المؤتمر الوطنى للتغير الديمقراطى الى أين؟
بقلم/ ابورامى
بيرث / استراليا
ها هى حماهير الشعب الاريترى فى كل أصقاع الدنيا، قد أكملت استعداداتها، وانتخبت ممثليها الى المؤتمر الوطنى للتغير الديمقراطى، وكان هذا الاستعداد نتاج جهد استمر عامآ كاملآ منذ انفضاض ملتقى الحوار الوطنى.
ان المؤتمر الوطنى للتغير الديمقراطى الذى سيجمع كل اطياف اللون الاريترى تحت مظلته ، القوى السياسية تنظيمات واحزاب ، المجتمع المدنى، الشباب، المرأة،اللآجئين، الرعيل، الأكادميين، رجال الدين الخ هو حدث كبير انتظره شعبنا بكثير من الصبر والتحمل، بعد ان أعيته الانشطارات فى قواه السياسية والشتات فى قواه الاجتماعية، انه حدث كبير بكل ماتعنى الكلمة لأنه منعطف اساسى نحو الخلاص والانعتاق، نحو الوحدة والوئام، نحو العدالة والمساواة، نحو الحق لأصحاب الحق، نحو وطن للجميع دون إقصاء او تفاضل، نحو دولة يظللها القانون الذى لا يعلو عليه شىء، نحو اريتريا للجميع وبالحب تسع الجميع، نحو كفالة كل الحريات، نحو طمئنينة المواطن فى كل حرياته فى عقيدته وأرضه وعرضه وأمنه فى معيشته وتعليمه وعلاجه.
بما ان المؤتمر الوطنى للتغير الديمقراطى تنتظره كل تلك المهام وملحقاتها، لذا يتطلب منه ان يكون على قدر كبير من الاستعداد النفسى والذهنى من كل أعضاءه، وان أهم الشروط هى تغليب المصلحة الوطنية العليا والتجرد التام والتفانى والإخلاص والتحدى لإنجاز المهام الملحة والماثلة امامكم.
ان جماهير الشعب الاريترى تنتظر بفارغ الصبر ان يتمخض من المؤتمر ما يطمئن روعاتها ومخرجات تبعث الأمل نحو إنعتاقها.
عليه هل سيكون فى مقدور أعضاء المؤتمر تجاوز كل الجراحات وتحقيق هذا الأمل و من ثم الانطلاق الجماعى وبثبات نحو تحقيقه فى ارض الواقع؟
ان الضمانة الاساسية لنجاح المؤتمر تتطلب ان يرتكز على المرتكزات التالية بكل قوة وصدق :-
1- الشفافية والوضوح الأمين عند تناول ثوابتنا الوطنية والتصدى الرافض لكل اشكال المداهنة والتفريط فى الحقوق، وان يتم تناول جملة القضاية الوطنية وتنفيذها وتسميتها بمسمياتها الحقيقة وصولآ الى توافق يرضى الجميع دون تهميش.
2- تنقية النفوس وازالة كل المفاهيم المغلوطة وحالات التشرذم والتمترس من أجل مكاسب ضيقة ويجب اسقاط مفهوم الربح والخسارة الاطارى، والعمل على تسخير كل الامكانات والقدرات من أجل انجاح المؤتمر ولا غيره.
3- بما ان المؤتمر يجمع كل الشعب الاريترى بمختلف مشاربه ممثلآ فى وفوده، لذا يتطلب من المؤتمر ان يكون همه الاول كيفية خلق نسيج وطنى متماسك من خلال الاتفاق الجازم والملزم للجميع و بالتأكيد الصادق للإنصهار التام فى الوعاء الوطنى الجامع الذى تحكمه المعاير والضوابط الدقيقة التى من خلالها سيتم تسير الأليات والمؤسسات والهياكل التى سيوكل اليها مهام المرحلة القادمة وهى مرحلة ما بعد المؤتمر، والتى يأتى فى مقدمتها اسقاط النظام الدكتاتورى الطائفى المتسلط وتطهير الواقع الوطنى من الشوائب الضارة التى علقت به، وعرقلة انطلاقته الموحدة نحو بناء مجتمع معافى ووطن تخيم على ربوعه الطمئنينة والتقدم والرخاء.
