المسلمون الأرتريون بين الجلد والنقد
جلد الذات تمارسه بعض الجماعات للتخلص من الألم الداخلى لبرهة من الوقت ، ثم تعاود الجلد ، وتستمر فيه حتى ينال الفرد فيها حتفه ، أما النقد فهو أمر صحي تمارسه المؤسسات والأفراد والهيئات لتقف عند أبرز نقاط الضعف ونقاط القوة في مسيرتها وسيرورتها ، وطبقا لذلك النقد تقوم بتصحيح مسيرتها .
وقد رأينا خلال الفترة الماضية بعض الأقلام تقوم بعملية الجلد المنظم للمسلمين، والنيل من تاريخهم المشرف ، وإثارة الغبارعلى منجزاتهم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ) يقول فيهم ذلك : إحتقارا وإستصغار، او تيئيسا وتضيقا.
المسلمون تشدُ عزائمهم أمجاد الماضي التليد ،و المدمخ بعرق الأجداد،ويحملون اليوم فأل المسلم الصابر ، الذين لايعرف يأسا ولا إنكسارا ، ويدركون أن ذلك من تداول الأيام ، وتقلبات الأحوال، ولا يوجد في الدنيا نجاح لا إنكسار فيه ، ولا إنكسار لا روح فيه ، فالليل يعقبه النهار ، والعسر يتبعه يسر، والشدة يعقبها اليسر .
في التاريخ القديم مرَت ارتريا بأحلك الظروف وأصعبها ، وقد تجاوزت كل أطماع الغزاة ، وتدخلات القراصنة الشُداد ، وفي تاريخها الحديث وهي تلملم أطرافها ، وتنسج ثوب تعايشها ، واجهت حرابا تسعي بقوة لتمزيق نسيجها ، وتشتيت وحدتها ، فاستعصت على كل الضربات ، وواجهت كل المؤامرات ، وخطت طريقها بنجاح ، وكان قدمُ السبق للمسلمين بحمل راية الكفاح ، والسعي للوحدة الوطنية بقناعة تخلوا تماما من أي مداهنة أو مجاملات ، وعندما نالت البلد إستقلالها ، كان الفخر للمسلمين أيضا أن يرفضوا الظلم ، وحكم الفرد ، ويتمسكوا بمبادئ الحرية، والعدالة، والديمقراطية، ولذلك يدفعون اليوم الثمن ، وهو أمر مستحق ، وثمن رخيص لا يغلى على الوطن ، ومن يخطب الحسناء لا يغليها المهر .
اليائسون مذبح العزائم:
يا سادة, ليس العيب في السقوط إنما العيب في أن ترضى بعيش الحفر، والجلوس في الأطلال لندب الحظ والبكاء على ماضي يستحيل إرجاعه ولكن يمكن إصلاحه, من ظنَ أن ينتصر ويبقى في القمة الى الأبد فهذا موهوم وضائع ، ومن ظنَ أن الحق لا ينتصر فهذا ضعيف وقانع .
لولا ضيق المساحة التي رسمتها لكلماتي ، لسردت لكم هنا تاريخ رجال سقطوا ونهضوا ، وأمم إنكسرت ونهضت،ولكن يكفي كل من ضعفت همته أن يقرأ التاريخ ففيه العبر ، ضلَ قوم لايدرون الخبر .
محمد جمعة أبو الرشيد .
Mja741@hotmail.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10075
أحدث النعليقات