المصلحة الوطنية تقتضي إعادة النظر
بقلم: حامد إدريس
ناضل الإرتريون لثلاثة عقود لتحرير الوطن وطرد والإستعمار من أرضهم وقدموا أسمي التضحيات ليحققوا الإستقلال في ال24 من مايو 1991م، لكن تطلعاتهم نحو الحرية والديمقراطية والعدل أصبحت في عالم النسيان بسبب الطغمة الحاكمة لزبانية أفورقي. و أصبح الشعب يعيش أوضاعاُ مزية وحقوقه الإنسانية تنتهك صباح مساء ويجبر على الخدمة الإلزامية المفتوحة والتردي الإقتصادي وسوء الأحوال المعيشية تهلك كاهله وشبح المجاعة يهدد حياته وكذلك الإعتقال و التعذيب والتشرد والقتل.
وفي مثل هذة الظروف تحاول المعارضة الإرترية إنقاذ الوطن من هذا الخطر المتمثل في النظام وما خلقه من واقع مرير يدمي شعبنا مرتين مرة عندما قدم كل ما يملك مهرا للحرية التي لم تتعدى الأرض وثانية عندما يتم إبتزازه الأن ليذهب جهده كله هباء. لقد نجحت المعارضة على توحيد صفوفها رغم بعض العقبات ذات النزعة الإقصائية بسبب التنافس الشخصي على السلطة – كرسي على الهواء – حيث كونت أخيراُ كيان سياسي إرتري جامع بإسم التحالف الديمقراطي الإرتري ضم في البداية 16 تنظيماُ وبعد حدوث وحدات إندماجية تقلص إلى 11 تنظيماُ.
إن كان وجود التحالف بالأسوة الحسنة إلا أنه تعرض بسبب التنافس على كراسي القيادة لإنتكاسة قسمته إلى شطرين إلى حين نجاح المؤتمر التوحيدي ليعود إلى وضعه الطبيعي لكن إصدار حزب الشعب بياناُ بإعلان الإنسحاب عن ملتقى الحوار الإرتري المزمع تنظيمه في يوليو القادم كان بمثابة إنتكاسة جديدة لمسيرة التحالف وقد زادت الطينة بلة الملاسنات الشخصية والإتهامات المتبادلة عبر وسائل الاعلام بين كل من السيد/ ولديسوس عمار رئيس حزب الشعب و السيد/ بشير إسحاق السكرتير العام للحركة الفيدرالية. المحصلة كانت إتساع دائرة الصراع الشخصي ليكون تنظيمي ويتحول بعدها إلى أوسع من ذلك فتمترس كل طرف خلف ما يتمرس خلفه من تكتلات و مبررات حسية ولا حسية وغيرها من العوامل أدت إلى ذلك الإنسحاب بغض النظر إلى طبيعته التكتيكية أو الإستراتيجية، لكنه في كل الاحوال يعتبر خسارة للشعب الأرتري في المقام الأول وللطرفين لأنه ببساطة لا يمكن نجاح إي عمل عام في ظل تخلف أي قوة سياسية مهما كانت الأسباب.
اليوم تبقى ستين يوماُ لعقد الملتقى ولا جديد في موقف حزب الشعب رغم البيان الصادر من التنظيمات العشرة الأخري بالتحالف الذي يدعو الحزب إلى إعادة النظر في الإنسحاب بإعتبار الملتقى قضية وطنية لا تتحمل الإختلاف أو الإنسحاب. إذا لم يغير حزب الشعب موقفه فالأجدى له الإنسحاب من التحالف إذا لم يخف من قطع الإعانة الإثيوبية أو تشريد كوادره … ألخ.إلا اللهم إذا كان يحرص على مصلحته التنظيمية و أصابه فوات نظر من أن يرى المصلحة الوطنية ليساوم بالأولى على حساب الأخرى حتى إشعار أخر.
فإذا كانت المشكلة شخصية ما ذنب الشعب حتى يكون الضحية تحت مبررات تتخفى بإسم العمل العام لتصفية حسابات لا ناقة لنا فيها ولا بعير. الحل عندها إستبعاد كل الشخصيات المتورطة في هذا المضمار زيد كان أم عبيد تسفاى ام كحساى كفانا فقد إنكوينا بهذا سنوات طويلة ومللنا منها.
الفرصة مازالت سانحة أن يعيد الجميع النظر في مواقفه الشخصية أو التنظيمية قبل الملتقى وإلا فإن النتيجة ستكون خسران كبير وعزل من الشعب وحجر يرمى لمصلحة النظام وطعن من الخلف وتنكر للثوابت الوطنية. الشعب الإرتري اليوم ينظر بترقب إلى تطورات الجارية على صعيد المعارضة وما قد يتمخض عنه الملتقى الإرتري للحوار, أليس حرام علينا أن نكسر بخاطره لأسباب ليست بالأساسية فنبدد أماله وضيع الفرصة تلو الأخرى لإنقاذه ونحن قادرون على إنقاذه.
حتى إشعار أخر….
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3516
أحدث النعليقات