المجلس الوطنى والجرد السنوى
لقد انقضى عام على انفضاض مؤتمر التغير الديمقراطى للمعارضة الوطنية الاريترية ، ونقلت مخرجات المؤتمر الى كافة الجماهير المتطلعة الى التغير الديمقراطى ، بعد ان تم اختيار آلية قيادية ممثلة فى المجلس الوطنى . وكما يعلم الجميع ان النجاح الكبير الذى تحقق كانت مرجعيته جماهير الشعب الاريترى المنتشرة فى أصقاع الدنيا والحادبة الى وحدة الرؤية والأداء ، والتى وظفت كل طاقاتها ، وعكفت تعد للمؤتمر الاعداد الكامل بحيث يخرج المؤتمر وقد وحد الغايات وقرب المسافات ، ورتق النسيج الوطنى ورسم خارطة الطريق العملى وفق المنهج النضالى المتفق عليه وصولآ الى اسقاط النظام الجائر وارساء التغير الديمقراطى .
ماذا بعد ذلك الجاح ؟؟
الأن وقد انقضى عام كامل على انفضاض المؤتمر ، ماذا تحقق خلال هذا العام وكيف تم ترجمة المخرجات والموجهات الى الواقع العملى المعاش .؟
بما ان ترجمة المخرجات تقوم به كافة مكونات النضال الوطنى المؤمنة بالتغير الديمقراطى والتى تتمثل فى :-
1- الجماهير الاريترية المؤمنة بالتغير الديمقراطى .
2- القوى السياسية الاريترية من تنظيمات ، واحزاب ….الخ
3- القيادة المكلفة من المؤتمر (المجلس الوطنى )
كلنا يعلم ان المؤتمر وفى خواتيم اعماله أكد بان انجاح مسيرة التغير الديمقراطى تعتمد اعتمادآ كليآ فى مرحلة الانطلاقة الى الذات الوطنى وبالذات على الجماهير الاريترية وكذلك دعم المكونات السياسية الاريترية ، وذلك حتى يتمكن المجلس الوطنى ان يخطو خطواته العمليةالاولى فى اتجاه تطبيق ماتمخض من المؤتمر ومن ثم يوجد ذاته من خلال كسب التأيد الخارجى الداعم . وهذا الاعتماد على الذات الوطنى انما يقوم على الالتزام الصارم والتقيدالأكيد بمقررات المؤتمر وبلورة تلك القرارات وابرازها سواء من خلال التعبئة الفكرية او الدعم المادى ، والتصدى لكل المخاطر الهادفة الى اجهاض مخرجات المؤتمر وافراغها من مضامينها وبالذات محاولات التشكيك ، والاثباط التى كانت تروج قبل المؤتمر وأثناءه وبعد انفضاضه .
عليه فقد اقر المؤتمر فى اجماعه الوطنى ، بان الاعتماد هو على الذات الوطنى الممثل فى :-
1- الجماهر المؤمنة بالتغير الديمقراطى
2- المكونات السياسية من تنظيمات واحزاب …الخ
3- القيادة المكلفة من المؤتمر .
كيف قامت هذه الجهات الثلاثة فى اداء المهام المناطة اليها :-
اولآ : الجماهير الاريترية : فى حقيقة الآمر ان الدور الرئيسى لآنجاح مهام التغير كان مناط الى الجماهير ، لأن الجماهير هى صاحبة الحق الأساسى فى التغير ، وهى من خلال حركتها المنظمة تمثل قوة التغير الفاعلة كما كان دورها الكبير فى انجاح المؤتمر وفق الاعداد الكامل له .
اذا كان هذا هو الدور الكبير الذى كان منتظر ان تلعبه الجماهير بعد المؤتمر فكيف تعاملت الجماهير مع هذا الدور ؟
الشىء المؤسف ان الدور الجماهيرى فى بلورة وتطبيق مقررات المؤتمر ، لم يرقى ومتطلبات انطلاقة العمل ، كان المنتظر منها ان تنطلق مباشرة بعد استلام مقررات المؤتمر الى عقد ورش العمل ، وسيمنارات جماهيرية ، لبلورة ورسم سبل العمل الممنهج الذى يؤكد جدية وعزم واصرار الجماهير للمضى قدمآ فى تحقيق مخرجات المؤتمر واختصار مشوار سقوط نظام ( هقدف )،وتحقيق التغير الديمقراطى العاجل .
