهام التي تفرضها المرحلة , و العمل على خلق ظروف أفضل لدعم نضال الشعب العادلة والمشروعة .
– يؤكد الحفاظ على مظلة المجلس الوطني كأوسع إطار جبهوي للقوى السياسية والمدنية المعارضة ، وإعطاء الأولوية لإعادة ترتيب وضع المجلس الوطني إلى وضع فاعل قوي ، ويدعو مكونات المجلس الوطني السياسية والمدنية لدعمه بكفاءاتها السياسية والتنظيمية وطاقاتها المادية والبشرية والمعنوية .
– يؤكد المؤتمر الإسلامي على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل تعزيز صمود شعبنا في الداخل وتقديم كافة مستلزمات هذا الصمود ، ووضع حد للتهجير والحفاظ على الأرض ، ويدعو الجيش للانحياز لصالح الشعب .
– يدين المؤتمر العام بشدة ما يتعرض له الشباب الإرتري جراء سياسات النظام التي أجبرته على اللجوء والتشرد , وجعلت منه سلعة ومادة في سوق الاتجار بالبشر ، وأصبحت مأساة إنسانية حقيقية وجريمة بحق الإنسان أعادت تاريخ العبودية بأشكال أقسى وأمر .
– ويحمل المؤتمر نظام إسياس القمعي كامل المسؤولية والنتائج المترتبة عن فشله الذريع في أداء مهامه الأساسية المتمثلة في توفير الأمن والسلامة لمواطنيه .
– داعيا كافة الأطراف ذات الصلة بالقضية إلى تحمل مسؤولياتها الأدبية والقانونية بإيقاف الظاهرة واجتثاثها من جذورها بملاحقة ومعاقبة مرتكبيها .
– ويعبر المؤتمر العام عن قلقه البالغ بسبب الأوضاع الصعبة والمعقدة التي يعيشها اللاجئون الارتريون , مهيبا بكافة الجهات المعنية والمهتمة بقضية اللجوء لتوفير الحقوق الأساسية للاجئين وفي مقدمها توفير ( الحماية والسلامة لهم ) ، ويحث قيادة التنظيم على إعطاء قضية اللاجئين وظاهرة الاتجار اهتماما خاصا .
– وعبر المؤتمر العام عن تعاطفه الشديد مع كافة السجناء الأحرار في سجون نظام إسياس , مقدما لهم تحية التقدير والاعتزاز , داعيا كافة الأطراف ذات الصلة بالموضوع للضغط على النظام القمعي للإفراج الفوري عنهم .
– أكد المؤتمر على إيمانه المطلق بصواب نهج الانتفاضة الشعبية في التخلص من الأنظمة المتسلطة والفاسدة , داعما حق الشعوب في التعبير عن طموحاتها المشروعة في الحرية والعدالة والحياة الكريمة .
– ويدين اعتداءات اليهود المتكررة على المسجد الأقصى ، مطالبا المسلمين في العالم مناصرة إخواننا الفلسطينين في الحفاظ على الأقصى .
– هذا واختار المؤتمر مجلس الشورى من (51) عضوا ، كما اختار المجلس رئيسا له الشيخ إبراهيم سعيد مالك ، واختار الشيخ عبد الله حامد رئيسا للتنظيم بالإجماع والتزكية .
وختاما يقدم المؤتمر شكره وتقديره العظيم لجماهير التنظيم في الداخل والخارج التي وقفت مساندة وداعمة ومتفاعلة مع برامجه ، والشكر موصول للحكومة الإثيوبية على سماحها بعقد المؤتمر في أراضيها وتعاونها في تسهيل مهمته ، كما يقدم الشكر للتنظيمات السياسية الإرترية التي شاركت في فعاليات افتتاح المؤتمر ، وقد أضفت مشاركتها تعزيزا للعلائق التنظيمية ، ويقدم شكره كل التنظيمات والأحزاب الإرترية وغير الإرترية التي بعثت ببرقيتها التضامنية وتهانيها بانعقاد المؤتمر.
ويتوجه المؤتمر بالشكر لكل الذين يساندون الشعب الارتري وقضاياه العادلة والمشروعة ، ويقدر عاليا وقفة كل الأصدقاء مع المؤتمر الإسلامي ماديا ومعنويا .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى …
المؤتمر العام الثاني
30/1/1436هـ ــ 23/11/2014م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32130
أحدث النعليقات