المؤتمر الرابع لحركة الإصلاح : نحو حضور أقوى
عبدالرحمن عثمان علي
أكثر من سبب يجعل المرء يتوق كثيراً لانعقاد المؤتمر العام الرابع لحركة الإصلاح الإسلامي الإرتري ، ويعقد على ذلك أملاً عريضاً باعتبار الحركة إحدى الفواعل الأساسية في الساحة الإرترية ، وإذا كانت المؤتمرات محطات مألوفة لجرد الحساب المنجز سلباً وإيجاباً لمواصلة المسير بخطاب احتوى – مضموناً – استيعاب المنجز بشقيه السالب والموجب تطلعا إلى صناعة المستقبل المنشود ، فإن الذي يخرج هذا المؤتمر من الإلف والعادة الراتبة إلى بؤرة الإهتمام العريض عدة أمور :
- حالة البؤس والشتات – بكل ما تحمله من دلالات وانعكاسات سالبة – التي أصابت الشعب الإرتري ، الأمر الذي وجب سريعاً تجاوز السلحفائية في التعاطي والأداء .
- تسارع الأحداث الإقليمية ( اتفاقات السلام في السودان : نيفاشا ، أبوجا ، أسمرا ، ) ؟
- إقبال السودان على المواجهة ( التدخل الدولي )
- مايمر به الصومال من ظهور فاعل جديد في ساحتها .
- استعداد التحالف الإرتري لعقد ملتقى الحوار الوطني الجامع والمؤتمر العام .
كل هذه الحيثيات وغيرها تجعل هذا المؤتمر خارجاً عن سياق العادة الراتبة ، ويرجى منه المساهمة الفاعلة في تحقيق واقع أفضل وبرنامج أشمل .
ومما يسيد هذا الرجاء ما قامت به اللجنة التحضيرية كابتدار جديد في عملها حيث عقدت عدة سمنارات قاعدية هدفت منه الحصول على أكبر قدر من المقترحات والآراء التي تدفع مسيرة العمل إلى الأمام ، وأردفت ذلك باستبيان حاولت فيه حصر كل القضايا التي تواجه العمل في جميع مناحيه داخلياً وخارجياً وما يعترضه من عوائق ومشكلات ، ثم صاغت الأوراق بناءاً على مخرجات تلك السمنارات والإستبانات ، الأمر الذي أحسب أنه ابتدار جديد ونمط مغاير للمألوف عساه – إن شاء الله – يساعد في دفع العمل الوطني نحو الأفضل فضلاً عن العمل الحركي .
وإذا أحجم المرء عن الخوض في تفصيلات محتوى الأوراق التي أعدت للمؤتمر لئلا يتخطى حدود الإختصاص إلا أنه يجب التأشير على أمرين يساعدان في تحقيق بعض الرجاء المأمول من المؤتمر .
الأول : محطة المؤتمر وتأتي هذه المحطة في سياق تسارع الأحداث الإقليمية كما سبقت الإشارة وذلك يلقي على عاتق المؤتمرين وقفة راشدة ورؤية متبصرة ومعالجة جسورة للسير والمسار ، وكما هو معلوم إن المؤتمرات محطة من محطات إعمال قانون التناصح والتشاور والمأمورية شرعاً للنفس على المستوى الفردي مروراً بالأسرة وانتهاءاً بالحكم والسياسة والتدبير ، والعودة للنفس على المستوى الذاتي والجماعي بإعمال النقد الناصح والتقويم الشامل للمسيرة والمسار ، هو من سبل النجاح تجاوزاً لدمن الفشل ومتاريس المعوقات إلى ساحات الفوز والريادة ، ومعلوم شرعاً وواقعاً إن التغيير مرهون بالنفس ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) . ومعنى ذلك إن خيار التغيير والإصلاح مرهون بالإراة الذاتية للبشر وهذا نوع من أنواع التكريم الإلهي للإنسان ويلقي عليه في الوقت نفسه تبعات ومسئولية التغيير .
فالوقفة الجادة على المسيرة نقداً ناصحاً ومسئولاً وفحص المنجز لترسيخ خطاب يتمسك بالأصالة ويوظف المعاصرة هو من مطلوبات مخرجات هذا المؤتمر تقوية ليقين الحادبين وطرحاً لشكوك الحائرين .
والأمر الثاني الذي يلفت الإنتباه هو أن الحركة أشرفت على العقد الثاني من عمرها السياسي واكتسبت – بلا شك – رصيداً سياسياً وعسكرياً وإجتماعياً لتأتي محطة المؤتمر العام الرابع وهي ترنو – ومن خلفها الآمال – إلى رؤية هذا الرصيد وتوظيفه في خطابها وكيفية إدارتها لبرنامجها وعلاقاتها مع الآخرين ورؤيتها لساحتها ومساهماتها الجديدة حتى تتسم في طورها بعد المؤتمر بالحضور الأقوى والإقتدار السياسي .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6654
أحدث النعليقات