المجلس الوطني يصف ما ورد في خطاب اسياس حول الدستور بأنها محاولات لكسب الوقت

اصدر المجلس الوطني للتغير الديمقراطي ردا حول ما ذكر في خطاب اسياس افورقي في الذكرى الثالثة والعشرين للاستقلال من انفاذ الدستور  داء فيه ما يلي:

لقد صرح الرئيس الارتري اسياس افورقي في كلمته التي القاها بمناسبة الذكري الثالثة والعشرون لاستقلال ارتريا بانه سيكتب دستورا يكون بمثابة خارطة طريق سياسي للدولة الارترية .

لأول مرة منذ اندلاع النزاع الارتري – الاثيوبي يتحدث الرئيس اسياس علنا عن ضرورة وجود دستور للبلاد، وقد ظلت دولة القانون والعدل والحكم الدستوري مجسدة في دستور يصنعه الشعب، كل الشعب ، هما ومطلبا شعبيا منذ ان نالت ارتريا استقلالها ، وان الحديث عنه في هذا الوقت ليس جديدا أو مستغربا ، ولكننا نريد ان نتبين  ان كان هذا الحديث الذي صدر أخيرا عن ديكاتور ارتريا  اي نفع . ولهذا ،  وقبل ان نبدي اي رد فعل تجاه هذا الحديث ، أو نعبر عن فرحتنا او حزننا من هذا الكلام الجزاف، فإننا اولا نود ان نوجه بعض التساؤلات حتي ننطلق من الإجابات عليها الي تحليل يساعدنا الوصول الي قناعة حقيقية عن كنه تصريح الدكتاتور حتي ننبه جماهير شعبنا الذي سئم اكاذيب أساياس افورقي .

  1. هل إن ما صدر عن الدكتاتور من حديث حول كتابة دستور هو ناتج عن ضغوطات تعرض لها ، ام كان دافعه قناعاته الشخصية ؟

أ) لو افترضنا جدلا ان حديثه الأخير نابع عن قاناعته الشخصية ومزاجاته المتقلبة، إذن فكيف يمكننا التوفيق بين تصريحاته السابقة عن الدستور- التي يقول فيها بعدم امكانية الحديث عن دستور قبل حل مشكلة الحدود مع اثيوبيا – وبين كلامه الاخير بعقده العزم علي كتابة دستور؟ فهل تم حل مشكلة الحدون مع إثيوبيا حتي يتحدث عن كتابة دستور في هذا الوقت يا تري ؟ وهل كان الخلل في حديثه السابق بانه لا يصح الكلام عن الدستور قبل حل اشكالية الحدود مع إثيوبيا ، ام إن الخلل في حديثه الأخير عن ضرورة كتابة دستور في حين ان مشكلة الحدود لا زالت قائمة، بل متفاقمة؟؟

ب) في الأعوام التي تلت الحرب الحدودية مع اثيوبيا ، يذكر الارتريون بمرارة وحزن وصف اسياس للدستور المجمد بــ ” قطع ورق صفراء لا غير” استصغارا له ، وظل يقول “إننا نحكم بقانون بدون الحاجة الي دستور، وليس المهم هو كتابة عدة وريقات نسميها دستورا ، بل المهم هو القانون” . اذن ماذا جري الآن لقوانينه التي كان يحكم بها كل تلك الاعوام العجاف عوضا عن الدستور، حتي يبحث الآن عن دستور بعد ان بلغ به السيل الزبي ووصلت روحه الي الحلقوم؟ هل يا تري لم يكن له اصلا اي قانون يحكم به غير مزاجه الملوث ؟ ام انه كان فاقدا للوعي واستيغظ علي لا شيئ فصار  يتحدث عن ضرورة دستور؟

ومهما كان الأمر، وان كان اسياس قد عودنا علي أكاذيبه المتكررة وتقلب مواقفه ومزاجه بين ليلة وضحاها، الا أننا لا يمكننا التساهل في مثل هذه التلاعب بالالفاظ في اسحقاق جوهري مثل استحقاق دستور طالب به الشعب الإرتري من الساعة الأولي لجلاء الإستعمار الإيطالي في 1941.

