المعتقلون الإرتريون { ضميرنا المغيب }
14- ابريل – يوم المعتقل الإرتري
{ سيـــــــــــرة معتقل }
الجد + الأب الداعية الاستاذ \ محمد طاهر محمود حامد مندر
مــــــولده :
ولد الاستاذ المربي والاب الجليل الاستاذ / محمد طاهر محمود بارتريا في منطقة عنسبا- وازنتت في العام 1960م في وسط اسرة كريمة يحفها شغف المعرفة الديني وحفظ القرآن الكريم . كما هو النهج الذي تربي وترعرع عليه الاستاذ حيث بدء ونشأ في حفظ القرآن الكريم في حلوة الشيخ القامة واالمربي الشيخ / محمد علي زرووم , ومن ثم التحق بمعهد وازنتت العريق الذي درس به ثلاثة فصول ليترك الدراسة بعدها ملتحقا بركب الكفاح المسلح بجبهة التحرير الارترية الا ان والده المناضل / محمود حامد مندر/ طلب منه العود ومواصلة تعليمه لأن الثورة احوج ما تكون لمتعليمن اكثر من حاجتها لمقاتلين وحثه علي التعليم .
رحـــــــــــلتة في طلب العلم :
عاد الفتى الثوري الى سلك التعليم وبدء مشوار الهجرة العلمية متجها الي السودان ليبدء مشواره بهمة ، ويلتحق بمعهد النهضة الاسلامي في منطقة خشم القربة وكان ذالك في العام 1979م لينتقل بعدها الي المملكة العربية السعودية لمواصلة الطريق التعليمي حيث درس بها المرحلة المتوسطة والثانوية والمرحلة الجامعية وكان قد تخرج من كلية الحديث الشريف بتقدير امتياز وتم ترشيحه للدراسات العليا بالجامعة الا انه فضل الالتحاق بالركب الجليل من اخوته الدعاة الذين حملو في اكتافهم هم هذا الوطن العظيم وسعو في ان يقدمو له وللشعب كل الغالي والنفيس .فما كان منهم الا ان توجهو الي الوطن وكان ذالك في مطلع عام 1992م حيث توجهو للبلاد لأداء واجب التعليم والدعوة ونشر الفكرالإسلامي الصحيح في البلد الام الذي طالما كان الناس يحلمون بتحريره من العدو حتي يرفعو الجهل عن كاهل شعبهم وامتهم .
نشاطه الدعوي والتعليمي :
بدء الاستاذ رسالته التدريسية بمعهد عنسبا وازنتت الاسلامي بمدينة كرن حيث عمل ورفاقه كمدرسين ومربيين للاجيال بكل مجالات العلوم الشرعية لاسيما الحديث والعلوم الفقهية واللغة العربية والثقافة الاسلامية .كانت هناك للوالد العديد من النشاطات والتي كانت تتمثل في توعية الامة بامور دينهم وزرع روح العلم بين طلابه حيث كانت توكل اليه الكثير من النشاطات الثقافية الاسلامية في داخل المعهد وخارجه .
اسرته :
كان جدي محمود حامد مندر، من أنشط اللجان الشعبية منذ اندلاع الثورة الإرترية ، وكان يقوم بمهام عديدة في خدمة الثورة حيث تعرض للإعتقال ، والتضيق والمطارة في فترات طويلة ، ولما استولت الجبهة الشعبية في المنطقة بعد إنهيار جبهة التحرير بدءوا في مضايقته ، واستجوابه لمجرد انتقاده امور بسيطة ، وفي احد اللقاءات العامة وقف ينتقد تصرفاتهم غير اللآئقة مع الشعب ، وبعد الإجتماع وفي جوف الليل جاءت مجموعة مدججة بالسلاح وطلبوا منه مرافقتهم ، وكانت تلك اللحظة آخر صلته بأهله ، وبعد إستقلال ارتريا انتظرنا اطلاق صراحه في اي وقت ، ولكن يا للأسف لا ندري أين جدي حتى الآن ؟
كنا في حاجة الى جد نتحلق حوله مثل بقية الأسر ، ولكن حرمنا منه من غير أي ذنب جناه … ولم تقف مصيبتنا عند فقد الجد الكريم فقط ، ولكن فقدنا والدنا ، ونحن افراخ صفار … جاء في جوف الليل رجال ، ودقوا علينا الباب بالقوة ، ولما فتح ابي الباب كتفوه يديه ، وعصبوا عينية ، ورموه في عربة ! وانظلقوا به الى حيث لا نعلم … أين انت يا والدي العزيز ؟ كنتَ احن الناس ، واطيب الناس ، وكنت نعم الأب الحنون . ليلة 24/ديسمبر/1994م في حي ( قزاباندا) ليلة مرعبة ماتزال ترعب ذاكرتنا ، وتقلق مضجعنا …. رزق ابي بتوفيق ، ومرتضى ، وهناء ، ورميساء … نحن نشكر امنا ام توفيق التى سهرت على تربيتنا رغم كل المعآناة التى يصعب وصفها … لكن كان الله معنا برعايته ، وحفظه . ولكن انا واخواني نسال النظام الإرتري اين جدي المناضل ؟ وأين ابي الداعية ؟
من حقنا ان نعرف مصيرهم ، ومن حقنا ان نعرف جريمتهم . ومن حقنا ان نطالب بمحاسبة ومعاقبة من سلبهم حق الحياة ، وتسبب في تشريدنا ، وحرماننا من حنان الجد ورعاية الأب .
بقلم / توفيق محمد طاهر مندر
ابن المعتقلين الجد والأب
2016م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36930
أحدث النعليقات