المغترب والوطن
بقلم / ود قماط
يبدو أن إدارة شون المغتربين والجوازات الإرترية هي الأخرى مغتربة وتبحث عمن يحل مشاكلها في الداخل والخارج ما أسوأ أن يعيش المرء حياته خارج الوطن – فيما ينظر إليه الآخرون على أنه الورقة الرابحة والصيد الثمين !
منذ اندلاع الكفاح المصلح والمهاجر الإرتري ثروة وطنية يعتز بها الوطن من خلال دعمه ومشاركته في النضال مادياً ومعنوياً خلال فترة النضال ليزداد هذا الاعتزاز بعد تحرير الوطن في حين شاركوا المغتربين ولازالوا يشاركون في مسيرة البناء والتعمير .
وبعد انهيار التحالف الهش الذي كان بين اسمرا واديس ابابا واندلاع الحرب بين البلدين ازدادت هذه المشاركات وَدَرَتْ على النظام بفوائد كثيرة حتى قامت إدارة الجوازات بزيادة الضريبة وأدخلت فيها الحكومة طريقة نهب جدية ومبتكرة وهي 1ـ صندوق دعم للحرب 2ـ صندوق مكافحة الجفاف 3ـ صندوق أمانة الشهداء 4 ـ صندوق إعادة إعمار الوطن هذه الصناديق الذكية المبتكرة بكوادر من الشعبية المبتدعين ما هي إلا عملية نهب وسطو على جيوب المغتربين .
فأنا شخصيا أحجمت واعتكفت بعد انهيار جدار جبهة (بادمة) لأنني اكتشفت بأن الأسلحة الذي كان يتسلح بها الجيش الإرتري أسلحة قديمة جداً كانت في مستودعات نظام منجستو ومقاتلي جبهة التحرير الإرترية فكتابات مكتوبة بالخط العربي على الرشاشات مثل " شيدلي" ومنجوس " وبليناي "بارياي " دنكلي"و ربعْ .. الخ" كانت الشاهد ـ وهنا تأكدت بأن النظام لم يقوم بتسليح وتجهيز وأعداد الجيش كما سلحت أثيوبيا جيشها بأحدث المعدات الخفية منها والثقيلة وحتى تعاقدت أثيوبيا مع خبراء عسكريين أجانب ، كما طنشت أيضاً صندوق الجفاف بأن هناك أنباء مفادها ان سكان محافظة ( ادوبحا ) بدءوا إلى النزوح بعد الجفاف الذي ضرب تلك المحافظة وكما جفت "عيلَ بابُو" الذي أهداها المواطن التنزاني صديق الشعب الإرتري علي بابُو لسكان أدوبحا ، وهناك أيضا شهود عيان بأن مدينة كرن ثاني مدينة إرترية بعد العاصمة اسمرا تعاني من شح المياه وأن سكانها بدءوا بجلب المياه من مدينة حقاز المجاورة وهناك أيضا حوادث طرق يومية بين طريق كرن اسماط وافعبت نقفة يروح المواطن ضحيتها فأين مسيرة الأعمار ؟.
فكل ما نشا هده في تلفزيون دولتنا ما هي إلى عملية دعائية لفلم هندي الذي كنت أقلد أبطاله عندما كنت في سن المراهقة ـ فأثناء الجولة الأولى من الحرب بين اسمرا واديس حلف واقسم السيد الرئيس اسياس بان خروج القوات الإرترية من بادمه يعتبر عدم خروج الشمس مرة أخرى .! كما قاموا الفنانون الإرتريين بحملة غنائية واسعة فمثلا غنى لنا الفنان إدريس محمد على أغنية ( شكناه لكر ديب مدرنا إساة إب إسات نأقسنا ـ بتجرى ) وكما غنى الفنان ودتخول أغنية
( إذوم سبات منيوم بتجرنية ) والفنانة حجيتن مندال ( يلل يلل ول عقر حمد برل بالبلين) والفنان أحمد ود الشيخ ( بلوم بلوم ) وبعد دخول الأثيوبيين في عمق أراضينا قلب الفنان أحمد أغنيته إلى سبر ود وشعبي ، كما سمعنا أغنية الفنان موكنن "بيتوبيتو" ( حج دو حيشِْ ويْ ويْ حج دو حيشْ ) وهذه الأغنية أهدوها الأثيوبيين لمدة ثلاثة أيام بعد انهيار جبهة بادمه لكل من وزير الدفاع الإرتري سبحت والجنرال عمر طويل والجنرال قر اذقهير (وط) والجنرال فليبوس ولكافة أفراد قوات الدفاع الإرترية وقام التلفزيون الأثيوبي ببثها لمدة ثلاثة أيام وأيضا إذاعة دمط وياني تقرايْ لهذه الأغنية الذي غناها الفنان المعروف مكُننْ "بيتوبيتو" ، وهكذا انكشف لنا القناع من وجه النظام لنرى وجهه الحقيقي . فلنعد إلى موضوعنا الأساسي قبل شهر سرحت إدارة الجوازات الإرترية بتسهيل كل إجراءات الدخول والعودة للموطنين الإرتريين المقيمين في المهجر وأعفت في بيانها كل المغتربين الذين خرجوا من البلاد بطريقة غير شرعية بعد محاسبهم لمخالفتهم قانون الهجرة فهل هذا حباً للمواطن المشرد الذي يدفع فواتير الحرب ؟ هذه خدعة جديدة مفبركة لنيل من هذا المسكين المقلوب على أمره .
وهنا أذكر الخدعة الذي قام بها نظام منجستو هيل ماريام في الثمانينيات للمغتربتين الأثيوبيين حيث قام النظام بعد إفلاس خزينته بتقديم تنازلات وتسهيلات للمغتربين وقامت فرقة فنية أثيوبية يتقدمها الفنان الكبير محمود أحمد ـ والفنان طلاون قسسى ـ والفنانة حمل مال ابادي ..الخ .. بجولة دعائية في الدول الأوروبية وأميركا وتغن الفنان محمود أحمد بأغانيه الحماسية وذكرهم بالزقن ، وكسرة الطاف ، ومزارع البن في هرر والجمال الساحر في شوا وهكذا تحركت فيهم المساكين مشاعر الحنان والاشتياق للوطن ووعدهم النظام بتسهيلات في مجال الاستثمار والتعليم لأبنائهم وخصصوا لهم منطقة "بولة" الواقعة قرب المطار وهو من الأحياء الراقية ليسكنوا فيها ، وبعد فترة من عودتهم اكتشفوا الخديعة وخرجوا في مسيرة ليست ضد الدول بل ضد الفنان محمود أحمد الذي حرك فيهم مشاعرهم الوطنية وتوجهوا إلى أستديو" Studio " الفنان محمود أحمد الواقع في قلب العاصمة أديس أبابا وقاموا بإحراق أكبر أستديو في أثيوبيا .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5933
أحدث النعليقات