ولكن ركنت الجماهير الى الخمول ،واصبح شغلها الشاغل الانتظار لما ستقدمه تنفيذية المجلس الوطنى (وكأن تنفيذية المجلس تمتلك عصى سحرية تنجز من خلالها التغير المنتظر ) …. وهكذا انتشرت التأويلات ، الأمر الذى خلق حالة من التشكيك حول مقدرة المجلس الوطنى تحقيق المهام المكلف للقيام بها ، رغم المعرفة التامة بأن الاسهام الجماهيرى هوالفعالية فى تحريك العمل . وكثيرة هى الاقلام التى انبرت ومنذ الشهور الاولى بعد المؤتمر ، اعتبار المجلس الوطنى ، مجلس فاشل . وان التنفيذية المكلفة عقيمة الاداء ….الى ذلك من الاثباط وقتل الحماس فى الأداء
وكنتاج لهذا الاحجام الجماهيرى ، ادى الى بطء دوران عجلة التغير الديمقراطى ، خلال العام المنصرم . ان معلومة مهمة لا بد من استيعابها ، وهى ان اى قيادة لا يمكن ان تحقق اى نجاحات فى مهامها فى ظل غياب الدور الجماهيرى ، لأن الجماهير الواعية لمهامها هى التى تمدالقيادة بقوة الدفع ، وصلابة ارضية الانطلاقة ، ومرجعية تصويب الأداء القيادى ، ومساحة حماية الانجازات ، فضلآ من ان الجماهير هى المرآت الحقيقية التى تعكس اداء القيادة ، وبفضل مواكبة ومساهمة الجماهير ، يمكن معالجة السلبيات ،وتأمين الانجازات .
الأن اصبح من الضرورة الملحة ان تستيقظ الجماهير وتستوعب دورها وتعجل ترتيب حالها، وتستنفر قدراتها، وتتنادى فى حراك جماهيرى عاجل لترجمة وتطوير مخرجات المؤتمر ، مدركة لأهمية دورها فى سرعة انجاز التغير الديمقراطى المنتظر .
مطلوب اليوم من الجماهير ان تشمر السواعد ،وتشحذ الهمم، وتلتزم باخلاص وصدق فى تنفيذ مهمة التغير ، ولا تفسح المجال للتشكيك والتأويل . ولتحقيق ذلك ليبدء كل منا بنفسه ان كان قد ادى الواجب الذى يتحتم عليه اداءه ، بكل تجرد وأمانة واخلاص ، ووفاء للمبادىء التى اقرها المؤتمر .
نحن كجماهير متأخرين كثيرآ للتناغم ووتيرة سرعة التفاعل من أجل التغير الديمقراطى .
ثانيآ :- المكونات السياسية :- كيف تعاملت المكونات السياسية المعارضية مع مخرجات مؤتمر التغير الديمقراطى ؟
لا شك ان القوى السياسية المعارضة هى التى رعت وبلورت فكرة ملتقى الحوار الديمقراطى لمكونات العمل المعارضى ، وعملت جاهدة لجمع كل المكونات سواء داخل التحالف او خارج التحالف ، بالأضافة الى منظمات المجتمع المدنى . من أجل جمع الشمل وتوحيد الرؤية والأداء . وهكذا نجح ملتقى الحوار الديمقراطى ، الذى اقر ضرورة التعجيل لعقد مؤتمر التغير الديمقراطى الجامع ، خلال عام وكون له آلية منفذة هى مفوضية مؤتمر التغير الديمقراطى . وتعهدت كل المكونات السياسية للألتزام بعقد المؤتمر وتسهيل كل سبل عقده وانجاحه .