4- حتى يكون النسيج الوطنى قوى ومتين و لا يمكن اختراقه ومحاولة تمزيقه. لابد ان يوضع تعريف واضح ودقيق وملزم لمفهوم الشراكة الوطنية يتقيد بها الشركاء فى الوطن كلآ يعلم ما له وما عليه دون التجنى على حقوق الشريك، فان التجنى على حقوق الشريك المسلم تسير على قدم وساق وباصرار عنيد، وان الجرح الغائر منذ اربعينيات القرن الماضى لازال ينزف ويزداد تقرحآ فى كل مرحلة لآصرار الشريك الكبساوى الحاق الاذى بشريكه المسلم رغم التسامح الذى يبديه المسلم حفاظآ على وحدة الوطن، وان رصد وقائع هذا الامر المهدد للوحدة الوطنية يطول شرحه و لا تتسع له هذه العجالة. ان هذا المؤتمر يكاد ان يكون المكان المناسب جدآ لوضع حد لهذا الامر الذى يتطلب معالجة سريعة، لأن المؤتمر يجمع كل تركيبة المجتمع الاريترى ولأن مهام المؤتمر ليست فقط اسقاط وكنس النظام الكتاتورى الطائفى بل ايضآ تصحيح وتغير كل المفاهيم والممارسات الخاطئة بكل مصداقية.
5- ينتاب شعبنا قلق شديد من ما يسمعه،بان هناك صراع خفى بين القوى السياسية تنظيمات، واحزاب ويطلق عليها القوى التقليدية، وبين القادمين الجدد المغمورين ويطلق عليهم المجتمع المدنى !!!!. وبطبيعة الحال ان ينتاب شعبنا القلق الشديد وذلك حتى لا يتعرض النسيج الوطنى المعارضى المهترء أصلآ الى التمزق، بحيث لا يمكن رتقه لا حقآ. ان التغير الديمقراطى الذى ننشده هو الاصلاح والتغير نحو الافضل والاحسن والاقوى بعيدآ عن مفهوم الاقصاء وتقليل دور وعطاء الاخرين.
صحيح ان الترهل اصاب التنظيمات والاحزاب السياسية بحيث أصبح ايقاع عملها يصاب بحالة من الجمود لا يتناسب وسرعة العملية الانقاذية المطلوبة ، وبالتالى ان جسد التنظيمات السياسية والاحزاب اصبح يحتاج الى ضخ قوى من الدماء الجديدة التى تعيد الى اوصاله الحيوية وقوة الانطلاقة نحو تحقيق الاهداف المنتظرة وباقرب فرصة. دون المساس بالعطاء النضالى المتواصل منذ الكفاح الوطنى ان العمل النضالى الناجح يستلزم التجديد والتغير الديمقراطى.
اما القادمون الجدد المجتمع المدنى فان التغير الديمقراطى والعملية الاصلاحية لا يمكن ان تتم الا فى اطار الواقع القائم وصولآ الى تقوية مواطن الضعف فيه وليس بتنكر الأصل ورفضه وتنصيب الذات البديل الكامل له. عليه المطلوب فى هذه المرحلة الانتقالية هو الحفاظ على النسيج الوطنى المعارضى قويآ متماسكآ، الجميع يعمل ويبدع فى إيقاع وتناغم منضبط، غاية الجميع التغير الديمقراطى الحقيقى،واسقاط النظام وخلاص الوطن والمواطن، وهذه مهمة اساسية يقوم عليها نجاح المؤتمر.
نداء الى كل اعضاء المؤتمر الوطنى القادمين من كل اصقاع الدنيا والمحملين بأمال وتطلعات الشعب الاريترى التواق الى الخلاص. ان المهمة المسندة اليكم لتمثيل الشعب فى المؤتمر، انها مسؤلية كبيرة جدآ وانها امانة فى اعناقكم..انه تكليف لزامآعليكم اداءه بكل صدق وتفانى لا تسامح فى حق الوطن والمواطن، وان انجاز المهمة كما يبتغه الشعب وينتظره من اقصاه الى ادناه، سواء من فى الداخل او الخارج هى المهمة الاساسية التى من أجل تحقيقها تتواجدون فى ارضية المؤتمر.
ضعوا امامكم وانتم فى قاعة المؤتمر او فى كواليسه واقع شعبنا ومعاناته فى الداخل ، ظروف اللاجئين وحرمانهم ، المعتقلين فى سجون الطاغية ، المهجرين التائهين فى وطنهم ، المهاجرين المحرومين من تراب الوطن. من أجل ذلك يجب ان يكون جهدكم وعطائكم لتحديد المنهاج العملى وخارطة الطريق التى تعجل بالخلاص للوطن والمواطن.
ان اعناق شعبنا مشرئبة تجاه مؤتمركم وان لسان حالنا يلهج بالدعاء من أجل التوفيق والنجاح والسداد.
نتمنى لكم كل النجاح فى مهامكم الوطنية و ننتظر عودتكم ظافرين إنشاء اللهوالله والـى التوفيـق
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39658
أحدث النعليقات