المجلس الوطني حلم قُتل في مهده (3-3)

محمود طاهر / زيوريخ
01/12/2015م
اعتذر للقراء عن تأخير الجزء الثالث والأخير من المقال لأسباب خارجة عن إرادتي
.
رابطة أبناء المنخفضات
عبر الكثير من المحللين والمتابعين للشأن الإرتري، ان رابطة  أبناء المنخفضات رغم الاهداف والمهام المتعددة المعلنة والتي أنشأت من اجلها ، هناك اهداف غير معلنة من ضمنها، ان العمل كان جارياً على ان يتولى رئاسة المجلس احد من القيادات المعروفة ، والتي تنتمي لمنطقة جغرافية معينة، وهذا حق مشروع لا يمكن الخلاف حوله ، اذا سلكوا الطريق الصحيح في سبيله.
 لكن ما يعاب على الرابطة انها دشنت إعلانها بكتابات عنصرية مستفزة، تخاطب الغرائز دون العقل ووظفت هذا الخطاب المتطرف في شن حملة شعواء على مناطق جغرافية محددة، من خلال مقالات لبعض اعضائها تجاوزت في بعضها الاعراف والتقاليد المألوفة، مما حدى تدخل بعض العقلاء، لتحفيف حدة الخطاب الشعوبي لأصحاب الكتابات هؤلاء.
 ولو عملت هذه الرابطة بهدوء ودون اطلاق حملات إعلامية مقيتة ، أو تبني مشاريع بعيدة المنال وصعبة التحقق على ارض الواقع، لعوامل كثيرة خارج مقدورهم لكانت نتائجها افضل، وكانت ستعطيهم مساحة أكبر من التحرك بحرية، دون إثارة شكوك من الاخرين، لكن حدث العكس، حيث تم استفزاز اطراف متحفزة في الأساس لتتلقف هذه الهدية والاستفادة منها في حملة التعبئة والاستنفار على الجانب المقابل، وقد استفاد السيد / ودي اصفها بالذات من تلك الحملة، في التحشيد والتعبئة من خلال تخويف الناس من الرابطة في لقاَءاته التي سبقت عقد مؤتمره التنظيمي، لذا فلا غرابة ان يكون تنظيمه من ضمن تلك التنظيمات التي افتعلت الأزمة الجديدة بالمجلس .
ازمة المجلس الثانية
حدثت الازمة الثانية لتعيد المماحكات التنظيمية من جديد الى الواجهة والسبب يعود الى اعتقاد الطرف  الرافض بان الطرف الاَخر استثئر بكل الصلاحيات في سبيل تحقيق ضمان فرص نجاحه بأغلبية، يستطيع من خلالها قيادة دفة المعارضة، وللحقيقة بعض المؤشرات تدل على ذلك لان بعض الأطراف التي تم تجاوزها في الاختيار في مؤتمر اواسا عملت بكل جهد بان لا تخرج من المولد الجديد بلا حمص هذه المرة، طرف المعادلة الرافض  كان على علم بما كان يجري لكنه اختار التوقيت المناسب  في نسف  وإفشال هذا العمل .
صراع إرادات
للتوضيح الصراع حاصل بين طرفين يتصدران المشهد السياسي بطريقة واخرى، جعلوا من المجلس المتهالك حلبة صراع لتصفية حساباتهم ، وهي تنظيمات معروفة يريد كل طرف منها أن يجعله صراع طائفي، والذي هو في حقيقته  صراع مناطقي بين هاتين المجموعتين، وترى كل مجموعة في نفسها انها الممثلة الوحيدة  لتك المنطقة التي تنحدر منها رغما عن انف بقية أبناء تلك المناطق الذين يعلمون بكثرة في التنظيمات المختلفة.
 هناك تنظيمات فاعلة ومؤثرة وقفت في الحياد من هذه الأزمة، بعد أن أبدت مواقف واضحة في الأزمة السابقة ، ضد الخرق الذي حدث والذي ايده احد طرفي الصراع الحالي للأسف تصريحاً وتلميحاَ، و جاء تفاعل هذه التنظيمات فاتراً مع الازمة الجديدة، لذا لا يجب ان نستغرب عندما نجد انفسنا أمام هذا الطرف الذي استفرد بخصمه، ويقوم الأن بفرض أجنداته واقتراحاته، و يريد من رئيس المكتب التنفيذي وبعض أعضائه أن يفرض وصايته على اللجنة التحضيرية، والتي تعتبر اعلى سلطة حتى المؤتمر، لكن لا حياة لمن تنادي فالمنطق مفقود، ولا حلول يمكن ان تطرح في حل مشاكل ناتجة بسبب فقدان الثقة .
نقطة أخيرة
الجهات المتنفذة في أثيوبيا حددت خياراتها، وفرزت من بين المعارضة من يتماشى مع خطها السياسي، وظهرت بوادر ذلك في بداية العام الحالي، عندما قامت هذه التنظيمات بعقد اجتماع تداعت إليه دون الأخرين، وهي نفسها صاحبة البيان (بعد انسحاب تنظيم لدواعي غير معلومة والتعويض باستقطاب أخر) والذي أوقف استعدادات المؤتمر الأول للمجلس الوطني، وهذه التنظيمات التي وقع عليها الاختيار تعمل بالتنسيق مع الجانب الإثيوبي في المرحلة الحالية بفرض شروطها، للهيمنة على المجلس الوطني في الفترة القادمة، في حال فشلت تلك المساعي وصُرِف النظر عن المجلس ستقوم هذه التنظيمات بإنشاء كيان موازي للتحالف الديمقراطي، سيسحب منه البساط تدريجياً، وستفرض هذه القوى الجديدة نفسها وستصبح التنظيمات الأخرى أمام خيارين، إما القبول بهذا الكيان الجديد والعمل معه وفق الأجندة الأثيوبية، أو البقاء خارجه وبالتالي تحجيم دورها في أثيوبيا، وهذه ليست تخمينات أو تحليل بل هي حقائق بعضها ظاهر والأخر تسرب، وعلى الجميع أن يتحسسوا خطواتهم قبل فوات الأوان .
.
.