لقد كانت الغاية الأساسية من عقد المؤتمر الجامع هو جمع كل مكونات العمل السياسى التى تعج بها الساحة الوطنية ( 11تنظيم و حزب داخل التحالف الديمقراطى ) ( أكثر من20 تنظيم وحزب وجمعيات ….خارج التحالف ) . من أجل لملمة هذه الجزر المبعثرة ضمن هيكل حاضن واحد ، بحيث يعمل وفق خطاب سياسى واحد ،وحراك دبلوماسى واحد ، وانطلاقة اعلامية واحدة ،وادارة عسكرية واحدة ، وتنظيم حماهيرى واسع ومؤطر .
صحيح ان الاعداد للمؤتمر صاحبته بعض التعرجات الا ان الاصرار العام لعقده ونجاحه كان الأقوى ، وأقر المؤتمر ما كانت تتطلع اليه الجماهير والقوى السياسية
# كيف تعاملت مكونات العمل السياسى مع مخرجات المؤتمر ؟؟ رغم ان المخرجات استندت ،واستنبطت من الوثائق والدراسات والمشاركات التى قدمت للمؤتم من كل الجماهير والقوى السياسية ، والكفاءات الوطنية والمختصين ،كذلك استخلاص من التجارب الوطنية المختلفة . فقد حازت برضى الجميع وتحفزت لترجمتها الى الواقع العملى ،ضمن الهيكل الجامع الذى اقره المؤتمر ليكون بمثابة المظلة العليا هوالمجلس الوطنى للتغير الديمقراطى والتوجه الى ميدان العمل وفق خارطة الطريق المقرة من المؤتمر ، وتعهد الجميع لأن يسخر كل طاقاته وقدراته لتنفيذها .
الا انه وبمجرد انفضاض المؤتمر ، وشرعت القيادة المكلفة من المؤتمر فى بدء ترتيبات العمل تواجه بكثير من العقبات اهمها :-
1- وضعت التنظيمات والاحزاب الاولوية لمكوناتها بما فيها التحالف الديمقراطى ،ومن ثم يأتى المجلس الوطنى فى المرتبة الثانية .
2- برزت تفسيرات جديدة عن ماهية المجلس الوطنى : هل هو تنظيم ؟ هل هو حزب ؟ هل هو مجلس تشريعى ام تنفيذى ؟ …….الخ
3- احجام المكونات السياسية من توجيه قواعدها بالألتزام المادى (الاشتراكات )للمجلس الوطنى رغم علمها التام ان اعتماد المجلس الوطنى هوعلى الدعم الجماهيرى . حيث ان القواعد اصبحت تتعلل لعدم السداد للاشتراكات بأنها ملتزمة فى تنظيماتها ولا تستطيع ان تساهم فى جهتين . وهذا ادى الى الشح المادى الذى يعتمد عليه المجلس ، فكان له تأثيره السلبى فى حركة نشاط المجلس .
4- التراخى الشديد من التكوينات السياسية فى جدية حماية مخرجات المؤتمر .
من هنا يتضح ان دور المكونات السياسية لم يرقى الى المرتبة التى كان يتحتم ان يؤديها بما له من آليات ، وتجارب ، وعلاقات خلال العام المنصرم من عمر المجلس . وهذا اصبح يبعث الشعور بان القوى السياسية غير راضية للتفاعل مع المجلس الوطنى.
عليه اصبح لزامآ على المكونات السياسية ان تعيد النظر فى طريقة تعاملها مع المجلس الوطنى،وكما تمليه وتفرضه مخرجات المؤتمر . وصولآ الى المؤتمر الثانى للمجلس الوطنى ، ليتمكن المؤتمر من الوقوف على ارضية معارضية صلبة وقوية و موحدة .
ثالثآ : القيادة المكلفة من المؤتمر (المجلس الوطنى
جميعنا يعلم ان الاتيان بقيادة من المؤتمر قد خضع لنفس طريقة التمثيل الى المؤتمر نظام (الكوتا )
وبالتالى كل جهة قدمت لعضوية المجلس من يمثلها فى المجلس حسب الكوتة الممنوحة لها .