  1. هناك ايضا موقفين متباينين في معسكر المعارضة فيما يخص الدستور

أ) طرف ظل يطالب بتطبيق دستور1997 المجمد الذي كتب تحت إشرافه

ب) وطرف آخر ظل يطالب بدستور تشترك في صنعه واقراره كل مكونات الشعب الارتري وقواه السياسية والإجتماعية.

ان التصريح الاخير للرئيس اسياس ان دل علي شيئ فانما يدل علي رفض كلا الموقفين للمعارضة معا. حيث يقول للطرف الاول لا أطبق الدستور المجمد الذي تعرفون، بل ساصنع لكم دستورا يحلو لي انا لوحدي ، كما يقول للطرف الثاني لا مكان لكم ، لن تشتركوا في صناعة الدستور الذي تريدون، ولن تقروه، بل أنا ساصنع لكم هذه المرة ايضا دستورا جديدا علي مزاجي بنفس الطريقة التي صنعت بها الاول.

وان لم يكن هناك تفاصيل في خطاب الدكتاتور أسياس تدل علي من سيكتب الدستور ومن سيقره ، فان من السذاجة الاعتقاد بأن ما صرح به في امسية 24 من مايو نابع من كون الرجل قد اعترته توجسات ديمقراطية دفعته الي تبني رؤي تدعو الي إيجاد دستور، وهو يعرف اصلا ان دستورا يصنعه الشعب انما هو حقيقة تؤدي الي نهاية اسياس ونظامه.

سؤال آخر: ولماذا يتحدث الرئيس الدكتاتور في هذا الوقت بالذات عن دستور بعد كل هذه الاعوام العجاف الذي اهلك فيها ارتريا ارضا وشعبا؟  من تجاربنا مع الرجل، أنه قل ما ياتي بشئ من هذا القبيل الا اذا احس بضغط من جهة ما ، او اعتراه خوف يكدر عليه حياته ويهدد نظامه. ولا شك ان قوله الأخير ناتج عن ضغط حقيقي لا مناص له به. ويمننا ان نتسائل ايضا هل هذا الضغط مصدره داخلي ام خارجي؟ ومن البديهي جدا إن الديكتاتوريين من امثاله لا يستطيعون قمع شعوبهم المطالبة بالانتعاق للابد. وقد علمنا التاريخ بان اليوم الذي يقول فيه الشعب الارتري للديكتاتور” كفي” ليس ببعيد. وهناك دلائل كثيرة تؤكد بان شعبنا قد نفد صبره من تحمل كافة اشكال الظلم والاضطهاد الإجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي وقع عليه من قبل النظام . ومن المعلوم ايضا إن الدول الاروبية والمجتمع الدولي اجمع قد ضاق ذرعا من تدفق اللاجئين الارتريين ومن النكبات التي يواجهونها في طريقهم . كما بدئت الشعوب الأوروبية تتذمر من العواقب الإجتماعية والإقتصادية لهذا التدفق إليهم. وان النظام الذي لا يكترث الا لمن يصفق له لإدامة سلطته قد فقد الشباب الذي كان يستغله مما اضطره اللجوء الي تنظيم دمحيت الاثيوبي لحمايته وحراسة افراده. واننا نعتقد بان نظام اسياس الذي اصبح معزولا عن شعبه والمجتمع الدولي صار يئن تحت ضغوطات داخلية من شعبنا الذي لا يركع ولا يهان، وكذلك من المجمتع الدولي الذي صار يري سوءات النظام امامه واضحة جلية من خلال معانات الشباب الارتري الذي يتدفق ويطلب الحماية في دول الجاوار،  ويغامر عبر البحار والمحيطات للإنعتاق من ويلات النظام طالب الامان في ارض غيره.