المجلس الوطني حلم قُتل في مهده (2-3)

encdc 2011رغبة اثيوبيا في تمكين قيادات من خارج التنظيمات

خططت الدولة المستضيفة والراعية للتجمع الجديد، ان تكون القيادة لهذا الكيان الجديد مجموعة من الاكاديميين والمثقفين الإرتريين من خارج تنظيمات المعارضة ، وذلك لسهولة استقطابهم في تبنى اجندة خفية بقصد تمريرها ضمن أعمال المؤتمر.

المجلس الوطني حلم قُتل في مهده (1-3)

encdc 2011المجلس الوطني مثل بارقة امل للعمل المعارض الإرتري، فقد علق عليه الكثير امالهم، بان يكون هذا الكيان الجديد معبراَ عن تطلعاتهم في التغيير المنشود، وتوافد على هذا التجمع من كل أطياف وفئات الشعب الإرتري، من جميع أنحاء العالم،

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35998

نشرت بواسطة في ديسمبر 2 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

1 تعليق لـ “المجلس الوطني حلم قُتل في مهده (3-3)”

  1. Its really very sad to read such aricles the less you can say its irresponsible in misconcepting the facts about the ELL, the Ell never and will never deal with the membership based on their ,religious ethinc or geographic back ground and has always respected the difference within our socieity, Mr, Taher and his likes are having this idea only in their mind, i dout if he has read the documents of ELL which clearly states its for all the Eritreans and particularly for thos who are suffering of the regim, all those who read its documents were embraced the way it was put and believe its a really addition to the struggle of the poeople.

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010