127عضو مجلس وطنى تم اعتبارهم ممثلين لجهات انتماءهم . عليه فهم من مختلف المشارب السياسية الوطنية . لذلك وفى البدايات الاولى لعمل المجلس واجه صعوبة فى ان يكون قراءة وفهم واحدة لتسير دفة العمل وفق المنهج المرسوم وفى فترة زمنية محددة ، لأن جل هؤلاء لم يسبق لهم ان عملوا ضمن هيكل واحد وبالتالى يحسنون معآ فهم وقراءة المطلوب ، ليضعوا برنامج واضح وسلس.
# كيف تعاملت القيادة مع مخرجات المؤتمر ؟؟
1- اذا قالت القيادة : لقد تسلمت كم كبير من وثائق المؤتمر احتاج منها زمن واسع لترتيبه ووضع البرامج العملية منه والذى على ضوءه سيتم تكليف الألية المنفذة (التنفيذية ) . ……… فأنها محقة فى ذلك .
2- اذا قالت القيادة :- ان العمل وتطبيق البرامج المعدة يتطلب الى أموال ، وان الا عتماد كان على الجماهير ، وان الالتزام من الجماهير كان شحيحآ …فانها محقة !!
3- اذا قالت القيادة :- انها شرعت فى تنظيم القواعد من خلال عقد اجتماعات للجماهير فى شتى أقاليم تواجدهم فى العالم وانتخاب قيادات محلية لادارة العمل الجماهيرى . ……..فانها محقة .
4- لقد عجز القيادة التنفيذية فى الدفاع عن رموزنا الوطنية وعدم التصدى القوى الحاسم ( لقرنليوس ) ومن يسانده فى التحرش برمزنا الوطنى البطل القائد الملهم حامد عواتى، مما يوحى ضعفها الشديد لعدم تماسك أعضاءها واختلاف رؤاهم فى اتخاذ المواقف والقرارات الرادعة فى مواجهة اى تعدى على ثوابتنا الوطنية ورموزنا ، الامر الذى يفتح شهية المتربصين لمزيد من الانقضاض على حقوقنا .
5- عدم الانضباط اللائحى الذى ظهر من بعض اعضاء القيادة فى تسريب محضر الاجتماعات الى مواقع الانترنيت امر يعتبر غير انضباطى يتوجب التعامل معه بالحزم ،وهذا السلوك يوحى الى تفاوت الفهم فى كيفية التعامل مع اسلوب العمل القيادى وضوابطه .
# هذه هى قرأتى لمجريات سير العمل خلال العام المنصرم من عمر المجلس الوطنى .
المطلوب :-
# 1- حتى نضمن نجاح مسيرة التغير الديمقراطى وبالشكل الذى رسمه المؤتمر ويرتضيه ويتطلع اليه شعبنا المكلوم ضرورة ان تعيد الجهات المعنية ( الجماهير + المكونات السياسية + القيادة المكلفة ) كيفية العمل الملتزم المناط اليها مستفيدين من تجربتنا خلال العام المنصرم من المسيرة بعد المؤتمر .
2- كل تقيماتنا للعمل يجب ان تخضع للتأنى والاسلوب العلمى بعيدآ عن العواطف والتعجل حفاظآ على أمانة التقيم واكتمال المعلومة الصادقة
3-يرجى من كافة مواقع الانترنيت توخى الحذر فى كل ماينشر فليس كل مايكتب أمين ويرجى منه الخير البناء . فللموقع كامل الحق فى عدم التعامل مع اى مادة تثير الفتن والشكوك وتؤدى الى تمزيق النسيج الوطنى . وان المواقع الالكترونية هى بحق خطوط الدفاعات الاولى .
4-نتمنى لاجتماعات المجلس الوطنى الاسبوع القادم ان يكلل بالنجاح الكبيرمصححآ قصور العام الفائت ومؤمنآ الانجازات التى تحققت .
واللــــــــــــــــــــــــه ولـــــــــــــى التوفيـق
محمود ( ابو رامى )
استراليا/بيرث
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=27293
أحدث النعليقات