لقد وصل الامر في بلادنا الي درجة اصبح الشباب هاربا من بلاده لاجئا عنها، بلاده التي يجب ان تربيه وتعلمه وترعاه، وفيها مستقبله ومستقبل ابنائه واحفاده، بلاده التي يجب ان يكون هو أملها وحامل لواء تنميتها وإزدهارها، بلاده التي صار فيها الناس هاربون تتقاذفهم ويلات الغربة واللجوء ، أو منتظرون الهروب رافعين ايديهم الي الأعلي داعين الله أن ييسر الله لهم ذلك ، بلاده التي صارت فيها المدن والقري خالية من الرجال حتي صارت كبار السن من النساء وحدهن من يقمن بدفن موتاهن وحفر قبورهم. لقد ضاقت بالشعب الارتري كل الخيارات ولم يبقي امامه الا الوقوف بصلابته المعهودة صفا واحدا والتصدي للديكتاتور وانقاذ البلاد وبناء إرتريا العادلة النامية، تحت ظل حكم رشيد وفي كنف دستور ديمقراطي يحفظ إنسانية الانسان الإرتري وكرامته.

لقد تعودنا علي الخداع من نظام إسياس ، فمنذ ان تربع علي السلطة في بلادنا في ليلة مظلمة من تاريخنا، فهو يخادع لترسيخ حكم الفرد وتسلطه علي رقاب الشعب واستعباده وإ‘ذلاله وتشريده ، ويقدم الأسباب تلو الأخري للتهرب من إستحقاق حكم الدستور والقانون ، مرة نزاع الحدود هو السبب لتجميد الدستور الذي كتبه بنفسه وحسب مزاجه، ومرة اخري هي مؤامرات الوياني التي اعمته من النظر الي مآسات شعبه، وتارة مخططات امريكا وخباثات السي أي إي هي التي تحول بينه وبين سماع صوت شعبه والانصات الي رغباتهم ومطالبهم، وتارة أخري حسد المجتمع الدولي وغيرتهم علي حكمة أسياس ونباغته ورجاحة عقله هو الذي يعطل السلام والعدل والديمقراطية والتنمية في ارتريا، بل احيانا أخري يردد النظام بدون خجل بان جهل الشعب الارتري بما يصلحه وما لا يصلحه وعدم تمييزه بين ما يضره وما ينفعه هو سبب ترك كل شئ للحكيم حاوي المعارف (يـنــبر- فاليعش الي الابد) الذي لا يعلو عليه شيئ .

واننا نعتبر ان التصريح بكتابة دستور الذي قذف به الرجل في الرابع والعشرين من مايو لا يخرج عن صياغ الخداع الذي عودنا عليه الديكتاتور، وما هو الاَ لإلهاء الشعب في أمل كاذب بدستور لا يعرف متي سيأتي ، في حين يستمر النظام في غيه دون الالتفات لمعانات الشعب وحرمانه. ولو افترضنا جدلا بأن اسياس يعني حقا ما يقوله ، فأنه في الحقيقة يحتاج الي زمن غير قليل لانجاز المهمة ، وذلك بدءا من إختيار هيئة او لجنة  لكتابته،  ثم الزمن التي تحتاجه هذه اللجنة المكلفة لانجاز عملها، ثم الزمن المطلوب لعرض اعمالها علي لشعب حتي يساهم برأيه في البنود المطروحة (مع العلم ان اسياس لم ولن يهتم لمثل هذه الممارسات الديمقراطية المعهودة) واجازته، وغيرها من الاجراءات التي تستغرق زمنا طويلا. ربما كان الديكتاتور بحاجة الي وقت بعد ان ضاق عليه الخناق يراوغ به انتظار لمستجدات تنقذه من مصيره المحتوم.

لقد سئم شعبنا هذه الألاعيب التي يتبعها اسياس لإطالة عمر نظامه وإلهاء الشعب بمثل هذه الوعود الكاذبة. وإننا في المكتب التنفيذي  للمجلس الوطني نؤكد لشعبنا بان انقاذ الوطن والشعب يتحقق فقط بإسقاط نظام اسياس الديكتاتوري وتشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها الجميع تمهد لدستور وطني ديمقراطي يشارك في صناعته واقراره كافة الشعب الارتري.

المكتب التنفيذي

للمجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي

6 يونيو 2014

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=30734

نشرت بواسطة في يونيو 7 2014 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010