المؤتمر العام للتحالف الديمقراطي الاريتري لماذا ؟
إعلام التحالف الديمقراطي |
12/07/2006م |
تقرر انعقاد المؤتمر العام للتحالف الديمقراطي الاريتري في الاجتماع السنوي للقيادة المركزية للتحالف الذي انعقد في ابريل 2006م ، وذلك في اطار الجهود المتواصلة للارتقاء بدور المعارضة الاريترية في مواجهة النظام الدكتاتوري في اسمرا من خلال تحقيق توافق اكثر عمقا بين فصائل المعارضة المنضوية في هذا التحالف. وقد يتساءل البعض اذا كانت هذه الفصائل لم تحقق التوافق الاستراتيجي المطلوب فيما بينها حتى الان بالرغم من انتظام الاجتماعات الدورية للتحالف منذ ما يزيد على ستة اعوام، فهل هناك ثمة أمل الى نحقيق هذه الغاية ؟ لاشك ان هذا التساءل مشروع سيما وان التطورات السياسية في الساحة الاريترية تسير بوتائر متسارعة نحو المجهول في ظل مناخ الاحتقان الشديد الذي افرزته ممارسات الطغمة الدكتاتورية على الاصعدة الاقتصادية والامنية والسياسية. وفي اجابتنا على هذا التساءل المشروع، نقول ان فكرة اقامة عمل جبهوي عريض لمواجهة الدكتاتورية تبلورت في اوساط فصائل المعارضة الاريترية واخذت تتمدد بشكل متدرج مقابل انحسار ذهنية الاقصاء وانكار الاخر التي ظلت سائدة في ساحتنا منذ اربعينيات القرن الماضي، هذه الذهنية التي اسفرت بتفاعلاتها على مدى ستين عاما تقريبا عن تدشين انتصار الشعب الاريتري على الاحتلال الاثيوبي بنظام حكم جائر احال البلاد الى جحيم لايطاق. صحيح ان ما تحقق من توافق لايرقى ليس الى مستوى الطموح فحسب بل لايرقى الى مستوى تحديات المرحلة ايضا لان التوافق على ادانة الدكتاتورية وحده لا يشكل برنامجا لبناء وطن وتحقيق وحدة شعب متنوع الثقافات والاعراق. ويكفينا دليلا على ان انجاز برنامج البند الواحد (الاستقلال الوطني) لم يحقق طموحات الشعب الاريتري بل ابتسر في تحقيق تطلعات شخصية للطغمة الحاكمة في اسمرا وضاعف من معانات شعبنا وعمق تناقضاته ووسع الهوة وازمة الثقة بين مكوناته، وبالتالي لايمكن ان يكون برنامج بند احادي اخر ( اسقاط الدكتاتورية) الا استمرارا لدوامة انتاج الازمات بادامة التناقضات بين هذه المكونات. الا ان هذا الذي تحقق على تواضعه يعد تقدما بالمقارنة مع واقع التشرذم وتزيينه الذي كان سائدا، وينبغي ان نتخذه قاعدة انطلاق نحو الامام بدلا من الدعوة الى التراجع والارتداد الى مربع الاقصاء والقفز من فوق الحقائق.
لقد أن ان الاوان كي تطرح بشفافية قضايا جوهرية تتصل بوحدة شعبنا الاريتري وفي اطار استحقاقات مختلف فئاته الثقافية والدينية في الثروة والمشاركة السياسية كي نبني وطنا تسود فيه العدالة والديمقراطية بشكل حقيقي. واذا كانت بعض فقرات ميثاق التحالف الديمقراطي الاريتري اثارت جدلا واسعا وساخنا في الساحة الاريترية فهذه سمة ايجابية تنبؤ بتطور الفكر السياسي الاريتري باتجاه بحث كيفية حكم اريتريا بدلا من التمترس في خندق من يحكم اريتريا ويستأثر بالمكاسب. ولاشك ان المؤتمر العام للتحالف الديمقراطي الاريتري سيكون ساحة ومنبر لطرح هذه القضايا حتى ينبثق من خلال طرحها ومناقشتها بكل الشفافية والوضوح وباستصحاب تجارب مسيرة الحركة الوطنية بايجابياتها وسلبياتها برنامج عمل وطني شامل ومعبر عن تطلعات كل مكونات الشعب الاريتري.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6964
أحدث النعليقات